أكوام منها تزحف على الشاطئ وملاعب «الكريكيت» تطرد الطيور من أعشاشها

واجهة الصليبخات البحرية تئنّ تحت وطأة «النفايات»

تصغير
تكبير
هل يصبح شاطئ الصليبخات الجميل جزءاً من الماضي يسكن ذاكرة عشاقه فقط؟

الكندري مستغيثاً
عبر «الراي»:
بعض ضعاف النفوس استغلوا ضعف الحركة المرورية وحوّلوا المنطقة إلى مكب للنفايات

أبناء جاليات آسيوية دكوا الأرض بالجرافات وأزالوا الأشجار لإقامة ملاعب «كريكيت»
هل يصبح شاطئ الصليبخات الجميل جزءاً من الماضي، يسكن ذاكرة عشاق هذا الشاطئ فقط ممن يحملون له ذكريات جميلة، حيث الطيور في طريقها لهجرة أعشاشها فيه، والأخطار تتهدد الواجهة البحرية بتحويلها إلى مكب للنفايات. فخلف الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف والمناظر التي أصبحت لا تطاق لأكوام النفايات التي تنتشر قرب ساحل الصليبخات، لتهدد بتحويله هو الآخر إلى مردم فوق الأرض للأوساخ والقاذورات والأطعمة منتهية الصلاحية، أصبحت هذه الصورة الجميلة للشاطئ الذي كان ملتقى للعائلات حتى وقت قريب تتوارى شيئا فشيئاً.

وبعيداً عن أعين الجهات المسؤولة، أو ربما تحت نظرها، باتت نفايات الصليبخات بالقرب من الشاطئ تتراكم بشكل يومي دون معالجة وبصورة لم تعد تُحتمل،ما أدى إلى تخريب طبيعة الساحل الجميل، وأصبحت أكداس النفايات مصدراً للبعوض والحشرات الناقلة للأمراض هي المشهد الحاكم، حتى أنها لم تعد تهدد روّاد الشاطئ الجميل فقط بالحرمان من ارتياده، بل إنها حرمت أيضا الطيور بالفعل من أعشاشها وبيوتها لتصبح مع صغارها بلا مأوى.


وليس هذا الوجع الوحيد الذي تعانيه واجهة الصليبخات البحرية، وإنما باتت المنطقة الساحلية المنسية تئن أيضاً من زحف ملاعب الكريكيت بمساحات كبيرة كانت كلفتها باهظة من إزالة الشجيرات واقتلاع الأعشاب التي كانت تشكل حاضنة للطيور، من خلال إطلاق العنان للجرافات للاعتداء على الأرض وتسويتها بشكل مستقيم ما ضاعف من أوجاع الساحل المتخم بالنفايات وعمّق من جراحه، وحوله إلى ما يشبه المقبرة الساحلية لا تقل في قسوتها عما تحمله مقبرة الصليبخات القريبة من أثر في النفوس باستقبالها جثامين من نحب. وربما تكون صغار الطيور أكبر المتضررين من إنشاء الملاعب وانتشار أكوام النفايات وربما بدرجة أكبر ممن ودعوا ذكرياتهم الجميلة مع الشاطئ الترفيهي، إذ تواجه هذه الطيور صعوبات بيئية كبيرة في التأقلم مع المشهد الجديد الذي حوّل الساحل إلى مكب للنفايات والأصوات المزعجة.

نائب رئيس فريق «عدسة» البيئي محمد أحمد الكندري أطلق عبر «الراي» صرخة استغاثة للجهات المعنية، آملاً أن تلقى آذانا صاغية وألا يذهب صداها أدراج الرياح، وراجياً سرعة معالجة المشكلة والمسارعة بإزالة النفايات من المنطقة، مؤكداً أن بعض ضعاف النفوس استغلوا ضعف الحركة المرورية وحوّلوا المنطقة إلى مكب للنفايات. ووصف الكندري مايحدث بأنه كارثة بكل ماتحمله الكلمة من معنى، محذراً من مخاطره على الطيور وعلى صحة الإنسان نتيجة تراكم النفايات التي باتت بيئة حاضنة للحشرات والقوارض الناقلة للأمراض، إضافة إلى المناظر البشعة التي لا تسر العين والروائح الكريهة التي تزكم الأنوف. واعتبر الكندري أن «ما يزيد الطين بلة هو إنشاء ملاعب كريكيت من قبل بعض أبناء الجاليات الآسيوية عن طريق دك الأرض بالجرافات وإزالة الأشجار التي كانت تحتضن الطيور وكانت ملاذها الآمن من هجير الشمس وموطناً لصغارها». ودعا الكندري إلى المسارعة في حل القضية وإزالة النفايات وتطبيق القانون على المتسبب في نشر هذه النفايات وإيجاد طريقة للحد من آثارها السلبية على الساحل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي