فواصل فكرية

عندما تكتب المرأة

تصغير
تكبير
عندما تكتب المرأة، فإنها تكتب حاملةً كل أدوارها الحياتية معها، متأثرة بتجاربها العديدة كأنثى، كزوجة، وكأم، آخذةً على عاتقها كل ما ارتبط بها من صفات في نظر القارئ على الأقل.

عندما يكتب الرجل، فإنه يكتب متجرداً من غالبية التزاماته الأسرية، متحرراً من تجاربه العاطفية اليومية، لا ترتبط أدواره بكتاباته إلا في ما ندر، ستفشل في غالبية محاولاتك لفك شفرة التعرّف على حياته من خلال كتاباته.


هذه المفارقة بين الذكر والأنثى ككُتّاب ليست تصنيفا عنصريا أو إقصائيا لأي منهما، وليس اتهاماً للذكر بالجمود ولا للأنثى بالعاطفة، بل هي التأكيد الطبيعي على الاختلاف الذي يكمن بين عقليهما وتعاطيهما مع الحياة، إنه التكامل الذي أراده الله.

كنتُ أعتقد أننا في الثقافة والكتابة نتخلّص من هذا التمييز سواء في فعل القراءة أو في ممارستنا الكتابة، إلا أن ذلك الاختلاف البيولوجي يفرض سيطرته على قنوات التفكير وأسلوب التعامل والفهم، فلا تُستثنى الثقافة من ذلك التمييز.

التمييز الإيجابي الذي يفرق الذكر عن الأنثى هو تمييز امتياز لكل منهما لا انتقاص، وهذا ما أجده في اختلاف الكاتبة عن الكاتب والقارئة عن القارئ والمثقفة عن المثقف، فلكل منهم امتياز، صفة، أثر مختلف، فإضافة وتأثير ثري بالتنوع الذي نحتاج.

@anwar1992m
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي