جنبلاط تحدث عن «لعبة مخابرات» وأرسلان عن «طابور خامس»

الشويفات أفْلتت من «حرب علميْن» بين «التقدمي» و«حزب الله»

تصغير
تكبير
لم يكن هذا «الاحتكاك» الأوّل الذي يحصل في منطقة الشويفات (جنوب بيروت) المتداخلة بين «الحزب الديموقراطي اللبناني» (برئاسة الوزير طلال ارسلان) و«الحزب التقدمي الاشتراكي» (بقيادة النائب وليد جنبلاط) و«حزب الله»، ولكن «حرب العلميْن» التي كادتْ أن تقع أول من أمس بدتْ محمّلة بالكثير من الرسائل «المشفَّرة» التي أثارت علامات استفهام كبرى حول خلفيات ما وُصف بأنه «عملية نفخ» مبرْمجة بهدف إحداث فتنة درزية - شيعية وأخرى درزية - درزية.

وقد استعادت الشويفات، وهي معقل الزعامة الارسلانية هدوءها الكامل يوم أمس بعدما نجحت الاتصالات التي دخل على خطها، هاتفياً وعلى الأرض، قادة «التقدمي» و«الديموقراطي اللبناني» و«حزب الله»، في احتواء الموقف الذي كاد أن ينفجر على خلفية إشكالٍ تَخلله تَضارُب بالأيدي وكاد أن يتحوّل مسلّحاً، وجرى التداول بسيناريويْن له: الاول أشار الى انه وقَع بعد رفْع عناصر من «الاشتراكي» علَماً حزبياً قرب مقر لـ«حزب الله» ليأتي عناصر من الحزب ويُنزِلوه. والثاني تحدّث عن إزالة مناصرين لـ «حزب الله» علماً لـ «التقدمي» كان مرفوعاً على عمود قريبٍ من حسينية ورفْع راية للحزب مكانه.


وعكَس تلاقي قادة «التقدمي» و«الديموقراطي اللبناني» على الحديث عن «طابور خامس» أراد جرّ الشويفات والجبل الى فتنة درزية - شيعية ودرزية - درزية حجم «القطوع» الذي تجاوزتْه المنطقة «المنضبطة» منذ العام 2008، باستثناء بعض الإشكالات العابرة، تحت سقف «قواعد فك الاشتباك» التي ارتسمتْ في أعقاب أحداث 7 مايو العسكرية الشهيرة وما تخللها من محاولة «حزب الله» اقتحام الجبل ووقوع مواجهات «طاحنة» في الشويفات خصوصاً، لا يزال «جمرها تحت الرماد».

وكان لافتاً في هذا السياق موقفان: الأول للنائب جنبلاط الذي قال: «وصلتْنا الرسائل المتعددة من الذين عاشوا وسكنوا وسرقوا وخانوا المختارة (معقل الزعامة الجنبلاطية)، القضية ليست أعلاما بل لعبة مخابرات لإحداث الفتنة». والثاني للوزير ارسلان الذي اعلن في مؤتمر صحافي ان «هناك طابوراً خامساً دخل للعب بالنار في الموضوع الدرزي وتحريض القوى الدرزية على بعضها البعض وحاول تفجير فتنة مذهبية بأبعاد أخرى»، متحدثاً عن «تعاميم حصلت في مناطق من الجبل»، وعن «اشاعات ومزايدات عبر وسائل التواصل، وانا والنائب جنبلاط نريد ان نعرف ماذا حصل فعلاً لأن ما جرى كان أدى إلى فتنة غير مبررة على الاطلاق».

وتوقّفت دوائر مراقبة عند توقيت وقوع هذه «الخضّة» بعد اسبوعين على إلباس جنبلاط (في الذكرى 40 لاغتيال والده كمال جنبلاط) كوفية الزعامة لنجله تيمور، معربةً عن الخشية من وجود محاولة لـ «امتحان» هذا «الانتقال» ولو غير المكتمل بعد، وتوجيه رسائل متعدّدة الاتجاه الى رئيس «التقدمي» بعد المهرجان الحاشد الذي جدّد عشرات الآلاف الوفاء له خلاله، وملاحِظةً ان ما حصل تَرافق مع حملاتٍ استهدفتْ قياديين لـ «التقدمي» في الشويفات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي