معلوم أن المتشائم هو شخص يمتلك معلومات أكثر... هذا ما يؤكده كتاب الاقتصادي المعروف فيصل العيار الأول «مال ورمال»...
تأكد من توافر الصابون قبل أن تشرع في قراءة الكتاب وضع بجانبك منشفة فور إتمام قراءته لأنك ستغسل يديك بالماء والصابون وتنشفها أيضاً من نجاح فرص أي نهضة اقتصادية ممكنة...
لو كان لديك شيء من بريق أمل فإن هذا الكتاب سيقضي عليه ببضع معلومات أجزم أن ما أخفاه العيار منها أكثر مما كشفه.
كتب العيار مؤلفه الأول على طريقة البحث العلمي مستعيناً بفريقين ومصادر بحثية وقسمه إلى قسمين: الأول، قضايا جدلية اختار منها خمساً، صفقة شراء سانتافي الأميركية وصفقة بريتش بتروليوم واختلاسات الاستثمارات الكويتية في اسبانيا وصفقة «كي داو» ومشروع المصفاة الرابعة.
والقسم الثاني سماه الفرص الضائعة متمثلة في الخطوط الجوية الكويتية والمنطقة الحرة ومشروع مستودعات العبدلي وجزيرة فيلكا ليقول لنا باختصار إننا من ضيع في الأوهام عمراً أهدر كما أهدرت الفرص الضائعة بين مطرقة السياسة وسندان سوء الإدارة.
تستيقظ من حلمك بعد قراءة كتاب العيار لتجد نفسك داخل كابوس ملخصه كيف تحولت ثروات بلدك إلى ماء سبيل يشربه العطشى ولا يرتون، ويهدر دون وجه حق نصفه على سبيل الخطأ ونصفه الآخر لتصويب بقية الخطأ بالخطأ.
مال السبيل يكتبه العيار ويوضح تفاصيل انقلاب المفاهيم بتحول الأموال إلى رمال بدلاً من صنع المال من الرمال.
يقول غازي القصيبي «لا أستطيع أن أحلم إن كنت في داخل كابوس»، ويقول فيصل العيار «عند انطلاق الفكرة الحلم يتحول إلى كابوس مفزع بتعقيداته غير المبررة»
كتاب لم أستطع أن أكمله ولا أنصح به لأصحاب القلوب الضعيفة لأنه سيوجعها.
reemalmee@