تحت مقصلة الوقت أكتب لكم بين توقيتين، توقيتي وتوقيتكم... أكتب لكم عن زمنين في سباق الوقت مع الزمن وبين الاثنين فرق لا وقت لسرده.
المهم دعوني أسرد لكم بعض تفاصيل إجازتي التي أبعدتكم عني ولم تبعدني عنكم، بين مدينتين الأولى «توكيو» التي تسمونها طوكيو، ولن أختلف معكم على حرف تريدونه طاء ولديكم التاء وأصل الكلمة ليس لكم، المهم كنت أقول مدينتين والمدينة الثانية هي «هوشي» من الفيتنامية والتي كنت أعتقد أن أصلها أيضا «هوشي منه» التي تكتبونها ثم اكتشفت أن الهاء في نهاية اسم المدينة صامتة لا تنطق إلا عندكم وعندنا خير كذلك فأنا أتحدث عنكم وكأنني لست منكم وفيكم...
ما علينا، هنا أعيش موقتا قبل عودتي القريبة، وقتين وزمنين، وقتي ووقتكم والزمن الياباني والزمن ال?يتنامي وبين الزمنين والوقتين اضطراب يؤدي إلى الانفصام والهذيان الواضح في ما أكتب لكم، والسبب أن المدينة اليابانية التي سبقت الزمن وشعبها يسابقونه بسرعة تتحدى سرعة الصوت والضوء والضوضاء وبقطارات سريعة أطلقوها باسم الطلقة في وجه البطء والتخلف هم الذين يسيرون في طوابير طويلة تتلاشى سريعاً بحركة ربوتات ترتدي ثياباً عصرية وربطات عنق تسير كتفاً بكتف «كيمونو» تقليدي أمام ناطحات سحاب تحركها التكنولوجيا في كل شيء ومع ذلك تتمسك بأصل الكلمة.
الكتب المحمولة بين يدي شباب يقرأون في كل مكان حيث تنتشر المكتبات العامة أكثر من انتشار سلسلة مقاهٍ ذات ماركة عالمية ومطاعم أشهر منها، وجدير بالذكر أنني لن أسرد لكم أيضاً صراعها مع المارد الأميركي نداً لند حتى أفسح المجال للحديث عن المدينة الثانية.
المدينة الفيتنامية التي هزمت المارد وانتصر شعبها على الأميركان الذين تعلموا الدرس من فيتنام فأبوا ألا يكرروه في مآسٍ لهم فكانت المآسي من نصيبنا في أفغانستان والعراق وليبيا وسورية والحبل «عالجرار».
هذه المدينة يسبقها الزمن تعيش على أطلال نصر وثورة وتاريخ حتى بدا شعبها وكأنه خارج من كتب التاريخ بثيابه التقليدية وحرفه اليدوية وعاداته وتقاليده التي لم تغيرها التكنولوجيا لأنها باختصار لم تصل لها بسبب فقر لم يتجاوزه عزة النفس والكبرياء والكرامة الشديدين.
بين توقيتين في مدينتين تصارعان الزمن مدينة تسبقه ومدينة يسبقها أتساءل: أين نحن؟ وأخشى أن نكون خارج الزمن...
reemalmee@