آداب وأحكام
يا معشر الشباب
يقول السائل: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»، فما معنى «الباءة» ومعنى كلمة: «وجاء» وما هو المراد من الحديث الشريف؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
حث رسول الله على الإكثار من صيام التطوع -كالإثنين والخميس- لما فيه من تقرب إلى الله تعالى وقد قال رسول الله في فضله: «من صام يوماً في سبيل الله باعد الله تعالى وجهه عن النار سبعين خريفاً» متفق عليه.
وقد خص الله تعالى باباً في الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون ففي الحديث الشريف: «إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فيقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد» متفق عليه، وأما الحديث الشريف الذي يتساءل القارئ عن معاني بعض كلماته؛ فالحديث يعني أنه من كان منكم مستطيعاً لتحمل ثقل النفقة ومؤنة الزواج فليتزوج، وإن لم يستطع فليصم ليدفع شهوته، يقول الإمام الكاساني الحنفي في البدائع: «في الصوم قهر الطبع، وكسر الشهوة؛ لأن النفس إذا شبعت تمنت الشهوات، وإذا جاعت امتنعت عما تهوى، ولذا قال النبي: «من خشي منكم الباءة فليصم فإن الصوم له وجاء» متفق عليه، فكان الصوم ذريعة إلى الامتناع عن المعاصي. اهـ
والمراد بالباءة: النكاح وأما الوِجاء بكسر الواو فهو كسر الشهوة وقطعها، ومن الفوائد التي ذكرها الشراح للحديث الشريف أن رسول الله لم يقل عليك بالجوع والامتناع عن الطعام والشراب؛ لأنه يحقق الغاية نفسها بل قال عليه بالصوم وعدل عن الجوع؛ لأن الصوم عبادة مطلوبة، ونلاحظ أيضاً أن الحديث قد خص الشباب بالخطاب لأن الغالب وجود قوة الداعي فيهم إلى النكاح بخلاف الشيوخ، والشاب هو من بلغ ولم يجاوز الثلاثين أو اثنين وثلاثين سنة ثم هو كهل إلى أن يجاوز الأربعين، ثم هو شيخ، والله تعالى أعلم.
* دكتوراه في الفقه المقارن
aaalsenan@
[email protected]
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
حث رسول الله على الإكثار من صيام التطوع -كالإثنين والخميس- لما فيه من تقرب إلى الله تعالى وقد قال رسول الله في فضله: «من صام يوماً في سبيل الله باعد الله تعالى وجهه عن النار سبعين خريفاً» متفق عليه.
وقد خص الله تعالى باباً في الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون ففي الحديث الشريف: «إن في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فيقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد» متفق عليه، وأما الحديث الشريف الذي يتساءل القارئ عن معاني بعض كلماته؛ فالحديث يعني أنه من كان منكم مستطيعاً لتحمل ثقل النفقة ومؤنة الزواج فليتزوج، وإن لم يستطع فليصم ليدفع شهوته، يقول الإمام الكاساني الحنفي في البدائع: «في الصوم قهر الطبع، وكسر الشهوة؛ لأن النفس إذا شبعت تمنت الشهوات، وإذا جاعت امتنعت عما تهوى، ولذا قال النبي: «من خشي منكم الباءة فليصم فإن الصوم له وجاء» متفق عليه، فكان الصوم ذريعة إلى الامتناع عن المعاصي. اهـ
والمراد بالباءة: النكاح وأما الوِجاء بكسر الواو فهو كسر الشهوة وقطعها، ومن الفوائد التي ذكرها الشراح للحديث الشريف أن رسول الله لم يقل عليك بالجوع والامتناع عن الطعام والشراب؛ لأنه يحقق الغاية نفسها بل قال عليه بالصوم وعدل عن الجوع؛ لأن الصوم عبادة مطلوبة، ونلاحظ أيضاً أن الحديث قد خص الشباب بالخطاب لأن الغالب وجود قوة الداعي فيهم إلى النكاح بخلاف الشيوخ، والشاب هو من بلغ ولم يجاوز الثلاثين أو اثنين وثلاثين سنة ثم هو كهل إلى أن يجاوز الأربعين، ثم هو شيخ، والله تعالى أعلم.
* دكتوراه في الفقه المقارن
aaalsenan@
[email protected]