خلال مؤتمر الكويت الثالث لحماية أمن معلومات أنظمة التحكم الصناعية 2017

العدساني: الدفاع والردع والتطوير ركائز أساسية في استراتيجية حماية «أمن المعلومات»

تصغير
تكبير
أمن المعلومات هو التحدي الأكبر في المستقبل

الكويت حققت تقدماً في عدة مجالات للتعامل مع أمن المعلومات

نحتاج لقوانين جديدة تساعد في تعزيز آليات جهوزيتنا للتعامل مع المخاطر

مفتاح النجاح هو في شمولية التعاون بين الجميع محلياً او إقليمياً او دولياً

المطيري: الشبكة الرقمية تجلب تحديات ومخاطر جديدة وتفتح الباب واسعاً لإيجاد أعمال مرتبطة بأمن المعلومات

2.1 تريليون دولار الخسائر المتوقع أن تنتج عن الجرائم الإلكترونية خلال الفترة 2016 – 2019 عالمياً
رأى نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول نزار العدساني إن «أمن المعلومات هو التحدي الأكبر في المستقبل»، لافتاً الى أهمية بناء استراتيجية تقوم على 3 ركائز أساسية تتمثل في الدفاع والردع والتطوير لحماية «أمن المعلومات».

وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح مؤتمر الكويت الثالث لحماية أمن معلومات أنظمة التحكم الصناعية 2017 والذي يعقد تحت رعاية وزير الكهرباء والماء وزير النفط ورئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول عصام المرزوق، قال العدساني: «أؤيد بشدة الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في تحويل المجتمع وبناء اقتصاد المعرفة. ومع دخول جميع أنواع التكنولوجيات المتقدمة في برامج أنظمة التحكم الصناعية في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، نواجه اليوم تحديات كبيرة متعلقة بأمن المعلومات. وفي هذا السياق والإطار تنطلق فعاليات هذا المؤتمر الذي يحظى بأهمية خاصة ويسرني أن أتوجه بالشكر والتقدير الجزيل إلى كل من انضم إلينا اليوم، بما فيهم القيادات النفطية وممثلي القطاع الخاص والحكومة والقطاع الأكاديمي».

وأضاف «إننا نعيش اليوم في عصر المعلومات الرقمية، وأصبحنا فيه متصلين بشكل أكبر من أي وقت مضى، الأمر الذي يتطلب منا العمل معاً بشكل أكبر من أي وقت لانتهاز الفرص ومواجهة تحديات العصر. وقد حققنا في دولة الكويت التقدم في عدة مجالات للتعامل مع أمن المعلومات بشكل أكثر جهوزية، تجعلنا نفخر بها. ولكن، تكمن المفارقة الكبيرة في عصرنا هذا بأن التكنولوجيا التي تمكننا من تحقيق فوائد عدة للمجتمع، يمكن لها أيضا أن تستخدم في تقويضنا وإلحاق الضرر الكبير في البنى التحتية وتقدمنا وأمننا».

وأشار الى أن «قراصنة المعلومات يستخدمون التكنولوجيات نفسها التي تساهم في تحقيق التقدم في المجالات الصناعية، وتعمل الكثير من البُنى التحتية الحساسة في الأنظمة الصناعية على شبكات متصلة بالإنترنت، وهو الأمر الذي يُعطينا صلاحيات وتسهيلات واسعة، ولكنه كذلك يُعرضنا لمخاطر وتحديات، حيث تفتح قرصنه المعلومات نقاط الضعف في نُظم المعلومات، وهي تحديات تتنامى مع تقدم تكنولوجيا المعلومات»، مبيناً أن «هذه أجواء تسبب قلقاً متزايداً يرتبط بالمخاطر الجديدة والجرائم الإلكترونية، وننظر نحن في القطاع النفطي وقطاع البتروكيماويات إلى هذه المخاطر الإلكترونية على أنها تحدٍ مباشرٍ وحقيقي يجب ان نتعامل معه بكل مهنية».

وتابع: «في هذا الشأن، أود أن أُطمئنكم أننا نبادر باتخاذ التدابير اللازمة لحماية وتعزيز نظم أمن المعلومات الخاصة بنا. وفي هذا السياق نؤكد الحاجة الى قوانين جديدة تساعد في تعزيز آليات جهوزيتنا للتعامل مع المخاطر، وتُشجع أجواء المشاركة بالمعلومات بشكل أكبر بين الحكومة والقطاع الخاص».

وأضاف: «نؤمن بأن أفضل طريق لحماية البنى التحتية الرئيسية من الهجمات الإلكترونية هي من خلال التعاون الفعال بين القطاعين الحكومي والخاص والقطاعات الصناعية الأخرى، والمشاركة بالمعلومات المناسبة كشركاء. ويجب أن نركز على نقاط قوتنا ومواردنا، كما نحتاج باستمرار إلى تطوير إجراءات دقيقة لحماية اقتصادنا الرقمي، وذلك للاستفادة من إمكاناته بشكل أفضل»، مؤكداً أننا «لا نملك أي خيار آخر لمواجهه المستقبل إلا بتأمين الفضاء الإلكتروني».

وقال: «تُطالعنا التقارير الإعلامية يومياً حول استمرار الهجمات الإلكترونية وحجم التحدي والخطر الذي يتعرض له العالم.
ولذلك يجب علينا بناء استراتيجية متكاملة تقوم على ثلاثة ركائز أساسية: الدفاع، والردع والتطوير. كما اود التأكيد على أن مفتاح النجاح هو في شمولية التعاون بين الجميع سواء محلياً او إقليمياً او دولياً. ومن اجل تحقيق نتائج أفضل لابد ان نستهدف المتابعة والتواصل والاستمرار في جهود حثيثة ومبادرات للتركيز على تحقيق نتائج ملموسة في القطاع النفطي والمجتمع».

وأكد العدساني أن «المؤتمر يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لنشر التوعية وتعزيز أمن المعلومات لضمان حماية البنى التحتية الصناعية في الكويت، من أجل مستقبل أفضل».

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية محمد غازي المطيري "إنني أضع تعزيز أمن المعلومات الصناعية لقطاع النفط والبتروكيماويات كأولوية مباشرة وعُليا لنا جميعا".
وأضاف: "لقد أحدث الفضاء الإليكتروني تغييرات جوهرية في الاقتصاد العالمي في العديد من الطرق، وغيّر طريقة حياتنا، ووفر لأكثر من 2 مليار إنسان في مختلف أنحاء العالم إمكانية الحصول الفوري على المعلومات واستخدام وسائل التواصل والدخول إلى النظم الصناعية وخلق فرص اقتصادية واجتماعية. إلا أن الشبكة الرقمية تجلب تحديات ومخاطر جديدة أيضا، وتفتح الباب واسعا لخلق أعمال مرتبطة بأمن المعلومات. ويمكن للقراصنة ومجرمي الإنترنت استغلال الفرصة لإحداث ضرر بنظمنا الصناعية الحيوية ودخول شبكاتنا الداخلية لسرقة وتغيير معلومات حساسة وهويات بهدف جني أرباح غير قانونية".

وتابع: "هذه التهديدات حقيقية وتتزايد، ويكفي النظر في بعض الهجمات التي وقعت مؤخرا في دول مجلس التعاون وأوروبا والولايات المتحدة حيث تمت سرقة ملايين من كلمات المرور وزرع فيروسات فيما يزيد عن 40 ألف جهاز كمبيوتر، وأُجبر الكثير من المنشآت الصناعية على الإغلاق. واستنادا على هذه الحقائق، فيمكن تخيل تأثير مثل هذه الهجمات على شركتنا أو أعمالنا. ففي عام 2015 لوحده، أحدثت الجرائم الإلكترونية على مستوى العالم خسائر سنوية تراوحت ما بين 500 مليار وبين 1 تريليون دولار أميركي. ويتوقع أن تصل الخسائر الناتجة عن الجرائم الإلكترونية خلال الفترة 2016 – 2019 إلى 2.1 تريليون دولار على مستوى العالم".

وأشار الى أن "هذه الهجمات تمثل تصاعدا كبيرا في التهديد الإلكتروني، مما دعانا إلى إعادة النظر في احتمال حصول حالات قد تحدث تدميرا أشد في أي وقت"، مؤكداً أننا "نحتاج للعمل بشكل لصيق كي نستبق هذه التحديات وذلك عن طريق تطبيق إجراءات وتخصيص موارد لإيقاف الهجمات على أنظمة التحكم الصناعي وإزالة خطرها. ونضع هذه المسألة في أعلى سلم أولوياتنا، ونقوم بتنفيذ حملات موسعة ضمن القطاع النفطي والصناعات البتروكيماوية والمجالات الأخرى".

وأضاف: "في الختام، أكرر ما قاله السيد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية حول الشراكة ما بين الصناعات الحيوية المتمثلة بالنفط والغاز والبتروكيماويات والشركاء الآخرين لتأسيس "ملتقى" تتم فيه مناقشة أمن المعلومات الصناعية، وكلي ثقة بأن مؤتمر الكويت الثالث لأمن معلومات أنظمة التحكم الصناعي - KIACS 2017 سيشكل لنا جميعا تجربة تعليمية متميزة".

وكجزء من الفعاليات، تضمن المؤتمر جلسة حوارية حول أمن معلومات أنظمة التحكم الصناعية والتصورات المستقبلية لهذا القطاع بمشاركة الرئيس التنفيذي لشركة صدارة للكيميائيات زياد اللبان، والعضو المنتدب للتخطيط والمالية في مؤسسة البترول الكويتية وفاء الزعابي، والرئيس التنفيذي لشركة البترول الوطنية الكويتية محمد غازي المطيري والرئيس التنفيذي لشركة ايكويت محمد حسين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي