بعد «إعدام» روي... قتيلان في خلافٍ مروري وثالثٌ برصاص ثأرٍ

«كرة الدم» تتدحْرج في لبنان ودعواتٌ لـ «تعليق المشانق»

تصغير
تكبير
جريمة «تأكل» الجريمة، في جمهوريةٍ يبدو كأن أبناءها «يأكلون بعضهم» بالرصاص «القاتِل» أو «الطائش»، بالقتل غدراً أو وجهاً لوجه في ما يشبه «إعداماتٍ ميدانية»، استخلص منها «ولاد البلاد» أن... «اللبناني حقّو رصاصة».

وجاءتْ جريمةُ «تصفيةِ» الشاب روي الحاموش برصاصةٍ في الرأس بعد خلافٍ مروري أعقب حادث سير صغيراً فجّرَ مطاردةً لابن الـ 24 عاماً وصديقه من قبل 3 شبان مسلحّين أمطروا سيارتهما بالرصاص قبل أن ينفّذ أحدهم «الإعدام» بحقه، لتعيد إلى الواجهة حال السلاح المتفلّت الذي يُستخدم في الاحتفالات ابتهاجاً وفي المآتم حزناً وفي «حفلاتِ القتل» تجرؤاً على الدولة وهيْبتها.


ولم تكن دماء روي الذي ألقت القوى الأمنية سريعاً القبض على قاتِله وهو م. الأحمر (من البقاع ومطلوب بمذكرات توقيف عدة) قد جفّت بعد، حتى «دوّت» جرائم أخرى لم يقلّ وقعها وطأةً، تاركةً اللبنانيين في حيرةٍ حيال مَن المسؤول عن الفلتان الأمني الذي لم يعد ممكناً مداواته بتوقيف الفاعلين بعد وقوع الجرم، هم الذين انقسموا بين مَن وجّه إصبع الاتهام إلى واقع الدولة غير المكتملة المواصفات والتي تتعايش مع «دويلات» وإلى «المحميات السياسية والأمنية»، وبين مَن صوّب على بطء المحاكمات في جرائم سابقة مروّعة هزّت البلاد، فيما اختار البعض الآخر إثارة موضوع تجميد لبنان تنفيذ أحكام الإعدام منذ فترة (دون إلغائها) مع الدعوة إلى «تعليق المشانق».

فبعد ساعات من جريمة قتل روي التي طالب رئيس الجمهورية ميشال عون الأجهزة القضائية «بإنزال أشد العقوبات بحق مرتكبيها والمحرّضين عليها»، انكشفت مأساة جريمةٍ ثأر انتظرت 11 عاماً لتكتمل وكان مسرحها منطقة رياق (البقاع) حيث قُتل اسماعيل علي زعيتر برصاصة في الرأس وأخرى في البطن رداً على قتْله العام 2006 ابن خاله صادق زعيتر على خلفية جريمةٍ كان ذهب ضحيتها حينها شقيق اسماعيل.

وقتَلة إسماعيل ما هم إلا إخوة صادق وابنه الذين اختاروا «الثأر» بعد نحو شهرين من خروج ابن عمتهم من السجن حيث أمضى 11 عاماً، وكان يريد إكمال حياته مع عائلته المؤلفة من زوجته وابنة وثلاثة أبناء إلا أن «حكم العشائر» كان أقوى من قوس العدالة. وليل الاربعاء - الخميس وقع إشكال في منطقة كفرملكي - عكار بين شبان من آل حمود وآخرين من آل عيد على خلفية أفضلية مرور، وسرعان ما تطور من تلاسن إلى تضارب ثم إطلاق نار متبادل نتج عنه مقتل اثنين وإصابة آخرين.

ويوم الثلاثاء هزّ طرابلس خبر مقتل هيثم هوشر برصاصة في الظهر بينما كان في طريقه إلى مكتب «تيار المستقبل» في المدينة، حين صادف إشكالاً بين «فارضي خّوات» على البسطات فتدخّل لحلّه إلا أن نصيبه كان الموت بطلق ناري من الخلف.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي