No Script

كتاب يرصد أبرز محطات «رائد الوكالات التجارية للمنتجات الغذائية»

جاسم محمد العلي الوزان ... «صانع الجودة»

u063au0644u0627u0641 u0627u0644u0643u062au0627u0628
غلاف الكتاب
تصغير
تكبير
المحل الصغير بات واحداً من أهم 100 شركة تأثيراً في المنطقة

بخلاف أقرانه الذين اتجهوا للعمل في النفط... مضى الراحل نحو التجارة

حصل على أول وكالة حصرية لسمن وزيت «كلارا» مطلع الخمسينات

استثمر في الزراعة وصناعة المنتجات لتحقيق الأمن الغذائي

علامات جاسم الوزان باتت الرفيق المثالي لأفراد الأسر على المائدة
الصدق والأمانة والإخلاص، صفات جمعها الراحل جاسم محمد العلي الوزان، لينجح من خلالها في الحصول على ثقة دولة الكويت، في أعقاب الحرب العالمية الثانية بين العامين 1939 و1945، التي عانت دول العالم من أهوالها ومصائبها، ولم تكن الكويت بمنأى عنها.

جاسم محمد العلي الوزان... صانع الجودة (1929-1989)، عنوان كتاب اختاره الباحث طلال الوزان (حفيد الراحل) للإضاءة على المسيرة الحافلة لجده، ومساهماته الكبيرة، التي جعلت منه أحد رواد وصانعي مجد الاقصاد الكويتي بقطاعاته كافة.


الباحث، تحدث في كتابه عن بداية الراحل الوزان، العصامي، ومحب التحدي الكبير، الصفات التي ورثها من أبيه، محمد الوزان، منذ نعومة أظفاره، فجعلته يتحوّل إلى مدرسة في التعامل التجاري والإنساني.

مسيرة طويلة من الإنجازات، انطلقت من محل صغير في سوق «الطراريح» بمساعدة موظف صغير، قبل التوسّع وافتتاح محل جديد في سوق «السلاح» بمساعدة 5 موظفين.

المرحوم الوزان لم يكن يتخيل في بداياته أن تصبح شركته اليوم واحدة من أهم 100 شركة تأثيراً في المنطقة بحسب تقرير «فوربس الشرق الأوسط» لأقوى 100 شركة في العالم العربي في العام 2015.

فهذا الإنجاز لم يأت من فراغ، بل جاء لبعد نظر ونظرة ثاقبة ومخ تجاري، جعلته منذ بداياته في العام 1951، من المساهمين في تحقيق الأمن الغذائي في الكويت.

التميز كان صفة الوزان بين أقرانه، ففي حين اتجه معظم الشباب للعمل في شركة نفط الكويت، عمل هو على الاهتمام بالعمل التجاري، خصوصاً في تجارة المواد الغذائية، في ظل التغير الكبير الذي شهدته الكويت مع تصدير أول شحنة نفط، وبدء استقبال العمالة الوافدة، الباحثة عن المنتجات الغذائية التي لم تكن متوافرة بكثرة في ذاك الوقت.

ولأن اللغة الإنكيزية شكلت أساساً للتعامل مع الوسطاء التجاريين الذين بدأوا بالقدوم إلى الكويت، قام الوزان بالالتحاق بمدرسة لتعليم الإنكليزية بهدف تعزيز التواصل مع الوسطاء التجاريين، قبل الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي مرحلة التخلي عن هؤلاء وفتح قنوات اتصال مباشرة مع الشركات الأجنبية والعالمية، لتوفير البضائع على مدار العام، والتخلص من العمولات العالية التي يحصل عليها الوسيط التجاري.

ويعد المرحوم جاسم الوزان، رائد «عهد الوكالات التجارية» في أوائل الخمسينات، إذ بدأ بالسفر إلى أوروبا وزيارة المصانع بغية الحصول على توكيل حصري من إحداها، إلى أن نجح في الحصول على الوكالة الحصرية لسمن وزيت كلارا النباتي المصنع من شركة «إيديال كريميريز» في هولندا، التي حققت رواجاً كبيراً بين ربات المنازل.

ومع دكانه الجديد في سوق السلاح، استمر الوزان بالتعاقد مع شركات اسكتلندية وأميركية وغيرها، لتوفير المنتجات التي أصبحت أساسية ولا تخلو منها قائمة مشتريات أي أسرة، ولتصبح علامات جاسم الوزان مبعثاً لذكريات تجمع الأسر حول موائد الطعام.

مسيرة وطنية حافلة

للوزان مسيرة حافلة في مختلف القطاعات، إذ شغل عضوية لجنة توزيع المساكن الحكومية التي تأسست في 8 مارس 1960، بهدف تأمين العدالة الاجتماعية وتطويرها، ورفع مستوى المعيشة للأفراد، ومساعدة المواطنين المستحقين لبيوت ذوي الدخل المحدود.

كما ساهم في تأسيس جمعية الدسمة التعاونية، التي عملت على توفير السلع الاستهلاكية بأسعار مقبولة لسكان المنطقة.

كما يعد الوزان من أبرز المساهمين في تأسيس بنك الخليج، رغبة منه مع بعض رجالات الكويت في إنشاء مؤسسات تضمن سير وتنامي الأعمال الاقتصادية في الكويت، وحاز على ثقة المساهمين ودخل عضوية مجلس الإدارة لمدة 28 عاماً حتى وفاته.

وساهم الراحل أيضاً في تأسيس شركة الخليج للتأمين في العام 1981، وبقي عضواً في مجلس إدارتها حتى وفاته.

وفي العام 1959، صدر مرسوم تأسيس غرفة التجارة والصناعة، وانتسب إليها الوزان، وعمل جاهداً في مساعدة الدولة على عقد الشركات والاتفاقيات الثنائية مع العديد من الدول والشركات الأجنبية، نظراً لعلاقاته الواسعة مع عدد كبير من رجال الأعمال حول العالم. كما عمل على تأسيس الاتحاد الكويتي لتجار ومصنعي المواد الغذائية، بغية تذليل العوائق ووضع الخطط والحلول لأي مشاكل تعترض المنتجين.

الصناعة والاستثمار

لم يتوقف طموح جاسم الوزان عند التجارة، بل عمل أيضاً على إنشاء المصانع، وعمل على الاستثمار في إنشاء شركة توزيع المعجنات المحفوظة، كما استثمر في أراض زراعية لتربية الماشية وزراعتها، حتى صنف كأكبر مربي أبقار وأغنام في منطقة العبدلي.

وساهم الراحل في توفير المحاصيل الزراعية، كما استورد أحدث الآلات لاستعمالها في استصلاح الأراضي والري وحصدها.

وأسس مصانع للأجبان والألوان، ووفر مزارع نموذجية للتهجين والولادة، وبغرض المساهمة في سد أي نقص للمنتجات داخل السوق الكويتي، عمل الوزان على امتلاك مزرعة أبقار وجواميس في الهند.وعمل الراحل على المساهمة في تأسيس شركة نقل وتجارة المواشي، إذ استفادت الدولة من خبراته وقتها، بهدف إيجاد منظومة متكاملة وتحقيق الأمن الغذائي في الكويت، وذلك في العام 1973.

كما وقع الوزان اتفاقيات حصرية مع كبرى دور الأزياء الأوروبية، لعرض منتجاتها في السوق الكويتي، ليكون من المساهمين الأوائل في ولوج عصر السلع الفاخرة إلى الكويت، وعرضها في المتاجر المحلية، ولتحقق نجاحاً كبيراً بين المستهلكين على اختلاف فئاتهم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي