جودة الحياة

أبناؤنا والصيف

No Image
تصغير
تكبير
بعد انقضاء عناء عام دراسي طويل، أقبلت العطلة المدرسية الصيفية، يصاحبها بعض المظاهر التي تتميز بها، بدءاً من انحسار الازدحام المروري صباحاً، والاستيقاظ المتأخر للأبناء، وانتهاءً بالتسكع في الأسواق والمجمعات مساءً، وانعزالهم في مجالسة الألعاب الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي. إنها فرصة يتخلص فيها الأبناء من الاستيقاظ المبكر، يقابلها فرحة أولياء الأمور لتحررهم من الارتباط بدوام الأبناء ومتابعة دراستهم. ليبدأ بعدها الآباء في التفكير في كيفية قضاء الأبناء لأوقات فراغهم خلال العطلة الصيفية.

فكيف لنا أن نساعد أبناءنا في قضاء أوقات فراغهم أثناء العطلة الصيفية من خلال توفير أنشطة تربوية مفيدة، تساهم في تنمية شخصياتهم وترفدهم بمهارات حياتية سيحتاجونها لاحقاً في حياتهم العملية، وبالتالي نبعدهم عن إضاعة أوقاتهم في العبث واللهو والتسكع في الأسواق أو التكدس في المقاهي.

إن الشباب يشكلون غالبية أفراد مجتمعاتنا، وهم كالريح العاصفة، والتيارات الهادرة التي يمكن أن تدمر كل ما حولها. في حين أنهم طاقات عظيمة ومفيدة إذا ما استفيد منها بالشكل المناسب والمطلوب.

وكيف لنا أن نوجه هذه الطاقات لقضاء أوقات تمتزج فيها المتعة والتسلية بالفائدة وتنمية المهارات والقدرات، من خلال ممارسة الأبناء لهواياتهم، وبالتالي حمايتهم من العادات والسلوكيات الضارة وغير المسؤولة، والتي قد تكون مدمرة لهم ولمجتمعاتهم لاحقاً.

إن تنظيم أوقات فراغ الأبناء في العطلة الصيفية، والاستفادة منها على الشكل الأمثل، يحتاج إلى تعاون الأسرة والمجتمع من أجل تأمين الاحتياجات النفسية والعاطفية والجسمية للأبناء. إذ لا يجب أن نحرمهم متعة الإجازة بعد ما بذلوه من جهد خلال العام الدراسي.

وبناءً عليه نقترح على أولياء الأمور وضع خطة متكاملة يمكن أن تساعد في تنظيم فترة العطلة المدرسية، لإشغال الأبناء بما يفيدهم. ولا بأس أن يشارك الأبناء بوضعها، ويختاروا بأنفسهم الهوايات والأنشطة التي يفضلون ممارستها، ومن هذه الأنشطة:

1. الأنشطة الرياضية، لما فيها من فائدة عظيمة. فبالإضافة لفوائدها الصحية على أجسامهم، فإنها تجمع بين المتعة والتحدي أيضاً.

2. المساهمة في الأنشطة التطوعية، فهي تنمي روح المبادرة والعلاقات الاجتماعية وحب البيئة والوطن.

3. الالتحاق بالورش والدورات التدريبية التي تُعنى بتطوير وتنمية واكتساب المهارات التي تزيد من الثقة بالنفس.

4. اصطحاب الأبناء في الزيارات والمشاوير، ففي ذلك زيادة للروابط الاجتماعية وتنمية لشخصياتهم، وتعطيهم فرص المشاركة وإبداء الأفكار ومناقشتها.

5. القيام بالنزهات والرحلات الجماعية سواء الداخلية أو الخارجية، فهي تنمي روح التعاون والجماعة، وتكسبهم الخبرات واكتشاف الأماكن.

6. توجيههم إلى الأنشطة الثقافية المختلفة والفنون، فهي تصقل الروح وتوسع مدى التفكير.

7. الانخراط في الأعمال التي تقدمها المؤسسات المجتمعية وذات المردود المادي ولو كان ضئيلاً، لأن مردودها النفسي في تحمل المسؤولية واكتساب الثقة بالنفس هي الفائدة الأهم.

8. العطلة هي للراحة والتمتع والترفيه، فلا تجعلها عاماً دراسياً إضافياً لتدريس الأبناء مواد العام المقبل، بحجة تقويتهم وزيادة خبراتهم الدراسية، ودع مهمة الدراسة للمدرسة فلكل مقام مقال.

ونختم بالقول لا تترك الحبل على الغارب، وكن حريصاً على متابعة وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الالكترونية لأبنائك وخاصة الأطفال، فقد ثبت أن معظمها يسبب لهم أذىً نفسياً وصحياً. إن الآباء الناجحين هم من يحسنون استغلال العطلة المدرسية، فيملؤها بالفائدة والمتعة والترفيه لأبنائهم لكي يقبلوا على عامهم الدراسي الجديد بهمة ونشاط ودون سأم أو ملل، وبالتالي تتحقق الفائدة المرجوة منها.

* مستشار جودة الحياة

Twitter: t_almutairi

Instagram: t_almutairii

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي