أصبح المجتمع قريبا من بعضه لحد الالتصاق والانضمام، مترابطا لدرجة أن الأهل والأصدقاء والأقارب والمجهولين، يبيتون ويصبحون على يوميات بعضهم البعض ومستجدات حياة كل واحد منهم. وبما أن كل شيء في حياة الفرد معروض للمحب والكاره للودود والحقود، فإن يومياتك... حياتك... اختياراتك... وشخصك، أكثر عُرضة للانتقاد واللوم والنصح والتصحيح. فمن الناس من يرغب في مساعدتك بطريقة تربيتك لأولادك، ومنهم من يتمنى لك الخير فينبهك على كل خطأ يراك تقع فيه صغر أو كبر، والبعض يعرض تجربته وخبرته، وآخر غيره يصر أن يضع نصب عينيك مثالاً ونموذجاً أفضل منك ومن وضعك.
إن لكل إنسان الحرية في اختيار طريقة سير حياته وإدارته لها، مخطئاً كان أو مصيباً. فإن لم يعجبك أو لم ترتح أو ضايقتك تعليقاتهم ومداخلاتهم، لك أن تواجهها بالصوت العالي والتصريح برفض التدخلات. تستطيع أن ترد وتفند ملاحظاتهم بالأدلة والمعلومات، أو أن تلتزم الصمت وتبعث لهم ابتسامة تقبل واحترام، مستغنياً بذلك عن تدمير علاقة أو تجريح شخص، آخذاً ما يقال عنك في الاعتبار لتعيد النظر في وجوده من عدمه... سلامته من خطئه... تفاهته من ضخامته، وتعمل على أساس ما تستنتجه. فالإنسان وإن كان حراً باختياراته إلا أنه لا يستغني عن التعلم والتصويب وملاحظات الناس أحد هذه المصادر.
وكما كتب أحدهم أختم «لا ليس هذا بصمت رضا، ولا حتى صمت عتب، هو نوع آخر من الصمت اسمه: لكم حياتكم ولي حياتي».
jasmine_m_ali@