ولي رأي

«قماشة في درب الأقدار»

تصغير
تكبير
لقد أعادتنا قناة «القرين» التلفزيونية التي بدأت البث حديثاً لماضينا الجميل، بمسرحيات ومسلسلات وتمثيليات قُدمت برقي وأصالة، فاقت مثيلاتها مما يُقدم لنا الآن رغم قلة الإمكانيات، وشح الميزانيات، وذلك بإخلاص وحب ومواهب فذة، صقلها أستاذ المسرح العربي زكي طليمات فأبدعت وأعطتنا فناً يصور واقع المجتمع الكويتي آنذاك بدقة وصدق، وحلوه ومرّه، وآماله وآلامه، ولهجة أهل «شرق وجبلة والمرقاب والجهراء وأهل القصور القريوية من السالمية حتى الفحيحيل»، وحوارات خلت من أجنبي الكلمات، والألفاظ الهجينة، وسخرية وسخافة. مسرحيات ومسلسلات وتمثيليات، أذكر منها أمثلة وليس على سبيل الحصر: عشت وشفت، سكانه مرته، حظها يكسر الصخر، علي جناح التبريزي، على هامان يا فرعون، ومسلسلات لا نزال نذكرها: درب الزلق، الأقدار، خالتي قماشة، خرج ولم يعد. أما التمثيليات فـ «عد وخربط». وما ذكرته ما هو إلا نقطة في بحر الدراما الكويتية القديمة، كتبها أساتذة منهم: عبدالأمير التركي، صقر الرشود، عبدالرحمن الضويحي، وعبدالعزيز السريع. والنجوم منهم: خالد النفيسي، عبدالحسين عبدالرضا، سعد الفرج، غانم الصالح، جعفر المؤمن، إبراهيم الصلال، والأخوان: منصور ومحمد المنصور، والقلاليف: كاظم، ومكي، وسمير. أما الممثلات فتتقدمهن: مريم الصالح، مريم الغضبان، مريم عبدالرزاق، وحياة الفهد.

رحم الله من مات من تلك الكوكبة من رواد الفن الخليجي، وأطال الله أعمار من بقي منهم ومتعهم بالصحة والعافية، ومتعنا بعطائهم الذي لم ينقطع، مع اعتذاري لمن لم أذكر اسمه، ليس انتقاصاً من قيمته، لكن من ذكرتهم هم من الرواد الذين تحدوا تقاليد المجتمع، ومارسوا هوايتهم من دون أطماع مادية، واستمروا في عطائهم طويلاً حتى غيبهم الموت، أو أقعدهم المرض. وما كتبته ليس تقييماً فأنا متابع فقط ولست ناقداً، بل على سبيل الشكر والعرفان بما قدموه من فن حفظ لنا الكثير من تراثنا وموروثنا الشعبي، وتاريخ الآباء والأجداد، وصورة حقيقية لمجتمع أهل الكويت.


وأتمنى على من يشرف على هذه القناة أن يشكل لجنة ممن بقي من الرواد ليختاروا لنا الجواهر من كنوزنا الفنية التي هي في الرفوف العليا من مخازن التلفزيون.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي