وجه الكويت المشرق فتحت قلبها وتحدّثت عن محطات حياتها المختلفة
«شيخة العرب» فاطمة حسين: استخدمت «الكلاشنيكوف» وحصلت على رتبة «أومباشي» من الجيش المصري

فاطمة حسين.. وحديث الذكريات

جانب من الحضور




قمنا بثورة لرفض لبس «الجوتي» لأننا لم نكن نحب القيود
كنا نخاف إذا رأينا سيارة ونحتمي بظهورنا في صخور حوائط المدرسة
الدمنة كانت شانزيليزيه الكويت وأول متنفّس للكويتيين
التمييز ضد البنات كان حتى في الكتاتيب
اللبنانية نجلاء عز الدين صاحبة الفضل في نجاح حركة تعليم البنات في الكويت
كنا نخاف إذا رأينا سيارة ونحتمي بظهورنا في صخور حوائط المدرسة
الدمنة كانت شانزيليزيه الكويت وأول متنفّس للكويتيين
التمييز ضد البنات كان حتى في الكتاتيب
اللبنانية نجلاء عز الدين صاحبة الفضل في نجاح حركة تعليم البنات في الكويت
وجه كويتي أصيل كأصالة الكويت وأهلها، تحكي سمرة بشرتها قصص شمس الكويت اللافحة، ويعكس بياض ابتسامتها نقاء قلبها الذي وسع الجميع. كانت على موعد مع التميز في كل محطات حياتها. سافرت لمصر فحصلت على رتبة «أومباشي» من الجيش المصري بعد تطوعها لتضميد جراح المصابين في العدوان الثلاثي، وتعلّمت استخدام «الكلاشنيكوف» ولقّبت في أرض الكنانة بـ «شيخة العرب»، وسافرت إلى أميركا فكانت مرشدة للأميركيين أنفسهم في نيويورك. والمقتفي أثر حياتها سيجد نفسه يكرر عبارة «أول كويتية» غير مرة، تلك هي رئيس الجمعية الكويتية للصحافيين فاطمة حسين التي استعرضت محطات مختلفة في حياتها خلال حوار مفتوح أقيم أمس الأول بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي.
حسين استهلت حديثها بوصف لما كانت عليه كويت الماضي قبل ظهور النفط، لافتة إلى أنه «لم يكن ثمة مواصلات وكان يتم حمل المياه على الحمير». واستذكرت «مجيء أول طبيب للكويت وهو الطبيب السوري يحيى الحديدي، الذي صاحب مجيئه إنشاء المستشفى الأمريكاني ومدرسة المباركية». وتحدثت عن الطفولة، قائلة: «لم نكن نعرف ارتداء الحذاء إلا عندما التحقنا بالمدرسة، وقمنا بثورة وقتها لرفض (الجوتي) لأننا لم نكن نحب القيود». وتابعت «كانت أول مدرسة للبنات في الفترة المسائية بمدرسة المباركية، وأتذكر قيامنا بعمل مسرحية وقتها عن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وتساقطت دموعنا آنذاك تأثراً بالقضية الفلسطينية». وزادت «كانت جدران المدرسة مبنية من صخور البحر، وكنا وقتها نخاف إذا رأينا سيارة لدرجة أننا كنّا نحتمي بظهورنا في حوائط المدرسة ما يجعل هذه الصخور تترك أثرا على ظهورنا بسبب شدة التصاقنا بها»، معتبرة أن «منطقة الدمنة كانت بمثابة شانزيليزيه الكويت وأول متنفّس للكويتيين آنذاك». وأضافت: «قبل المدرسة كنّا نذهب للكتاتيب، وكان التمييز بين الأولاد والبنات موجودا حتى في الكتاتيب، حيث كان عدد الكتاتيب المخصصة للبنين ضعف نظيرتها المخصصة للبنات»، مشيرة إلى أنه «حتى الصابون لم يكن موجوداً في الكويت آنذاك وإنما كان الكويتيون يستخدمون السدر في عملية التنظيف».
وعن قصة عباءتها الذهبية، قالت: «أرسل لي أبي عباءة مطرزة بالذهب من الهند التي كان يعمل بها ولم أكن أعلم وقتها أنها مطرزة بالذهب فاستخدمتها كخيمة لرفيقاتي». وأشارت إلى أن «المعلمات اللواتي كن يتولين عملية التدريس آنذاك كن من سورية ولبنان ولاحقا من فلسطين»، لافتة إلى «دور المشرفة التربوية اللبنانية نجلاء عز الدين التي قالت انها صاحبة الفضل في نجاح حركة تعليم البنات في الكويت».
وأضافت «في الصف الثالث الابتدائي لم تنجح سوى ثلاث بنات فقط هُن مريم أحمد وسعاد التركيت وأنا، وتم نقلنا من شرق إلى قبلة».
وروت قصة إضراب الطالبات الكويتيات عن الدراسة بعد الاستغناء عن المعلمات الفلسطينيات، قائلة «قمنا بثورة كتبنا فيها عددا من المنشورات وطلب منا الراحل عبدالعزيز حسين أن يجتمع بِنَا لمناقشة حل هذا الإضراب، ولكن لم تنجح ثورتنا تلك وتم نقل المعلمات الفلسطينيات للتدريس في مراحل دراسية أقل».
وذكرت أنه «رغم الظروف الصعبة فإن ترتيبها في الصف الرابع الثانوي كان الرابع على مستوى الكويت»، ضاربة المثل بما حدث «عندما طلبت معلمة الرسم من الطالبات الكويتيات رسم وردة، ولم يكن في الصف سوى أربع طالبات رأين الوردة رؤية حقيقية من خلال سفرهن لسورية ولبنان، إذ لم يكن ثمة ورود في الكويت آنذاك». واستذكرت فترة سفرها للدراسة الجامعية في مصر حيث حدث أثناءها العدوان الثلاثي على مصر، فقامت بالتطوع لتضميد جراح المرضى فحصلت على رتبة أومباشي من الجيش المصري كما تدربت على استخدام الكلاشنيكوف.
وعن محطة الصحافة، قالت «فشلت في دخول كلية الهندسة في مصر لأنهم طلبوا مني آنذاك إعادة السنة الأخيرة من الثانوية العامة ورفضت اضاعة سنة كاملة، ونصحتني أسرتي بالتوجه إلى كلية التجارة لكن لم أتمكن من الانخراط فيها بسبب زيادة عدد الطلبة فيممت وجهي شطر دراسة الصحافة». وتابعت «دخلت الصحافة بالصدفة إلا أنني أحببتها وأحبتني»، مستعرضة تجربتها في كتابة المقال مع الراحل محمد مساعد الصالح تحت عنوان «وجهة نظر»، الأمر الذي جعل مجلة الصياد اللبنانية الشهيرة تطلب منها نقل هذا المقال إلى صفحاتها. وزادت «كنت أعمل طوال محطات حياتي الصحافية دون مقابل، وأتذكر أن القائمين على مجلة الصياد قالوا لي انهم ليسوا أثرياء كدولة الكويت النفطية وبالتالي لن يستطيعوا إعطائي أكثر من 20 دينارا مقابل كل مقال».
وفي الوقت الذي أشادت فيه بالكاتب المصري الراحل أحمد بهاء الدين ودعمه لها، عبرت عن فخرها بمجلة «العربي» التي كانت أول مجلة عربية من نوعها توحد كل الأقطار العربية. وأشارت إلى أنها كانت تلقّب خلال فترة تواجدها في مصر بـ «شيخة العرب».
وعن محطتها في أميركا، قالت: «خلال وجودي في نيويورك أحببت عالم الإذاعة عبر زياراتي المتكررة إلى إذاعة صوت أميركا، حيث تمكنت من إقناع المعنيين فيها بتسجيل أسطوانات باللغة العربية وإرسالها إلى إذاعة الكويت»، لافتة إلى أن «كل الأسطوانات أذيعت في الكويت ما عدا واحدة تحدثت فيها عن الانتخابات الأميركية وحجم التأثير الذي قدمته زوجة الرئيس الأميركي الراحل جون كنيدي له في الانتخابات». وفيما قالت انها كانت بمثابة «المرشد للأميركيين أنفسهم في نيويورك»، تحدثت حسين عن «مشاركتها في أول مؤتمر دولي يجمع أميركا وروسيا معا تحت عنوان (السلام والحرية) في سان فرانسيسكو بترشيح من الحكومة الكويتية».
شاهدة على العصر
«سوبر ماركت» ... ماذا يعني؟
تحدثت حسين عن أنها رأت وسمعت للمرة الاولى بـ «السوبر ماركت» عندما حطّت رحالها في نيويورك، قائلة: «كنا نعرف (ماركت) أما (سوبرماركت) فكان أمرا جديدا بالنسبة لنا».
حرق العباءات
روت حسين قصة تخليها عن ارتداء العباءة، قائلة: «قمت أنا وزميلاتي بإحراق عباءاتنا، فقد كنا نريد الذهاب مع مدرساتنا إلى بغداد أو لبنان أثناء عطلة الربيع، ولكن لم ينجح ذلك لأن أسرنا رفضوا وهددونا بعدم الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى».
فاطمة وابن طه حسين
تحدثت حسين عن تجربة جمعتها مع عميد الكلية التي كانت تدرس بها في القاهرة مؤنس طه حسين، نجل عميد الأدب العربي الراحل الدكتور طه حسين، حيث طلب منها دراسة اللغة الفرنسية حتى تستطيع أن تكمل دراستها الجامعية، وبالفعل بدأت في تلقي دروس على مدار ثلاث سنوات، وعندما ذهبت لتخبره أنها جاهزة للاختبار أخبرها أنه قام بوضع الدرجات لها دونما اختبار.
حسين استهلت حديثها بوصف لما كانت عليه كويت الماضي قبل ظهور النفط، لافتة إلى أنه «لم يكن ثمة مواصلات وكان يتم حمل المياه على الحمير». واستذكرت «مجيء أول طبيب للكويت وهو الطبيب السوري يحيى الحديدي، الذي صاحب مجيئه إنشاء المستشفى الأمريكاني ومدرسة المباركية». وتحدثت عن الطفولة، قائلة: «لم نكن نعرف ارتداء الحذاء إلا عندما التحقنا بالمدرسة، وقمنا بثورة وقتها لرفض (الجوتي) لأننا لم نكن نحب القيود». وتابعت «كانت أول مدرسة للبنات في الفترة المسائية بمدرسة المباركية، وأتذكر قيامنا بعمل مسرحية وقتها عن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وتساقطت دموعنا آنذاك تأثراً بالقضية الفلسطينية». وزادت «كانت جدران المدرسة مبنية من صخور البحر، وكنا وقتها نخاف إذا رأينا سيارة لدرجة أننا كنّا نحتمي بظهورنا في حوائط المدرسة ما يجعل هذه الصخور تترك أثرا على ظهورنا بسبب شدة التصاقنا بها»، معتبرة أن «منطقة الدمنة كانت بمثابة شانزيليزيه الكويت وأول متنفّس للكويتيين آنذاك». وأضافت: «قبل المدرسة كنّا نذهب للكتاتيب، وكان التمييز بين الأولاد والبنات موجودا حتى في الكتاتيب، حيث كان عدد الكتاتيب المخصصة للبنين ضعف نظيرتها المخصصة للبنات»، مشيرة إلى أنه «حتى الصابون لم يكن موجوداً في الكويت آنذاك وإنما كان الكويتيون يستخدمون السدر في عملية التنظيف».
وعن قصة عباءتها الذهبية، قالت: «أرسل لي أبي عباءة مطرزة بالذهب من الهند التي كان يعمل بها ولم أكن أعلم وقتها أنها مطرزة بالذهب فاستخدمتها كخيمة لرفيقاتي». وأشارت إلى أن «المعلمات اللواتي كن يتولين عملية التدريس آنذاك كن من سورية ولبنان ولاحقا من فلسطين»، لافتة إلى «دور المشرفة التربوية اللبنانية نجلاء عز الدين التي قالت انها صاحبة الفضل في نجاح حركة تعليم البنات في الكويت».
وأضافت «في الصف الثالث الابتدائي لم تنجح سوى ثلاث بنات فقط هُن مريم أحمد وسعاد التركيت وأنا، وتم نقلنا من شرق إلى قبلة».
وروت قصة إضراب الطالبات الكويتيات عن الدراسة بعد الاستغناء عن المعلمات الفلسطينيات، قائلة «قمنا بثورة كتبنا فيها عددا من المنشورات وطلب منا الراحل عبدالعزيز حسين أن يجتمع بِنَا لمناقشة حل هذا الإضراب، ولكن لم تنجح ثورتنا تلك وتم نقل المعلمات الفلسطينيات للتدريس في مراحل دراسية أقل».
وذكرت أنه «رغم الظروف الصعبة فإن ترتيبها في الصف الرابع الثانوي كان الرابع على مستوى الكويت»، ضاربة المثل بما حدث «عندما طلبت معلمة الرسم من الطالبات الكويتيات رسم وردة، ولم يكن في الصف سوى أربع طالبات رأين الوردة رؤية حقيقية من خلال سفرهن لسورية ولبنان، إذ لم يكن ثمة ورود في الكويت آنذاك». واستذكرت فترة سفرها للدراسة الجامعية في مصر حيث حدث أثناءها العدوان الثلاثي على مصر، فقامت بالتطوع لتضميد جراح المرضى فحصلت على رتبة أومباشي من الجيش المصري كما تدربت على استخدام الكلاشنيكوف.
وعن محطة الصحافة، قالت «فشلت في دخول كلية الهندسة في مصر لأنهم طلبوا مني آنذاك إعادة السنة الأخيرة من الثانوية العامة ورفضت اضاعة سنة كاملة، ونصحتني أسرتي بالتوجه إلى كلية التجارة لكن لم أتمكن من الانخراط فيها بسبب زيادة عدد الطلبة فيممت وجهي شطر دراسة الصحافة». وتابعت «دخلت الصحافة بالصدفة إلا أنني أحببتها وأحبتني»، مستعرضة تجربتها في كتابة المقال مع الراحل محمد مساعد الصالح تحت عنوان «وجهة نظر»، الأمر الذي جعل مجلة الصياد اللبنانية الشهيرة تطلب منها نقل هذا المقال إلى صفحاتها. وزادت «كنت أعمل طوال محطات حياتي الصحافية دون مقابل، وأتذكر أن القائمين على مجلة الصياد قالوا لي انهم ليسوا أثرياء كدولة الكويت النفطية وبالتالي لن يستطيعوا إعطائي أكثر من 20 دينارا مقابل كل مقال».
وفي الوقت الذي أشادت فيه بالكاتب المصري الراحل أحمد بهاء الدين ودعمه لها، عبرت عن فخرها بمجلة «العربي» التي كانت أول مجلة عربية من نوعها توحد كل الأقطار العربية. وأشارت إلى أنها كانت تلقّب خلال فترة تواجدها في مصر بـ «شيخة العرب».
وعن محطتها في أميركا، قالت: «خلال وجودي في نيويورك أحببت عالم الإذاعة عبر زياراتي المتكررة إلى إذاعة صوت أميركا، حيث تمكنت من إقناع المعنيين فيها بتسجيل أسطوانات باللغة العربية وإرسالها إلى إذاعة الكويت»، لافتة إلى أن «كل الأسطوانات أذيعت في الكويت ما عدا واحدة تحدثت فيها عن الانتخابات الأميركية وحجم التأثير الذي قدمته زوجة الرئيس الأميركي الراحل جون كنيدي له في الانتخابات». وفيما قالت انها كانت بمثابة «المرشد للأميركيين أنفسهم في نيويورك»، تحدثت حسين عن «مشاركتها في أول مؤتمر دولي يجمع أميركا وروسيا معا تحت عنوان (السلام والحرية) في سان فرانسيسكو بترشيح من الحكومة الكويتية».
شاهدة على العصر
«سوبر ماركت» ... ماذا يعني؟
تحدثت حسين عن أنها رأت وسمعت للمرة الاولى بـ «السوبر ماركت» عندما حطّت رحالها في نيويورك، قائلة: «كنا نعرف (ماركت) أما (سوبرماركت) فكان أمرا جديدا بالنسبة لنا».
حرق العباءات
روت حسين قصة تخليها عن ارتداء العباءة، قائلة: «قمت أنا وزميلاتي بإحراق عباءاتنا، فقد كنا نريد الذهاب مع مدرساتنا إلى بغداد أو لبنان أثناء عطلة الربيع، ولكن لم ينجح ذلك لأن أسرنا رفضوا وهددونا بعدم الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى».
فاطمة وابن طه حسين
تحدثت حسين عن تجربة جمعتها مع عميد الكلية التي كانت تدرس بها في القاهرة مؤنس طه حسين، نجل عميد الأدب العربي الراحل الدكتور طه حسين، حيث طلب منها دراسة اللغة الفرنسية حتى تستطيع أن تكمل دراستها الجامعية، وبالفعل بدأت في تلقي دروس على مدار ثلاث سنوات، وعندما ذهبت لتخبره أنها جاهزة للاختبار أخبرها أنه قام بوضع الدرجات لها دونما اختبار.