حوار / أدرجت فيلمها «اللحن الأحمر» ضِمن إطار الفن «السّريالي»

العماني: التحرر الفكري سيحطم القيود في السينما الكويتية

u0645u0631u064au0645 u0627u0644u0639u0645u0627u0646u064a... u0641u064a u0623u062du062f u0627u0644u0645u0634u0627u0647u062f
مريم العماني... في أحد المشاهد
تصغير
تكبير
في جعبتي أفكار سينمائية أعمل لإنضاجها حالياً حتى ترى النور قريباً

أتطلع إلى أن تنتشر أفلامي على المستويين العربي والعالمي

بعد عامين دراسيين في كلية العلوم انتقلت إلى الفن بعدما شعرتُ بانتمائي إليه أكثر
«التحرر الفكري سيحطم القيود في السينما الكويتية»!

هذا الربط بين حرية الفكر وانطلاق السينما الكويتية عبَّرت عنه المخرجة الكويتية الشابة مريم العماني، مشددةً على أن الشغف والرؤية الثاقبة والعمل بروح الفريق الواحد من أهم العناصر الأساسية الضامنة للنجاح على شاشة الفن السابع، ولافتةً إلى «أن المواهب الكويتية قادرة على شق طريق النجاح، إذا كانت لديها الرغبة الحقيقية في تحقيق ذلك».

العماني كشفت الغطاء، في حوارها مع «الراي»، عن أن لديها مجموعة من الأفكار التي تُنضجها حالياً، تمهيداً لتنفيذها في المستقبل المنظور، متمنيةً أن تلقى تلك الأفكار النجاح، بعدما تحقق حلمها في السينما من خلال فيلمها «اللحن الأحمر»، الذي شارك أخيراً في مهرجان الكويت السينمائي الأول، والذي ترى أنه ليس فيلماً تقليدياً على الإطلاق، ومفاخرةً بأنه ينتمي إلى الفن «السريالي» الذي تجري أحداثه في أجواء تجريدية تبتعد عن طرائق التعبير الواقعية المألوفة!

المخرجة الكويتية الشابة أكدت أنها لا تزال تخطو خطواتها الأولى في مضمار السينما، مردفةً: «لا أنشغل كثيراً كيف أحصل على الجوائز، أو أقتنص الألقاب بقدر ما يكمن اهتمامي بترجمة أفكاري وتحويلها إلى واقع»... أما تفاصيل الحوار فتأتي في هذه السطور:

• في البداية، نود أن نتعرف على أهم المحطات في مشوارك الفني؟

- بدايتي في الفن كانت في العام 2009 من خلال المسرح، حيث قدمتُ أول عرض (Talent Show) بعنوان «زوايا الشغف». وفي العام 2010 قدمنا العرض الثاني بفكرة جديدة ومواهب أخرى مختلفة في «مجمع 360»، وكنا تحت إشراف مجموعة من المدربين، ومن بينهم المخرج يعرب بورحمة الذي تدربتُ على يديه، وكان هو من قادني إلى استكشاف مواهبي وقدراتي، وفي سنتي الجامعية الثانية في كلية العلوم، قررتُ تغيير تخصصي، لأنني - بصراحة - شعرت بانتمائي إلى مكان آخر، ووقتها أدركت ما الذي أريده بالضبط، حيث وجدتني في لحظة وعي بذاتي وهدفي.

• مَن مثلك الأعلى من المخرجين سواء العرب أو العالميون؟

- هناك العديد من المخرجين الذين أعتبرهم قدوتي في مجال الإخراج السينمائي، منهم يعرب بورحمة، رون هاوارد، ديفيد فينشر، كريستوفر نولان وتيم بيرتون.

• كم عدد الأعمال في رصيدك؟

- لديّ أعمال كثيرة للغاية، إلى حد أنني لا أتذكر بعضها. ففي البداية عملت كمساعد مخرج في دعايات وبعض البرامج التلفزيونية. وبعدها تعلمت المونتاج على يد الزميل والصديق جاسم بورحمة، وبدأت «أُمنتج» أي تصوير أقوم به، لأنني أعرف زوايا اللقطات التي التقطتها، وإن كانت لدي بعض الأخطاء في التصوير، غير أنني تعلمت كيفية التحايل على هذه الأخطاء في المونتاج حيث تصعب ملاحظتها، كما قمت بتصوير وتوثيق برامج واقعية، وأحببت موضوع الأفلام الوثائقية، لأنك فعلاً تصبح جزءاً منها من خلال تصوير لحظات واقعية تعايشت معها، فهذا النوع من التصوير يحتاج إلى سرعة الحركة والتركيز الذهني وأن تكون حاضراً، وأحيانا هناك لقطات تصعب إعادتها، لأنها حدثت بطبيعتها وبعفوية شديدة، وبعدها بدأت أتعلم الإخراج الفني (Art Directing)، ودخلت أكثر من مشروع، على غرار دعايات تصويرية، ومسرحية «احسبها غير» في العام 2015، وفي العام الماضي عملتُ كمساعد مخرج أول في فيلم سينمائي طويل اسمه «عتيج».• ماذا لديك من أفكار جديدة في صناعة العمل السينمائي؟

- في الواقع، لديّ العديد من الأفكار لأفلام قصيرة وأخرى طويلة، وقد تتبلور هذه الأفكار، ولكن كتابة النص والسيناريو هي التي تحتاج إلى وقت طويل وتفرغ كامل، وإن شاء الله في الآتي من الأسابيع سيكون هناك عمل جديد.

• هل لك أن تحدثينا قليلاً عن فيلمك «اللحن الأحمر»، الذي شارك أخيراً في مهرجان الكويت السينمائي الأول؟

- لقد أخرجتُ فيلم «اللحن الأحمر» في العام 2015، وهو يتمحور حول باقة من اللوحات الفنية التشكيلية بريشة الفنانة مها المنصور، والحق أنه ليس فيلماً تقليدياً أو من النسق المألوف سينمائياً، بل ينتمي إلى الفن السريالي، ويلجأ إلى طرق تعبير تتجاوز الواقع كثيراً، أو أقرب إلى التجريدية، ولطالما تمنيتُ أن يُعرض فيلم «اللحن الأحمر» في المهرجانات السينمائية، حتى تحقق هذا الحلم أخيراً وأصبح واقعاً ملموساً، بعد أن سنحت لي الفرصة بالمشاركة في مهرجان الكويت السينمائي الأول.

• من وجهة نظرك، لماذا لم يحظَ الفيلم بإحدى جوائز المهرجان؟

- بصراحة لا أعلم!... ولكن قد يكون هناك الكثير من الافتراضات، ومنها أن نوعية الفيلم تختلف عن أصناف الأفلام الأخرى، وربما أنه موجَّه بالدرجة الأولى إلى مجموعة من النخبة السينمائية، ولا شك أن لجنة التحكيم لديها وجهة نظر، وأنا بالطبع أحترم وجهة نظرها.

• كان الفيلم أشبه بلوحة سريالية غامضة، لا يفهم معانيها سوى السينمائيين المحترفين، فهل تعمدتِ توجيه هذا الفيلم إلى فئة معينة؟

- الحقيقة أنني لم أتعمد توجيه هذا الفيلم إلى شريحة بعينها، بل كنتُ أرغب فقط في ترجمة أفكاري إلى لقطات سينمائية، وهي شكلت في نهاية المطاف هذه اللوحة السريالية.

• هل سبق أن حصلتِ على جوائز مهمة في مهرجانات أخرى؟

- لغاية الآن لم أحظَ بأي جائزة من أي جهة، كما أعتبر نفسي لا أزال في خطواتي الأولى على طريق الفن، وهذا يجعلني لا أنشغل بالجوائز والألقاب بقدر ما أعمل على إيصال أفكاري بكل سلاسة إلى الجمهور.

• في رأيك، هل تستطيع المواهب الكويتية أن تشق طريق النجاح في الفن السابع، على غرار الدراما التلفزيونية؟

- بالطبع تستطيع، إذا كان لديها الفكر والوعي والرغبة والشغف، إلى جانب العمل الدؤوب، فالإيمان والصبر والإخلاص في العمل هي ما يجعلنا نتمسك بالطموح ونسعى حثيثاً إلى تحقيقه.

• هل ستبقى التجارب السينمائية في الكويت خجولةً ومقيّدة، في ظل انعدام الدعم ووجود مقص الرقيب؟

- التحرر الفكري سيحطم القيود، وما دامت لدينا الرغبة الحقيقية في صناعة أعمال سينمائية توازي بجودتها نظيراتها الإقليمية والخليجية فسوف نحقق ذلك.

• في رأيك، ما مقومات العمل السينمائي الناجح؟

- الشغف وحب العمل، الإيمان بالعمل نفسه، وضوح الرؤية، التفاهم والمرونة وانسجام فريق العمل، والتخطيط في مرحلة ما قبل الإنتاج، إلى جانب أمور أخرى عديدة.

• ما أقصى طموحك في هذا المجال؟

- أرغب في تجسيد مواقف الحياة ولحظاتها وصياغتها في حبكة تربط المشاهد بالأحداث، بحيث تترسخ اللقطات في ذهن المشاهد، ويظل يتذكرها ويتفكر فيها دائماً، كما أتمنى أن تنتشر الأفلام التي سأقوم بتصنيعها على المستويين العربي والعالمي. أما على مستوى المسرح، فلدي فكرة عمل لعرض مسرحي، وطموحي هو أن يظل العرض قائماً سنواتٍ طوالاً، ويأتيه زوار من مختلف البلدان، وقد يسافر هذا العرض إلى الخارج. وأنا أؤمن بأن أي عرض جميل لا يموت.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي