واضح

أكثرنا جاهلون!

تصغير
تكبير
• في الآية الكريمة «ولكن أكثر الناس لا يعلمون» وقد وردت هذه الآية بهذا اللفظ في 11 موضعاً في القرآن الكريم، وورد كثير في معناها من عدم شكر وإيمان أو فهم الأكثرية من الناس «ولكن أكثر الناس لا يشكرون»، «وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله». وهكذا على هذا المنوال وردت آيات عدة تشير إلى عدم علم الأكثرية أو الأغلبية من الناس.

• وفي الحديث المتفق عليه «إنما الناس كالإبل المئة لا تكاد تجد فيها راحلة»، قال الإمام ابن حجر في شرحه «إن أكثر الناس أهل نقص وأما أهل الفضل فعددهم قليل جدا فهم بمنزلة الراحلة من الإبل... وهكذا شأن الناس فالقليل منهم هو الذي يُعتمد عليه وأكثرهم دون ذلك».


• وإن كنت لا أنحى منحى التعميم والشمولية، لكن هذه الحقائق سواء أكانت دينية أو حياتية مُشاهدة تجعلنا نتفكر بعدة ظواهر نخالها حقائق لا تقبل الجدال، منها:

• اليوم اختلط حابل الثقافة والكتابة بنابلها! والكثير الذي «لا يعلم» أصبح الجزء الأهم في مشهدنا الثقافي!

• تنوع وسهولة وسائل النشر جعلا من هذا الكثير الذي «لا يعلم شيئا» مسيطراً على الرأي العام وهو الغالب لأنه «الأكثر».

• في علوم الدين أصبح «القصّاصون» يأخذون أماكن ودور العلماء المفكرين وهم لا يستحقون هذه المكانة! سياسياً... أصبح من لا فكر له قدوةً سياسية! اجتماعياً، غدا ببغاوات العلوم، منظّرون وقادة!

• كل هذا خلق لنا «منطقة ضجيج» كتابياً وثقافياً... الأغلبية لها في المجتمعات، ولها الصوت والتأثير أيضا!

• في الكويت أو في غيرها من مجتمعاتنا وبسبب كثرة قضايا النقاش وتعقيدها، فإن أي إنسان يريد نقاش موضوع ما يحتاج بلا شك لمقومات عدة، أهمها:

• ملكة فكرية يستطيع من خلالها استنباط الموقف الصحيح.

• حسن اطلاع على كثير من الأمور من مصادرها وتنقية الكم الهائل من الأخبار غير الحقيقية، أو ما نسميه بسبب هذه الفوضى بعملية «تنقية الأخبار».

• عمق تاريخي وقانوني.

• ومعظم هذه المقومات إن لم تكن كلها غائبة اليوم عن كثير من المتكلمين المنظّرين على الساحة.

• بالتالي، الوصف العام للحالة هو: أشباه حقائق وأطروحات متهافتة أصبحت حقائق مقرّرة لا يمكن حتى نقاشها!

• غياب للعمق التاريخي/القانوني!

• جرأة على الطرح ممن يفتقد أبسط مقومات الكلام فضلاً عن التنظير وقيادة المجتمعات حتى تمت السيطرة على الرأي العام من هذه الفئة «الكثيرة»!

• وقبل الأخير... في الحديث النبوي أنه ذكر من أشراط الساعة «إذا رأيت هوى متّبعا... واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة نفسك...».

• وأخيراً، أقول: ما رأيت شيئا أفسد على العرب من حرية القول والكتابة. نحن أمة ابتلينا بالجرأة على القول والزهد بالمعرفة والعلم!

• الحقيقة التي نراها رأي العين أن: «أكثرنا جاهلون»! @lawyermodalsabti ‏?
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي