الأندية تواصل الاعتماد عليهم... والفجوة تتسع مع «الجيل الثاني»
«حرّاس العقد الرابع»... الأقدام ثابتة
حراسة المرمى في الكويت... تفوُّق الخبرة على الشباب (تصوير جاسم بارون)
دشتي: معظم الأندية تطلب «الجاهز» ... وثمة تراجُع في الاهتمام بصغار السن
على طريقة المثل الشعبي «عتيج الصوف ولا جديد البريسم»، تواصل معظم الأندية المحلية الاعتماد على حراس مرمى تجاوزوا عتبة الثلاثين من العمر في البطولات المحلية لكرة القدم.
ومن واقع مسح سريع لقوائم الفرق في الموسم الراهن، يتضح أن النصيب الأكبر لمركز الحراسة في هذه الأندية، هو لعناصر مخضرمة خاضت 10 مواسم على الأقل على صعيد الفريق الأول في أكثر من نادٍ.
ومن بين 15 نادياً تخوض المنافسات المحلية، تعتمد الأجهزة الفنية في 10 منها على الأقل على حراس من المتقدمين في السن، الأمر الذي يفتح باباً للتساؤلات حول ما اذا كان معين حراس الكرة الكويتية يوشك على النضوب أم ان المسألة تتعلق بتألق هؤلاء الحراس وقدرتهم على فرض أنفسهم كعناصر أساسية لا غنى عنها حتى مع تقدمها في السن.
ويعتبر حارس مرمى كاظمة والمنتخب السابق شهاب كنكوني (مواليد 24 ابريل 1981) «عميد» حماة العرين في الكرة الكويتية حالياً، حيث يواصل مشواره مع «البرتقالي» في هذا الموسم، الذي سيكون الأخير بالنسبة له.
ويأتي حارس القادسية نواف الخالدي في المركز الثاني، وهو يصغر شهاب بـ 31 يوماً (مواليد 25 مايو 1981)، فيما يحتل حارس التضامن صالح مهدي (9 يوليو 1981) المركز الثالث.
وفيما ينشط كنكوني ومهدي مع فريقيهما هذا الموسم، يواصل الخالدي انقطاعه عن «الأصفر» حيث يعاود التدريب لفترة قصيرة قبل ان يبتعد مجددا، تاركاً حارساً آخر مخضرماً يذود عن المرمى القدساوي، هو احمد الفضلي الذي يصغره بعام و4 اشهر.
واللافت ان القادسية ضم الى قائمته في فترة الانتقالات الشتوية حارساً آخر مخضرماً، هو سعد العنزي ذو الـ 31 عاماً، كما ان الحارس الثالث علي جواد في السن نفسه تقريباً.
ومن بين الأندية الأخرى التي تعتمد على حراس دخلوا العقد الرابع من أعمارهم، «الكويت» الذي يعتبر مصعب الكندري (32 عاماً) الخيار الأول للأجهزة الفنية كافة التي تعاقبت على الفريق في الأعوام الاخيرة، والأمر ينسحب على حارس اليرموك علي العيسى (33 عاماً)، والشباب سليمان ميرزا (32 عاماً)، فيما يعتبر نواف المنصور الحارس الأول في الساحل وهو في سن الـ 35.
وليس ببعيد عن هذه الأرقام، يقف حارس السالمية خالد الرشيدي، الذي يكمل هذا العام مع حارس العربي حميد القلاف 30 عاماً.
ولعل من شبه المسلّمات في عالم كرة القدم ان حارس المرمى «يعمّر» في الملاعب أكثر من بقية زملائه، ويعود ذلك الى طبيعة مهامه في الملعب وامكاناته البدنية التي تختلف عن لاعب الميدان، غير ان ارتفاع المعدل العمري للحراس في الملاعب الكويتية جدير بالبحث والدراسة، خصوصاً ان معظم مخضرمي هذه الأيام حصلوا على فرصتهم في اللعب كأساسيين في مرحلة مبكرة من مسيرتهم.
ففي الفترة ما بين 1998 و1999، حصل الثلاثي الخالدي ومهدي (كانا يلعبان في السالمية وخيطان في تلك الفترة)، وكنكوني على فرص المشاركة كأساسيين وهم لم يتجاوزوا 17 الى 18 عاماً، بل ان نواف بالذات تم استدعاؤه الى المنتخب في كأس الخليج الرابعة عشرة في البحرين كحارس ثالث بعد تألقه مع منتخب الشباب في كأس آسيا في تايلند، فيما ضُمّ الثلاثة الى المنتخب الأولمبي الذي خاض تصفيات دورة سيدني الأولمبية في 1999، ومن ثم تأهل الى النهائيات في العام التالي.
اليوم، لا يبدو الوضع مماثلاً بالنسبة الى صغار الحراس، وثمة القليل من الأندية التي تجازف في منح الفرص لحارس مرمى شاب أو ناشئ الا اذا اضطرت الى ذلك نتيجة ايقاف أو اصابة او انقطاع الأساسي، وربما يعتبر حارس التضامن وليد الرشيدي (مواليد 1995) استثناء لهذه القاعدة، علماً بأنه بدأ احتياطياً لمهدي في مطلع الموسم.
ويرى مدرب الحراس السابق في المنتخب أحمد دشتي ان الاهتمام بإعداد حراس المرمى لم يعد كالسابق.
وقال دشتي، الذي يعمل حالياً في نادي اليرموك، إن «تألق الحراس المتقدمين نسبياً في السن، تزامن مع شبه غياب للصف الثاني في هذا المركز، وهو ما يهدّد بفجوة كبيرة قد تعاني منها الكرة الكويتية مستقبلاً»، مشيراً الى ان «الجيل الحالي من ناشئي الحراسة، لا يحظون بالاهتمام الذي توافر لأسلافهم سواء في الأندية أو الاتحاد».
وأضاف: «تبحث الأندية عن الحارس الجاهز للفريق الأول على حساب فرق المراحل العمرية التي تعتبر الرافد الأساسي، كما ان التركيز في التعاقدات مع الأجهزة الفنية يكون غالباً على مدرب الفريق وسيرته الذاتية وليس على مدرب الحراس، على الرغم من أهميته، كما ان المتابعة لعمل مدربي الحراس مقارنة بالمدير الفني أو المدرب شبه معدومة».
وأعرب دشتي عن اعتقاده بأن التعاقد مع حارس المرمى من الخارج «يصيب أبناء النادي بالاحباط، وربما ينتظرون سنوات قبل ان تتاح لهم فرصة الظهور مع الفريق الأول».
ولفت الى ان قرار عدم التجديد للمدربين الوطنيين العاملين في الاتحاد «لم يكن موفقاً خاصة بالنسبة الى المدربين الذين كانوا يشرفون على أكاديمية حراس المرمى، والتي قدمت أكثر من حارس واعد خلال فترة عملها».
وأكد دشتي ان المرحلة الحالية تعتبر الأفضل من ناحية الامكانات الاجتماعية المتوفرة لبيئة التدريب، حيث زاد الوعي لدى أولياء الأمور واهتمامهم بمسيرة ابنائهم الرياضية، على الرغم من حالة الاحباط التي تسيطر على اللاعبين أنفسهم جراء ايقاف المشاركات الخارجية للأندية والمنتخبات والتي لا تستثني لاعباً كبيراً او آخر في المراحل العمرية.
ومن واقع مسح سريع لقوائم الفرق في الموسم الراهن، يتضح أن النصيب الأكبر لمركز الحراسة في هذه الأندية، هو لعناصر مخضرمة خاضت 10 مواسم على الأقل على صعيد الفريق الأول في أكثر من نادٍ.
ومن بين 15 نادياً تخوض المنافسات المحلية، تعتمد الأجهزة الفنية في 10 منها على الأقل على حراس من المتقدمين في السن، الأمر الذي يفتح باباً للتساؤلات حول ما اذا كان معين حراس الكرة الكويتية يوشك على النضوب أم ان المسألة تتعلق بتألق هؤلاء الحراس وقدرتهم على فرض أنفسهم كعناصر أساسية لا غنى عنها حتى مع تقدمها في السن.
ويعتبر حارس مرمى كاظمة والمنتخب السابق شهاب كنكوني (مواليد 24 ابريل 1981) «عميد» حماة العرين في الكرة الكويتية حالياً، حيث يواصل مشواره مع «البرتقالي» في هذا الموسم، الذي سيكون الأخير بالنسبة له.
ويأتي حارس القادسية نواف الخالدي في المركز الثاني، وهو يصغر شهاب بـ 31 يوماً (مواليد 25 مايو 1981)، فيما يحتل حارس التضامن صالح مهدي (9 يوليو 1981) المركز الثالث.
وفيما ينشط كنكوني ومهدي مع فريقيهما هذا الموسم، يواصل الخالدي انقطاعه عن «الأصفر» حيث يعاود التدريب لفترة قصيرة قبل ان يبتعد مجددا، تاركاً حارساً آخر مخضرماً يذود عن المرمى القدساوي، هو احمد الفضلي الذي يصغره بعام و4 اشهر.
واللافت ان القادسية ضم الى قائمته في فترة الانتقالات الشتوية حارساً آخر مخضرماً، هو سعد العنزي ذو الـ 31 عاماً، كما ان الحارس الثالث علي جواد في السن نفسه تقريباً.
ومن بين الأندية الأخرى التي تعتمد على حراس دخلوا العقد الرابع من أعمارهم، «الكويت» الذي يعتبر مصعب الكندري (32 عاماً) الخيار الأول للأجهزة الفنية كافة التي تعاقبت على الفريق في الأعوام الاخيرة، والأمر ينسحب على حارس اليرموك علي العيسى (33 عاماً)، والشباب سليمان ميرزا (32 عاماً)، فيما يعتبر نواف المنصور الحارس الأول في الساحل وهو في سن الـ 35.
وليس ببعيد عن هذه الأرقام، يقف حارس السالمية خالد الرشيدي، الذي يكمل هذا العام مع حارس العربي حميد القلاف 30 عاماً.
ولعل من شبه المسلّمات في عالم كرة القدم ان حارس المرمى «يعمّر» في الملاعب أكثر من بقية زملائه، ويعود ذلك الى طبيعة مهامه في الملعب وامكاناته البدنية التي تختلف عن لاعب الميدان، غير ان ارتفاع المعدل العمري للحراس في الملاعب الكويتية جدير بالبحث والدراسة، خصوصاً ان معظم مخضرمي هذه الأيام حصلوا على فرصتهم في اللعب كأساسيين في مرحلة مبكرة من مسيرتهم.
ففي الفترة ما بين 1998 و1999، حصل الثلاثي الخالدي ومهدي (كانا يلعبان في السالمية وخيطان في تلك الفترة)، وكنكوني على فرص المشاركة كأساسيين وهم لم يتجاوزوا 17 الى 18 عاماً، بل ان نواف بالذات تم استدعاؤه الى المنتخب في كأس الخليج الرابعة عشرة في البحرين كحارس ثالث بعد تألقه مع منتخب الشباب في كأس آسيا في تايلند، فيما ضُمّ الثلاثة الى المنتخب الأولمبي الذي خاض تصفيات دورة سيدني الأولمبية في 1999، ومن ثم تأهل الى النهائيات في العام التالي.
اليوم، لا يبدو الوضع مماثلاً بالنسبة الى صغار الحراس، وثمة القليل من الأندية التي تجازف في منح الفرص لحارس مرمى شاب أو ناشئ الا اذا اضطرت الى ذلك نتيجة ايقاف أو اصابة او انقطاع الأساسي، وربما يعتبر حارس التضامن وليد الرشيدي (مواليد 1995) استثناء لهذه القاعدة، علماً بأنه بدأ احتياطياً لمهدي في مطلع الموسم.
ويرى مدرب الحراس السابق في المنتخب أحمد دشتي ان الاهتمام بإعداد حراس المرمى لم يعد كالسابق.
وقال دشتي، الذي يعمل حالياً في نادي اليرموك، إن «تألق الحراس المتقدمين نسبياً في السن، تزامن مع شبه غياب للصف الثاني في هذا المركز، وهو ما يهدّد بفجوة كبيرة قد تعاني منها الكرة الكويتية مستقبلاً»، مشيراً الى ان «الجيل الحالي من ناشئي الحراسة، لا يحظون بالاهتمام الذي توافر لأسلافهم سواء في الأندية أو الاتحاد».
وأضاف: «تبحث الأندية عن الحارس الجاهز للفريق الأول على حساب فرق المراحل العمرية التي تعتبر الرافد الأساسي، كما ان التركيز في التعاقدات مع الأجهزة الفنية يكون غالباً على مدرب الفريق وسيرته الذاتية وليس على مدرب الحراس، على الرغم من أهميته، كما ان المتابعة لعمل مدربي الحراس مقارنة بالمدير الفني أو المدرب شبه معدومة».
وأعرب دشتي عن اعتقاده بأن التعاقد مع حارس المرمى من الخارج «يصيب أبناء النادي بالاحباط، وربما ينتظرون سنوات قبل ان تتاح لهم فرصة الظهور مع الفريق الأول».
ولفت الى ان قرار عدم التجديد للمدربين الوطنيين العاملين في الاتحاد «لم يكن موفقاً خاصة بالنسبة الى المدربين الذين كانوا يشرفون على أكاديمية حراس المرمى، والتي قدمت أكثر من حارس واعد خلال فترة عملها».
وأكد دشتي ان المرحلة الحالية تعتبر الأفضل من ناحية الامكانات الاجتماعية المتوفرة لبيئة التدريب، حيث زاد الوعي لدى أولياء الأمور واهتمامهم بمسيرة ابنائهم الرياضية، على الرغم من حالة الاحباط التي تسيطر على اللاعبين أنفسهم جراء ايقاف المشاركات الخارجية للأندية والمنتخبات والتي لا تستثني لاعباً كبيراً او آخر في المراحل العمرية.