لقاء / مستشار ومدير مكتب الجوائز في المؤسسة كشف عن 3 جوائز جديدة ترى النور السنتين المقبلتين
معرفي لـ«الراي»: «التقدّم العلمي» غيّرت شرط «السن» في جائزة الإنتاج العلمي دعماً للباحثين الشباب
مصطفى معرفي (تصوير سعد هنداوي)
معرفي متحدثاً إلى الزميل حمد العازمي
المؤسسة تحرص على تشجيع الشباب الكويتي وتحفيزه على التفرّغ للبحث والإبداع
لجنة تدرس وتقيّم جائزة الإنتاج العلمي ونتائجها ستكون قيد التطبيق العام المقبل
للشركات دور إيجابي في دعم كافة أنشطة وأعمال المؤسسة
رئاسة الأمير لمجلس الإدارة دليل واضح على رعاية الدولة للعلم والمعرفة
جائزة الكويت بمثابة اعتراف الدولة بالأعمال الإبداعية التي أنجزها العلماء الكويتيون والعرب
جائزة السميط «المليونية» تبرز بشكل واضح وجليّ الدور الإنساني للمجتمع الكويتي
لجنة تدرس وتقيّم جائزة الإنتاج العلمي ونتائجها ستكون قيد التطبيق العام المقبل
للشركات دور إيجابي في دعم كافة أنشطة وأعمال المؤسسة
رئاسة الأمير لمجلس الإدارة دليل واضح على رعاية الدولة للعلم والمعرفة
جائزة الكويت بمثابة اعتراف الدولة بالأعمال الإبداعية التي أنجزها العلماء الكويتيون والعرب
جائزة السميط «المليونية» تبرز بشكل واضح وجليّ الدور الإنساني للمجتمع الكويتي
أكد مدير مكتب الجوائز في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور مصطفي معرفي على دعم وتشجيع المؤسسة أي شخص لديه انجازات علمية مميزة للمشاركة بجوائزها، وأرجع تغيير أحد شروط جائزة الإنتاج العلمي المتعلق بتحديد سن المشارك إلى «التماشي مع هدف الجائزة التي خصصت بالأصل للشباب الكويتي من حملة شهادة الدكتوراه حديثي التخرج ».
وأعلن معرفي في لقاء مع «الراي» عن إجراء المؤسسة دراسة لتقييم جائزة الإنتاح العلمي التي ستعرض نتائجها على مجلس الإدارة للتطبيق ابتداءً من العام المقبل، قائلاً «إن أسباب هذا التغيير يرجع بشكل رئيسي إلى كثرة شكاوى الشباب من حملة درجات الدكتوراه من دخول غمار المنافسة مع أساتذتهم الذين يمتلكون الخبرة العلمية والمهنية الواسعة فتميل الكفة لصالحهم، مضيفاً «لوحظ أيضا خلال العشر سنوات الماضية أن غالبية الفائزين بهذه الجائزة هم في المراحل المتقدمة من حياتهم العلمية والمهنية».
وأوضح «أن هناك جائزة أخرى باسم جائزة الكويت، لا تشترط سناً معيناً كشرط للتقدم لها وهي مخصصه لحملة الدكتوراه العرب بما فيهم الكويتيون. وتعتبر جائزة تقديرية وتكريمية مفتوحة لجميع المتميزين العرب من رواد العمل الأكاديمي والعلمي والبحثي.»، كاشفاً عن «أفكار جادة تتم دراستها وبحثها حالياً لإطلاق ثلاث جوائز جديدة خلال السنتين القادمتين، وهي جائزة التنمية المستدامة، وجائزة البيوت الصديقة للبيئة وجائزة تقديرية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة»، لتضاف إلى الجوائز التقديرية والتشجيعية الخمس التي تقدمها المؤسسة حالياً.
وتناول معرفي خلال اللقاء الهدف الرئيسي للمؤسسة والعديد من الموضوعات ذات الصلة بعملها وانشطتها وهو ما يتضح من خلال اللقاء الاتي:
• ما دور مؤسسة الكويت للتقدم العلمي على أرض الواقع؟
- هي مؤسسة غير ربحية وليست حكومية بأي معيار، وكل تمويلها يأتي من شركات القطاع الخاص عبر التبرعات والمساهمة بنسبة 1 في المئة من صافي أرباحها السنوية لدعم أنشطة المؤسسة وذلك وفقاً لمرسوم إنشائها، وتهدف الى تشجيع تقدم العلوم والتكنولوجيا والابتكار لنفع المجتمع انطلاقاً من رؤيتها: ثقافة علمية وتكنولوجية وابتكارية مزدهرة من أجل كويت مستدامة.
• كيف ترى مساهمات الشركات في دعم أنشطة المؤسسة؟
- الشركات قامت بدعم أنشطة ومشاريع المؤسسة بشكل إيجابي جداً وكان دورها مهماً أيضاً، واعتقد بأن المؤسسة لو لم تكن موجودة بالأصل على أرض الواقع ستقوم تلك الشركات بخلق مثلها، وخصوصاً أن مجتمعنا يتميز بأعمال الخير وتشجيع العلم والعلماء وأيضاً مد يد العون للعالم أجمع.
والغالبية العظمي من تلك الشركات تعتبر مشاركتها في دعم أعمال وأنشطة المؤسسة جزءاً من مسؤوليتها الاجتماعية، ولهذا نحاول من خلال هذا الدعم السخي من قبل القطاع الخاص أن نساهم بتطوير المجتمع وتوطين المعرفة والعلم لتعزيز الاقتصاد المعرفي، وهذا يعني أن الكثير من النشاطات الاقتصادية وسوق العمل ستتغير تبعاً للتطورات التكنولوجية الموجودة في العالم وعلى أرض الواقع.
• هل كان لترؤس سمو الأمير لمجلس الإدارة تأثير على دور وعمل المؤسسة؟
- لا شك أن رئاسة سمو الامير لمجلس الإدارة أعطى المؤسسة أبعاداً كبيرة، كما أنه يعتبر دليلاً واضحاً وصريحاً على رعاية واهتمام الدولة بكل ما يخص العلم والمعرفة من خلال تكريم واحتضان كل الأفراد والمؤسسات التي قامت بإنجازات متميزة وفريدة من نوعها، وهذا بحد ذاته يساهم في تشجيع الكل على المشاركة في دعم نشاطات وأعمال المؤسسة.
• ما الأنشطة التي تستخدمها المؤسسة لتحقيق أهدافها؟
- تشمل المبادرات التي تسعي المؤسسة لتحقيقها تطوير الثقافة العلمية في المجتمع، وتقوية قدرات البحث والابتكار، وتعزيز البيئة الثقافية الممكنة لذلك، ودعم الموهوبين والمتميزين، وترجمة الابتكارات إلى منتجات تجارية، وتشجيع قدرات تكنولوجية أكثر في القطاع الخاص.
• كيف تخدم جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أهدافها؟
- قامت المؤسسة منذ إنشائها عام 1976 بوضع وتنفيذ مجموعة واسعة من البرامج والمشاريع الناجحة على مختلف الأصعدة ومن ضمنها عدة جوائز، تستهدف تشجيع العاملين في هذه المجالات وتقدير المتميزين في انجازاتهم خلال مسيرتهم المهنية، بما اسهموا به في تنمية المجتمع المعرفي .
• وما أهمية هذه الجوائز؟
- تدرك المؤسسة جيداً أهمية الاحتفاء بالانجازات العلمية من خلال تكريم الباحثين والأكاديميين نظير مساهماتهم سواء كانوا كويتيين أو عرباً، كما أن تلك الجوائز لها دور في تحفيز الاهتمام العلمي بين أوساط المجتمع العلمي المحلي لغرض تحقيق مزيد من النجاحات.
وهناك 5 جوائز تنقسم في أهدافها إلى قسمين هما جوائز تقديرية وأخرى تشجيعية، وتعتبر تلك الجوائز بمثابة الأذرع التي تستطيع من خلالها المؤسسة تحقيق أهدافها، وذلك عن طريق تنوع التخصصات والمجالات التي تختص بها كل جائزة.
• ما الفئات العمرية والفئات المستهدفة للجوائز؟
- تغطي جوائز المؤسسة مختلف الفئات العمرية، بدءاً بالفئة العمرية الأصغر وهم متفوقو الثانوية العامة حيث يتم تكريمهم بناءً على الإنجاز والتفوق من خلال مكافأتهم بمبلغ مادي ورحلة إلى واحدة من المؤسسات العلمية المتقدمة في العالم، أما بقية الجوائز فإنها مبنية على حسب التخصصات والمجالات التي تتناولها.
• ماذا عن جوائز المؤسسة التقديرية والتشجيعية؟
- هناك ثلاث جوائز تقديرية هي جائزة أنور النوري لتكريم أفضل أطروحة دكتوراه في مجال التربية في العالم العربي، وقد دشنت الجائزة بمبادرة كريمة من مبرة أنور النوري الخيرية التي تتكفل بقيمة الجائزة والمصاريف التشغيلية لها وأوكلت آلية تحكيمها إلى المؤسسة ضمن الأطر المعتمدة لتقييم الجوائز الأخرى،
وهي أيضا تكريم لأحد أركان النهضة التربوية في الكويت المرحوم أنور النوري. وهناك جائزة الكويت التي تكرم المؤسسة من خلالها إنجازات وإسهامات العلماء والباحثين العرب في التقدم العلمي والمعرفي، وأخيراً جائزة الدولة الإنسانية وهي جائزة عبدالرحمن السميط للتنمية الأفريقية التي أعلن عنها سمو أمير البلاد أثناء القمة الأفريقية العربية الثالثة التي استضافتها الكويت والجائزة تقدم سنوياً وقيمتها مليون دولار أمريكي، وهي مخصصة لأعمال التنمية في القارة الأفريقية على مستويات الصحة والأمن الغذائي والتعليم.
أما الجوائز التشجيعية فهما جائزتان، جائزة الإنتاج العلمي والتي تستهدف تشجيع العلماء والباحثين الكويتيين من حملة الدكتوراه في مختلف حقول المعرفة على زيادة متابعتهم لأبحاثهم التي تتوجه إلى خدمة المجتمع وتطوير قدراتهم المهنية من جهة أخرى، وجائزة الكويت للمحتوى الإلكتروني والتي تشجع التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتؤهل الفائزين في جائزة المحتوى الإلكتروني الكويت للمشاركة في المنافسة الدولية في جائزة القمة العالمية (WSA).
• هل هناك اختلاف بين مميزات الجوائز؟
- رغم أن الجوائز تمنح بشكل سنوي باستثناء جائزة أنور النوري التي تقام كل سنتين لتكريم أفضل أطروحة دكتوراه في مجال التربية في العالم العربي، إلا أن هناك اختلافا بين تلك الجوائز سواء من حيث المضمون والهدف والقيمة المالية أيضاً.
وتعتبر جائزة الكويت أول وأقدم الجوائز وهي بمثابة جائزة الدولة التقديرية، والتقدم لها متاح لجميع المبدعين والمتميزين العرب، وهي تغطي خمسة مجالات رئيسية هي العلوم الأساسية، والعلوم التطبيقية، والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، والفنون والآداب، بالإضافة الي مجال التراث العلمي العربي والإسلامي.
وقد توسعت هذه الجائزة المرموقة بمرور الوقت منذ إطلاقها عام 1979، ويتزايد الاهتمام بها عاماً بعد عام وخصوصاً في ظل الزيادة المستمرة الملحوظة في التقدم لها والذي يعتبر دليلاً على ازدياد الاهتمام بها محلياً ودولياً، ولا شك أن هذه الجائزة تمثل إعتراف الدولة بالأعمال الإبداعية التي أنجزها العلماء العرب في كل بقاع العالم.
• ما الذي تمثله جائزة السميط للتنمية الأفريقية؟
- هذه الجائزة تم إطلاقها من خلال مبادرة سامية من سمو الأمير بتخصيص جائزة سنوية ممولة من قبل الكويت باسم المرحوم الدكتور عبدالرحمن السميط خلال مؤتمر القمة العربية الأفريقية الثالثة الذي استضافته الكويت في نوفمبر 2013 بهدف دعم تطور الأمم الأفريقية، وتمنح الجائزة سنوياً للأفراد أو المؤسسات في ثلاث مجالات هي الأمن الغذائي، الصحة والتعليم.
لهذا تعتبر الجائزة احدث الجوائز والتي تأخذ عدة أبعاد سواء من الناحية المالية حيث تعتبر أكبر الجوائز في قيمتها التي تصل إلى مليون دولار أو على المستوى الإنساني والتنموي من ناحية أخرى، وهي تبرز أيضاً بشكل واضح الدور الانساني للمجتمع الكويتي.
• ماذا عن جائزة المحتوي الإلكتروني؟
- تم اطلاق هذه الجائزة والتي خصصت للمشاريع الكويتية عام 2008 وذلك تماشياً مع الهدف الاستراتيجي الأساسي للمؤسسة في تشجيع التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات وإنتاج المحتوى الإلكتروني المحلي الذي يضيف قيمة إلى المجتمع ويتماشى مع المعايير الدولية في آن واحد.
ويتأهل الفائزون في جائزة المحتوى الإلكتروني للمشاركة في المنافسات الدولية في جائزة القمة العالمية وتتضمن الجائزة ثمانية مجالات.
من الحوار
جائزة السميط
قال معرفي ان «هذه جائزة عالمية يمكن أن يشارك بها أي فرد أو مؤسسة في العالم ، ممن ساهموا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتنمية الموارد البشرية والبنية التحتية في القارة الأفريقية، وأول الفائزين بها كان البرفيسور كيفين مارش من جامعة أكسفورد وذلك في مجال الصحة والذي قضى ثلاثين عاما في كينيا، وساهم في بناء قدرات صحية وطبية متميزة ساهمت في القضاء على مرض الملاريا في بقاع واسعة من الأراضي الافريقية».
وأوضح أنه «في الوقت الذي استطاع مارش من خلال جهده وأعماله حصد مردوداً إيجابياً انعكس على الجانب الاجتماعي والاقتصادي والصحي والتنموي نتيجة قضائه على مرض الملاريا، تمكنت مؤسستان في نيجيريا وبيرو من الفوز بالجائزة العام الماضي مناصفة في مجال الأمن الغذائي، حيث نجحتا في إبعاد شبح المجاعة عن الشعوب الأفريقية».
وذكر أن «جائزة السميط للتنمية الأفريقية» المقبلة ستكون مخصصة لمجال التربية، ونأمل أن نحصل على الإنجازات المتميزة والفريدة التي تساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والصحية في القارة الأفريقية مثل الإنجازات التي تمت في النسختين السابقتين للجائزة».
احتفاء بالشباب
تطرق معرفي إلى ما أثير أخيراً في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي في شأن تغيير المؤسسة لأحد شروط التقدم لجائزة الانتاج العلمي ، حيث أوضح معرفي أن «تغيير شرط واحد من شروط التقدم، بحيث لا يتجاوز عمر المتقدمين الـ45 عاما، يتماشى بشكل رئيسي ومباشر مع الهدف واللائحة التي وضعت لهذه الجائزة والتي تستهدف الشباب من حملة درجة الدكتوراه»، مرجعاً ذلك إلى سببين رئيسيين «هما أن الشباب من حملة درجات الدكتوراه حديثي التخرج كانوا يشتكون دائماً من منافسة أساتذتهم غير المتكافئة، علاوة على أن غالبية الفائزين بهذه الجائزة خلال السنوات الأخيرة هم في المراحل المتقدمة من حياتهم المهنية ».
تمديد
كشف معرفي أن جائزة الإنتاج العلمي التي من المفترض غلق باب تسلم طلبات المشاركة فيها مع نهاية الشهر الجاري قد تم تمديدها إلى شهر يونيو المقبل بناءً على التعديلات التي أدخلت أخيراً على الجائزة، وفي المقابل سيغلق باب التسجيل لجائزة الكويت مع نهاية الشهر الجاري، في حين أن التسجيل لبقية الجوائز مستمر باستثناء جائزة أنور النوري التي لن تمنح هذه السنة باعتبارها جائزة تمنح كل سنتين.
لمسة إنسانية
أشار معرفي إلى أن البروفيسور مارش الذي قضى على مرض الملاريا في مناطق واسعة من أفريقيا تبرع بكامل قيمة الجائزة التي تبلغ مليون دولار للأعمال الإنسانية التي تقوم بها جامعة أكسفورد والأكاديمية الأفريقية للعلوم في كينيا.
5 جوائز تشجيعية
بسؤاله عما إذا كان هناك توجه لاستحداث وإطلاق جوائز جديدة، قال معرفي: نعم هناك أفكار وتوجهات لاطلاق ثلاث جوائز جديدة خلال السنتين المقبلتين، ونحن حالياً في المراحل الاولى لوضع الشروط اللازمة لجائزة التنمية المستدامة مع الشركات باعتبارها المعنية بهذا المجال، وهناك جائزة للبيوت الصديقة للبيئة وأيضاً جائزة تقديرية ستخصص للشركات الداعمة التي لها نشاطات كبيرة داخل المجتمع والتي يستوجب أن يكون لها تقدير واحتفاء من قبل الدولة لأعمالها.
وأعلن معرفي في لقاء مع «الراي» عن إجراء المؤسسة دراسة لتقييم جائزة الإنتاح العلمي التي ستعرض نتائجها على مجلس الإدارة للتطبيق ابتداءً من العام المقبل، قائلاً «إن أسباب هذا التغيير يرجع بشكل رئيسي إلى كثرة شكاوى الشباب من حملة درجات الدكتوراه من دخول غمار المنافسة مع أساتذتهم الذين يمتلكون الخبرة العلمية والمهنية الواسعة فتميل الكفة لصالحهم، مضيفاً «لوحظ أيضا خلال العشر سنوات الماضية أن غالبية الفائزين بهذه الجائزة هم في المراحل المتقدمة من حياتهم العلمية والمهنية».
وأوضح «أن هناك جائزة أخرى باسم جائزة الكويت، لا تشترط سناً معيناً كشرط للتقدم لها وهي مخصصه لحملة الدكتوراه العرب بما فيهم الكويتيون. وتعتبر جائزة تقديرية وتكريمية مفتوحة لجميع المتميزين العرب من رواد العمل الأكاديمي والعلمي والبحثي.»، كاشفاً عن «أفكار جادة تتم دراستها وبحثها حالياً لإطلاق ثلاث جوائز جديدة خلال السنتين القادمتين، وهي جائزة التنمية المستدامة، وجائزة البيوت الصديقة للبيئة وجائزة تقديرية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة»، لتضاف إلى الجوائز التقديرية والتشجيعية الخمس التي تقدمها المؤسسة حالياً.
وتناول معرفي خلال اللقاء الهدف الرئيسي للمؤسسة والعديد من الموضوعات ذات الصلة بعملها وانشطتها وهو ما يتضح من خلال اللقاء الاتي:
• ما دور مؤسسة الكويت للتقدم العلمي على أرض الواقع؟
- هي مؤسسة غير ربحية وليست حكومية بأي معيار، وكل تمويلها يأتي من شركات القطاع الخاص عبر التبرعات والمساهمة بنسبة 1 في المئة من صافي أرباحها السنوية لدعم أنشطة المؤسسة وذلك وفقاً لمرسوم إنشائها، وتهدف الى تشجيع تقدم العلوم والتكنولوجيا والابتكار لنفع المجتمع انطلاقاً من رؤيتها: ثقافة علمية وتكنولوجية وابتكارية مزدهرة من أجل كويت مستدامة.
• كيف ترى مساهمات الشركات في دعم أنشطة المؤسسة؟
- الشركات قامت بدعم أنشطة ومشاريع المؤسسة بشكل إيجابي جداً وكان دورها مهماً أيضاً، واعتقد بأن المؤسسة لو لم تكن موجودة بالأصل على أرض الواقع ستقوم تلك الشركات بخلق مثلها، وخصوصاً أن مجتمعنا يتميز بأعمال الخير وتشجيع العلم والعلماء وأيضاً مد يد العون للعالم أجمع.
والغالبية العظمي من تلك الشركات تعتبر مشاركتها في دعم أعمال وأنشطة المؤسسة جزءاً من مسؤوليتها الاجتماعية، ولهذا نحاول من خلال هذا الدعم السخي من قبل القطاع الخاص أن نساهم بتطوير المجتمع وتوطين المعرفة والعلم لتعزيز الاقتصاد المعرفي، وهذا يعني أن الكثير من النشاطات الاقتصادية وسوق العمل ستتغير تبعاً للتطورات التكنولوجية الموجودة في العالم وعلى أرض الواقع.
• هل كان لترؤس سمو الأمير لمجلس الإدارة تأثير على دور وعمل المؤسسة؟
- لا شك أن رئاسة سمو الامير لمجلس الإدارة أعطى المؤسسة أبعاداً كبيرة، كما أنه يعتبر دليلاً واضحاً وصريحاً على رعاية واهتمام الدولة بكل ما يخص العلم والمعرفة من خلال تكريم واحتضان كل الأفراد والمؤسسات التي قامت بإنجازات متميزة وفريدة من نوعها، وهذا بحد ذاته يساهم في تشجيع الكل على المشاركة في دعم نشاطات وأعمال المؤسسة.
• ما الأنشطة التي تستخدمها المؤسسة لتحقيق أهدافها؟
- تشمل المبادرات التي تسعي المؤسسة لتحقيقها تطوير الثقافة العلمية في المجتمع، وتقوية قدرات البحث والابتكار، وتعزيز البيئة الثقافية الممكنة لذلك، ودعم الموهوبين والمتميزين، وترجمة الابتكارات إلى منتجات تجارية، وتشجيع قدرات تكنولوجية أكثر في القطاع الخاص.
• كيف تخدم جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أهدافها؟
- قامت المؤسسة منذ إنشائها عام 1976 بوضع وتنفيذ مجموعة واسعة من البرامج والمشاريع الناجحة على مختلف الأصعدة ومن ضمنها عدة جوائز، تستهدف تشجيع العاملين في هذه المجالات وتقدير المتميزين في انجازاتهم خلال مسيرتهم المهنية، بما اسهموا به في تنمية المجتمع المعرفي .
• وما أهمية هذه الجوائز؟
- تدرك المؤسسة جيداً أهمية الاحتفاء بالانجازات العلمية من خلال تكريم الباحثين والأكاديميين نظير مساهماتهم سواء كانوا كويتيين أو عرباً، كما أن تلك الجوائز لها دور في تحفيز الاهتمام العلمي بين أوساط المجتمع العلمي المحلي لغرض تحقيق مزيد من النجاحات.
وهناك 5 جوائز تنقسم في أهدافها إلى قسمين هما جوائز تقديرية وأخرى تشجيعية، وتعتبر تلك الجوائز بمثابة الأذرع التي تستطيع من خلالها المؤسسة تحقيق أهدافها، وذلك عن طريق تنوع التخصصات والمجالات التي تختص بها كل جائزة.
• ما الفئات العمرية والفئات المستهدفة للجوائز؟
- تغطي جوائز المؤسسة مختلف الفئات العمرية، بدءاً بالفئة العمرية الأصغر وهم متفوقو الثانوية العامة حيث يتم تكريمهم بناءً على الإنجاز والتفوق من خلال مكافأتهم بمبلغ مادي ورحلة إلى واحدة من المؤسسات العلمية المتقدمة في العالم، أما بقية الجوائز فإنها مبنية على حسب التخصصات والمجالات التي تتناولها.
• ماذا عن جوائز المؤسسة التقديرية والتشجيعية؟
- هناك ثلاث جوائز تقديرية هي جائزة أنور النوري لتكريم أفضل أطروحة دكتوراه في مجال التربية في العالم العربي، وقد دشنت الجائزة بمبادرة كريمة من مبرة أنور النوري الخيرية التي تتكفل بقيمة الجائزة والمصاريف التشغيلية لها وأوكلت آلية تحكيمها إلى المؤسسة ضمن الأطر المعتمدة لتقييم الجوائز الأخرى،
وهي أيضا تكريم لأحد أركان النهضة التربوية في الكويت المرحوم أنور النوري. وهناك جائزة الكويت التي تكرم المؤسسة من خلالها إنجازات وإسهامات العلماء والباحثين العرب في التقدم العلمي والمعرفي، وأخيراً جائزة الدولة الإنسانية وهي جائزة عبدالرحمن السميط للتنمية الأفريقية التي أعلن عنها سمو أمير البلاد أثناء القمة الأفريقية العربية الثالثة التي استضافتها الكويت والجائزة تقدم سنوياً وقيمتها مليون دولار أمريكي، وهي مخصصة لأعمال التنمية في القارة الأفريقية على مستويات الصحة والأمن الغذائي والتعليم.
أما الجوائز التشجيعية فهما جائزتان، جائزة الإنتاج العلمي والتي تستهدف تشجيع العلماء والباحثين الكويتيين من حملة الدكتوراه في مختلف حقول المعرفة على زيادة متابعتهم لأبحاثهم التي تتوجه إلى خدمة المجتمع وتطوير قدراتهم المهنية من جهة أخرى، وجائزة الكويت للمحتوى الإلكتروني والتي تشجع التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات، وتؤهل الفائزين في جائزة المحتوى الإلكتروني الكويت للمشاركة في المنافسة الدولية في جائزة القمة العالمية (WSA).
• هل هناك اختلاف بين مميزات الجوائز؟
- رغم أن الجوائز تمنح بشكل سنوي باستثناء جائزة أنور النوري التي تقام كل سنتين لتكريم أفضل أطروحة دكتوراه في مجال التربية في العالم العربي، إلا أن هناك اختلافا بين تلك الجوائز سواء من حيث المضمون والهدف والقيمة المالية أيضاً.
وتعتبر جائزة الكويت أول وأقدم الجوائز وهي بمثابة جائزة الدولة التقديرية، والتقدم لها متاح لجميع المبدعين والمتميزين العرب، وهي تغطي خمسة مجالات رئيسية هي العلوم الأساسية، والعلوم التطبيقية، والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، والفنون والآداب، بالإضافة الي مجال التراث العلمي العربي والإسلامي.
وقد توسعت هذه الجائزة المرموقة بمرور الوقت منذ إطلاقها عام 1979، ويتزايد الاهتمام بها عاماً بعد عام وخصوصاً في ظل الزيادة المستمرة الملحوظة في التقدم لها والذي يعتبر دليلاً على ازدياد الاهتمام بها محلياً ودولياً، ولا شك أن هذه الجائزة تمثل إعتراف الدولة بالأعمال الإبداعية التي أنجزها العلماء العرب في كل بقاع العالم.
• ما الذي تمثله جائزة السميط للتنمية الأفريقية؟
- هذه الجائزة تم إطلاقها من خلال مبادرة سامية من سمو الأمير بتخصيص جائزة سنوية ممولة من قبل الكويت باسم المرحوم الدكتور عبدالرحمن السميط خلال مؤتمر القمة العربية الأفريقية الثالثة الذي استضافته الكويت في نوفمبر 2013 بهدف دعم تطور الأمم الأفريقية، وتمنح الجائزة سنوياً للأفراد أو المؤسسات في ثلاث مجالات هي الأمن الغذائي، الصحة والتعليم.
لهذا تعتبر الجائزة احدث الجوائز والتي تأخذ عدة أبعاد سواء من الناحية المالية حيث تعتبر أكبر الجوائز في قيمتها التي تصل إلى مليون دولار أو على المستوى الإنساني والتنموي من ناحية أخرى، وهي تبرز أيضاً بشكل واضح الدور الانساني للمجتمع الكويتي.
• ماذا عن جائزة المحتوي الإلكتروني؟
- تم اطلاق هذه الجائزة والتي خصصت للمشاريع الكويتية عام 2008 وذلك تماشياً مع الهدف الاستراتيجي الأساسي للمؤسسة في تشجيع التقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات وإنتاج المحتوى الإلكتروني المحلي الذي يضيف قيمة إلى المجتمع ويتماشى مع المعايير الدولية في آن واحد.
ويتأهل الفائزون في جائزة المحتوى الإلكتروني للمشاركة في المنافسات الدولية في جائزة القمة العالمية وتتضمن الجائزة ثمانية مجالات.
من الحوار
جائزة السميط
قال معرفي ان «هذه جائزة عالمية يمكن أن يشارك بها أي فرد أو مؤسسة في العالم ، ممن ساهموا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتنمية الموارد البشرية والبنية التحتية في القارة الأفريقية، وأول الفائزين بها كان البرفيسور كيفين مارش من جامعة أكسفورد وذلك في مجال الصحة والذي قضى ثلاثين عاما في كينيا، وساهم في بناء قدرات صحية وطبية متميزة ساهمت في القضاء على مرض الملاريا في بقاع واسعة من الأراضي الافريقية».
وأوضح أنه «في الوقت الذي استطاع مارش من خلال جهده وأعماله حصد مردوداً إيجابياً انعكس على الجانب الاجتماعي والاقتصادي والصحي والتنموي نتيجة قضائه على مرض الملاريا، تمكنت مؤسستان في نيجيريا وبيرو من الفوز بالجائزة العام الماضي مناصفة في مجال الأمن الغذائي، حيث نجحتا في إبعاد شبح المجاعة عن الشعوب الأفريقية».
وذكر أن «جائزة السميط للتنمية الأفريقية» المقبلة ستكون مخصصة لمجال التربية، ونأمل أن نحصل على الإنجازات المتميزة والفريدة التي تساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية والصحية في القارة الأفريقية مثل الإنجازات التي تمت في النسختين السابقتين للجائزة».
احتفاء بالشباب
تطرق معرفي إلى ما أثير أخيراً في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي في شأن تغيير المؤسسة لأحد شروط التقدم لجائزة الانتاج العلمي ، حيث أوضح معرفي أن «تغيير شرط واحد من شروط التقدم، بحيث لا يتجاوز عمر المتقدمين الـ45 عاما، يتماشى بشكل رئيسي ومباشر مع الهدف واللائحة التي وضعت لهذه الجائزة والتي تستهدف الشباب من حملة درجة الدكتوراه»، مرجعاً ذلك إلى سببين رئيسيين «هما أن الشباب من حملة درجات الدكتوراه حديثي التخرج كانوا يشتكون دائماً من منافسة أساتذتهم غير المتكافئة، علاوة على أن غالبية الفائزين بهذه الجائزة خلال السنوات الأخيرة هم في المراحل المتقدمة من حياتهم المهنية ».
تمديد
كشف معرفي أن جائزة الإنتاج العلمي التي من المفترض غلق باب تسلم طلبات المشاركة فيها مع نهاية الشهر الجاري قد تم تمديدها إلى شهر يونيو المقبل بناءً على التعديلات التي أدخلت أخيراً على الجائزة، وفي المقابل سيغلق باب التسجيل لجائزة الكويت مع نهاية الشهر الجاري، في حين أن التسجيل لبقية الجوائز مستمر باستثناء جائزة أنور النوري التي لن تمنح هذه السنة باعتبارها جائزة تمنح كل سنتين.
لمسة إنسانية
أشار معرفي إلى أن البروفيسور مارش الذي قضى على مرض الملاريا في مناطق واسعة من أفريقيا تبرع بكامل قيمة الجائزة التي تبلغ مليون دولار للأعمال الإنسانية التي تقوم بها جامعة أكسفورد والأكاديمية الأفريقية للعلوم في كينيا.
5 جوائز تشجيعية
بسؤاله عما إذا كان هناك توجه لاستحداث وإطلاق جوائز جديدة، قال معرفي: نعم هناك أفكار وتوجهات لاطلاق ثلاث جوائز جديدة خلال السنتين المقبلتين، ونحن حالياً في المراحل الاولى لوضع الشروط اللازمة لجائزة التنمية المستدامة مع الشركات باعتبارها المعنية بهذا المجال، وهناك جائزة للبيوت الصديقة للبيئة وأيضاً جائزة تقديرية ستخصص للشركات الداعمة التي لها نشاطات كبيرة داخل المجتمع والتي يستوجب أن يكون لها تقدير واحتفاء من قبل الدولة لأعمالها.