لن أتحدث عن الاستجوابات، وأكتفي برأي د. محمد المقاطع حول مناقشة الاستجواب في جلسة سرية عام 2009 حيث رأى انه نوع من أنواع الالتفاف على مادة الاستجواب الدستورية... ونبارك لسمو رئيس مجلس الوزراء ووزير الخدمات نيل تجديد ثقة مجلس الأمة، ونتمنى أن يتم الأخذ بما جاء في جلسات الاستجواب لمزيد من الإصلاح لأن الاستجواب في نهاية المطاف هو مكاشفة ومناقشة علنية لبحث محاور يرى المستجوب إنها تستحق المساءلة وتترك الأمور وتقييمها للأعضاء... وشكر الوزير العزب شكر مستحق يقصد منه مد يد التعاون مع الأعضاء ممن وقف معهم.
هذا عن الاستجواب، لكن الموضوع هنا يتحدث عن «طرق موت» متعددة نتمنى من وزيري الأشغال والصحة الالتفات إليهما.
أولهما طريق الموت المشهور «طريق الوفرة»، حيث كثير من حالات الوفيات قد حصلت بسبب حوادث وقعت على ذلك الطريق. ورغم ان العمل بطريق الوفرة ظل متوقفا كثيرا، قرأنا خبر إرساء مشروع طريق الوفرة بعد أن سحب من الشركة المنفذة، والسؤال لماذا لم تقم الوزارة بتجهيز الطريق قبل البدء في منطقة صباح الأحمد السكنية؟
وأما وزير الصحة فنسأله عن حالات ارتفاع الحرارة المستمر للمرضى ممن يعانون من التهاب بالرئة... ورد المستشفى ان العينة تحتاج خمسة أسابيع لوصول النتيجة لأنها مرسلة للخارج. تخيل خمسة أسابيع والمريض يعاني من استمرار ارتفاع درجة الحرارة: فهل من طريقة أسرع للحصول على تشخيص لنوع الفيروس؟ وهل العلاج الذي يتلقاه المريض مناسب ولا آثار جانبية له في حال جاءت النتيجة متطلبة لنوع آخر من العقار؟
طرق الموت تتعدد لدينا من شوارع وحوادث وأمراض لا يعرف لها علاج وإن حاول المرضى طلب علاج في الخارج تأتي النتيجة بأن «العلاج متوفر» باستثناء الحالات المستعصية كالسرطان وخلافه.
قد يرى البعض إن التركيز على الصحة والأشغال، فيه تجنٍ أو انتقائية، ونقول لهم عودوا إلى التاريخ، وقد واجه طريق الصبية الوضع نفسه، ونحن إداريا نأخذ القرارات كردود أفعال في أغلب الأحيان وبعد كثرة الحوادث والوفيات، نتحرك سواء في الصحة أو الأشغال.
القصد من عرض المشاكل، ليس حبا في رفعها للعموم ليقرأها? بل هو واجب علينا توضيحه، ونتمنى أن نصل في يوم من الأيام إلى طريقة ما توجد لنا معامل مختبرية لفحص العينات هنا في الكويت عوضا عن إرسالها إلى الخارج وأن تكون الشوارع منظمة ومنفذة على أكمل وجه وتتم مراقبة حالتها وتوفر لها الصيانة المطلوبة، خاصة تلك الحفر التي نشاهدها على جنبات كثير من الطرق ولاسيما في محافظة الأحمدي.
إنها دعوة لعمل مسح كامل وفوري لمكامن الخلل في أهم مرفقين (الأشغال والصحة) كي ننعم بانخفاض في نسبة الوفيات... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi