مسيرة «نصف قرن» نهايتها بـ... «الأبيض»

ستافرو جبرا... نكّس ريشته ورحَل

u0633u062au0627u0641u0631u0648 u062cu0628u0631u0627
ستافرو جبرا
تصغير
تكبير
فاجأ ستافرو جبرا الريشة والحبر والأوراق والشاشة والعيون والأسارير بـ «استقالةٍ» بدت وكأنّها قبل أوانها. فرسّام الكاريكاتير اللبناني العالمي الذي كان «احتفاليةً» متحرّكة من إبداعٍ وفرحٍ وحيوية ومشاكَسة، قلَب صفحته الأخيرة وودّع لوحاته وشخصياته وعدسته ومتعة عقودٍ لم تفارقه مع مهنة المتاعب و... رحل.

لم تكن شمس بيروت أمس على ما يرام، فصباحات المدينة أصيبتْ بـ «غصة» مع تَناقُل وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت نبأ وفاة ستافرو جبرا (70 عاماً) بعد صراعٍ مع المرض الذي استغلّ الوجه البشوش والطلّة الأنيقة لرسّام الكاريكاتير الخفيف الظلّ، فصرَعه.


ومع خبر رحيل ستافرو، نكّست بيروت عيونها حزناً، هي التي تخسر بفقدانه شيئاً من روحها الجميلة وألقها وترفها ودفاترها وأناقتها وحسّها النقدي وفنّها الراقي... حدَثَ ذلك قبل نحو 4 سنوات مع رحيل شيخ رسّامي الكاريكاتير بيار صادق وفي الأسبوع الماضي مع وداع ملحم عماد، وأمس مع غروب ريشة وابتسامة ستافرو جبرا الذي ترك وراءه إرثاً من المنشورات الكاريكاتورية التي غالباً ما شكّلت «مقالات سياسية» بـ «ما قلّ ودلّ».

وقالت باميلا جبرا، ابنة الفنان الراحل، إنه توفي في منزله في بيروت عند الساعة 5.45 من صباح أمس، بعد صراع مع مرض السرطان استمر منذ صيف العام الفائت.

وروت أن والدها «بقي يناضل إلى الرمق الأخير ولم يستسلم في أي لحظة». وأضافت: «كان يقاوم معاناته ويحارب وضعه الصعب، فهو كان متمسكا بالفرح، وحتى اللحظة الأخيرة بقي يحب الحياة والتصوير والرسم وبيروت، وهو أصلا ابن هذه المدينة وتحديدا منطقة ميناء الحصن فيها».

وكانت مسيرة ستافرو في رسم الكاريكاتور بدأتْ قبل «نصف قرن»، وهو تَعاون فيها مع العديد من المنشورات، بينها الصياد، لوريان لو جور، الزمان، الأنوار، الأحرار، صدا لبنان، فلاش، الشبكة، الجيش، الدستور، الجريدة، سكيتش، الحسناء، لو بيروتان، صوت وصورة، ماغازين، الأسبوع العربي، الكفاح العربي، لو ريفاي، الدولية، مجلتي، موندانيتيه، استجواب، كرونيك، نداء الوطن، و«ذو دايلي ستار».

اما دولياً فعمل مع العديد من المؤسسات مثل «واشنطن تايمس» الأميركية، و«لو موند» و«كورييه أنترناسيونال» الفرنسيتين، إضافة الى التعاون في مجال التصوير الصحافي مع عدد من وكالات الأنباء العالمية. كما طبع نشرات الأخبار في محطة تلفزيون CVN اللبنانية برسومه الكاريكاتيرية على مدى سنتين.

ولم تمرّ مسيرة جبرا من دون العديد من الجوائز العربية والعالمية، وهو مُنح لقب «صديق الأمم المتحدة» خلال وجوده في جنيف واستلم الوشاح الأزرق، وفاز «بجائزة العرب الأولى للتفوّق» عن موقعه الإلكتروني stavrotoons.com.، كما فاز بميدالية الرسوم الكاريكاتورية في «مهرجان وسائل الإعلام الثالث» في بيروت العام 2004، وبميدالية الرسوم الكاريكاتورية في «مهرجان وسائل الإعلام العربية» الذي أقيم في بيروت العام 2006.

وتسلم ستافرو رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في نوفمبر 2004، وفاز بجائزة المواقع الإلكترونية الذهبية عام 2001-2002 من الجمعية الدولية لكبار ومصممي المواقع الإلكترونية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي