«رسول» الطفولة هرب من بحر الدم في سورية فـ «كمُن» له نهر البارد

u062cu062bu0629 u0627u0644u0637u0641u0644 u0631u0633u0648u0644
جثة الطفل رسول
تصغير
تكبير
حتى البحر، لم يقوَ على «ابتلاع» الجسد الصغير للطفل السوري رسول ممدوح شحادة (4 سنوات)، فـ«أمسك» بيديْه و«سلّمه» إلى الشاطئ الذي «احتضنتْه» رمالُه جثّةً أبكتْ لبنان واستحضر معها كثيرون صورة الطفل إيلان الكردي الذي هزّ العالم من أقصاه إلى أقصاه في سبتمبر 2015 حين لفظتْه الأمواج على أحد الشواطئ التركية بينما كان مع عائلته في رحلةٍ مع أفواج المهاجرين عبر البحار بحثاً عن «الحلم بالأمان» الذي استحال... كابوساً.

على الشاطئ، قرب مرفأ الصيادين في العبدة - عكار (شمال لبنان) عُثر صباح أمس على «رسول» بعد أقل من 24 ساعة من اختفائه أثناء وجوده بجانب خيمته (في خراج بلدة المحمّرة) الواقعة قرب مجرى نهر البارد، وفق ما كان والده أبلغ إلى القوى الأمنية، مرجحاً سقوط ابنه في النهر.


بوجهٍ ملائكي كان الطفل، الهارب مع ذويه من «بحر الدم» في سورية، «يغفو» بين أكوام الخردة على فراشٍ رملي، في يومٍ عاصِفٍ هبّت فيه «رياح الموت» لتقبض على ابن الأربعة أعوام الذي كمَن له «نهر البارد» وأغرقه البحر الهائج الذي بدا «هديره» وكأنّه يروي كيف لاطَم «رسول» الموج بجسده النحيل، وقاوم مياهاً شدّته إلى القعر المفتوح على الموت، فيما يده الصغيرة لوّحت إلى حينِ... انْقطَعَ النفَس.

وحيداً كان يلهو بعيداً من إخوته الخمسة (4 صبيان وفتاة) دون أن يدري أن على ضفة النهر ستُكتب له نهاية مفجعة... ووحيداً كان عندما عبَر ضفة الموت قبل أن يستلقي على رمالٍ بدا وكأنّها مسحتْ دمعاً «ذاب» في الأزرق الكبير وحاولتْ أن تحميه من بردِ المساء ... والسماء.

«رسول الفرح» في عائلته التي كانت فرّت قبل أربعة أعوام من حي الخالدية في حمص إلى لبنان، لم يعلم أن حبّه للدجاج الذي تعوّد أن يطعمه في الخيم المجاورة لـ «منزله الخيمة» سيجعله «طُعماً» لموتٍ بـ «طعْم» المأساة التي حوّلت ملايين السوريين النازحين والمشرّدين الهائمين في أصقاع الأرض إما أسرى سجن النزوح الكبير أو يركبون البحر ليكون قاربَ نجاة أو «قبراً مفتوحاً» فيما العالم يتفرّج ويرفع بوجههم بوابات... العار.

رسول الذي بحث عنه والده طويلاً بعد فقدانه عند ضفتي النهر وقرب الخيمة والجوار، قبل العثور عليه جثّة عند شاطئ البحر في العبدة على بعد نحو كيلومتر، حلّق على «أجنحة الموت» باكراً، وصار في بيروت عنواناً بالأسود لـ «قضية» نحو 1.5 مليون نازح يستضيفهم لبنان ويصارعون كل يوم ظروف بقاء قاسية، في ظلّ إدارة المجتمع الدولي لمتطلّبات «صمود» غالبيتهم في العراء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي