فواصل فكرية

درسٌ لقلبك

تصغير
تكبير
«أحياناً تجد نفسك مُجبرا على البوح لله بمشاعرك التي تكنها له، وأنت تعلم أنه يعلم». هكذا وجدتُ الكلمات تنساب مني، وهكذا وجدتُ تفسيراً للكلمات التي أردتُ أن أبوح بها لا لأحد من البشر بل لرب البشر، وهكذا وجدتُ نفسي وسط كم هائل من الضغط النفسي والمواقف التي لا أُحسد عليها وأخرى قد أُحسد عليها. وجدتُ نفسي أحتاج للبوح لمن لن يُسيء فِهمي، ولن يتحسس من شكواي، لله.

البشر يخذلونك، ينسونك، يمرضون، يموتون، يتركونك بلا سبب أو بسبب، يتجاهلونك، أو ينشغلون عنك، يُسيئون فِهمك أو يتحسسون من شكواك. البشر بشر وأنت واحد منهم، فكيف تُلقي بثقلك عليهم وكيف تتخذهم سنداً دائماً وأماناً أبدياً؟


ليس التشاؤم طبعي ولا سوء الظن يعنيني، فنحن لا نقوى على عيشٍ بلا حب وقرب من أهل وأصدقاء. نحن بضعفنا نلجأ لأمان الصديق ورحابة صدره، وللناس عموماً طلباً لعون أو قضاء لحاجة، وللأهل سنداً وستراً، ولكن الاستقلالية التي تصلك بالله هي خط الدفاع لقلبك وهي الأمان الذي يقيك الصدمات. درسٌ في التعامل مع الله علّمتني إياه الظروف؛ ألا أعتمد على قدراتي مهما بذلت السبب، لكنني لا أتخلى أبداً عن بذله، وألا أعتمد على علاقاتي المتينة والقوية مهما كانت مصدر ثقة وأمان ومهما كان تاريخها عميقاً، لكنني لا أتخلى أبداً عن تلك العلاقات وقد أقاتل من أجلها.

حاول ألا تمر بك ظروف قاسية من دون أن تكبر بها وتتعلم درساً يزيدك نضجاً، وحتى السعادة في حياتك تزيدك فِهماً وعلماً متى انتبهت وسألت الله العون والفتح والسداد.

@anwar1992m

Sent from my iPhone
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي