2 > 1

نظرية الاحتمالات والتفوق في الكويت!

تصغير
تكبير
مرحلة الثانوية العامة بالغة الأهمية للطالب نفسه وللمجتمع بأكمله، لذا الجميع في مثل هذه الأيام يتوتر بانتظار النتائج النهائية.

المُلفت في نتائج الثانوية العامة لهذه السنة (وكل سنة)، مجموعة من الأمور التي تبدو تتكرر وهي التي أود استعراضها معكم. لكن بداية نتقدم بالتهاني لجميع الناجحين، كما نتقدم بالتهاني خصوصاً للمتفوقين الذين حصلوا على المراتب الأولى.


الشيء المُلفت أن فلسفة التعليم قائمة على تشجيع الطلبة وأولياء الأمور للحصول على «شهادة» الثانوية، لا حُب المعرفة ولا طمعاً بالعلم. فالمجتمع لا يتعامل مع شهادة الثانوية العامة كمرحلة تمهيدية لمراحل مستمرة «لا تنتهي» من التحصيل العلمي. فاسلوب التعامل مع الشهادة لا يختلف عمن يسعى للحصول على استمارة قيادة السيارة، فهذه شهادة للقيادة وتلك مفتاح الدخول للعمل أو الجامعة.

يا ليت تتعامل وزارة التربية مع التعليم كما تتعامل هيئة الشباب والرياضة مع الرياضة. فالهيئة تحمل فلسفة انتشال الشباب من الشارع وقتل وقت فراغهم بما يفيدهم، لهذا لا تجد لدينا رياضيين محترفين لأن فلسفة الرياضة عندنا تختلف عن البرازيل ونظام الاحتراف بأوروبا. فلو كانت عقلية إدارة العملية التربوية تقصد العلم لذاته لانعكس ذلك على أسلوب التعامل مع الطالب بالقاعة ومنهج التعليم ولصار تشويق المجتمع والطلبة بالمكتبات العامة وحب القراءة والتحفيز على العقل الإبداعي باتباع أنظمة تعليمية مختلفة تماما عن التلقين المتبع حاليا إلى جانب التشدد بنظام العقوبات المتعلقة بمن يُخل بالعملية التعليمية بما فيها الغش وتسريب الاختبارات.

وهذا يجرني إلى نقطة مُلفتة بخصوص نتائج هذا العام، والتي هي بالمناسبة تشبه النتائج للأعوام السابقة. الظاهرة الملفتة هي تربع غير الكويتيين على سلم التفوق على مستوى الكويت. قبل أن أُكمل، أعيد وأبارك للمتفوقين ونتمنى لهم جميعا مستقبلاً باهراً. لكني بحسب الأرقام الإحصائية وتواتر الأخبار عن الغش وتسريب الاختبارات، استشعر أن في الأمر شيئا ما يريبني.

لماذا لا يوجد بين العشر الأوائل في العلمي أي كويتي (وأظن الحال نفسه بالأدبي)؟ لماذا احتلت جنسية واحدة القائمة؟ ألا يثير ذلك الاستغراب؟ فهل يُعقل ألا يزاحم ولا كويتي واحد المراتب العشر الأولى؟ يصعب بحسب الأرقام الإحصائية أن تحتل جنسية واحدة هذه الأماكن، فكيف يحصل ذلك؟

ما يدفعني لقول ذلك، نتائج دراسة مؤشرات التعليم الصادرة عن الإدارة المركزية للإحصاء لشهر نوفمبر الماضي (2016)، حيث تفيد بان نحو 18 في المئة من الكويتيين يدرسون في المدارس الخاصة ويبلغ عددهم 70764 طالبا وطالبة، مقابل الكويتيين الدارسين في مدارس الوزارة وتعدادهم 324307. أما إجمالي الطلبة في مدارس الوزارة فعددهم 375685 من بينهم 324307 كويتيين (86 في المئة) في حين بلغ عدد غير الكويتيين 51378 (14 في المئة). وبالمناسبة نسبة الأجانب في دراسة مؤشرات التعليم تشمل جميع الجنسيات، والجنسية المصرية تمثل جزءاً منها وليست كلها، وإن لم تخنّي ذاكرتي فهي تُمثل بحدود 10 في المئة.

أضف لذلك أن أعداد المدرسين بلغ اجماليهم 71014 موزعين بين 46079 كويتياً ( 65 في المئة) و24935 غير كويتي (35 في المئة). وطبعا الجنسية المصرية لا تمثل كلها، لكنها الأغلب كالعادة.

لذا أعيد وأكرر سؤالي، كيف يمكن لنسبة لا تزيد على العشرة في المئة أن تحتل مركز الصدارة لقائمتي العلمي والادبي، مع أن الوزارة تدرس الجميع وبالمناهج نفسها وبالأسلوب نفسه ومن قبل المدرسين أنفسهم. فوفق الأرقام الإحصائية وعلم الاحتمالات، من المنطقي جدا أن تمثل الجنسية الكويتية نسبة تفوق الخمسين في المئة من إجمالي المتفوقين. فهل العيب في عقول أبنائنا أم ماذا؟ أم يوجد تمييز بين الطلبة؟ نريد جوابا من الوزارة.

hasabba@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي