رواق

بنت المدمغ

تصغير
تكبير
الدماغ: يقع داخل جمجمة الإنسان وهو العضو الرئيسي في جسمه الذي يتحكم في الجهاز العصبي المركزي، وعملياً هو المنظم لجميع فعاليات الإنسان.

أبو دمغة: مرض يصيب الدماغ وهو آخر مرحلة من مراحل فريق الرأس الذي لا يمكن تشخيصه بالأجهزة الطبية الحديثة والأشعة ما يؤدي إلى عدم الاعتراف به كمرض عضوي، ويتم التعامل معه كمرض نفسي.


الدمغة: ظاهرياً لا علاقة لها بالدماغ ولا بأمراضه فهي ضريبة تفرضها الدولة على أنواع معينة من المعاملات التي تتضمن وثائق مكتوبة وتتخذ عادة شكل طابع بقيمة معينة يُلصق على وثيقة المعاملة، لكن فعلياً يبدو أن الدمغة هي الابنة الشرعية لأبيها «أبو دمغة» بسبب ما تقوم به من لف لدماغه خلال لفه على الجهات الرسمية وغير الرسمية من أجل تخليص معاملة لا تخلص من كثرة تسويفها وتأجيلها إلى الغد الذي لا يأتي أبداً. فكل غد له غد تراجع فيه معاملتك التي تحتاج دمغة جديدة في بلد يزعم أن مزاياه ظاهرياً إعفاء مواطنيه من الضرائب وواقعياً يضرب مواطنيه بيد من روتين.

وصلنا إلى العام 2017 ومازالت الملفات تضيع ويُستخرج لها بدل فاقد ويُكتب تفاصيلها على بطاقات كارتونية بخط اليد، ونصف الشعب مهووس في التكنولوجيا لدرجة أنه بإمكان أي مراهق استحداث برنامج للحكومة يُخلص في دقائق بالمجان ما لا يمكن لعامل هندي تخليصه للمراجعين في يومين مقابل خمسة دنانير.

دمغة مدمغة تصيب الدماغ بـ«أبو دمغة».

بالمناسبة مدمغة هنا ليست صفة تأكيد للدمغة بل هي لفظة خليجية تستخدم كصفة قبيحة للشخص عندما يُقال عنه مدمغ فهو إما أن يكون مغفلاً في بعض الدول أو أحمق في دول أخرى أو مضروباً ضرباً مبرحاً في دول ثالثة.

تعددت المعاني والنتيجة واحدة: الدمغة هي الابنة الشرعية للمدمغ الذي أصاب أدمغتنا بأبو دمغة ولا عزاء لأصحاب المعاملات وعلى المتضرر اللجوء للدعاء: اللهم ارزق حكوماتنا شوية تكنولوجيا تواكب فيها العصر وتخلصنا من بنت المدمغ وأبو دمغة وتريح أدمغتنا من الدمغة.

reemalmee@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي