باتت ملاذ الطلبة لطرح مشاكلهم ومعاناتهم في الجامعة
«هاشتاقات تويتر» تهدد الاتحادات والروابط الطلابية
عبدالعزيز الشمري
فيصل الحميدي
علي الخباز
ناصر عبدالرضا
علي الدمخي
فيصل الحسيني
حسن عرب
علي الخباز: غياب الثقة في أن تثمر مطالباتهم أي نتيجة يدفع الطلبة إلى هذه الفضاءات
فيصل الحسيني: الطالب لم يعد يلجأ إلى اللوائح لأخذ حقه لأنه لم يعد يثق فيها
علي الدمخي: دور الاتحاد لا يكفي ولا بد من تضافر الجهود للضغط على الجهات المسؤولة
ناصر عبدالرضا: الكثير من الطلبة لا يعرفون كيفية تبيان مشكلتهم بشكل سليم في «تويتر»
حسن عرب: اهتمام كبير من عمادة شؤون الطلبة وعمادات الكليات باستقبال الطلبة والاستماع لشكاواهم
عبدالعزيز الشمري: هناك استقبال للشكاوى لكن يوجد تخاذل وبطء أحياناً في حلها
فيصل الحميدي: غياب دور الروابط في السنوات الأربع الماضية دفع الطلبة إلى «تويتر»
فيصل الحسيني: الطالب لم يعد يلجأ إلى اللوائح لأخذ حقه لأنه لم يعد يثق فيها
علي الدمخي: دور الاتحاد لا يكفي ولا بد من تضافر الجهود للضغط على الجهات المسؤولة
ناصر عبدالرضا: الكثير من الطلبة لا يعرفون كيفية تبيان مشكلتهم بشكل سليم في «تويتر»
حسن عرب: اهتمام كبير من عمادة شؤون الطلبة وعمادات الكليات باستقبال الطلبة والاستماع لشكاواهم
عبدالعزيز الشمري: هناك استقبال للشكاوى لكن يوجد تخاذل وبطء أحياناً في حلها
فيصل الحميدي: غياب دور الروابط في السنوات الأربع الماضية دفع الطلبة إلى «تويتر»
قديماً قال الشاعر أبو الطيب المتنبي: «السيف أصدق أنباءً من الكتب، في حده الحد بين الجد واللعب»، ويبدو أن هذا القول بات ينطبق في عصرنا الراهن على وسائل التواصل الاجتماعي، التي هزّت عروشاً وأزالت أنظمة حكم عتيدة، وحرّكت الكثير من المياه الراكدة في حياة الناس. فلم تعد وسائل التواصل الاجتماعي فضاءً قاصراً على التواصل، وإنما باتت منبراً لمن لا منبر له، واللسان الفصيح الذي يعبر عن الهموم، وملاذاً يهدد عرش الوسائل التقليدية وفي مقدمتها الإعلام والمنظمات الحقوقية وغيرها في طرح المشاكل. وفضلاً عن دورها الاجتماعي والتنويري في التواصل وتبادل الأفكار، تحوّلت منابر «التواصل» إلى وسيلة لتوصيل الصوت وأداة للشحذ، حتى باتت تغريدة على «تويتر» أو «هاشتاق» أو تدوينة على «فيس بوك» أقوى أثراً وأسرع فعالية من أي وسيلة أخرى. ولأن جيل المستقبل من الطلاب يشكّل السواد الأعظم ممن يمتلكون ناصية هذا الفضاء المهم، فقد بات منصتهم المفضلة لطرح قضاياهم، والترمومتر الذي يقيس تفاعل المجتمع مع همومهم، حتى انه بات يهدد وسائل التعبير عنهم التقليدية من اتحادات وروابط طلابية وغيرها.
فبين الفينة والأخرى، يبث الطلبة من مختلف مؤسسات التعليم العالي في البلاد شكاواهم ومشاكلهم الجامعية عبر فضاء «تويتر»، حيث يحرص الطلبة على كتابة «هاشتاقات» خاصة تعبر عن قضاياهم، تستحوذ بعد برهة قصيرة من الزمن على اهتمام المغردين والرأي العام، لتحتل هذه الهاشتاقات المراتب الأولى في أهم المواضيع التي يتفاعل معها معشر المغردين.
ويعد لجوء الطلبة شبه الدائم أخيراً إلى مثل هذه الوسائل لبث همومهم الجامعية طارئاً جديداً على واقع الحياة الطلابية، يثير في الوقت نفسه العديد من التساؤلات، حول جدوى الشكاوى الطلابية التي تُقدّم لعمادات شؤون الطلبة وللمسؤولين الجامعيين، ومدى اهتمام هذه الإدارات بحل مشاكل الطلبة، فضلاً عن تساؤلات أخرى تتعلق بدور الحركة النقابية الطلابية التي انتخبها الطلبة لتمثيلهم والنيابة عنهم لدى المسؤولين.
وخلال استجلاء لآراء الطلبة، أكد عدد منهم أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تتيح العديد من المميزات التي تمكنهم من التعبير عن قضاياهم ومشاكلهم بسهولة وتمكينهم من أن تصل هذه المطالب إلى أكبر عدد ممكن من الناس والمسؤولين، موضحين أنه وبالرغم من قوة تأثير هذه الوسيلة فإنها يجب أن تكون آخر خيار من الممكن أن يلجأ إليه الطالب، بعد أن يكون قد طرق السبل الرسمية في تقديم شكواه للإدارة الجامعية. وأوضح الطلبة أن هذه الوسائل أثبتت قوتها وتأثيرها واستطاعت في العديد من المرات أن تحظى بتجاوب المسؤولين والجدية في متابعة وحل القضايا التي تعترض الطلاب.
في البداية، رأى الطالب علي الخباز أنه نظراً للارتباط الكبير بين الناس وهواتفهم النقالة حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، فإنها باتت وسيلتهم لطرح قضاياهم ومعالجتها عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً أن سهولة الوصول لهذه الوسائل جعل العديد من الطلبة يستخدمونها مباشرة في طرح قضاياهم الجامعية والمطالبة بحل مشاكلهم، حتى قبل أن يخطر على بالهم في بداية الأمر أن يتقدموا بشكاواهم إلى الإدارة الجامعية، وقد وجدوا في فضاء «تويتر» وعرض قضاياهم عبر الهاشتاقات السند والدعم من الكثير من المغردين الذين يتضامنون مع قضيتهم. وبيّن الخباز أن الطلبة في الغالب يبحثون عن السبيل الأسهل والرغبة في التحدث عبر «تويتر»، ما يعكس في بعض الأحيان عدم وجود الوعي الكافي لدى بعضهم بآلية المطالبة بحقوقهم واتخاذ الإجراءات الرسمية في ذلك.
ولفت الخباز إلى أنه أحياناً قد لا يشعر الطلبة بالثقة في أن تثمر مطالباتهم أو تأتي بنتيجة، وبالتالي نجد في هذه الحال أن الطالب يفضل أن يسلك الطرق القانونية رغم أنه قد يكون فقد الأمل في حل مشكلته، مبيناً أن الإدارة الجامعية تهتم بالطالب لكن ليس بما يكفي في أحيان كثيرة.
وأشار الخباز إلى أن كثرة الهاشتاقات التي يضعها الطلبة للتعبير عن مشاكلهم قد تأتي أحياناً نتيجة تكسب انتخابي كصراع بين القوائم الطلابية المتنافسة، مبيناً أن بعض الطلبة قد يُخدعون بسبب كثرة المشاركين في إبداء رأيهم فيما الحقيقة قد تكون شيئا آخر، مؤكداً أنه يبقى للاتحاد والجمعيات والروابط الطلابية دورها الأساسي وإن كانت تقصر أحياناً.
بدوره، نفى الطالب حسن عرب أن يكون هناك غياب للحركة الطلابية النقابية في الدفاع عن القضايا الطلابية، مستدركاً بالقول: «ان ما يدفع الطلبة إلى اللجوء لمثل هذه القنوات أحيانا هو الرغبة في جذب أنظار شعبية أكبر للقضية، فالطلبة يرغبون بأخذ أكبر قوة يمكنهم الحصول عليها لمساندة قضيتهم وإن كانت جهات إعلامية أو أصحاب المناصب العليا».
وبيّن أن «تويتر» يكون غالباً وسيلة الشكوى للطلبة، لكنه يظهر لنا أن الكثير من الطلبة لا يعرفون الإجراءات الصحيحة لتقديم الشكوى، وأن بعضهم قد يمل من الإجراءات المطوّلة، وفئة قليلة لديها تجارب شخصية لا يودون تكرارها فيلجأون لهذا البرنامج الجماهيري «تويتر».
وأشار عرب إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل عمادة شؤون الطلبة وحتى عمادات الكليات باستقبال الطلبة والاستماع لهم ولشكاواهم، وبالتالي على الطالب عدم الاستماع لتجارب غيره واستشارة أساتذته والعمادة ومحاولة تقديم شكواه إلى المسؤولين إن واجهته مشاكل.
من زاويته، أوضح الطالب علي الدمخي أن اتحاد طلبة الكويت فرع الجامعة يملك القدرة التي تمكنه من مقابلة المسؤولين مباشرة والضغط عليهم في حل مشاكل الطلبة وتحقيق مكتسباتهم، مبيناً أن الاتحاد لا يتمكن من حل المشاكل دائماً لأنه في نهاية المطاف القرار يكون بيد المسؤولين، ومؤكداً أن دور الاتحاد والروابط الطلابية لا تكفي ولابد من تضافر كل الجهود للضغط على الجهات المسؤولة. واعتبر الدمخي أن ما يذهب إليه الطلبة في استخدام الهاشتاقات في «تويتر» إنما يأتي لقوة تأثير هذه الوسيلة وقدرتها على حشد أكبر عدد ممكن من المؤيدين للقضية، منوها إلى أنه في كثير من الأحيان تتسبب هذه الهاشتاقات في تفاعل المسؤولين وتجاوبهم. وأوضح الدمخي أن تقصير بعض المسؤولين في التعامل مع الطلبة هو ما قد يدفع الطالب للجوء إلى هذه الوسيلة مباشرة.
أما الطالب ناصر عبدالرضا فاعتبر أن لجوء الطلبة إلى «تويتر» للمطالبة بقضاياهم وطرح مشاكلهم يأتي لسببين رئيسيين، الأول يكمن في عدم وضوح القوانين للبعض واتباع اللوائح الجامعية وكيفية المطالبة بقضاياهم وطرح مشاكلهم في الأماكن المخصصة، ويعود ذلك إلى ضعف إعلام الجامعة وقصوره في بث الطرق الصحيحة للقضايا والشكاوى. أما السبب الثاني كما يراه عبدالرضا فإنه يعود إلى سهولة استخدام «تويتر» وفعاليته في تفريغ ما يجول في خواطر الطلبة من دون رقابة، مبيناً أن المراقب للهاشتاقات يجد أن الكثير من الطلبة لا يعرفون كيفية تبيان الكلام بشكل سليم وبيان المشكلة والمعوقات وأسبابها وطرق حلها وما هو الأفضل للطالب الجامعي.
وأضاف عبدالرضا: «في الأعوام الأخيرة اهتمت جامعة الكويت بتحسين كل الجوانب، ولكن تحتاج إلى تعاون الطلبة والاتحادات والروابط والجمعيات الطلابية ليكتمل التعاون ويتم التحسين والتطوير. ومن جانب آخر تحتاج الجامعة أن تتيح الفرصة للقوة العاملة بإظهار إبداعاتها، وهذا دور الحكومة عبر إنشاء طرق ومبان وفتح جامعة الشدادية حتى يتم تحقيق الأهداف المرجوة».
بدوره، أشار رئيس جمعية طلبة الهندسة والبترول عبدالعزيز الشمري إلى أن وسائل الإعلام لاسيما الحديثة منها أصبحت أقوى أدوات من الممكن أن يستخدمها الشخص للتعبير عن مطالبه وآرائه، مبيناً أن لجوء الطلبة لهذه الوسائل بسبب سهولتها وتأثيرها، ومستدركاً بالقول: «إلا أن هذا الأمر لا يعني ضعف دور الروابط والاتحادات الطلابية الكبير تجاه حل مشاكل الطلبة». وفي ما يتعلق باستقبال شكاوى الطلبة والتعامل معها من قبل الإدارة الجامعية، قال الشمري: «هناك استقبال للشكاوى، لكن يوجد تخاذل أحيانا وبطء في حل هذه المشاكل في أحيان أخرى، لذلك فنحن كجمعيات نقوم بدورنا بالضغط على الجهات المسؤولة».
من جانبه، قال أمين سر جمعية طلبة كلية الآداب في جامعة الكويت فيصل الحسيني: «يمثل (تويتر) منبراً لكل من يريد إيصال صوته، وأصبح اليوم بالإمكان أن تنتشر الرسالة المراد توجيهها بصورة أكبر وتشد انتباه فئة كبيرة من الناس»، مبيناً أنه من الطبيعي أن يتخذ الطالب هذه الوسيلة أداة لتوصيل مشاكله وهمومه بغض النظر عن دور الجمعيات الطلابية، مبيناً أن الطالب لم يعد يستخدم اللوائح لأخذ حقه لأنه لم يعد يثق في هذه الأمور، موضحاً ان غياب الثقة في الاجراءات الجامعية قد يكون بسبب سوابق في عدم رد الجامعة على الطلاب في بعض المشاكل.
ورأى منسق قائمة الوسط الديموقراطي في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا فيصل الحميدي أن وسائل التواصل الاجتماعي تتميز بقوة انتشارها بين أكبر عدد ممكن بسهولة ومن دون تعب، وبالتالي نجد أنه من الطبيعي استغلال الطلبة لمثل هذه الوسائل المهمة. ولفت الحميدي إلى أن لجوء الطلبة لهذا الأسلوب في المطالبة بحقوقهم والدفاع عن مكتسباتهم ربما جاء بسبب غياب دور الاتحادات والروابط الطلابية خلال ما يقارب 4 سنوات ماضية، بسبب انعكاس الأحداث السياسية في البلاد وتأثيرها على واقع العمل النقابي الطلابي، حتى غدت الانتخابات الطلابية مجرد فرصة للشيلات وإطلاق الشعارات فقط، كما انسحب هذا الأمر على دور جمعيات النفع العام وغيرها والتي أصبح دورها محدوداً جداً. وحول مسألة استقبال الشكاوى الطلابية، قال الحميدي: «للأمانة، فإنه على مستوى جامعة الخليج، أن رابطة طلبة الجامعة تستقبل جميع الشكاوى وتهتم اهتماماً بالغاً بها».
وأخيرا، اعتبر رئيس جمعية طلبة كلية الحقوق في جامعة الكويت صالح العجمي أن لجوء الطلبة لاستخدام الهاشتاقات في تويتر للمطالبة بحل قضاياهم وطرح مشاكلهم، يعود لسهولتها وإمكانية التعبير من خلالها، وقيام الطالب باستغلال هذه الوسيلة لحث الرأي العام والتأثير عليه من خلال طرح قضيته. أما بالنسبه لدور الجمعيات، فقال العجمي: «في هذا الجانب سأتحدث عن دور جمعية طلبة كلية الحقوق، وهي بصراحة تقوم بكل مسؤولياتها ولم ولن تتخلى عن قضية طلابية وهي على أتم الاستعداد في حال لجوء الطالب إليها، أما ما يتم تداوله بأن التقصير ينسب إلى الجمعية فذلك غير صحيح ومخالف للواقع، بل إن التقصير يُنسب إلى الطالب الذي لم يلجأ إلى الجمعية لكي تتبنى قضيته وتساعده في إيصالها إلى المسؤولين وحلها». مضيفاً: «وأنا كممثل لجمعية طلبة كلية الحقوق أدعو كل طلبة الكلية في حال وجود مشكلة معينة لديهم اللجوء إلى الجمعية لمساعدتهم واتخاذ موقف جدي من الموضوع وهذا ليس سوى واجب علينا». وبيّن العجمي أنه أصبح من المتعارف بين الطلبة استخدام وسائل «السوشيال ميديا» للتعبير عن مشاكلهم واعتبارها الخيار الأول بدلاً من اتباع اللوائح والأساليب القانونية لحل مشاكلهم وإيصالها للمسؤولين في إدارة الجامعة أو اللجوء إلى ممثليهم في الجمعية.
فبين الفينة والأخرى، يبث الطلبة من مختلف مؤسسات التعليم العالي في البلاد شكاواهم ومشاكلهم الجامعية عبر فضاء «تويتر»، حيث يحرص الطلبة على كتابة «هاشتاقات» خاصة تعبر عن قضاياهم، تستحوذ بعد برهة قصيرة من الزمن على اهتمام المغردين والرأي العام، لتحتل هذه الهاشتاقات المراتب الأولى في أهم المواضيع التي يتفاعل معها معشر المغردين.
ويعد لجوء الطلبة شبه الدائم أخيراً إلى مثل هذه الوسائل لبث همومهم الجامعية طارئاً جديداً على واقع الحياة الطلابية، يثير في الوقت نفسه العديد من التساؤلات، حول جدوى الشكاوى الطلابية التي تُقدّم لعمادات شؤون الطلبة وللمسؤولين الجامعيين، ومدى اهتمام هذه الإدارات بحل مشاكل الطلبة، فضلاً عن تساؤلات أخرى تتعلق بدور الحركة النقابية الطلابية التي انتخبها الطلبة لتمثيلهم والنيابة عنهم لدى المسؤولين.
وخلال استجلاء لآراء الطلبة، أكد عدد منهم أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تتيح العديد من المميزات التي تمكنهم من التعبير عن قضاياهم ومشاكلهم بسهولة وتمكينهم من أن تصل هذه المطالب إلى أكبر عدد ممكن من الناس والمسؤولين، موضحين أنه وبالرغم من قوة تأثير هذه الوسيلة فإنها يجب أن تكون آخر خيار من الممكن أن يلجأ إليه الطالب، بعد أن يكون قد طرق السبل الرسمية في تقديم شكواه للإدارة الجامعية. وأوضح الطلبة أن هذه الوسائل أثبتت قوتها وتأثيرها واستطاعت في العديد من المرات أن تحظى بتجاوب المسؤولين والجدية في متابعة وحل القضايا التي تعترض الطلاب.
في البداية، رأى الطالب علي الخباز أنه نظراً للارتباط الكبير بين الناس وهواتفهم النقالة حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، فإنها باتت وسيلتهم لطرح قضاياهم ومعالجتها عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً أن سهولة الوصول لهذه الوسائل جعل العديد من الطلبة يستخدمونها مباشرة في طرح قضاياهم الجامعية والمطالبة بحل مشاكلهم، حتى قبل أن يخطر على بالهم في بداية الأمر أن يتقدموا بشكاواهم إلى الإدارة الجامعية، وقد وجدوا في فضاء «تويتر» وعرض قضاياهم عبر الهاشتاقات السند والدعم من الكثير من المغردين الذين يتضامنون مع قضيتهم. وبيّن الخباز أن الطلبة في الغالب يبحثون عن السبيل الأسهل والرغبة في التحدث عبر «تويتر»، ما يعكس في بعض الأحيان عدم وجود الوعي الكافي لدى بعضهم بآلية المطالبة بحقوقهم واتخاذ الإجراءات الرسمية في ذلك.
ولفت الخباز إلى أنه أحياناً قد لا يشعر الطلبة بالثقة في أن تثمر مطالباتهم أو تأتي بنتيجة، وبالتالي نجد في هذه الحال أن الطالب يفضل أن يسلك الطرق القانونية رغم أنه قد يكون فقد الأمل في حل مشكلته، مبيناً أن الإدارة الجامعية تهتم بالطالب لكن ليس بما يكفي في أحيان كثيرة.
وأشار الخباز إلى أن كثرة الهاشتاقات التي يضعها الطلبة للتعبير عن مشاكلهم قد تأتي أحياناً نتيجة تكسب انتخابي كصراع بين القوائم الطلابية المتنافسة، مبيناً أن بعض الطلبة قد يُخدعون بسبب كثرة المشاركين في إبداء رأيهم فيما الحقيقة قد تكون شيئا آخر، مؤكداً أنه يبقى للاتحاد والجمعيات والروابط الطلابية دورها الأساسي وإن كانت تقصر أحياناً.
بدوره، نفى الطالب حسن عرب أن يكون هناك غياب للحركة الطلابية النقابية في الدفاع عن القضايا الطلابية، مستدركاً بالقول: «ان ما يدفع الطلبة إلى اللجوء لمثل هذه القنوات أحيانا هو الرغبة في جذب أنظار شعبية أكبر للقضية، فالطلبة يرغبون بأخذ أكبر قوة يمكنهم الحصول عليها لمساندة قضيتهم وإن كانت جهات إعلامية أو أصحاب المناصب العليا».
وبيّن أن «تويتر» يكون غالباً وسيلة الشكوى للطلبة، لكنه يظهر لنا أن الكثير من الطلبة لا يعرفون الإجراءات الصحيحة لتقديم الشكوى، وأن بعضهم قد يمل من الإجراءات المطوّلة، وفئة قليلة لديها تجارب شخصية لا يودون تكرارها فيلجأون لهذا البرنامج الجماهيري «تويتر».
وأشار عرب إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل عمادة شؤون الطلبة وحتى عمادات الكليات باستقبال الطلبة والاستماع لهم ولشكاواهم، وبالتالي على الطالب عدم الاستماع لتجارب غيره واستشارة أساتذته والعمادة ومحاولة تقديم شكواه إلى المسؤولين إن واجهته مشاكل.
من زاويته، أوضح الطالب علي الدمخي أن اتحاد طلبة الكويت فرع الجامعة يملك القدرة التي تمكنه من مقابلة المسؤولين مباشرة والضغط عليهم في حل مشاكل الطلبة وتحقيق مكتسباتهم، مبيناً أن الاتحاد لا يتمكن من حل المشاكل دائماً لأنه في نهاية المطاف القرار يكون بيد المسؤولين، ومؤكداً أن دور الاتحاد والروابط الطلابية لا تكفي ولابد من تضافر كل الجهود للضغط على الجهات المسؤولة. واعتبر الدمخي أن ما يذهب إليه الطلبة في استخدام الهاشتاقات في «تويتر» إنما يأتي لقوة تأثير هذه الوسيلة وقدرتها على حشد أكبر عدد ممكن من المؤيدين للقضية، منوها إلى أنه في كثير من الأحيان تتسبب هذه الهاشتاقات في تفاعل المسؤولين وتجاوبهم. وأوضح الدمخي أن تقصير بعض المسؤولين في التعامل مع الطلبة هو ما قد يدفع الطالب للجوء إلى هذه الوسيلة مباشرة.
أما الطالب ناصر عبدالرضا فاعتبر أن لجوء الطلبة إلى «تويتر» للمطالبة بقضاياهم وطرح مشاكلهم يأتي لسببين رئيسيين، الأول يكمن في عدم وضوح القوانين للبعض واتباع اللوائح الجامعية وكيفية المطالبة بقضاياهم وطرح مشاكلهم في الأماكن المخصصة، ويعود ذلك إلى ضعف إعلام الجامعة وقصوره في بث الطرق الصحيحة للقضايا والشكاوى. أما السبب الثاني كما يراه عبدالرضا فإنه يعود إلى سهولة استخدام «تويتر» وفعاليته في تفريغ ما يجول في خواطر الطلبة من دون رقابة، مبيناً أن المراقب للهاشتاقات يجد أن الكثير من الطلبة لا يعرفون كيفية تبيان الكلام بشكل سليم وبيان المشكلة والمعوقات وأسبابها وطرق حلها وما هو الأفضل للطالب الجامعي.
وأضاف عبدالرضا: «في الأعوام الأخيرة اهتمت جامعة الكويت بتحسين كل الجوانب، ولكن تحتاج إلى تعاون الطلبة والاتحادات والروابط والجمعيات الطلابية ليكتمل التعاون ويتم التحسين والتطوير. ومن جانب آخر تحتاج الجامعة أن تتيح الفرصة للقوة العاملة بإظهار إبداعاتها، وهذا دور الحكومة عبر إنشاء طرق ومبان وفتح جامعة الشدادية حتى يتم تحقيق الأهداف المرجوة».
بدوره، أشار رئيس جمعية طلبة الهندسة والبترول عبدالعزيز الشمري إلى أن وسائل الإعلام لاسيما الحديثة منها أصبحت أقوى أدوات من الممكن أن يستخدمها الشخص للتعبير عن مطالبه وآرائه، مبيناً أن لجوء الطلبة لهذه الوسائل بسبب سهولتها وتأثيرها، ومستدركاً بالقول: «إلا أن هذا الأمر لا يعني ضعف دور الروابط والاتحادات الطلابية الكبير تجاه حل مشاكل الطلبة». وفي ما يتعلق باستقبال شكاوى الطلبة والتعامل معها من قبل الإدارة الجامعية، قال الشمري: «هناك استقبال للشكاوى، لكن يوجد تخاذل أحيانا وبطء في حل هذه المشاكل في أحيان أخرى، لذلك فنحن كجمعيات نقوم بدورنا بالضغط على الجهات المسؤولة».
من جانبه، قال أمين سر جمعية طلبة كلية الآداب في جامعة الكويت فيصل الحسيني: «يمثل (تويتر) منبراً لكل من يريد إيصال صوته، وأصبح اليوم بالإمكان أن تنتشر الرسالة المراد توجيهها بصورة أكبر وتشد انتباه فئة كبيرة من الناس»، مبيناً أنه من الطبيعي أن يتخذ الطالب هذه الوسيلة أداة لتوصيل مشاكله وهمومه بغض النظر عن دور الجمعيات الطلابية، مبيناً أن الطالب لم يعد يستخدم اللوائح لأخذ حقه لأنه لم يعد يثق في هذه الأمور، موضحاً ان غياب الثقة في الاجراءات الجامعية قد يكون بسبب سوابق في عدم رد الجامعة على الطلاب في بعض المشاكل.
ورأى منسق قائمة الوسط الديموقراطي في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا فيصل الحميدي أن وسائل التواصل الاجتماعي تتميز بقوة انتشارها بين أكبر عدد ممكن بسهولة ومن دون تعب، وبالتالي نجد أنه من الطبيعي استغلال الطلبة لمثل هذه الوسائل المهمة. ولفت الحميدي إلى أن لجوء الطلبة لهذا الأسلوب في المطالبة بحقوقهم والدفاع عن مكتسباتهم ربما جاء بسبب غياب دور الاتحادات والروابط الطلابية خلال ما يقارب 4 سنوات ماضية، بسبب انعكاس الأحداث السياسية في البلاد وتأثيرها على واقع العمل النقابي الطلابي، حتى غدت الانتخابات الطلابية مجرد فرصة للشيلات وإطلاق الشعارات فقط، كما انسحب هذا الأمر على دور جمعيات النفع العام وغيرها والتي أصبح دورها محدوداً جداً. وحول مسألة استقبال الشكاوى الطلابية، قال الحميدي: «للأمانة، فإنه على مستوى جامعة الخليج، أن رابطة طلبة الجامعة تستقبل جميع الشكاوى وتهتم اهتماماً بالغاً بها».
وأخيرا، اعتبر رئيس جمعية طلبة كلية الحقوق في جامعة الكويت صالح العجمي أن لجوء الطلبة لاستخدام الهاشتاقات في تويتر للمطالبة بحل قضاياهم وطرح مشاكلهم، يعود لسهولتها وإمكانية التعبير من خلالها، وقيام الطالب باستغلال هذه الوسيلة لحث الرأي العام والتأثير عليه من خلال طرح قضيته. أما بالنسبه لدور الجمعيات، فقال العجمي: «في هذا الجانب سأتحدث عن دور جمعية طلبة كلية الحقوق، وهي بصراحة تقوم بكل مسؤولياتها ولم ولن تتخلى عن قضية طلابية وهي على أتم الاستعداد في حال لجوء الطالب إليها، أما ما يتم تداوله بأن التقصير ينسب إلى الجمعية فذلك غير صحيح ومخالف للواقع، بل إن التقصير يُنسب إلى الطالب الذي لم يلجأ إلى الجمعية لكي تتبنى قضيته وتساعده في إيصالها إلى المسؤولين وحلها». مضيفاً: «وأنا كممثل لجمعية طلبة كلية الحقوق أدعو كل طلبة الكلية في حال وجود مشكلة معينة لديهم اللجوء إلى الجمعية لمساعدتهم واتخاذ موقف جدي من الموضوع وهذا ليس سوى واجب علينا». وبيّن العجمي أنه أصبح من المتعارف بين الطلبة استخدام وسائل «السوشيال ميديا» للتعبير عن مشاكلهم واعتبارها الخيار الأول بدلاً من اتباع اللوائح والأساليب القانونية لحل مشاكلهم وإيصالها للمسؤولين في إدارة الجامعة أو اللجوء إلى ممثليهم في الجمعية.