بأقلامكم / «الإنسان» ... مشكلة البيئة الأولى

تصغير
تكبير
على مر العصور استخدم الانسان كل امكاناته العقلية وطاقاته الجسدية في سبيل تحسين مستوى معيشته وحياته الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية، حتى اصبحنا نعيش في زمن تحولت فيه الكماليات الى ضرورة ملحة لا غنى لنا عنها، واصبح الاستهلاك المفرط سمة من سمات عصرنا الحالي. إلا ان الانسان دفع الثمن مقابل تحقيق ذلك غاليا، فاثناء سعي الانسان الى التوسع في العمران والزراعة والصناعة اضطر الى استنزاف جميع موارد الارض الطبيعية، ما ادى الى ظهور العديد من المشكلات البيئية التي تهدد الانسان اولا ثم البيئة التي يعيش فيها ومن امثلة هذه المشكلات: التلوث، والاستنزاف، والتصحر واختلال التوازن الطبيعي وآخر تلك المشاكل واكثرها سخونة الاحتباس الحراري.
لذا كان من الواجب علينا بعد ان اصبحنا نحن البشر «مشكلة البيئة الأولى» ان نتخذ التدابير اللازمة والعاجلة لحماية البيئة، وان ننمي الشعور بالانتماء لبيئتنا وان نسعى الى توعية سكان العالم بمشكلات بيئتهم واثارة اهتماماتهم بها حتى يكونوا قادرين على اتخاذ القرار نحو صيانتها والاسهام في حل مشكلاتها وعلينا ايضا ان نسعى إلى تكوين القيم والاتجاهات والمهارات والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الانسان بحضارته ومحيطه البيئي، وحتى يستطيع الانسان تحسين نوعية الحياة لنفسه ولاسرته ولمجتمعه والعالم اجمع. ومن حيث ان مشكلات البيئة لها جوانبها وابعادها الخاصة التي يصعب على الانسان حصرها في جانب واحد كان من الضروري ايجاد الحلول لكل هذه الجوانب ومناقشتها في مراحل التعليم العام، وتأكيد علاقة الانسان بالبيئة في مناهج الكليات الجامعية، وترسيخ الاسس السليمة للتعامل مع البيئة في نفوس النشء والشباب ليشبوا عليها.
نوف مناحي الفضلي
جامعة الكويت - مقرر تربية بيئية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي