قبل أشهر انتخبت منظمة «كافي» للإغاثة والتعليم وحقوق الإنسان، السفير الدكتور حسين الشمالي أمينا عاما لها، وهو مكسب وفخر للكويت، بلد العمل الإنساني.
هذه المنظمة تعد هيئة دولية مستقلة (غير حكومية تابعة للأمم المتحدة) تتمتع بالحصانات والامتيازات الممنوحة لمباشرة وحسن أداء عملها.
تمنيت على الدكتور الشمالي قراءة مقال «التربية و... الإدارة !» الذي نشر في «الراي» عدد الأحد 5 مارس 2017، لتكون انطلاقة عملها من جانب مجال التعليم والتربية و... ضبط الأسعار و«الشخبطة الاجتماعية».
أذكر هذا بعد أن قرأت تصريح الشمالي الأخير حول قرار وزارة المالية تخصيص إدارة المباركية لإحدى شركات القطاع الخاص والتي قامت برفع الإيجارات لنسبة مرتفعة جدا ومبالغ فيها، وكيف ان هذه الزيادة من شأنها رفع قيمة السلع في شكل يؤثر سلباً على ملاك المحال ومرتادي سوق المباركية الذي اعتادت الوفود والأهالي والمقيمون على التسوق فيه، بعدما تحول وجهة سياحية حيث المطاعم والمحال التجارية المتعددة والمختلفة منتجاتها بما فيها التراثية.
خطوة موفقة للدكتور الشمالي الذي أتمنى عليه أن يكون حريصا عند اختياره لفريق عمله في المجالات التي تقع تحت مهمة «كافي».
أعتقد بأن دراسة الأسعار وأسباب زيادتها من دون دراسة علمية خطوة موفقة، خصوصاً ان السوق «ميت» والإيجارات في انخفاض. لكن في المقابل هناك قضايا أكثر أهمية نرى أن التعليم يتربع على أولوياتها، وكثيرة هي المواضيع التي تحتاج إلى إغاثة منها «التيه الاجتماعي والسياسي».
أعني بالإغاثة من منظور اجتماعي... إغاثة تعيد للكويت مكانتها وتنتشلها من وضع متأخر إدارياً وقيادياً إلى مركز متقدم.
نريد أن نعرف من «كافي» ماذا تنوي عمله تجاه مستوى التعليم المتدني والتحصيل العلمي شبه المفقود والجانب التربوي الذي نبحث عن أي «ركن» تناسيناه، ناهيك عن المؤشرات العالمية التي شهدت الكويت فيها تراجعا بما فيها الرياضة؟
فالتنمية لأي مجتمع تبدأ من التعليم وحسن اختيار القيادات، وقد أختلف مع البعض في طريقة العلاج، لكن وسائل القياس معلومة و«التخبط» المبرمج في مجال التعليم بعد برنامج «كفايات» بات ظاهراً لو ان «كافي» عبر أمينها العام الدكتور الشمالي التقت بالكفاءات المنسية في وزارة التربية.
من يقول إن الكفاءات تأخذ برأيها، فليأت إلى الديوانية ونحن على استعداد لعرض مشاكل التعليم أمامه، ليعرف أي منحدر في مجال التعليم نحن مقبلون عليه.
ومن يقول إن النفط قد هبط سعر برميله وانه وجب علينا «شد الحزام»، فنحن معه قلبا وقالبا، لكن ما مصير الأسعار التي ترتفع من دون مبرر، كما صرح السفير الدكتور الشمالي بخصوص سوق المباركية؟
كل ما نريده ونطمح إليه لا يتجاوز حقا مشروعا لنا في التعبير عن استيائنا لما تتعرض له المناهج وطريقة التعليم في وزارة التربية والتي كان آخرها برنامج «كفايات» وإلغاء بعض الفترات ووضع نسبة 40 في المئة من درجة المادة في يد المعلم تحت بند أعمال.
نريد تعليما... فنحن عندما نبحث في مجال التنمية، نعلم ان التعليم هو الأساس لتطور ونهضة المجتمعات، ولهذا السبب كتبنا هذا المقال، مع العلم ان الدكتور الشمالي لم نلتق به من قبل، وان هذا العرض نرغب منه تشجيع هذه المنظمة للعمل كجهة مستقلة لعل وعسى أن تأتي في مقترحات من شأنها إعادة الحقوق إلى أصحابها وبناء الثقة وجسور التعاون بينهم وبين المؤسسات والهيئات الحكومية ومؤسسات وفعاليات المجتمع المدني الباحثة عن مستقبل أفضل. فهل تستطيع منظـمة «كافي» أن تقول «كافي» وتعود الكويت إلى ما كانت عليه في السبعينات؟... الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi