دواراتنا أصبحت كالمقابر الغربية مزروعة بالحشائش البلاستيكية والصخور والحصى، وأشجار التين الشوكي، وفقدنا الزهور والورود وأشجار الزينة، ومعالم شوارعنا واللوحات الإرشادية المرورية تغطيها أغصان وأوراق شجرة سامة، تدمر جذورها البنية التحتية من شبكات الكهرباء والماء والهاتف.
أما النخيل - إن وجد - فهو كزرع المجانين يرعاه رب العالمين ويجني ثمره بعض الطامعين.
أما البرّ فقد تصحر وهجرته الطيور والفراشات وأصبح السير عليه مجازفة بسبب حُفر المراحيض - أجلكم الله - والأنقاض التي تركها عديمو الإحساس من مخيّمي الربيع في ظل غياب رقابة البلدية التي تكتفي بأخذ التأمين منهم من دون التفتيش عليهم في النهاية.
وأمّا البحر فقد أصبح حوضاً كبيراً لمصب المجاري المتنوعة السامة، والسابح فيه كما يقول أحد الظرفاء: كالسابح بجدر كبير عملاق من المرق، لكثرة ما يطفح على سطحه من زيوت وفضلات.
وفي الأسبوع الماضي، غطت ساحة جون الكويت عشرات الأطنان من أسماكٍ أسماها اتحاد الصيادين الكويتي بغير الاقتصادية، رماها في البحر صيادون وافدون أمنوا العقاب، فانتشرت إشاعات وبثت تحذيرات وفيديوهات كاذبة بأن جون الكويت ملوث، وأن من الخطر الشديد السباحة به أو أكل الأسماك المحلية، ولم نسمع أي تكذيب إلا بعد فترة طويلة ولكن حتى الآن لم نعرف مَنْ المتسبب الحقيقي في هذه الكارثة؟ ومَنْ المسؤول عن محاسبته؟ حتى لا تتكرر هذه المأساة.
كل ما كتبته سابقاً سببه الوحيد انعدام أي تعاون وتنسيق بين الجهات الحكومية ذات الصلة بحماية البيئة، أولاها الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، والمجلس الأعلى للبيئة، وبلدية الكويت، ووزارة الأشغال، فكل يغني على ليلاه، ويتبرأ من المسؤولية ويحملها لغيره.