متحفان تحتضنهما حديقة الشهيد لصون ذاكرة الكويت

«الذكرى» و«الموطن» ... رحلة في قلب المعارك والطبيعة

تصغير
تكبير
صوت صهيل الخيل وطلقات البنادق المدوية تعبر بقوة ونقاوة عبر مكبرات الصوت تصاحبها صيحات الفزعة والنخوة من مقاتلي معركة القصر الأحمر...ينبه الطفل مشاري والده إلى فارس يصوب بندقية بمهارة من برج المراقبة، يسدل الستار على معركة الجهراء وسط تصفيق وابتسامة عريضة من الحضور.

لم يكن ماسبق قتالاً في معركة واقعية ولكنه مجرد عرض تمثيلي بانورامي يجسد جانباً من معركتي القصر الأحمر والجهراء التي يعرضها متحف الذكرى الذي تم تدشينه أخيراً في حديقة الشهيد بالتوازي مع إطلاق متحف «الموطن» في إطار الجهود الرامية لصون تاريخ وذاكرة الكويت.


العروض البانورامية التي يقدمها متحف الذكرى تترجم مجموعة من الأحداث التي مرت بها الكويت عبر تاريخها بأسلوب شيق ومثير يخطف الألباب والتي أعدت لزوار ورواد المتحف بطريقة فنية واحترافية قربت الصورة التاريخية البعيدة لمحطات أساسية مرت بها الكويت من شمالها لجنوبها في برها وبحرها ومزارعها الخضراء لتجسد مشاهد بانورامية عبر ملحمة تاريخية خالدة يشاهدها زوار المتحف وكأنهم في قلب المعركة.

متحف الذكرى الذي شرع أبوابه أمام الجمهور يوثق ظهور الهوية الكويتية قبل قيام الدولة من خلال العمل الجماعي للقبائل المحلية التي احتشدت للدفاع والحفاظ على موارد الكويت الجغرافية وقيمها الثقافية من خلال مشروع تاريخ الكويت الشفوي.

ولم يقتصر التوثيق على إدارة المتحف بل منح الجمهور فرصة لتوثيق رواياتهم الشخصية عن طريق تسجيل قصصهم الخاصة بتنوع المواطنين فضلاً عن توثيق القيم التاريخية والثقافية للبلاد للأجيال المقبلة ويتضمن تاريخ الكويت والحروب التي حدثت من بداية تشكيلها.

أما متحف الموطن الذي يعد الأول من نوعه في الكويت فيعنى بالطبيعة الجغرافية والنباتية والحيوانية والبيئية للكويت وحمايتها والمحافظة عليها ويعرض الجمال الفريد للنباتات والحيوانات ويأخذ الزوار بمعروضاته التفاعلية في رحلة من خلال الأنظمة البيئية المحلية تشمل الطيور المهاجرة والنباتات والمناظر الطبيعية الصحراوية.

ويهدف المتحف إلى تشجيع الجهود في المحافظة على البيئة من خلال تعزيز التوعية والتثقيف حول الحفاظ على الموارد الطبيعية.

ويقدم المتحف مجموعة متنوعة من البرامج العامة والتعليمية للزوار من جميع الأعمال للاستمتاع وتهدف إلى حض الزوار على اكتشاف المزيد عن التنوع البيولوجي في البلاد والتعامل مع التطورات المحلية والعالمية في مجال التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي