حوار / تبوأ مكانة رفيعة المستوى في دراما شهر رمضان

منى واصف لـ «الراي»: نجاح «الهيْبة»... يُذكِّرني بفيلم «الرسالة»

u0645u0646u0649 u0648u0627u0635u0641
منى واصف
تصغير
تكبير
أتنفّس التمثيل وعندما أنام أفكر «شو هوي الدور اللي الله رح يبعتلي اياه»

لا يبهرني النجاح الكبير ولا يحبطني الفشل الكبير... أنا امرأة عملية

لا أحب أدوار المرأة الضعيفة والمستكينة... وهي في الأساس لا تليق بي

أدواري القوية جعلت الناس يتعاملون معي على أنني امرأة صُلبة فأصبحتُ كذلك

لهذا السبب حصل تعاطُف مع عائلة «شيخ الجبل» رغم أنها خارِجة على القانون

خجلتُ من كلام تيم حسن وهو يعكس المحبة والاحترام

«الهيْبة» لامس شيئاً معيّناً داخل الناس... ربما من خلال ما يحصل في المنطقة
نجاحٌ مميّز يحقّقه مسلسل «الهيبة» في كل الدول التي يُعرض فيها. وليس مبالغةً القولُ إن هذا العمل تبوأ مكانة رفيعة المستوى في دراما الشهر الفضيل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

هو مسلسل «استثنائي» بقصّته وإخراجه وإنتاجه وممثّليه الذين بدوا في غالبيتّهم نجوماً في الأداء، بدليل أنه احتلّ المرتبة الأولى من حيث نِسب المشاهدة، ولا يزال يواصل نجاحاته.

وتشارك النجمة القديرة منى واصف في «الهيبة» بدورٍ استثنائي هو «أم جبل»، والدة «جبل» (يؤدي دوره النجم تيم حسن) و«صخر» (يؤدي الدور أويس مخللاتي)، وهي تعيش اليوم نجاح هذا الدور وتتذوّقه، ولا تبالغ عندما تقول «أعيش نفس نجاح فيلم الرسالة، لأن الكلام الذي أسمعه عن الهيبة لم أسمع مثله إلا مع هذا الفيلم».

ماذا تقول القديرة منى واصف لـ «الراي» عن مسلسل «الهيْبة»، الذي تشارك تيم حسن في بطولته الممثّلة اللبنانية نادين نسيب نجيم (بدور عليا)، وبمَ تصف نجاحه، وكيف تتحدث عن دورها فيه، وكيف ستختار الأدوار المقبلة من بعده؟

? كيف تنظرين إلى النجاح الساحق الذي يحققه مسلسل «الهيبة» والذي بدأ منذ أول يوم ويتراكم مع الأيام؟

- منذ أن قرأتُ النص الذي سلّمني إياه (المُخرج) سامر البرقاوي، ووصلتُ إلى نصفه شعرت بأن فيه شيئاً جميلاً وحقيقياً. ثم تابعتُ قراءة النص كلّه. وكي أكون صادقة 100 في المئة توقّعتُ له النجاح، ولكنني لم أتوقع أن يحقق كل هذا النجاح. كان الأمر مفاجأة كبيرة جداً. سبحان الله أحياناً تحصل هذه الأمور، كما في الأفلام والمسلسلات.

? هل ما زال النجاح يفاجئك ويبهرك بعد مسيرتك الفنية الغنية والقيّمة والراقية، الحافلة بأصعب الأدوار؟

- أنا لا يبهرني النجاح الكبير، ولا يحبطني الفشل الكبير. أنا امرأة عملية. في لحظتها أفرح بالنجاح، من الآن وحتى أموت، ولكن في الوقت نفسه أنا لا أخاف من الفشل، مع أنه حصل معي لأنني ممثّلة مسرح وإذاعة وتلفزيون وسينما. غير أنني كنتُ أتعامل مع النجاح من دون غرور كبير وبنشوةٍ بلا شك، ولكن ليس إلى درجة أن أمشي وأقول «يا أرض اشتدّي وما حدا قدي»، بل تعاملتُ معه بتواضع، واحتفظتُ به في قلبي كالفرح والحزن. وعندما لاقيتُ الفشل، لم أخَف منه مطلقاً، بل استمررتُ مثل الجواد، أكبو ثم أقوم لأرمح من جديد.

? تجسّدين دور «أم جبل» في مسلسل «الهيبة»، ماذا وجدتِ في هذه الشخصية التي أثنى عليها الجميع؟

- أنا لا أقبل بدورٍ لا أحبه. أنا أحبّ المرأة القوية، الصلبة والحنونة. القوية القادرة والمعطاءة، الأم التي تعرف ماذا تريد. الأم مثل الوطن تماماً، تريد أبناءها أن يكونوا حولها ولا تخاف من الغد لأنها تعرف «شو في عندها». هذه الأدوار لطالما لعبتُها. أنا لا أحب أدوار المرأة الضعيفة والمستكينة، وهي في الأساس لا تليق بي. أنا في عمر معيّن لعبتُ هذه الأدوار، والناس أحبوني فيها وتقبّلوني، وصرتُ أجد لها مبررات، وأقول:«ممكن الأم تعمل هيك، وممكن تكون هيك»، ولكن هناك أدواراً فجأة «بيطلع من جواتك شي مثل الغابة وأنت ماشية فيها تكتشفين نوعاً من الزرع أنت ما بتعرفيه». هكذا هي الحياة الفنية، حيث يصادفنا احياناً نجاح لا يوصف، وأنا بلا مبالغة أعيش نفس نجاح فيلم «الرسالة»، لأن الكلام الذي أسمعه عن «الهيبة» لم أسمع مثله إلا مع فيلم «الرسالة».

? شخصية «أم جبل»، هل تشبه منى واصف الإنسانة، وخصوصاً أنك قلتِ إنك تحبين المرأة القوية؟

-«أنا هيك» (ضاحكة)، أتمنى أن أكون كذلك. ككل أمّ، لديّ القليل من الضعف تجاه أبنائي، وخصوصاً أنني أم لشاب وحيد. ولكنني أتعلم من هذه الأدوار، وهي تقوّيني «دوبل» كممثّلة وكامرأة خارج إطار التمثيل، ولهذا السبب استمررتُ. أدواري القوية جعلت الناس يتعاملون معي في أي وسط على أنني امرأة قوية وبفضلها أصبحت قوية.

? هذا يعني أنك تعلّمتِ من أدوارك؟

- طبعاً. هذا النجاح بالنسبة إلي ليس مجاناً، بل حاولتُ أن أتعب على نفسي، وأن أفعل كل شيء. أن أقرأ وأثقّف نفسي كي أكوّن مخزوناً داخلياً يخرج ويساعدني كممثلة،«لأمر ليس لعبة».

? البعض انتقد التعاطف مع عائلة خارِجة عن القانون (شيخ الجبل). كيف تنظرين إلى النقد الذي وُجه إلى هذا التعاطف؟

- لا شك في أنها عائلة مترابطة جداً وفي الوقت نفسه خارِجة عن القانون. البعض تَعاطف معها وهناك مَن اعتبر أنها خارجة عن القانون فلماذا التعاطف معها! لكن هل هذه الفئة من الناس موجودة أو غير موجودة؟ هي موجودة وبكثرة في مناطق معيّنة والكل يعرف ذلك. ربما هناك أشخاص مهما كانتْ هناك أخطاء في حياتهم، إلا أن الترابط العائلي عندهم والبحث عن الأصول العشائرية، يدفعنا إلى احترامهم، حتى لو رغماً عنا.

? اللافت أن التعاطف شَمَل كل فرد من أفراد العائلة: الأم والأولاد؟

- ربما سبب النجاح، أن الناس يريدون حالياً تفريغ شيء أو شحنة ما في داخلهم، أو غضب. أحياناً أجلس وأدرس السبب، وأجد أن هذا العمل لامس شيئاً معيّناً داخل الناس... ربما من خلال ما يحصل في المنطقة.

? بدليل أن كل شخصٍ رأى نفسه في هذا العمل؟

- هذا ما أريد أن أقوله. العمل لامس شيئاً ما في كل إنسان. إما ضعفاً وإما قوة في أنفسنا... لا أعرف. من الصعب أحياناً أن يجد الإنسان جواباً عن السؤال «لماذا؟».

? بعد هذا الدور المميّز والنجاح الكبير، كيف ستختارين أدوارك المقبلة. هل تخافين الإقدام على خطوة فنية يكون نجاحها أقلّ؟

- أنا لا أخاف. لو أنني بعد نجاح فيلم «الرسالة» صدّقتُ أنني شاركتُ في فيلم عالمي لكنتُ توقفتُ عنده وراحت عليّ أدوار كثيرة من بعده. أنا امرأة عملية جداً، أعرف ماذا أريد من الحياة، أنا أسير على هذه الطريق، ويمكن أن يأتيني دور مثله أو دور أعظم، ولو لم أكن بالصورة لما كان عُرض هذا الدور عليّ في الأساس. أنا موجودة على الساحة، قدّمتُ قبله «سمرا» و«جريمة شغف» و«يا ريت» و«العرّاب». التراكمات هي التي جعلتْني أصل إلى دوري في «الهيبة» وليس مجاناً.

? كيف وجدتِ الدراما السورية هذه السنة؟

- بصراحة، أنا لم أشاهد كل الأعمال، ولكن هناك أعمالاً جيدة. ويجب ألا ننسى أن غالبية الأعمال الجيدة أرجئ عرْضها إلى ما بعد رمضان.

? وهل هذا التأجيل يصبّ في مصلحتها أم ضدها؟

- لا يعقل أن تُعرض كل الأعمال في رمضان. هناك أعمال لما بعد رمضان وستأخذ فرصتها، وأعمال أخرى ستُعرض في الشتاء وتأخذ فرصتها أيضاً، لأن الناس يكونون في بيوتهم ويتابعون التلفزيون. السباق الرمضاني ليس دائماً هو الحصان الرابح.

? ولا شك أن «الهيبة» يُعتبر من الأعمال الكاملة على كل المستويات، بدليل تفوّقه في «المطحنة» الرمضانية؟

- «إيه والله مطحنة». ما حصل مع «الهيبة» هو أننا كنا نحبّ بعضنا بعضاً كثيراً. كنا نتأمل بشيء ما خلال التصوير. «وجهنا رايق» والشركة المنتِجة قدّمت كل ما عندها، والممثلون كل واحد منهم في مكانه. كلنا أحببنا أدوارنا. وهناك أمر مهم أنه لم تعترضنا أي مشكلة خلال التصوير، ونذهب مع القصة وننساب معها إلى العمق وندخل فيها. في مثل هذه الحالة لا بد أن ينجح العمل.

? ماذا تقولين للممثل تيم حسن الذي شكرك على مشاركتك في هذا العمل، واعتبر أن وجودك شكّل سنداً لـ«الهيبة»؟

- أنا أخجل من هذا الكلام. نحن نسمع الإطراء من الجيل الذي أتى بعدنا أو بعد بعدنا. أشعر بأن هذا الكلام يعكس المحبة والاحترام. عندما أشارك في أي عمل لا أشعر بأنني أساند بل أشعر بأنني أمثّل وأعيش وأتنفس، وأن هذه عائلتي. وهكذا أتعامل بمحبة واحترام وليس في حياتي غير التمثيل. أنا أتنفس التمثيل، وعندما أنام أفكر «شو هوّي الدور اللي الله رح يبعتلي ياه».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي