طالب بدعم القطاع الخاص... لمواصلة المشوار

الظفيري... تاريخ حافل في الراليات

تصغير
تكبير
الراعي الرسمي ورئيس «دراغ 965» الشيخ محمد الخالد الجراح «أخ لم تلده أمي»... فقد وقف بجانبي وكان الداعم المالي والمعنوي لي ويعود الفضل له في حصولي على بطولة الشرق الأوسط
تتميز الرياضة الكويتية بخامات طيبة قادرة على تحقيق الإنجازات، ورفع علم الكويت عالياً في المحافل الخارجية، بيد أنها تحتاح الى مزيد من الدعم المقدم من القطاعين الحكومي والخاص من أجل مواصلة مشوار التألق.

كل يوم يشهد ظهور بطل مميز ينافس باسم الكويت بأقل الإمكانيات المتاحة، وهي لا تقارن بالدعم المقدم لأبطال آخرين يمثلون دولاً خليجية شقيقة.


مشاري الظفيري عاش وترعرع في أسرة تعشق رياضة المحركات، فوالده البطل أحمد الظفيري توج برالي الكويت الدولي عام 1981 ضمن بطولة الشرق الأوسط، في انجاز غير مسبوق رفع من خلاله اسم الكويت عالياً ووضعها على الخارطة الدولية.

بطل الراليات مشاري الظفيري الذي يخوض غمار بطولة الشرق الأوسط منذ سنوات ضمن المجموعة N، نجح في في بسط سيطرته على هذه الفئة وكتب لنفسه تاريخاً مجيداً يفتخر به كل كويتي وعربي، وها هو اليوم يتصدر الترتيب العام للبطولة الإقليمية امام سائقين أكبر منه سناً وخبرةً.

وجد الظفيري من يدعمه خلال فترة صعبة ومفصلية من مسيرته هو رئيس «دراغ 965» الشيخ محمد الخالد الجراح الذي سانده مادياً ومعنوياً.

كما لا ينسى الظفيري الدور الكبير من رئيس لجنة الراليات الشيخ عذبي النايف، ورئيس نادي باسل سالم الصباح للسيارات الشيخ علي الفواز الصباح، ودعم الهيئة العامة للرياضة المتمثل في المدير العام الشيخ أحمد المنصور والدكتور حمود فليطح والدكتور جاسم الهويدي.

لا يترك بطل الراليات الكويتي مشاري الظفيري مناسبة الا ويطالب فيها بدعم القطاع الخاص للسائقين المحليين انطلاقاً من الدور الذي يمكن ان يلعبه في تحفيزهم لتحقيق الانجازات الخارجية باسم االكويت، خصوصاً أن رياضة المحركات مكلفة للغاية، وتحديدا عندما يتعلق الأمر بالمشاركات الخارجية.

وقال الظفيري في حوار مع «الراي»: «الحمد لله أنني حققت نتائج مميزة على مستوى بطولة الشرق الاوسط للراليات بمختلف فئاتها. فقد انتزعت المركز الأول في 2013 ضمن المجموعة N، وايضا المركز الأول في 2014، وبعدها حللت ثالثاً في 2015. حاليا أتصدر ترتيب هذه المجموعة والترتيب العام بيد أنني أنتظر منافسة قوية في رالي قبرص خلال يونيو الجاري ، وبعده في رالي لبنان ومن ثم في رالي شيراز الإيراني».

وأضاف: «البداية كانت في العام 2000 ضمن بطولة الكويت للراليات حيث نجحت في إحراز المركز الاول في اول مشاركة لي. اما اول ظهور خارجي فكان ضمن رالي سورية الدولي في العام 2003».

وأشار الى انه حقق العديد من النتائج الطيبة في بطولة الكويت، حيث أحرز المركز الأول في الموسم 2004-2005 بعد تتويجه في جولاتها كافة، وتكرر الأمر في المواسم 2005-2006، و2008-2009، و2009-2010.

وفي بطولة الشرق الاوسط، توج في 2013 و2014 بطلاً للمجموعة N، وبعدها حل وصيفاً في 2015، قبل ان يستعيد التاج المحلي (بطولة الكويت) في 2016 من خلال فوزه في جولات السلسلة كافة.

ألقاب كثيرة

على الصعيد الخارجي، يعتز الظفيري بألقاب كثيرة، ويقول: «حققت المركز الثاني في بطولة راس براس للراليات في قطر العام 2009، وايضا المركز الثاني في بطولة بيريللي ستار للراليات 2010، والمركز الثالث في المجموعه N ضمن رالي قطر الدولي 2013، والمركز الأول في رالي الكويت الدولي 2013 في المجموعة N، والمركز الأول في رالي قطر 2014 وفي رالي قبرص في العام ذاته. كما جئت في المركز الثاني في رالي الاردن 2014، والأول في رالي قبرص 2015، والخامس في رالي لبنان 2015»، وأضاف: «في 2016، حققت المركز الأول في رالي الكويت الدولي، وفي رالي باها جدة ضمن المجموعه T3، وفي رالي باها دبي في المجموعة T1.3».

اما في العام الحالي، فقد حقق المركز الاول في المجموعة T1 ضمن رالي رأس الخيمة، والمركز الثاني في الترتيب العام لرالي قطر الدولي، والمركز الثاني في المجموعة N والمركز الثالث في الترتيب العام ضمن رالي الاردن 2017.

وكشف الظفيري بأن الحظ عاكسه في العام 2015 حيث اكتفى بالمركز الثالث في مجموعته، بعد ان غاب عن رالي قطر لانشغاله بالدراسة، فضلا عن تعرض سيارته لعطل في رالي ايران، وقد شارك في رالي قبرص على الرغم من ابتعاده لفترة ليست بالقصيرة عن المنافسة، بيد أنه توج فيه.

دعم الخالد

وأشاد بالجهود الكبيرة المقدمة من الراعي الرسمي ورئيس «دراغ 965» الشيخ محمد الخالد الجراح الذي سانده ماديا ومعنويا وقال: «الخالد أخ لم تلده أمي، وقف بجانبي وكان الداعم المالي والمعنوي لي. ويعود الفضل له في حصولي على بطولة الشرق الأوسط. كما لا يمكن ان انسى الدور الكبير الذي يلعبه رئيس لجنة الراليات الشيخ عذبي النايف الذي بقي قريبا مني نظرا الى المامه بالأمور الميكانيكية وحرصه على تزويدي بالنصائح التي دائماً ما كانت موفقة».

وأضاء الظفيري على دعم الهيئة العامة للرياضة المتمثلة في المدير العام الشيخ أحمد المنصور، والدكتور حمود فليطح، والدكتور جاسم الهويدي.

وأوضح بأنه حقق في العام 2014 المركز الأول في رالي الكويت الدولي ضمن مجموعته وتصدر رالي قطر الدولي، قبل ان يضطر الى التوقف عن المشاركة لغياب الدعم، وقال: «حاولت التواصل مع فريق دراغ 965 ومن ثم تفاجأت بأن الشيخ محمد الخالد الجراح تواصل معي شخصياً وأبدى حرصه على دعمي كي أكمل مشوار المنافسة في البطولة الاقليمية. لقد سررت جداً بتواصل الشيخ الجراح معي ولمست منه اهتماماً كبيراً لجهة تقديم الدعم لأي رياضي قادر على ابراز الوجه الحقيقي للكويت. ومن ثم تواصلت مع مدير فريق دراغ 965 أنور اليتامى الذي ابلغني بأن هناك دعما كبيرا من من أجل مواصلة المشوار في بطولة الشرق الأوسط، وبالفعل شاركت في رالي الاردن الدولي محققاً المركز الثاني، ثم فزت بالمركز الأول في رالي قبرص. وبناءً عليه، توجت بلقب بطولة الشرق الأوسط بفضل الدعم اللامحدود من الشيخ محمد الخالد».

وبيّن الظفيري بأن الهيئة العامة للرياضة تدرس مشكورة تغيير اللائحة الخاصة بالمشاركات الخارجية، حيث يبلغ الحد الأقصى للدعم 2000 دينار، ولكن بفضل القائمين على إدراتها قد يرتفع المبلغ الى 10000 دينار، وهي ميزانية معقولة في الوقت الراهن لأي سائق يخوض غمار منافسات المجموعة N.

وأوضح بأن القطريين ناصر العطية وخالد السويدي يشاركان في بطولة الشرق الأوسط بسيارات جديدة وبتكلفة تصل الى 40 الف دينار في كل جولة من جولات السلسلة، ويشاركون في السباقات بسيارات يزيد سعر الواحدة منها على 100 ألف دينار.

خامات طيبة

وقال الظفيري بأن نادي باسل السالم يضم نحو 1600 متسابق في الفئات كافة، وقد دأبوا على تحقيق المراكز الأولى في المحافل الخارجية، وأضاف: «هناك أبطال في الدرفت مثل علي مخصيد، فهد الجدعي، وعبدالله الجدي وغيرهم، وفي دراجات الدفع الرباعي هناك مشعل الفهد، وفي الكارتينغ راشد العليان ومحمد العليان وعبدالله العليان، وفي الدراغ ريس هناك بدر خورشيد ومشعل الصدر وفي الموتوركروس مشاري بوشيبه».

وأشاد بالدور الكبير الذي يقدمة السائق السابق مشاري السبتي وهو أصغر منظم في بطولة الشرق الأوسط، «فقد حقق نجاحاً منقطع النظير في تنظيم رالي الكويت الدولي ضمن البطولة الإقليمية».

لعبة الحظ

ويخوض الظفيري غمار بطولة الشرق الأوسط الحالية بذكاء ووفقاً للإمكانيات المتوافرة، ويقول في هذا الصدد: «السيارة التي اخوض بها السابقات ليست بالمواصفات ولا بقوة سيارة العطية كما انها لا تنتمي الى نفس الفئة، ولكن على الرغم من ذلك، نجحت في تصدر الترتيب العام للبطولة معتمداً على استراتيجية خاصة».

وتابع: «أغادر الاثنين (اليوم) الى قبرص للمشاركة في الجولة الثالثة من بطولة الشرق الاوسط وسأسعى بكل ما اوتيت من قوة للبقاء في صدارة الترتيب العام. وبعد قبرص، سيكون الموعد مع رالي لبنان الدولي حيث سأعتمد مع ناصر العطية لعبة الحظ، وأتركه يتنافس مع الجميع لأستفيد من أي هفوة يرتكبها، وهو ما ضمن لي تصدر ترتيب البطولة في الوقت الراهن. وفي رالي لبنان، سأعتمد السياسة ذاتها اذ سأدعه ينافس الأبطال اللبنانيين ومنهم روجيه فغالي وشقيقه عبدو فغالي وردولف الأسمر في اليوم الأول، على امل ان تنحصر المنافسة بيني وبينه في اليوم الثاني، وأضمن على أقل تقدير المركز الثاني».

ويعتمد الظفيري في السباقات على سيارة ميتسوبيشي لانسر إيفوليوشن 10 والذي يصل وزنها الى 1390 كلغ مع العمل ان الحد الأدني المسموح به هو 1320 والأعلى 1500، وكشف: «كلما كان وزن السيارة قريبا من الحد الأدنى، كلما كانت اسرع»، حيث ان وزن السيارة يعتبر من أهم العوامل المؤثرة في أي سباق.

وبيّن بأن أي سائق يحتاج الى ميزانية تقدر بنحو 100 ألف دينار كويتي من أجل تجهيز سيارته بالصورة المطلوبة خصوصاً لمن يشارك في بطولات محلية ودولية.

وتحدث الظفيري عن الملاح (المساعد) بشكل عام فقال: «أفضل ان يكون الملاح في كل مرحلة من الرالي من داخل الدولة التي يقام فيها السباق. ففي قطر أفضّل أن يكون قطريا، وفي الأردن أردنياً، وفي لبنان لبنانياً، لانهم أكثر معرفة بطبيعة الارض والمراحل».

وأشار الى انه يهوى المشاركة في الراليات المحلية التي تنظمها الدول ويكون المسار فيها مطابقاً لمسار مراحل راليات الشرق الأوسط، «هذه المشاركات خير إعداد وتجربة مفيدة لخوض غمار منافسات الراليات لدولية».

وقال: «شاركت مطلع شهر مايو الماضي في رالي الأردن الدولي وحققت المركز الثالث خلف كل من القطري ناصر العطية والاردني معروف أبو سمرة. وبعد التتويج، تقدمت بشكوى لفحص سيارة أبو سمرة لمعرفتي بعدم مطابقتها للشروط الدولية. في المقابل، قام أبو سمرة أيضاً بتقديم شكوى ضدي، والان ننتظر قرار الاتحاد الدولي الذي قد يسحب نقاط الأردني وسأحل، في بذلك، مكانه في المركز الثاني، ما يعزز صدارتي لترتيب بطولة الشرق الاوسط».

الرالي الخليجي

وكشف الظفيري عن نيته المشاركة في بطولة تحدي الصحراء الخليجية للراليات والتي تضم الدول الخليجية كافة الى جانب الأردن ولبنان، وتعد بطولة مصغرة من رالي الشرق الأوسط، حيث يبدأ السباق من عمان مروراً بالإمارات ثم الكويت وقطر والسعودية والبحرين والأردن ولبنان، وقال: «من المقرر انطلاق هذا التحدي في سبتمبر المقبل على ان يستمر حتى ديسمبر، ويتميز بتكريم نحو 30 فائزا من الفئات المشاركة بخلاف بقية السباقات الأخرى».

وطالب الظفيري القطاع الخاص بالدعم خصوصاً أن رياضة المحركات مكلفة جداً، وهناك شركات كويتية تقوم بدعم سباقات ومتسابقين في الخارج، وتمنى من الناقل الوطني «الخطوط الجوية الكويتية» دعمه في عملية نقل سيارته خلال البطولات الخارجية، خصوصاً رالي قبرص ورالي لبنان حيث ان الطريق مع سورية مغلقة، الأمر الذي يدفعه الى استئجار سيارة من داخل البلد التي يقام فيها السباق وهو أمر مكلف وله عواقب وخيمة متى ما حدثت مشكلة للسيارة.

وكشف بأنه تعرض الى مشكلة في 2013 عندما حصل حادث للسيارة وكان معرضا للملاحقة القانونية لولا تدخل نادي باسل الصباح ودعم الشيخ عذبي النايف ومشاري السبتي.

أكاديمية للصغار

ولم ينسَ الظفيري مستقبل رياضة المحركات في الكويت وقال: «قدمنا فكرة الى الهيئة العامة للرياضة من أجل إنشاء أكاديمية للناشئين بحيث يتم تنظيم معسكرات أسبوعية بمشاركة 5 متسابقين، نختار منهم بطلا اسبوعيا، ومع نهاية كل شهر يكون لدينا 4 أبطال، وبالتالي نقدم مواهب جاهزة للمشاركة في البطولات المحلية بأقل تكلفة».

في صدارة 2017

يتصدر مشاري الظفيري حالياً الترتيب العام لبطولة الشرق الأوسط للراليات 2017 بعد ختام رالي الأردن الدولي، وفي حوزته 53 نقطة، متقدماً على القطري ناصر العطية (46 نقطة)، ومواطنه راشد النعيمي (37 نقطة)، والأردني معروف أبو سمرة (30 نقطة).

كما يواصل الظفيري صدارته لفئة المجموعة N بعد رالي الأردن برصيد 60 نقطة، متقدماً على الأردني معروف أبو سمرة والقطري راشد النعيمي (39 نقطة لكل منهما).
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي