بوح صريح

ما هي الشماعة؟

تصغير
تكبير
الشماعة هي كيان جميل مفيد بعدة رؤوس خشب، بلاستيك أو معدن لتعليق ملابس أو شنط، عليها. وعمري ما اقتنيتها. لكن عثرت على واحدة بمكتبي في الجامعة وهكذا تعودت عليها. والتانية جاءت مع ملحقات غرفة نومي ووضعتها في الصالون لتحمل عبء حقائب وقبعات وغيره. أما المعتاد فهو شماعة مصغرة جداً تعلق خلف الباب وتستخدم للغرض نفسه من دون أخذ حيز في الغرفة.

لكن الشماعة أكبر وأخطر. تعالوا اقولكم عن الشماعة التي في مخنا وبحيز اللاوعي المجنون الذي يخبىء كل مخاوفنا وكوابيسنا والاشباح التي نتهرب من مواجهتها.


الشماعة هي ما نعلق عليه كل أفكارنا التي فشلنا في «منطقتها» ووضع أسس علمية أو منهجية لها. فكلما أردنا تبرير كلمة أو موقف أو فكرة. تذكرنا الشماعة. فنقول بسبب كذا أو كذا. وتكرار رمي الفكرة على هذا السبب أو ذاك وتعليقه على شماعة الوهم واللا منطق. كوننا تعترف بشكل غير مباشر أننا لانملك أي أساس مقنع لها. حينها تعرف وتدرك لماذا وجدت الشماعة، وكيفية استخدامها للخروج من مأزق جدلي أكبر منك. ببساطة لأننا لا نريد أن نفكر أو نجتهد بالبحث والإطلاع فنلجأ للشماعة. ببساطة لأننا شعوب عاجزة عن العلم والثقافة والإطلاع. نريد أجوبة جاهزة. وقوالب سهلة نرمي عليها تخاذلنا وخيبتنا. صحيح أننا شعوب تتقن فنون الكلام، لكنه كلام عابر، أي «سفسطة» ولغو لا قيمة تذكر له. أما في مهام تشغيل المخ والقراءة والتعلم والبحث فنحن في أدنى المراتب.

قيسوا هذا على كم الأفكار والأوهام التي نتمسك بها. وليحصي كل واحد منا كم شماعة برأسه. وكم واحدة بقلبه.. وهكذا. سنجد أننا محاطون بشماعات نحن ابتكرناها وتعلقنا بها وعلقنا بمصيدتها. وازداد معها كسلنا وعجزنا وتبلدنا.

لكن السؤال هنا هو: لو صحينا يوما ولم نجد الشماعة. هجرتنا وأحبت ان تعلمنا درسا.. ما العمل
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي