أثار ضجة في الإسماعيلية بعد فوزه بجائزة «أبو ظبي»

فيلم أردني يطرح «المشهد» الفلسطيني في صورة غامضة ... الإعلاميون اتهموا المخرج بالتطبيع والنقاد نعتوه بـ «الحذلقة»

تصغير
تكبير
| الإسماعيلية (مصر) - من إيمان حامد |
قبل عرضه في مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة بيوم واحد فاز الفيلم الأردني «المشهد» باحدى جوائز مهرجان أبو ظبي للسينما، وهي جائزة كانت كافية لتضع الاسماعيلية في حالة ترقب لعرض «المشهد» وانهالت التهاني مبكرا على المخرج وكاتب السيناريو الأردني من أصل فلسطيني رفقي عساف، فيما كان شريكه وزميله في الاخراج والسيناريو «حازم بيطار» يصطحب نسخة ثالثة من الفيلم للعرض في أحد مهرجانات روسيا.
وعقب عرض الفيلم في الاسماعيلية «140 كيلو مترا شرق القاهرة»، فجر حالة من الجدل تجاوزت الندوة التي تلت عرضه، فالفيلم الروائي القصير «16 دقيقة» يتناول في مشهد واحد بلا مونتاج قصة قناص اسرائيلي يحاور زميله في غرفة العمليات أثناء مراقبته لفتاة وشاب في نافذة بيت فلسطيني يبدو أمامنا على الشاشة تحت عدسة القناص دائما.
من الناحية الفنية، قدم الفيلم شكلا جديدا وصل الى حد الغرابة والغموض المتعمد، خاصة في مشهد النهاية الذي ساد فيه الظلام فجأة مع سماعنا لصوت طلقتين من الرصاص، ومما زاد الغموض أن القناص يؤكد لقائده في غرفة العمليات أنه لم يطلق الرصاص على أحد.
هذه النهاية، والتي جاءت أقرب الى «اللغز» منها الى «النهاية المفتوحة» شغلت الاعلاميين والنقاد عن مناقشة البناء الجديد في الفيلم الذي اعتمد شكل القصة القصيرة، كما نعرفه في الأدب وتوزعت الأسئلة في الندوة وخارجها بين اتهامات للمخرج بالتطبيع والسعي لاظهار الجانب الانساني للقناص الاسرائيلي الذي وقع في غرام الفتاة الفلسطينية ويتمنى لو كان فلسطينيا حتى تبادله الحب، وذلك كما نفهم من خلال الحوار الصريح للقناص العاشق الذي جاء مهاجرا من روسيا الى فلسطين ليستوطن ويطارد أهلها بالرصاص من مكمنه.
والأدهى أن الفيلم يقدمه في مهمة محددة لقنص أحد المسلحين المطلوبين بحيث بدا لنا في صورة متحضرة وكأنه يقوم بمهمة أمنية جراحية لا يستهدف فيها اصابة أي مدنيين أبرياء، لكنه فقط يطارد الهدف المطلوب، وذلك كله في ظل طغيان اللمسة العاطفية والانسانية التي أظهرها الفيلم عبر اعجاب القناص بفتاة فلسطينية، واستفساره من قائده عن مدى اعتقاده في الحب من أول نظرة.
وخارج الفيلم، لم يقدم رفقي عساف اجابات مقنعة في الندوة ولا خارجها واكتفى بأنه لا يقصد الوصول الى أي تعاطف مع القناص الاسرائيلي مبررا ذلك بأنه من أصل فلسطيني، وبخصوص النهاية رفض عساف تقديم أي اجابات تفك شفرة الغموض.
وكأن بناء الفيلم مجرد «فزورة»، تبحث عن حل أو مشهد ناقص ينتظر الاجابة المعلقة ما أضر بالرسالة المفترض أن يقدمها الفيلم المنقسم بين صوت بلا صورة للقناص الاسرائيلي وزميله، وصورة بلا صوت للفتاة الفلسطينية واثنين من الشباب الفلسطيني يظهران معها في النافذة تباعا.
ولا ندري، ان كان الفيلم وقع في أخطاء فنية بغير قصد، أم أنه سعى متعمدا للتعبير عن حالة الانقسام والقسمة التي تضرب القضية الفلسطينية سواء من داخلها أو من خارجها وذلك كله في ظل حالة من الغموض والالتباس والنقصان التي لا تتيح لنا التعرف على نهاية واضحة لـ «المشهد».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي