دعا العراقيين إلى تناسي الخلافات والماضي وتوحيد كلمتهم من أجل بلادهم

محمد الحكيم: نتمنى عودة العلاقات مع الكويت أفضل مما كانت عليه

تصغير
تكبير
أكد المرجع الديني العراقي السيد محمد سعيد الحكيم ضرورة ان يفهم الشعب العراقي الواقع الذي يعيش فيه بعد سنوات من انهيار النظام الصدامي، مشيرا الى ان السلبيات التي أفرزها ذلك النظام والتركة التي خلفها «جدير بأهل العراق ان يحسنوا التصرف ازاءها ومن اهمها الثارات السابقة والحقوق المهضومة».
وقال السيد الحكيم لوفد جمعية الصحافيين الكويتية الذي زار مدينة النجف الاشرف اخيرا انه بعث برسالة الى الشعب العراقي بعد تحريره من نظام الصدامي دعا فيها الشعب العراقي الى فتح صفحة جديدة يتم من خلالها غض النظر عما حصل في عهد نظام صدام وتناسي الماضي البغيض والحذر من تعجل الامور قبل اوانها واسراع كل شخص لما يريد خوفا من ردود الفعل السيئة والمضاعفات الخطيرة التي قد تجر الى فتنة عمياء لا أول لها ولا آخر».
واوضح في رسالته ان العراق قد جمع طوائف مختلفة في الدين والمذهب والقوميات «وهو امر واقع فرض نفسه علينا.. لذا يجب الاعتراف به والتعايش معه بالحكمة وحسن التصرف على نحو يجنب الجميع المشاكل التي تفرزها الخلافات والمشاحنات».
واشار الى ان الخلاف مهما بلغ بين الفئات والطوائف شدة وحدة «فليس من الحكمة الغاء بعضها لبعض وتجاهلها والتعدي عليها وهضم حقها».
وقال إن في ذلك «ظلما للحقيقة وسببا» لتعصب الطرف الذي يتم تجاهله، ودافعا الى تأجيج العواطف واستحكام العداء والحقد وثغرة ينفذ منها الأعداء الذين يتربصون بالعراق الدوائر».
وأكد السيد الحكيم مجددا «ان على اهل العراق واجب هو الاعتراف بواقعهم والتكيف معه بالاحترام المتبادل بين الجميع وحسن المخالطة والمعاشرة واعطاء كل ذي حق حقه».
وقال ان بين أكبر طائفتين في المجتمع العراقي (السنة والشيعة) من الأصول المشتركة في الدين والعقيدة «مايلزم احترام المال والدم ولهما من الاهداف المشتركة في الدعوة الى الله ورفع كلمة الاسلام ودفع الاعداء ما يلزمهما توحيد كلمتهما وتناسي خلافاتهما لا سيما في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها الاسلام والمسلمون».
وطالب الحكيم في رسالته اهل التعقل والاخلاص من الطائفتين «سلوك الطرق العقلانية في التعايش والتحاور والتعاون، وهذا ما يجب ان تفعله كذلك اكثر الانتماءات الاخرى العرقية فيجب عليهم تخفيف حدة الخلاف وتوحيد كلمتهم من اجل العراق».
وقال «ليس من الطائفية تمسك كل فئة بما تختص به من عقائد وممارسات وشعائر والتزامها بذلك بل هو عبارة اخرى عن الالتزام بالدين وتطبيقه عمليا والتفاعل معه».
وأضاف «إنما الطائفية الممقوتة هي التعدي على الاخرين وهضم حقوقهم ومنعهم من ممارساتهم وخنق حرياتهم فيها وكذلك الحال في التعصب العرقي او غيره».
وقال إن «من السمات البارزة في نظام صدام الاستهانة بالدماء وانتهاك حرمتها وقد ألف الناس ذلك بطول المدة حتى خف وقعه عليهم، وعلى الناس ان ينتبهوا لذلك ويتجردوا من مخلفات الماضي البغيض ويحذروا من التورط في الدماء بقول او بفعل».
وأشار الى العقاب الذي يتحمله «الاعلام الكاذب في التغطية على الظالمين وتبرير جرائمهم»، مبينا «ان كان الظالم يتحمل مسؤولية القيام بالجريمة والمباشرة لها فان باقي الناس بتصديقهم إياه وعذرهم له يتحملون مسؤولية الرضا بها، وهذا يستحق غضب الله تعالى ونكاله».
ورحب السيد الحكيم بالوفد الكويتي متمنيا ان تعود العلاقات بين الشعبين العراقي والكويتي الى وضع أفضل مما كانت عليه في السابق.
وفي لقاء آخر للوفد الكويتي جمعه ونائب امين عام مؤسسة شهيد المحراب السيد حسن الحكيم استذكر نشأة المؤسسة على يد شهيد المحراب آية الله العظمى المرحوم السيد محمد باقر الحكيم اثر عودته للعراق.
وقال إن المؤسسة «تهدف الى الدعوة الى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة وكذلك الدعوة الى الوحدة ونبذ الفرقة والتعايش السلمي بين الاديان والمذاهب والقوميات والثقافات الأخرى وبث روح التسامح والمحبة والاخوة والمساواة».
وأضاف «كما تهدف مؤسسة شهيد المحراب الى التصدي للأفكار المنحرفة والمتطرفة ونبذ التطرف الديني وتعبئة الناس ضد الارهاب بكل صوره وإلى الحوار بين الديانات السماوية وتدعيم التكامل والسعي للتنسيق بين المؤسسات المتخصصة في مجالات التربية والتعليم والثقافة والفكر المعتدل في العالم تدعيما للتضامن».
وأوضح السيد حسن الحكيم ان المؤسسة «تسعى جاهدة للدفاع عن الإسلام المعتدل ورد الشبهات والافكار الدخيلة والدفاع عن حقوق المرأة وحريتها وكرامتها والاهتمام بالشباب والناشئة ومكافحة الامية والجهل وتبني مشاريع الاغاثة الانسانية».
وأشار الى عدد من الوسائل التي تنتهجها المؤسسة لتحقيق اهدافها ومنها النشاطات الجماعية الثقافية والفكرية واقامة المعارض الفنية والادبية والفكرية والمسرحية والمعارض الثقافية للكتاب والانتاج العلمي والمهرجانات الترفيهية والمسابقات العلمية والفكرية والثقافية.
وأفاد «كما أنشأت المؤسسة مؤسسات خاصة في مجال الرعاية الفكرية والاجتماعية ومشاريع اقتصادية على المستوى الحرفي واتحادات تجمع النخب المثقفة والطبقات الاجتماعية الاخرى وعقد المؤتمرات المتخصصة، ومنها المؤتمر الخاص بدارسة الواقع النسوي في العراق والجاليات في الخارج وكذلك مؤتمر بشأن اشاعة فكر التسامح والحوار بين الديانات اضافة الى مؤتمر للتصدي الفكري للارهاب والعوامل المشجعة على ظهوره».
بدوره، دعا محافظ النجف الاشرف سعد ابوكلل خلال اللقاء مع وفد جمعية الصحافيين الشعب الكويتي الى «زيارة العراق والعمل على تجديد العلاقات بين البلدين والشعبين على جميع الأصعدة لا سيما الاجتماعية».
ورحب ابوكلل بزوار العراق والنجف الاشرف من اهل الكويت، مشيرا الى الفرص الاستثمارية الواعدة التي تحفل بها محافظته وسائر مناطق ومحافظات بلاده «وهناك مشاريع كويتية قائمة حاليا ومنها تطوير مطار النجف».
ومن جانبه، أشاد رئيس الوفد الكويتي عدنان الراشد بالحفاوة التي حظي بها أعضاء الوفد من قبل اشقائهم العراقيين، مستذكرا الدور الذي لعبه شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم في اعادة اللحمة بين البلدين على جميع المستويات الحكومية والشعبية.
وقال «لانزال نستذكر الزيارات التي قام بها السيد الحكيم رحمه الله للكويت في شهر رمضان من كل عام والتي التقى خلالها بالقيادة السياسية وكبار المسؤولين ورئيس مجلس الأمة والديوانيات ومساعيه الحثيثة والجادة لإعادة العلاقات مع بلاده». وأضاف ان زيارة وفد جمعية الصحافيين الكويتية كانت الثمرة التي نتجت عن تلك المساعي، مؤكدا اهمية ان يترجم العراقيون رغبات قيادتهم السياسية في اعادة العلاقات بين الشعبين من خلال مبادرة وفود من مؤسسات المجتمع المدني العراقية بزيارة الكويت والالتقاء بنظرائهم هناك.
وافاد الراشد أن «أفضل سبيل لاعادة اللحمة بين الاشقاء العرب هي الزيارات المتبادلة وفتح حوار مباشر بين مفكريها وإعلامييها».
يذكر ان وفد جمعية الصحافيين الكويتية ضم في عضويته فاطمة حسين والدكتور عايد المناع والدكتور عبدالواحد الخلفان وخالد بورسلي وعدنان المضاحكة ومنى ششتر وخديجة عبدالله وعماد مرتضى.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي