فواصل فكرية

هي فكرة!

تصغير
تكبير
الصفاء هو ما تحتاجه عند احتدام المواقف واشتداد الظروف. هو نقطة البداية التي تنطلق منها لحل مشكلتك أو الوصول للراحة، عندما تصل للصفاء تستطيع أن تفهم وتفكّر، وتستطيع أن تتخلص من قيود المشاعر التي تخنقك وتزيد ظروفك حدة.

كنتُ مقتنعة بفكرة أن الشعور ما هو إلا فكرة، ما إن تغيّر فكرتك حتى يتبدّل عندك الشعور وكنتيجة لذلك تختلف ردة فعلك، فهكذا تقول النظرية وهكذا يقول العلم. المواقف أكدت لي هذه النظرية وزادتها رسوخاً في ذهني حتى أصبح الحل لكل مشكلة أو أول الحل لكل ضيق يكمن في الفكرة، فأفتش في عقلي عن الفكرة التي سببت لي هذا الشعور، أقتلعها، وأزرع مئات الأفكار النقيضة.


العملية ليست سهلة كسهولة شرحها، بل فيها تجاذب بين القلب والعقل، وفيها تردد، وعليها تُبنى سلوكياتنا ومن ثم مصير علاقاتنا وأعمالنا بل كل تفاصيل حياتنا. فليس الهدف في استسهالها أو تبسيطها، وإنما في تعظيم شأنها والأخذ بها بكل حذر. لا بد أن تكون هناك معايير واضحة ودقيقة للأفكار التي ستبني عليها مشاعرك وسلوكياتك. كي تحفظ قلبك من الهزيمة وتحفظ خلقك من التردي وتحفظ الناس من ظلمك، فما هذه المعايير؟

الفكرة التي ستبني عليها تصرفاتك وستنعكس على شعورك يجب أن تنطلق من منطلق أخلاقي، بمعنى ألا يكون فيها تصوّر سلبي لنفسك ولا للناس من حولك، وألا يكون فيها أذى للآخرين، فأي فكرة تخشى اطلاع الناس عليها قد تكون فكرة غير أخلاقية، لا تزرعها في عقلك.

كما أن الأفكار التي تنطلق من أساس شرعي إيماني تعطيك الفائدة مضاعفة في الدنيا والآخرة، فحاول ألا تتبنى أي فكرة تتعارض مع الشرع لتحافظ على سوائك، لأن السواء كل السواء يكمن في اتباع الشريعة.

الأفكار يجب أن تعبّر عن شخصيتك وطموحاتك، فأفكار الآخرين لا تشبهك وطموحاتهم ليست لك. ابحث عن طريقك الخاص وأسلوبك الخاص لتكون واضحا في قراراتك وتصرفاتك مع نفسك قبل الآخرين.

الصفاء هو المفتاح، هو بدايتك للتفكير ولغربلة أفكارك. ستجد الكثير الكثير من المشاعر العالقة التي يصعب عليك التعامل معها أو معرفة أسبابها. ستجد نفسك تتصرف تصرفات لا مبرر لها في بعض المواقف ولا تدري ما السبب. ابحث في أفكارك عن كل فكرة سلبية عن نفسك، أو عن الآخرين، وكل الأفكار التي تشابه أشخاصا تعرفهم أو تحبهم، والأفكار التي تعارض صريح تعاليم الدين وأخلاقياته. صفِ قلبك وعقلك، وابدأ.

@anwar1992m
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي