ثمن الغرام المحلي 50 ديناراً والمستورد يصل إلى 90... وتأثيره أقوى 200 مرة من الحشيش والماريجوانا
الكيميكال... صانع المجرمين
الكيميكال... المخدر الذي يتخفى بصور الأعشاب وعلب الشاي
أحمد الشطي
«الراي» أول من أثار موضوع مخدر الكيميكال أو السبايس في فبراير 2015
عايد الحميدان
خضر البارون
تصنيع المخدر محليا أصبح سهلاً بخلط أعشاب مع مواد كيميائية وأخرى سمّيّة
يجهز على شكل سيجارة وتأثيره يبدأ بعد 20 دقيقة فيشعر المتعاطي أنه «سوبرمان»
أحمد الشطي: الشباب المستهدف الأول لأن هامش المخاطر عندهم أعلى ولديهم فضول التعرف على الأشياء الغريبة
المتعاطي ينحو باتجاه سلوك إجرامي ومشاجرات
خضر البارون: المخدر ينتشر بين أبناء الأغنياء لتوفر المال وانشغال الوالدين عنهم
الديوانية كلمة السر في اكتشاف الابن المدمن ... وهذه مسؤولية الوالدين
64.8 في المئة من الطلبة ترى أن وسائل التكنولوجيا الحديثة لها دور كبير في انتشار تعاطي المخدرات
يجهز على شكل سيجارة وتأثيره يبدأ بعد 20 دقيقة فيشعر المتعاطي أنه «سوبرمان»
أحمد الشطي: الشباب المستهدف الأول لأن هامش المخاطر عندهم أعلى ولديهم فضول التعرف على الأشياء الغريبة
المتعاطي ينحو باتجاه سلوك إجرامي ومشاجرات
خضر البارون: المخدر ينتشر بين أبناء الأغنياء لتوفر المال وانشغال الوالدين عنهم
الديوانية كلمة السر في اكتشاف الابن المدمن ... وهذه مسؤولية الوالدين
64.8 في المئة من الطلبة ترى أن وسائل التكنولوجيا الحديثة لها دور كبير في انتشار تعاطي المخدرات
في 3 أيام قضى على 5 شبان، ويستمر مسلسله الذي يشكل أحدث ما شهده عالم المخدرات في الكويت، ولا سيما أنه أصبح يتميز بالصناعة المحلية التي تجنب مجرمي ترويجه مخاطر الاستيراد وانكشاف الأمر في المنافذ.
إنه مخدر «الكيميكال» الذي أصبح ينتشر بين الشباب، ولاسيما المراهقين بشكل يقرع جرس الإنذار، خصوصاً بعد ما نشرته «الراي» أخيراً عن وفاة خمسة شباب قضوا خلال ثلاثة أيام بسبب تناول المادة المخدرة التي أصبحت مجرمة قانونا، بعدما اعتمدت وزارتا الصحة والداخلية إدراج مادة «الكيميكال» المعروفة «بالسبايس» المخدرة ومشتقاتها ضمن جدول المؤثرات العقلية والمخدرات وأن حيازتها أو تداولها أو كل ما يتعلق بذلك جناية يعاقب عليها القانون، فيما توجه الانتقادات للجهات المعنية بعدم التحرك الفعال لإنقاذ الشباب من تجار هذا السم، ولاسيما المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «غراس».
مصدر أمني أكد لـ«الراي» أن مخدر الكيميكال أصبح في الفترة الأخيرة يصنع محليا، حيث تقوم مكوناته على مجموعة اعشاب تخلط بمواد كيميائية، تشكل على صورة سيجارة ليتم تعاطيه بالتدخين، حيث يتم خلطه مع التبغ الخاص بالسجائر ووضعه في ورق اللف، أو يدخن مباشرة بورق اللف من دون إضافة، ويبدأ مفعوله بالظهور خلال 20 إلى 40 دقيقة، حيث يشعر المتعاطي بالطاقة العظيمة التي تتخلل جسده، ويظن نفسه رجلا خارقا.
وقال المصدر إن المخدر الذي اصبح يصنع محليا، يباع على أنه مستورد، ولاسيما أنه أصبح المخدر السائد بالكويت حاليا، وعليه طلب رهيب من قبل المراهقين من ذوي الاعمار بين 16 و27 عاما، وقد أدى في الفترة الأخيرة إلى وفاة كثير من متعاطيه لتأثيرة مباشرة على القلب وإتلاف خلايا المخ، وبين ان المتعاطي يمكن أن يتناول الكيميكال مع اي مخدر اخر، عكس بقية المخدرات التي تؤخذ منفردة.
وأضاف ان الكيميكال المستورد يأتي عبر الشحن الجوي باستخدام البريد السريع، حيث يتم إخفاؤه بين موجودات داخل الطرود، مشيرا إلى انه بعدما ادرج في الكويت على أنه مادة مخدرة ومجرمة، تغيرت طريقه الاستيراد جوا، حيث أصبح يأتي على شكل علب شاي أو أعشاب، بينما هو في حقيقته كيميكال مركب كامل جاهز، ضاربا مثلا على ذلك بالشخصية الفنية المشهورة التي ضبطت وهي تهرب المخدرة، حيث كان يأتي بها من اوروبا على أنها شاي. كما يمكن أن تأتي على شكل أعشاب دون إضافات، ويتم في الكويت تركيبها بإضافة مواد كيميائية وأخرى سمّيّة لتصبح على شكل مخدر، وعند وصولها للتاجر تغلف وتوضع باكياس بوزن جرام واحد لكل كيس، وبين أن أكثر الجهات لمصدر الاعشاب من الصين وبعض دول اوروبا.
ولفت إلى أن سعر كيس الكيميكال الذي وزنه جرام واحد فقط يتراوح بين 30 و50 دينارا إذا كان محلي الصنع، أما إذا كان مستوردا فيصل إلى 90 دينارا، وأشار إلى أن تاثير الكيميكال اقوى 200 مرة من الحشيش والماريجوانا كمخدر يتم تعاطيه عن طريق التدخين مثلها، مبينا ان بعض الحالات أدت إلى «أفردوز» وموت سريع جراء تعاطي الكيميكال.
وذكر المصدر أنه عند سؤال الشباب عن سبب التعاطي والإدمان، يكون الجواب الواحد، وهو أنهم يشعرون بالفراغ، وأنه يشعرهم بالجرأة والتنمر والقوة وعدم الخوف من شيء.
في الجانب الصحي للقضية، أكد الناطق الرسمي لوزارة الصحة والمدير العام لمشروع «غراس» الدكتور أحمد الشطي أن مروجي المخدر يستهدفون شريحة الشباب في المقام الاول، لاسباب عديدة منها ان هامش المخاطر عندهم اعلى حيث لديهم حب الفضول والتعرف على الاشياء الغريبة وتعويض كثير من القضايا والصور الذهنية الوهمية في ان المخدرات توصلك لمرحلة الرجولة والقدرة والثقة بالنفس والتغلب على المصاعب والتحليق خارج الواقع.
ولفت الشطي في تصريح لـ«الراي» الى الاثار السلبية المترتبة على تعاطي المخدرات من سلوك اجرامي او انتحار ومشاجرات والتأثير على القدرة الجسمانية والبدنية والنفسية ودمار خلايا الجسم والمخ بصفة خاصة، مشيرا الى ان الخطر الذي ياتي من تعاطي الكيميكال أيضا ياتي من عملية الخلط بحيث ان الخلط المحلي من مواد مثل اللوتس ومواد كيميائبة أخرى بجرعات مختلفة يقود رغبة المتعاطي بعد فترة في الوصول الى الانفصال عن الواقع والتحليق في تهيئاته وهلوساته التي قد لا يتحملها الجسم ومن ثم تكون الوفاة.
وردا على انتقاد غياب المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «غراس» أكد الشطي الذي يشغل منصب مدير المشروع ان غراس مبادرة مجتمعية كويتية عمرها 3 عقود من الزمان وحققت اعترافا دوليا بها واقليميا ومحليا من خلال الفكرة والمبادرة والابداع ومخاطبتها لشريحة الشباب من خلال حملاتها المعروفة قبل ان تكون هناك منهجية ودلائل ارشادية من منظمة الامم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات
واكد الشطي ان استمرارية هذا العمل يحتاج الى دعم وعدم التوقف عند ردود الفعل والجهود الذاتية من هنا وهناك حيث من المؤلم ان خلال هذا الشهر المبارك سقوط ضحايا جراء جرعات زائدة أو آثار مدمرة لمواد مخدرة مثل الكيميكال مشددا على ان يجب ان تقرع نواقس الخطر، واشار الى ان الوفاة تنجم عن تعاطي مواد اخرى وفي الغالب الهيروين لكن بالتاكيد هذا لايقلل من خطورة الكيميكال الذى بدا انتشاره بشكل سريع.
ولفت الى ان غراس اتجه أخيراً الى الاستدامة من خلال التركيز على الشباب من خلال العمل على ايجاد مدربين ومثقفين لاقرانهم بالتعاون مع «مونتري العربية» لتنظيم سلسلة من الدورات والخرجين، حيث بلغ الخريجين نحو 100 شخص ما بين مدرب ومثقف وبدأنا نسمع عن انشطتهم المتنوعة في المدارس والكليات والجامعات ومراكز تنمية المجتمع واماكن العمل لتدريب الشباب ومحاولة اكسابهم مهارات للتعامل مع اغراءات الوقوع في مصيدة المخدرات وغدر المروجين واكساب الاجراءات الاحترازية الوقائية المبكرة لحمايتهم من الوقوع في تلك المصيدة،
وشدد على ان التعامل مع مكافحة المخدرات ينبغي ان يكون عبرمنهجية وتكامل للادوار اكثر من احتكارها، وان من الخطا ان تعقد اى هيئة او مؤسسة او فرد ان يملك كل المعلومات وكل القدرات التي يجب ان تتم كل الامور من خلالها. وكشف ان هناك برنامجا طموحا الآن تدفع له ملايين مع منظمة الامم المتحدة في الكويت ويفترض ان نرى خيره في القريب العاجل، متمنيا ان يكون بالتعاون مع الجهات القائمة اصلا في الساحة المحلية والسعى من خلالها لتطوير وتقنين المهارات والقدرات لاستهداف الشرائح الشبابية في كل مكان وتقليل وقوعهم في مصيدة المخدرات.
واوضح «اننا نهدف الى بناء سور قيمي يحمي المجتمع من آفة المخدرات وتكوين مصدر توعوي طويل الامد يحقق مفهوم الاستمرارية في التأثير الوجداني وصياغة خطاب اعلامي جديد يحاكي طبيعة الشرائح المستهدفة وعوامل التأثير فيها وتوفير ادارة علمية للمجتمع تمكنه من قياس قدرته على حل مشكلة المخدرات وايجاد مرجعية معرفية لافراد الاسرة تمكنهم من التعامل مع المشكلة والتصدي لها مبكرا وتحقيق البعد التكاملي بين الجهد الرسمي والاهلي في مواجهة المخدرات وابراز دور الجهات الاهلية المتصدية لآفة المخدرات».
وحول مدة تاثير الكيميكال على المتعاطي، اكد انها تختلف وفقاً للكمية التي يتعاطاها الشخص والحالة الصحية له، ولكن ما أكدته الدراسات أن تأثير هذا النوع من المخدر قد يتملك الشخص المتعاطي حتى 12 ساعة تقريباً.
وردا على تساؤل حول زيادة المخدرات وتطورها كل يوم برغم الجهود المبذولة لمكافحتها، اكد الشطي ان المخدرات واحدة من القضايا المؤرقة لضمير الانسانية على مستوى العالم وبحسب تقرير الامم المتحدة الصادر عام 2008 فان ما يقارب من 5 في المئة من سكان العالم يتعاطون المخدرات، كما ان التقرير يبين ان تجارة المخدرات تمر عبر 172 دولة حول العالم ولا تقتصر المخدرات على نوع واحد فقط بل تتنوع وتختلف ما بين مخدرات طبيعية وتخليقية ومصنعة مثل الكيميكال. مع ملاحظة ان الاحصاءات الدولية تؤكد ان من بين 10 ضبطيات للمخدرات يتم ضبط واحدة فالضبطية التي يتم ضبطها اليوم بعد يومين نسمع عن غيرها.
وفي الجانب الاجتماعي للقضية اكد استاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون ان سبب انتشار مخدر الكيميكال بين فئة الشباب، ولاسيما ابناء الطبقة الغنية يعود الى توافر الاموال لديهم التي تعتبر احد اهم وسيلة لجلب المخدرات والمؤثرات العقلية بالاضافة الى انشغال الاب بأمواله وتجارته والام اذا كانت مخملية بأحوالها باعتبارها سيدة مجتمع فيتخلى الوالدان عن دورهما في ضبط وتربية الابناء وغرس القيم والتحدث معهم.
وقال البارون انه امام كل هذه العوامل يجد الشاب نفسه وحيدا ومنعزلا عن اسرته في هذا الجو العائلي وبالتالي يلجأ الى زملائه فيرشده رفاق السوء على هذا النوع من المخدرات بينما الاصل في العملية التحاور مع الابناء والتعرف على مشكلاتهم ومعاونتهم على حلها كما ان الشاب بدوره يحتاج من يرعاه ويوجهه مع ملاحظة ان اغلب ابناء العائلات الثرية لديهم وقت فراغ كبير مع غياب الموجه فيتجه الى المخدرات حتى ينتشي بها.
واضاف ان الشاب المدمن يبدأ بتجربة من صديق السوء او المروجين نتيجة اغرائه بكلام طيب عن المخدر ويزينه له انه يعطي قوة ونشاط وينسي الشخص مشكلاته ويرفعه الى جو من الفرح والوناسة، ثم بعد الادمان يتحول الموضوع الى ابتزاز واستنفاذ كل ما في جيبه. ولفت الى ان انتشار الكيميكال خطر جدا على الفرد والمجتمع، فهي تؤثر على العقل والقلب والاجهزة التنفسية بالجسم وتدمر كافة خلايا الجهاز العصبي فيفقد المخ اتجاهاته ومعلوماته فيسبح في عالم غير واقعي.
وبين انه بالتفتيش خلف ابنائهم في الديوانية يفترض ان يكتشفوا رائحة الكيميكال لأن رائحته قوية لكن الحالات الخمسة التي توفيت نتيجة الكيميكال ماتوا جميعا نتيجة انه لم يتم اكتشافهم إلا عقب وفاتهم. وحذر من مغبة ترك الابناء دون بناء علاقة وثيقة معه فلابد من متابعة الابناء. وعند اكتشاف ان الابن يتعاطي مخدرات يجب ابلاغ المسؤولين لكي يتم القبض على تجار ومروجي المخدرات والاستعانة بوزارة الصحة التي لديها مركز لعلاج المدمنين وكسب الابناء والتقرب منهم وليس معنى انه أدمن ان القيه على قارعة الطريق ليلقى مصيره المجهول في طريق الادمان بل بالعكس يجب ان اغمره بالعطف والابوة والامومة لأنه انحرف نتيجة حرمانه منها.
أضواء على المخدر القاتل
أعراض إدمان الكيميكال
• اضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي ورغبة في القيء.
• عدم القدرة على التركيز والانفصال التام عن الواقع.
• نوبات من الهلوسة السمعية والبصرية.
• عدم القدرة على تقدير المسافات، لذلك فأغلب متعاطيه يرتكبون حوادث سير كثيرة.
• ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
• نوبات شديدة من الهذيان عند تعاطي جرعات عالية.
• نوبات من التشنجات العصبية.
• نوبات قلق وفزع وجنون عظمة.
مواجهة العرض... والطلب
أكد الناطق الرسمي لوزارة الصحة الدكتور أحمد الشطي ان السيطرة على المخدرات تحتاج الى تضافر الجهود في خفض العرض والطلب، لافتا الى ان خفض العرض مسؤولية الداخلية ورجال الامن ورجال مكافحة المخدرات، أما خفض الطلب فهو مسؤولية كل اللجان العاملة لنشر التوعية بحيث يرتقي المستوى والثقافة العامة، بان المخدرات خطر ولابد من التعامل معه بجدية من خلال نشر المعلومة في مرحلة أولى، ثم الانتقال الى ان تصبح معتقدا بالضرر والاثار السلبية للمخدرات ومن ثم التحول الى سلوك صحي ايجابي.
لهذه الأسباب... الكيميكال خطير
ذكر الشطي ان خطورة هذا النوع من المخدرات تكمن في العديد من العوامل، أهمها:
* زيادة فترة تأثير المخدر على المتعاطي، بعكس الأنواع الأخرى من المخدرات التي لا تتعدى فترة تأثيرها الساعتين تقريباً، ما يزيد من احتمالية ارتكاب الجرائم، دون أن يشعر المتعاطي، والتي غالباً قد تصيب المقربين إليه.
* يعطي إحساسا مفرطا بالطاقة، ويمنح المتعاطي اعتقاداً أن بداخله شخصا خارقا للعادة.
* انخفاض سعره مقارنةً بالأنواع الأخرى من المخدرات، ما يجعله يجذب نسبة كبيرة من الشباب والمراهقين.
لماذا هو صانع القتلة؟
حول حقيقة المخدر بين الدكتور أحمد الشطي، انه مخدر من نوع جديد، يطلق عليه البعض صانع المجرمين والقتلة حول العالم. وقد جاءت هذه التسمية نتيجة الأضرار والأخطار الفتاكة التي لا تلحق بالمتعاطي فحسب، إنما أيضاً تعود نتائج تعاطيه الخطيرة على الأسرة والأصدقاء، وربما أي شخص قد يصادفه أثناء يومه.
وأضاف الشطي أن خطورة مخدر الكيميكال الشديدة لأنه يعتبر أحد أنواع المخدرات المصنعة كيميائياً، وتعتمد طريقة تصنيعه على كوكتيل من خليط من الأعشاب ، مضافاً إليها بعض المركبات الكيميائية الأخرى.
الديوانية... وكر التعاطي الآمن
أوضح الدكتور خضر البارون ان تناول المخدرات انتقل من السيارات والشوارع الى الديوانية، لأنه من النادر ان يستطلع الاب او الام ما يدور في ديوانية المنزل ان كان لدى ابنائهم اصدقاء وربع، لعوامل مختلفة، فتتحول الديوانية الى وكر مخدرات بحكم انه مكان غير مشبوه ولا يمكن ان تأتي إليه الشرطة بلا إذن من النيابة.
علامات المدمن
ذكر البارون أن هناك علامات لتناول المخدرات تظهر على الشاب، منها فقدان الشهية والبقاء في الديوانية لساعات الصباح الاولى. والسهر خارج البيت والنوم لاوقات طويلة تصل ليوم كامل، والشره والإلحاح في طلب الاموال واللخبطة في الكلام ووجود سوائل من انفه وفمه وزرقة في الجلد، وهذه كلها أعراض تدل على تغير سلوكيات الأبناء.
دراسة حذّرت من مواقع تواصل تشجع على تعاطي الكيميكال وتعلّم كيفية صنعه
18 في المئة من طلبة المدارس «تخدّروا»
فيما حذّرت بعض الدراسات من خطورة مخدر الكيميال وتأثيره السلبي، وهو ما يطلق عليه البعض صانع المجرمين والقتلة حول العالم، بسبب الاضرار والاخطار الفتاكة التي تتجاوز المتعاطي، إلى الاسرة والاصدقاء، أفادت دراسة كويتية بأن نحو 18.65 في المئة من طلبة المرحلة الثانوية بفروعها المختلفة جربوا المخدرات ، وهو مؤشر خطير على اختراق تجار السموم لأسوار المدارس.
الدراسة أعدها الخبير الدولي في الأمم المتحدة بمجال المخدرات والمؤثرات العقلية الدكتور عايد الحميدان، وبمعاونة فريق ميداني من الهيئة العامة للرياضة ووزارة التربية، خلصت إلى ان مخدر الكيميكال أحد انواع المخدرات المصنعة كيميائيا وتعتمد طريقة تصنيعه، على خليط من الاعشاب مثل بذور اللوتس مضافا اليها بعض المركبات الكيميائية الاخري حيث يدخل في تصنيعه نحو 200 مادة كيميائية.
وأشارت الدراسة التي جاءت تحت عنوان «دور وسائل التكنولوجيا الحديثة في انتشار العنف والمخدرات» إلى ان مخدر الكيميال الذى تزيد نسبة تأثيره بمقدار 250 مرة على الماريجوانا والذي يروج على انه عشبة او نوع من البخور والعطور ، ويساء استخدامه احيانا في اماكن الاسترخاء في المعاهد الصحية وبعض الصالونات. وأشارت إلى أن قرار تجريم الكيميكال بتاريخ 4 ديسمبر 2016 هو السبيل لانقاذ المجتمع من شروره، مشيرة في الآن ذاته الى ان أحد طرق بيعه هي وسائل التواصل.
وذكرت الدراسة ان من بين أهم النتائج بالنسبة لعينة الدراسة التي تم اختيارها بطريقة عشوائية من طلاب وطالبات المدارس الثانوية الحكومية? ?والمعهد الديني? والمدارس الثانوية الخاصة? ?العربية والأجنبية والتي بلغت ?22434 الف طالب وطالبة ان 18.65 في المئة من إجمالي العينة جربوا المخدرات، مقابل 81.35 في المئة لم يتعاطوها. وأوضحت أن 51.5 في المئة من اجمالي العينة رأوا أن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة كان له دور كبير في تنامي العنف في المجتمع، وذلك من خلال تصفح بعض المواقع التي تشجع على العنف أو تعرضه بصورة تشد الانتباه مما يدفع البعض لممارسته.
وجاء في الدراسة أيضا أن 64.8 في المئة من اجمالي العينة رأوا أن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة كان له دور كبير أيضا في انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب في المجتمع، وذلك من خلال تصفح بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي ترشد الشباب لمكان المخدرات، وبعض المواقع الأخرى التي توضح طريقة التعاطي وتشجع على الحصول على المخدرات والمنشطات وتعرض أنواعها بصورة مشوقة مما يدفع البعض للتعاطي.
إنه مخدر «الكيميكال» الذي أصبح ينتشر بين الشباب، ولاسيما المراهقين بشكل يقرع جرس الإنذار، خصوصاً بعد ما نشرته «الراي» أخيراً عن وفاة خمسة شباب قضوا خلال ثلاثة أيام بسبب تناول المادة المخدرة التي أصبحت مجرمة قانونا، بعدما اعتمدت وزارتا الصحة والداخلية إدراج مادة «الكيميكال» المعروفة «بالسبايس» المخدرة ومشتقاتها ضمن جدول المؤثرات العقلية والمخدرات وأن حيازتها أو تداولها أو كل ما يتعلق بذلك جناية يعاقب عليها القانون، فيما توجه الانتقادات للجهات المعنية بعدم التحرك الفعال لإنقاذ الشباب من تجار هذا السم، ولاسيما المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «غراس».
مصدر أمني أكد لـ«الراي» أن مخدر الكيميكال أصبح في الفترة الأخيرة يصنع محليا، حيث تقوم مكوناته على مجموعة اعشاب تخلط بمواد كيميائية، تشكل على صورة سيجارة ليتم تعاطيه بالتدخين، حيث يتم خلطه مع التبغ الخاص بالسجائر ووضعه في ورق اللف، أو يدخن مباشرة بورق اللف من دون إضافة، ويبدأ مفعوله بالظهور خلال 20 إلى 40 دقيقة، حيث يشعر المتعاطي بالطاقة العظيمة التي تتخلل جسده، ويظن نفسه رجلا خارقا.
وقال المصدر إن المخدر الذي اصبح يصنع محليا، يباع على أنه مستورد، ولاسيما أنه أصبح المخدر السائد بالكويت حاليا، وعليه طلب رهيب من قبل المراهقين من ذوي الاعمار بين 16 و27 عاما، وقد أدى في الفترة الأخيرة إلى وفاة كثير من متعاطيه لتأثيرة مباشرة على القلب وإتلاف خلايا المخ، وبين ان المتعاطي يمكن أن يتناول الكيميكال مع اي مخدر اخر، عكس بقية المخدرات التي تؤخذ منفردة.
وأضاف ان الكيميكال المستورد يأتي عبر الشحن الجوي باستخدام البريد السريع، حيث يتم إخفاؤه بين موجودات داخل الطرود، مشيرا إلى انه بعدما ادرج في الكويت على أنه مادة مخدرة ومجرمة، تغيرت طريقه الاستيراد جوا، حيث أصبح يأتي على شكل علب شاي أو أعشاب، بينما هو في حقيقته كيميكال مركب كامل جاهز، ضاربا مثلا على ذلك بالشخصية الفنية المشهورة التي ضبطت وهي تهرب المخدرة، حيث كان يأتي بها من اوروبا على أنها شاي. كما يمكن أن تأتي على شكل أعشاب دون إضافات، ويتم في الكويت تركيبها بإضافة مواد كيميائية وأخرى سمّيّة لتصبح على شكل مخدر، وعند وصولها للتاجر تغلف وتوضع باكياس بوزن جرام واحد لكل كيس، وبين أن أكثر الجهات لمصدر الاعشاب من الصين وبعض دول اوروبا.
ولفت إلى أن سعر كيس الكيميكال الذي وزنه جرام واحد فقط يتراوح بين 30 و50 دينارا إذا كان محلي الصنع، أما إذا كان مستوردا فيصل إلى 90 دينارا، وأشار إلى أن تاثير الكيميكال اقوى 200 مرة من الحشيش والماريجوانا كمخدر يتم تعاطيه عن طريق التدخين مثلها، مبينا ان بعض الحالات أدت إلى «أفردوز» وموت سريع جراء تعاطي الكيميكال.
وذكر المصدر أنه عند سؤال الشباب عن سبب التعاطي والإدمان، يكون الجواب الواحد، وهو أنهم يشعرون بالفراغ، وأنه يشعرهم بالجرأة والتنمر والقوة وعدم الخوف من شيء.
في الجانب الصحي للقضية، أكد الناطق الرسمي لوزارة الصحة والمدير العام لمشروع «غراس» الدكتور أحمد الشطي أن مروجي المخدر يستهدفون شريحة الشباب في المقام الاول، لاسباب عديدة منها ان هامش المخاطر عندهم اعلى حيث لديهم حب الفضول والتعرف على الاشياء الغريبة وتعويض كثير من القضايا والصور الذهنية الوهمية في ان المخدرات توصلك لمرحلة الرجولة والقدرة والثقة بالنفس والتغلب على المصاعب والتحليق خارج الواقع.
ولفت الشطي في تصريح لـ«الراي» الى الاثار السلبية المترتبة على تعاطي المخدرات من سلوك اجرامي او انتحار ومشاجرات والتأثير على القدرة الجسمانية والبدنية والنفسية ودمار خلايا الجسم والمخ بصفة خاصة، مشيرا الى ان الخطر الذي ياتي من تعاطي الكيميكال أيضا ياتي من عملية الخلط بحيث ان الخلط المحلي من مواد مثل اللوتس ومواد كيميائبة أخرى بجرعات مختلفة يقود رغبة المتعاطي بعد فترة في الوصول الى الانفصال عن الواقع والتحليق في تهيئاته وهلوساته التي قد لا يتحملها الجسم ومن ثم تكون الوفاة.
وردا على انتقاد غياب المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «غراس» أكد الشطي الذي يشغل منصب مدير المشروع ان غراس مبادرة مجتمعية كويتية عمرها 3 عقود من الزمان وحققت اعترافا دوليا بها واقليميا ومحليا من خلال الفكرة والمبادرة والابداع ومخاطبتها لشريحة الشباب من خلال حملاتها المعروفة قبل ان تكون هناك منهجية ودلائل ارشادية من منظمة الامم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات
واكد الشطي ان استمرارية هذا العمل يحتاج الى دعم وعدم التوقف عند ردود الفعل والجهود الذاتية من هنا وهناك حيث من المؤلم ان خلال هذا الشهر المبارك سقوط ضحايا جراء جرعات زائدة أو آثار مدمرة لمواد مخدرة مثل الكيميكال مشددا على ان يجب ان تقرع نواقس الخطر، واشار الى ان الوفاة تنجم عن تعاطي مواد اخرى وفي الغالب الهيروين لكن بالتاكيد هذا لايقلل من خطورة الكيميكال الذى بدا انتشاره بشكل سريع.
ولفت الى ان غراس اتجه أخيراً الى الاستدامة من خلال التركيز على الشباب من خلال العمل على ايجاد مدربين ومثقفين لاقرانهم بالتعاون مع «مونتري العربية» لتنظيم سلسلة من الدورات والخرجين، حيث بلغ الخريجين نحو 100 شخص ما بين مدرب ومثقف وبدأنا نسمع عن انشطتهم المتنوعة في المدارس والكليات والجامعات ومراكز تنمية المجتمع واماكن العمل لتدريب الشباب ومحاولة اكسابهم مهارات للتعامل مع اغراءات الوقوع في مصيدة المخدرات وغدر المروجين واكساب الاجراءات الاحترازية الوقائية المبكرة لحمايتهم من الوقوع في تلك المصيدة،
وشدد على ان التعامل مع مكافحة المخدرات ينبغي ان يكون عبرمنهجية وتكامل للادوار اكثر من احتكارها، وان من الخطا ان تعقد اى هيئة او مؤسسة او فرد ان يملك كل المعلومات وكل القدرات التي يجب ان تتم كل الامور من خلالها. وكشف ان هناك برنامجا طموحا الآن تدفع له ملايين مع منظمة الامم المتحدة في الكويت ويفترض ان نرى خيره في القريب العاجل، متمنيا ان يكون بالتعاون مع الجهات القائمة اصلا في الساحة المحلية والسعى من خلالها لتطوير وتقنين المهارات والقدرات لاستهداف الشرائح الشبابية في كل مكان وتقليل وقوعهم في مصيدة المخدرات.
واوضح «اننا نهدف الى بناء سور قيمي يحمي المجتمع من آفة المخدرات وتكوين مصدر توعوي طويل الامد يحقق مفهوم الاستمرارية في التأثير الوجداني وصياغة خطاب اعلامي جديد يحاكي طبيعة الشرائح المستهدفة وعوامل التأثير فيها وتوفير ادارة علمية للمجتمع تمكنه من قياس قدرته على حل مشكلة المخدرات وايجاد مرجعية معرفية لافراد الاسرة تمكنهم من التعامل مع المشكلة والتصدي لها مبكرا وتحقيق البعد التكاملي بين الجهد الرسمي والاهلي في مواجهة المخدرات وابراز دور الجهات الاهلية المتصدية لآفة المخدرات».
وحول مدة تاثير الكيميكال على المتعاطي، اكد انها تختلف وفقاً للكمية التي يتعاطاها الشخص والحالة الصحية له، ولكن ما أكدته الدراسات أن تأثير هذا النوع من المخدر قد يتملك الشخص المتعاطي حتى 12 ساعة تقريباً.
وردا على تساؤل حول زيادة المخدرات وتطورها كل يوم برغم الجهود المبذولة لمكافحتها، اكد الشطي ان المخدرات واحدة من القضايا المؤرقة لضمير الانسانية على مستوى العالم وبحسب تقرير الامم المتحدة الصادر عام 2008 فان ما يقارب من 5 في المئة من سكان العالم يتعاطون المخدرات، كما ان التقرير يبين ان تجارة المخدرات تمر عبر 172 دولة حول العالم ولا تقتصر المخدرات على نوع واحد فقط بل تتنوع وتختلف ما بين مخدرات طبيعية وتخليقية ومصنعة مثل الكيميكال. مع ملاحظة ان الاحصاءات الدولية تؤكد ان من بين 10 ضبطيات للمخدرات يتم ضبط واحدة فالضبطية التي يتم ضبطها اليوم بعد يومين نسمع عن غيرها.
وفي الجانب الاجتماعي للقضية اكد استاذ علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون ان سبب انتشار مخدر الكيميكال بين فئة الشباب، ولاسيما ابناء الطبقة الغنية يعود الى توافر الاموال لديهم التي تعتبر احد اهم وسيلة لجلب المخدرات والمؤثرات العقلية بالاضافة الى انشغال الاب بأمواله وتجارته والام اذا كانت مخملية بأحوالها باعتبارها سيدة مجتمع فيتخلى الوالدان عن دورهما في ضبط وتربية الابناء وغرس القيم والتحدث معهم.
وقال البارون انه امام كل هذه العوامل يجد الشاب نفسه وحيدا ومنعزلا عن اسرته في هذا الجو العائلي وبالتالي يلجأ الى زملائه فيرشده رفاق السوء على هذا النوع من المخدرات بينما الاصل في العملية التحاور مع الابناء والتعرف على مشكلاتهم ومعاونتهم على حلها كما ان الشاب بدوره يحتاج من يرعاه ويوجهه مع ملاحظة ان اغلب ابناء العائلات الثرية لديهم وقت فراغ كبير مع غياب الموجه فيتجه الى المخدرات حتى ينتشي بها.
واضاف ان الشاب المدمن يبدأ بتجربة من صديق السوء او المروجين نتيجة اغرائه بكلام طيب عن المخدر ويزينه له انه يعطي قوة ونشاط وينسي الشخص مشكلاته ويرفعه الى جو من الفرح والوناسة، ثم بعد الادمان يتحول الموضوع الى ابتزاز واستنفاذ كل ما في جيبه. ولفت الى ان انتشار الكيميكال خطر جدا على الفرد والمجتمع، فهي تؤثر على العقل والقلب والاجهزة التنفسية بالجسم وتدمر كافة خلايا الجهاز العصبي فيفقد المخ اتجاهاته ومعلوماته فيسبح في عالم غير واقعي.
وبين انه بالتفتيش خلف ابنائهم في الديوانية يفترض ان يكتشفوا رائحة الكيميكال لأن رائحته قوية لكن الحالات الخمسة التي توفيت نتيجة الكيميكال ماتوا جميعا نتيجة انه لم يتم اكتشافهم إلا عقب وفاتهم. وحذر من مغبة ترك الابناء دون بناء علاقة وثيقة معه فلابد من متابعة الابناء. وعند اكتشاف ان الابن يتعاطي مخدرات يجب ابلاغ المسؤولين لكي يتم القبض على تجار ومروجي المخدرات والاستعانة بوزارة الصحة التي لديها مركز لعلاج المدمنين وكسب الابناء والتقرب منهم وليس معنى انه أدمن ان القيه على قارعة الطريق ليلقى مصيره المجهول في طريق الادمان بل بالعكس يجب ان اغمره بالعطف والابوة والامومة لأنه انحرف نتيجة حرمانه منها.
أضواء على المخدر القاتل
أعراض إدمان الكيميكال
• اضطرابات في المعدة والجهاز الهضمي ورغبة في القيء.
• عدم القدرة على التركيز والانفصال التام عن الواقع.
• نوبات من الهلوسة السمعية والبصرية.
• عدم القدرة على تقدير المسافات، لذلك فأغلب متعاطيه يرتكبون حوادث سير كثيرة.
• ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
• نوبات شديدة من الهذيان عند تعاطي جرعات عالية.
• نوبات من التشنجات العصبية.
• نوبات قلق وفزع وجنون عظمة.
مواجهة العرض... والطلب
أكد الناطق الرسمي لوزارة الصحة الدكتور أحمد الشطي ان السيطرة على المخدرات تحتاج الى تضافر الجهود في خفض العرض والطلب، لافتا الى ان خفض العرض مسؤولية الداخلية ورجال الامن ورجال مكافحة المخدرات، أما خفض الطلب فهو مسؤولية كل اللجان العاملة لنشر التوعية بحيث يرتقي المستوى والثقافة العامة، بان المخدرات خطر ولابد من التعامل معه بجدية من خلال نشر المعلومة في مرحلة أولى، ثم الانتقال الى ان تصبح معتقدا بالضرر والاثار السلبية للمخدرات ومن ثم التحول الى سلوك صحي ايجابي.
لهذه الأسباب... الكيميكال خطير
ذكر الشطي ان خطورة هذا النوع من المخدرات تكمن في العديد من العوامل، أهمها:
* زيادة فترة تأثير المخدر على المتعاطي، بعكس الأنواع الأخرى من المخدرات التي لا تتعدى فترة تأثيرها الساعتين تقريباً، ما يزيد من احتمالية ارتكاب الجرائم، دون أن يشعر المتعاطي، والتي غالباً قد تصيب المقربين إليه.
* يعطي إحساسا مفرطا بالطاقة، ويمنح المتعاطي اعتقاداً أن بداخله شخصا خارقا للعادة.
* انخفاض سعره مقارنةً بالأنواع الأخرى من المخدرات، ما يجعله يجذب نسبة كبيرة من الشباب والمراهقين.
لماذا هو صانع القتلة؟
حول حقيقة المخدر بين الدكتور أحمد الشطي، انه مخدر من نوع جديد، يطلق عليه البعض صانع المجرمين والقتلة حول العالم. وقد جاءت هذه التسمية نتيجة الأضرار والأخطار الفتاكة التي لا تلحق بالمتعاطي فحسب، إنما أيضاً تعود نتائج تعاطيه الخطيرة على الأسرة والأصدقاء، وربما أي شخص قد يصادفه أثناء يومه.
وأضاف الشطي أن خطورة مخدر الكيميكال الشديدة لأنه يعتبر أحد أنواع المخدرات المصنعة كيميائياً، وتعتمد طريقة تصنيعه على كوكتيل من خليط من الأعشاب ، مضافاً إليها بعض المركبات الكيميائية الأخرى.
الديوانية... وكر التعاطي الآمن
أوضح الدكتور خضر البارون ان تناول المخدرات انتقل من السيارات والشوارع الى الديوانية، لأنه من النادر ان يستطلع الاب او الام ما يدور في ديوانية المنزل ان كان لدى ابنائهم اصدقاء وربع، لعوامل مختلفة، فتتحول الديوانية الى وكر مخدرات بحكم انه مكان غير مشبوه ولا يمكن ان تأتي إليه الشرطة بلا إذن من النيابة.
علامات المدمن
ذكر البارون أن هناك علامات لتناول المخدرات تظهر على الشاب، منها فقدان الشهية والبقاء في الديوانية لساعات الصباح الاولى. والسهر خارج البيت والنوم لاوقات طويلة تصل ليوم كامل، والشره والإلحاح في طلب الاموال واللخبطة في الكلام ووجود سوائل من انفه وفمه وزرقة في الجلد، وهذه كلها أعراض تدل على تغير سلوكيات الأبناء.
دراسة حذّرت من مواقع تواصل تشجع على تعاطي الكيميكال وتعلّم كيفية صنعه
18 في المئة من طلبة المدارس «تخدّروا»
فيما حذّرت بعض الدراسات من خطورة مخدر الكيميال وتأثيره السلبي، وهو ما يطلق عليه البعض صانع المجرمين والقتلة حول العالم، بسبب الاضرار والاخطار الفتاكة التي تتجاوز المتعاطي، إلى الاسرة والاصدقاء، أفادت دراسة كويتية بأن نحو 18.65 في المئة من طلبة المرحلة الثانوية بفروعها المختلفة جربوا المخدرات ، وهو مؤشر خطير على اختراق تجار السموم لأسوار المدارس.
الدراسة أعدها الخبير الدولي في الأمم المتحدة بمجال المخدرات والمؤثرات العقلية الدكتور عايد الحميدان، وبمعاونة فريق ميداني من الهيئة العامة للرياضة ووزارة التربية، خلصت إلى ان مخدر الكيميكال أحد انواع المخدرات المصنعة كيميائيا وتعتمد طريقة تصنيعه، على خليط من الاعشاب مثل بذور اللوتس مضافا اليها بعض المركبات الكيميائية الاخري حيث يدخل في تصنيعه نحو 200 مادة كيميائية.
وأشارت الدراسة التي جاءت تحت عنوان «دور وسائل التكنولوجيا الحديثة في انتشار العنف والمخدرات» إلى ان مخدر الكيميال الذى تزيد نسبة تأثيره بمقدار 250 مرة على الماريجوانا والذي يروج على انه عشبة او نوع من البخور والعطور ، ويساء استخدامه احيانا في اماكن الاسترخاء في المعاهد الصحية وبعض الصالونات. وأشارت إلى أن قرار تجريم الكيميكال بتاريخ 4 ديسمبر 2016 هو السبيل لانقاذ المجتمع من شروره، مشيرة في الآن ذاته الى ان أحد طرق بيعه هي وسائل التواصل.
وذكرت الدراسة ان من بين أهم النتائج بالنسبة لعينة الدراسة التي تم اختيارها بطريقة عشوائية من طلاب وطالبات المدارس الثانوية الحكومية? ?والمعهد الديني? والمدارس الثانوية الخاصة? ?العربية والأجنبية والتي بلغت ?22434 الف طالب وطالبة ان 18.65 في المئة من إجمالي العينة جربوا المخدرات، مقابل 81.35 في المئة لم يتعاطوها. وأوضحت أن 51.5 في المئة من اجمالي العينة رأوا أن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة كان له دور كبير في تنامي العنف في المجتمع، وذلك من خلال تصفح بعض المواقع التي تشجع على العنف أو تعرضه بصورة تشد الانتباه مما يدفع البعض لممارسته.
وجاء في الدراسة أيضا أن 64.8 في المئة من اجمالي العينة رأوا أن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة كان له دور كبير أيضا في انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب في المجتمع، وذلك من خلال تصفح بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي ترشد الشباب لمكان المخدرات، وبعض المواقع الأخرى التي توضح طريقة التعاطي وتشجع على الحصول على المخدرات والمنشطات وتعرض أنواعها بصورة مشوقة مما يدفع البعض للتعاطي.