لتخترق أجهزة التفتيش على أبواب اللجان... وأجهزة كبح الذبذبات رصدتها
آخر صيحات الغش... تغليف الهواتف بالقصدير والمواد الكربونية !
نماذج الغش التي ستعرض على الوزير
الغش يقتحم «التربية»...رغم التفتيش والمراقبة
جاسم بو حمد
وليد الغيث
عبداللطيف خلف
بعض الإجابات النموذجية لاختبار اللغة العربية
بدرية الخالدي
جاسم بو حمد: أجهزة بحجم «البيجر» تقطع الإرسال في اللجان وهي الأفضل حتى اللحظة
وليد الغيث: تطبيق اللائحة على الطالب المخالف والغش ينشط في «تعليم الكبار»
بدرية الخالدي: لا تهاون مع مظاهر الغش أيا كان نوعها والتعليمات واضحة
عبداللطيف خلف: مشكلتنا مع دارسي «تعليم الكبار» الذين يصرون على الغش ويخفون السماعات في مناطق حساسة
محمد العجمي: منع الغش خفّض عدد لجنة تعليم الكبار بمدرستنا من 130 طالباً إلى 15 فقط
عبدالله الفضلي: الدارسون عندما فقدوا الأمل بالغش لجأوا إلى «تويتر» للضغط والتحريض علينا
وليد الغيث: تطبيق اللائحة على الطالب المخالف والغش ينشط في «تعليم الكبار»
بدرية الخالدي: لا تهاون مع مظاهر الغش أيا كان نوعها والتعليمات واضحة
عبداللطيف خلف: مشكلتنا مع دارسي «تعليم الكبار» الذين يصرون على الغش ويخفون السماعات في مناطق حساسة
محمد العجمي: منع الغش خفّض عدد لجنة تعليم الكبار بمدرستنا من 130 طالباً إلى 15 فقط
عبدالله الفضلي: الدارسون عندما فقدوا الأمل بالغش لجأوا إلى «تويتر» للضغط والتحريض علينا
سماعات بلوتوث متناهية الدقة، وساعات إلكترونية تحمل آلاف المعلومات، وهواتف محمولة تجوب اللجان بالإجابات النموذجية وأقلام ظاهرها الكتابة وباطنها غش مختلف ألوانه... وغير ذلك الكثير من إلكترونيات الصين التي تركت وزارة التربية حائرة أمامها، رغم كل الإجراءات التي اتخذتها ورغم محاضر الغش التي تسجل يومياً في مختلف اللجان.
وبين الغش الإلكتروني وإجراءات التفتيش الحازمة، كشف مصدر تربوي لـ«الراي» عن آخر صيحات الغش التي رصدت اخيراً في بعض اللجان الثانوية وأهمها طلاء بعض الأجهزة الإلكترونية بمواد كربونية يصعب على الأجهزة التقليدية كشفها، إضافة إلى تغليف الهواتف المحمولة بالقصدير وربطها في أجزاء متفرقة من الجسم، فيما أكد المصدر أن تلك المحاولات نجحت في بعض اللجان إلا أن الأجهزة التي قامت الوزارة بتركيبها أخيراً على سبيل التجربة في بعض مدارسها رصدتها فهي تكشف ما وراء الحوائط الإسمنتية.
وقال المصدر ان الكويت وبحسب الشركة المتعهدة أول دولة في العالم تدخل تلك الأجهزة إلى المنظومة التربوية والتعليمية فهي ذات استخدامات عسكرية وامنية استخدمها الجيش الأميركي لحماية معلوماته وفي المجال الأمني فقط ولكنها تجربة ناجحة بكل المقاييس حتى اللحظة واستطاعت ضبط آلية الاختبارات في الأماكن التي تم اختبارها على سبيل التجربة.
وفي هذا الإطار كشف مدير منطقة الفروانية التعليمية، رئيس لجنة النظام والمراقبة في الكنترول الأدبي، جاسم بو حمد لـ«الراي» عن نموذج كامل لوسائل الغش كافة من سماعات وأقلام وساعات وهواتف ولا سلكي سنعرضه على وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس قريباً، مؤكداً أن أفضل أجهزة استخدمت حتى اللحظة لتعقب وسائل الغش هي أجهزة إلكترونية بحجم البيجر تقطع الإرسال على غرار الأجهزة المستخدمة في مجلس الامة.
وعن الأجهزة التي استخدمها الجيش الأميركي في معتقلاته واستخدمتها الوزارة في بعض مدارسها قال بو حمد «كان من المفترض أن يتم إدخالها على سبيل التجربة في مدرسة الصباح بمنطقة الفروانية التعليمية ولكن تم تركيبها في الجهراء مع تقديم تقرير يومي بشأنها إلى قطاع المنشآت التربوية وحتى اللحظة لم يتم تحديد إيجابياتها وسلبياتها بعد».
من جانبها، أكدت مديرة منطقة العاصمة التعليمية بدرية الخالدي لـ«الراي» أن مدارس العاصمة كافة تستخدم أجهزة التفتيش عن الأجهزة الإلكترونية وهناك تعليمات مشددة لإدارتها بعدم التهاون مع مظاهر الغش أيا كان نوعها.
وبينت الخالدي أن بعض الإدارات المدرسية وبتصرف فردي منها قامت برتكيب بعض الأجهزة التي تقطع الإرسال عن الخارج لضبط عملية الاختبارات والحد من مظاهر الغش الإلكتروني، مؤكدة ان الآلية تسير بشكل منظم في مدارس العاصمة وحالات الغش محدودة وفي إطار المعدل الطبيعي.
وقال مدير منطقة الجهراء التعليمية وليد الغيث لـ«الراي» ان الغش في مدارس الجهراء يكاد يكون محدوداً في الاختبارات الحالية وهناك تعليمات إلى جميع الإدارات المدرسية بضرورة تطبيق اللوائح على الطلبة المخالفين، بدءاً بالإنذار وانتهاء بتحرير محضر غش للطالب تثبت فيه أداة الغش ويوقع من قبل رئيس اللجنة والملاحظين ويرفع إلى الكنترول.
في السياق نفسه، قال مدير ثانوية سعيد بن عامر بمنطقة الأحمدي التعليمية عبداللطيف خلف، إن مدرسته فيها مركز اختبار «ثاني عشر» لأحد مراكز تعليم الكبار في المحافظة بالإضافة إلى طلبة المدرسة، مؤكدا أن طلبة المدرسة ملتزمون بالتعليمات التي وزعت عليهم بخصو الاختبار، لكن المشكلة في دارسي تعليم الكبار الذين يأتون للاختبار معتبرين أن الغش حق مكتسب لهم، لذلك يصرون على الغش.
وقال خلف لـ«الراي» إن اللجان تواجه مشكلة مع الدارسين الذين يبتكرون وسائل لإخفاء وسائل الغش، وأهمها السماعات، حيث يعمد إلى إخفاء وصلة السماعة في مناطق حساسة من جسمه يصعب تفتيشه بها، أو أنه ــ كما فعل أحدهم ــ يضعها ضمن الجبس الذي لف به يده مدعيا أنه تعرض لكسر في يده، مبينا أنه يصعب في مثل هذه الحالات إثبات الركن المادي في مسألة الغش ولاسيما مع إصرار الدارس على عدم الاعتراف بما معه وما يخفيه، وهنا يتم اللجوء وفق القانون إلى شهادة الشهود وهم في هذه الحالة الملاحظون الذين يلاحظون في اللجنة، مبينا أنه تم تحرير محاضر غش لطلبة في هذه الحالات.
وتساءل كيف لا تتحرك الوزارة للكشف عمن يقف وراء رسائل الواتساب التي تحمل الإجابات النموذجية للطلبة، ولماذا لا يتم تفعيل الرقابة الإلكترونية للكشف عمن يقف وراء استفحال ظاهرة الغش الإلكتروني، وفي المقابل يتساءل كيف وصل دارس في تعليم الكبار إلى مرحلة الثاني عشر، وهو يبحث عن الغش والنجاح دون دراسة؟ وأين اختباراته في المراحل السابقة؟ وهل هناك قصور في تلك المراحل سواء في العاشر أو الحادي عشر؟.
وتحدث المدير عن المعاناة مع دارسي تعليم الكبار الذين يتجمهرون أمام مدخل اللجنة في سبيل الضغط للسماح بدخولهم دون تفتيش، وعندما يفشلون يتحولون إلى التجمهر في ساحة المدرسة الداخلية وأمام مكتب المدير، وفي النهاية يتحولون إلى الشؤون الإدارية للحصول على طبية لتأجيل الاختبار، هذا بعد حالات من التطاول في الحديث ومحاولات افتعال مشاكل مع الإدارة، مبينا أنهم يتعاملون مع كل تلك الحالات بروح المسؤولية التربوية التي يفرضها عليهم موقعهم، حيث ينصحونهم بالالتزام بقوانين الاختبار وعدم اصطحاب وسائل الغش، ويبينون لهم عواقب ضبط المتعلم وهو يغش، ولكن ذلك لا يلقى أذنا مصغية عند الكثيرين منهم، والذين يصرون على الدخول بوسائل الغش ويمتنعون عن تسليمها ويفتعلون المشاكل للاستمرار في الغش، وقبل ذلك يتأخرون عن اللجنة ويشكلون زحاما على البوابة للتهرب من التفتيش. كما استغرب انتشار الإجابات النموذجية على الأجهزة الذكية بعد بدء الاختبار بربع ساعة، متسائلا عما إذا كانت الوزارة ترصد هذه الظاهرة وتعمل على كشف من يقفون وراءها.
من جانبه، قال المدير المساعد في الثانوية نفسها محمد سالم العجمي إن اللجنة الخاصة التي شكلت لدارسي التعليم المسائي اتخذت منذ اليوم الأول للاختبارات الإجراءات الإدارية الخاصة بالتفتيش على وسائل الغش الحديثة من خلال الاجهزة الخاصة، حيث يتم تفتيش الدارسين عند مدخل اللجنة الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثيرين منهم عن الدخول، والتوجه إلى الإدارة لأخذ أعذار طبية، على أمل أن يكون لهم فرصة للغش في الدور الثاني، مؤكدا أن لجنة المدرسة، كما هو حال كل المدارس لن تسمح بالغش وستعمل على محاربته والكشف عن وسائله حتى آخر يوم في الاختبار.
وفي السياق نفسه، أكد المدير المساعد في المدرسة عبدالله الفضلي أن عدد دارسي لجنة التعليم المسائي البالغ 130 دارسا، تقلّص ولم يعد يقدم الاختبار سوى 15 دارسا فقط بمعدل وسطي للاختبارات التي مضت، مشيرا إلى أن الراغبين في الغش الذين لم تسنح لهم الفرصة في ذلك لجأوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر، للتحريض على المدرسة متهمين إياها بالتعسف في إجراءات التفتيش فقط لمجرد منعهم من إدخال وسائل الغش إلى اللجنة. وبين أن طلبة المدرسة الأساسيين ملتزمون باللوائح، حيث تم التنبيه عليهم بضرورة عدم اصطحاب الهواتب أو الاجهزة الذكية، والتزموا، ومع ذلك يتم تفتيشهم ذاتيا عند دحولهم إلى المدرسة.
آراء ومقترحات
ضمير المعلم الملاحظ
أكد مدير منطقة الفروانية التعليمية جاسم بو حمد ان ضبط الغش يتم من الملاحظ نفسه فلو أراد الملاحظ في لجنة الاختبارات ضبط العملية لتم ضبطها على أكمل وجه وأحسن صورة فهي تعود إلى سلوك الشخص وضميره، مضيفا «أزور وزملائي كثيرا من المدارس بشكل يومي، ونرى بعض حالات الغش التي ترصد أمام أعين المراقبين، فلو أراد المراقب رصدها لفعل، فالعملية تعود إلى الضمير في المقام الأول».
«تعليم الكبار»... صداع!
أوضح مدير منطقة الجهراء التعليمية وليد الغيث أن الغش سواء في العام الحالي أو في اختبارات الأعوام الدراسية الفائتة ينشط بشكل ملحوظ في مراكز تعليم الكبار، إلا انه ومع استخدام بعض أجهزة التعقب وتتبع جميع الوسائل الإلكترونية داخل اللجان إضافة إلى عمليات التفتيش الذاتي التي تتبعها المدارس الثانوية مع الطلاب والطالبات قبل دخولهم إلى قاعات الاختبار ساهم في انخفاض تلك الحالات كثيراً.
ظاهرة عالمية
كشف مصدر تربوي لـ«الراي» أن وسائل الغش المتطورة أصبحت تغزو دول العالم قاطبة سواء في المدارس او في الجامعات او في المعاهد وهي ظاهرة دولية الكل يعاني منها مؤكداً أن وزارة التربية ليس لديها الصلاحيات في تعقب هذه الوسائل خارج الإطار التربوي ولكن لديها تنسيق مع بعض الجهات الحكومية لتعقبها».
قوانين للردع
قال المصدر «إن الحاجة باتت ملحة إلى قوانين ردع لمنع انتشار هذه الاجهزة لاسيما وأن هناك الكثير من المجلات الإعلانية تعرض منتجاتها في العلن مبيناً أن الغش ينشط بشكل أكبر في مراكز تعليم الكبار حيث لديهم الكثير من الوسائل المتطورة ومنها سماعات الأذن التي تستخدم بطرق تكنولوجية دقيقة».
وبين الغش الإلكتروني وإجراءات التفتيش الحازمة، كشف مصدر تربوي لـ«الراي» عن آخر صيحات الغش التي رصدت اخيراً في بعض اللجان الثانوية وأهمها طلاء بعض الأجهزة الإلكترونية بمواد كربونية يصعب على الأجهزة التقليدية كشفها، إضافة إلى تغليف الهواتف المحمولة بالقصدير وربطها في أجزاء متفرقة من الجسم، فيما أكد المصدر أن تلك المحاولات نجحت في بعض اللجان إلا أن الأجهزة التي قامت الوزارة بتركيبها أخيراً على سبيل التجربة في بعض مدارسها رصدتها فهي تكشف ما وراء الحوائط الإسمنتية.
وقال المصدر ان الكويت وبحسب الشركة المتعهدة أول دولة في العالم تدخل تلك الأجهزة إلى المنظومة التربوية والتعليمية فهي ذات استخدامات عسكرية وامنية استخدمها الجيش الأميركي لحماية معلوماته وفي المجال الأمني فقط ولكنها تجربة ناجحة بكل المقاييس حتى اللحظة واستطاعت ضبط آلية الاختبارات في الأماكن التي تم اختبارها على سبيل التجربة.
وفي هذا الإطار كشف مدير منطقة الفروانية التعليمية، رئيس لجنة النظام والمراقبة في الكنترول الأدبي، جاسم بو حمد لـ«الراي» عن نموذج كامل لوسائل الغش كافة من سماعات وأقلام وساعات وهواتف ولا سلكي سنعرضه على وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس قريباً، مؤكداً أن أفضل أجهزة استخدمت حتى اللحظة لتعقب وسائل الغش هي أجهزة إلكترونية بحجم البيجر تقطع الإرسال على غرار الأجهزة المستخدمة في مجلس الامة.
وعن الأجهزة التي استخدمها الجيش الأميركي في معتقلاته واستخدمتها الوزارة في بعض مدارسها قال بو حمد «كان من المفترض أن يتم إدخالها على سبيل التجربة في مدرسة الصباح بمنطقة الفروانية التعليمية ولكن تم تركيبها في الجهراء مع تقديم تقرير يومي بشأنها إلى قطاع المنشآت التربوية وحتى اللحظة لم يتم تحديد إيجابياتها وسلبياتها بعد».
من جانبها، أكدت مديرة منطقة العاصمة التعليمية بدرية الخالدي لـ«الراي» أن مدارس العاصمة كافة تستخدم أجهزة التفتيش عن الأجهزة الإلكترونية وهناك تعليمات مشددة لإدارتها بعدم التهاون مع مظاهر الغش أيا كان نوعها.
وبينت الخالدي أن بعض الإدارات المدرسية وبتصرف فردي منها قامت برتكيب بعض الأجهزة التي تقطع الإرسال عن الخارج لضبط عملية الاختبارات والحد من مظاهر الغش الإلكتروني، مؤكدة ان الآلية تسير بشكل منظم في مدارس العاصمة وحالات الغش محدودة وفي إطار المعدل الطبيعي.
وقال مدير منطقة الجهراء التعليمية وليد الغيث لـ«الراي» ان الغش في مدارس الجهراء يكاد يكون محدوداً في الاختبارات الحالية وهناك تعليمات إلى جميع الإدارات المدرسية بضرورة تطبيق اللوائح على الطلبة المخالفين، بدءاً بالإنذار وانتهاء بتحرير محضر غش للطالب تثبت فيه أداة الغش ويوقع من قبل رئيس اللجنة والملاحظين ويرفع إلى الكنترول.
في السياق نفسه، قال مدير ثانوية سعيد بن عامر بمنطقة الأحمدي التعليمية عبداللطيف خلف، إن مدرسته فيها مركز اختبار «ثاني عشر» لأحد مراكز تعليم الكبار في المحافظة بالإضافة إلى طلبة المدرسة، مؤكدا أن طلبة المدرسة ملتزمون بالتعليمات التي وزعت عليهم بخصو الاختبار، لكن المشكلة في دارسي تعليم الكبار الذين يأتون للاختبار معتبرين أن الغش حق مكتسب لهم، لذلك يصرون على الغش.
وقال خلف لـ«الراي» إن اللجان تواجه مشكلة مع الدارسين الذين يبتكرون وسائل لإخفاء وسائل الغش، وأهمها السماعات، حيث يعمد إلى إخفاء وصلة السماعة في مناطق حساسة من جسمه يصعب تفتيشه بها، أو أنه ــ كما فعل أحدهم ــ يضعها ضمن الجبس الذي لف به يده مدعيا أنه تعرض لكسر في يده، مبينا أنه يصعب في مثل هذه الحالات إثبات الركن المادي في مسألة الغش ولاسيما مع إصرار الدارس على عدم الاعتراف بما معه وما يخفيه، وهنا يتم اللجوء وفق القانون إلى شهادة الشهود وهم في هذه الحالة الملاحظون الذين يلاحظون في اللجنة، مبينا أنه تم تحرير محاضر غش لطلبة في هذه الحالات.
وتساءل كيف لا تتحرك الوزارة للكشف عمن يقف وراء رسائل الواتساب التي تحمل الإجابات النموذجية للطلبة، ولماذا لا يتم تفعيل الرقابة الإلكترونية للكشف عمن يقف وراء استفحال ظاهرة الغش الإلكتروني، وفي المقابل يتساءل كيف وصل دارس في تعليم الكبار إلى مرحلة الثاني عشر، وهو يبحث عن الغش والنجاح دون دراسة؟ وأين اختباراته في المراحل السابقة؟ وهل هناك قصور في تلك المراحل سواء في العاشر أو الحادي عشر؟.
وتحدث المدير عن المعاناة مع دارسي تعليم الكبار الذين يتجمهرون أمام مدخل اللجنة في سبيل الضغط للسماح بدخولهم دون تفتيش، وعندما يفشلون يتحولون إلى التجمهر في ساحة المدرسة الداخلية وأمام مكتب المدير، وفي النهاية يتحولون إلى الشؤون الإدارية للحصول على طبية لتأجيل الاختبار، هذا بعد حالات من التطاول في الحديث ومحاولات افتعال مشاكل مع الإدارة، مبينا أنهم يتعاملون مع كل تلك الحالات بروح المسؤولية التربوية التي يفرضها عليهم موقعهم، حيث ينصحونهم بالالتزام بقوانين الاختبار وعدم اصطحاب وسائل الغش، ويبينون لهم عواقب ضبط المتعلم وهو يغش، ولكن ذلك لا يلقى أذنا مصغية عند الكثيرين منهم، والذين يصرون على الدخول بوسائل الغش ويمتنعون عن تسليمها ويفتعلون المشاكل للاستمرار في الغش، وقبل ذلك يتأخرون عن اللجنة ويشكلون زحاما على البوابة للتهرب من التفتيش. كما استغرب انتشار الإجابات النموذجية على الأجهزة الذكية بعد بدء الاختبار بربع ساعة، متسائلا عما إذا كانت الوزارة ترصد هذه الظاهرة وتعمل على كشف من يقفون وراءها.
من جانبه، قال المدير المساعد في الثانوية نفسها محمد سالم العجمي إن اللجنة الخاصة التي شكلت لدارسي التعليم المسائي اتخذت منذ اليوم الأول للاختبارات الإجراءات الإدارية الخاصة بالتفتيش على وسائل الغش الحديثة من خلال الاجهزة الخاصة، حيث يتم تفتيش الدارسين عند مدخل اللجنة الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثيرين منهم عن الدخول، والتوجه إلى الإدارة لأخذ أعذار طبية، على أمل أن يكون لهم فرصة للغش في الدور الثاني، مؤكدا أن لجنة المدرسة، كما هو حال كل المدارس لن تسمح بالغش وستعمل على محاربته والكشف عن وسائله حتى آخر يوم في الاختبار.
وفي السياق نفسه، أكد المدير المساعد في المدرسة عبدالله الفضلي أن عدد دارسي لجنة التعليم المسائي البالغ 130 دارسا، تقلّص ولم يعد يقدم الاختبار سوى 15 دارسا فقط بمعدل وسطي للاختبارات التي مضت، مشيرا إلى أن الراغبين في الغش الذين لم تسنح لهم الفرصة في ذلك لجأوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تويتر، للتحريض على المدرسة متهمين إياها بالتعسف في إجراءات التفتيش فقط لمجرد منعهم من إدخال وسائل الغش إلى اللجنة. وبين أن طلبة المدرسة الأساسيين ملتزمون باللوائح، حيث تم التنبيه عليهم بضرورة عدم اصطحاب الهواتب أو الاجهزة الذكية، والتزموا، ومع ذلك يتم تفتيشهم ذاتيا عند دحولهم إلى المدرسة.
آراء ومقترحات
ضمير المعلم الملاحظ
أكد مدير منطقة الفروانية التعليمية جاسم بو حمد ان ضبط الغش يتم من الملاحظ نفسه فلو أراد الملاحظ في لجنة الاختبارات ضبط العملية لتم ضبطها على أكمل وجه وأحسن صورة فهي تعود إلى سلوك الشخص وضميره، مضيفا «أزور وزملائي كثيرا من المدارس بشكل يومي، ونرى بعض حالات الغش التي ترصد أمام أعين المراقبين، فلو أراد المراقب رصدها لفعل، فالعملية تعود إلى الضمير في المقام الأول».
«تعليم الكبار»... صداع!
أوضح مدير منطقة الجهراء التعليمية وليد الغيث أن الغش سواء في العام الحالي أو في اختبارات الأعوام الدراسية الفائتة ينشط بشكل ملحوظ في مراكز تعليم الكبار، إلا انه ومع استخدام بعض أجهزة التعقب وتتبع جميع الوسائل الإلكترونية داخل اللجان إضافة إلى عمليات التفتيش الذاتي التي تتبعها المدارس الثانوية مع الطلاب والطالبات قبل دخولهم إلى قاعات الاختبار ساهم في انخفاض تلك الحالات كثيراً.
ظاهرة عالمية
كشف مصدر تربوي لـ«الراي» أن وسائل الغش المتطورة أصبحت تغزو دول العالم قاطبة سواء في المدارس او في الجامعات او في المعاهد وهي ظاهرة دولية الكل يعاني منها مؤكداً أن وزارة التربية ليس لديها الصلاحيات في تعقب هذه الوسائل خارج الإطار التربوي ولكن لديها تنسيق مع بعض الجهات الحكومية لتعقبها».
قوانين للردع
قال المصدر «إن الحاجة باتت ملحة إلى قوانين ردع لمنع انتشار هذه الاجهزة لاسيما وأن هناك الكثير من المجلات الإعلانية تعرض منتجاتها في العلن مبيناً أن الغش ينشط بشكل أكبر في مراكز تعليم الكبار حيث لديهم الكثير من الوسائل المتطورة ومنها سماعات الأذن التي تستخدم بطرق تكنولوجية دقيقة».