مبدعات كويتيات تحدثن فيها عن هموم الكويتية تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة

ندوة «الخريجين»: الإعلام متهم بالتقصير في دعم المواهب

u0627u0644u0645u0628u062fu0639u0627u062a u0627u0644u0645u062au062du062fu062bu0627u062a u0641u064a u0627u0644u0646u062fu0648u0629 b (u062au0635u0648u064au0631 u0637u0627u0631u0642 u0639u0632u0627u0644u062fu064au0646)
المبدعات المتحدثات في الندوة  (تصوير طارق عزالدين)
تصغير
تكبير
حلت قضايا المرأة الكويتية ضيفا على طاولة جلسة حوارية في سياق ندوة نظمتها جمعية الخريجين بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من الشهر الجاري، حملت عنوان «إبداع المرأة الكويتية»، وشملت اتهاما للإعلام بالتقصير في دعم المبدعين والمبدعات في كل المجالات.

وتحدثت خلال الندوة الأديبة هديل الحساوي، والكاتبة المسرحية تغريد الداود، والفنانة التشكيلية مها المنصور، والمصورة الفوتوغرافية جوهرة العتيبي، وتطرقن إلى أهم المنجزات والتحديات التي تواجهها الكويتية في عملها ومجتمعها، وسبل تعزيز موهبة الابداع لديها.


وفي هذا الصدد، أشارت الكاتبة والروائية هديل الحساوي إلى أن «الموهبة ليست حكراً على شخص بعينه، وهي موجودة لدى الجميع والبعض تتوافر لديه عوامل ابرازها وصقلها والبعض الآخر يفتقر اليها»، موضحة أن «القراءة كانت أحد العوامل الأساسية التي شكلت شخصيتها ككاتبة منذ بداياتها».

واعترفت الحساوي انها «مقلة في أعمالها الأدبية، بسبب حرصها على جودة ما تقدمه وضرورة أن يترك بصمة في الوسط الأدبي، حيث صدرت أول رواية لها في العام 2005 وكانت بعنوان المرآة مسيرة شمس، ثم روايتها الثانية بعنوان تجريد في العام 2010».

كما أشارت الى «أبرز التحديات التي تواجه المرأة التي تمتهن الكتابة في المجتمعات العربية، ومن أهمها حاجتها الى اثبات موهبتها ككاتبة في نطاق أسرتها اولا ثم مجتمعها، وصعوبة اقناع من حولها أنها تقدم شيئا مختلفا في ظل الكم الهائل من المسؤوليات الملقاة على عاتقها خصوصاً اذا كانت زوجة وأما».

ولفتت الحساوي الى أن «الفكر والثقافة سلع غير مرغوبة في وقتنا الحالي»، معللة ذلك بـ «تحول المجتمعات العربية بشكل عام والخليجية على وجه الخصوص الى مجتمعات مستهلكة بعد أن كانت في السابق قبل طفرة اكتشاف النفط منتجة، حيث طغى الفكر الاستهلاكي على كل جوانب الحياة، وحل التلقين والارشاد التجاري المزيف للجمهور من قبل من يعتبرون أنفسهم نجوماً في مواقع التواصل الاجتماعي، محل التفكير الهادف والمنتج الذي يديره ويقدمه النخبة المثقفة».

بدورها، قالت الكاتبة المسرحية تغريد الداود «إن المسرح الكويتي يعاني من ندرة وقلة العنصر النسائي في كافة مراحله وآلياته بداية من التأليف والكتابة ومروراً بالتمثيل ووصولاً الى الاخراج، لان المجتمع حتى الآن لا يقتنع بعمل المرأة في المسرح ولا يتقبلها كعنصر منتج في مجال يهيمن عليه الرجال»، مشيرة الى أن «ذلك كان التحدي الأكبر» أمامها في احترافها لمهنة الكتابة والتأليف المسرحي، هذا بالاضافة الى صعوبة تقبلها ككاتبة مسرحية بخلفية علمية بعيدة تماماً عن المعهد العالي للفنون المسرحية المصدر الاكاديمي الاساسي لصناعة المسرح في الكويت.

وأكدت أن العلاقة الأهم بالنسبة لها ككاتبة مسرحية هي تلك التي تربطها بالجمهور، حيث تحرص على أن تصل أفكار أعمالها لأفراده ولا تساوم مع مخرج العمل على حساب جمهورها، وتحاول جاهدة تقريب وجهات النظر بينها وبين مخرج العمل ليخرج بصورة لائقة ومشرفة.

وذكرت أن العقبة الاكبر في عملها ككاتبة مسرحية تتمثل في محاولة كتابة نص مسرحي يتوافق مع الرؤية التجارية الخاصة بمخرج العمل الذي يميل الى الواقعية في تقديم النص.

وبينت أن سبب ميل الشباب الى استقاء المعلومات والافكار من قبل بعض الاشخاص غير المؤهلين على مواقع التواصل الاجتماعي، هو غياب دور الاعلام ومؤسسات الدولة والمجتمع في تقديم النماذج الناجحة والمشرفة للأجيال.

من جانبها قالت الفنانة التشكيلية مها المنصور إن انتماءها لعائلة فنية عريقة كان عبئاً وميزة بالنسبة لها، مشيرة الى انها تعتبر نفسها محظوظة رغم كل ذلك لانها نشأت في منزل يقدر الفن ويحترم الابداع، وهو ما ساعدها على صقل موهبتها وهوايتها في الرسم والتشكيل من خلال الانخراط في الكيانات المعنية والتي من أهمها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية بالاضافة الى الحصول على دورات متخصصة بعدد من المعاهد والمراكز الاكاديمية المعتمدة في الفن التشكيلي خارج الكويت.

من جهتها، قالت المصورة الفوتوغرافية جوهرة العتيبي «إن شخصية المصور الفوتوغرافي وأفكاره ومشاعره الداخلية تنعكس على صوره»، مشيرة الى ان بداياتها في احتراف التصوير الفوتوغرافي ارتبط بعنادها حيث تحدت أحد أشقائها في أسرتها انها ستكمل مسيرة العمل كمصورة فوتوغرافية ونجحت في اقناعه وأسرتها بموهبتها في التصوير بالاصرار والعمل.

وبينت العتيبي انها في عملها كمصورة تحرص على الالتزام بحدود وتقاليد المجتمع وتحترمها، لكنها في الوقت ذاته تركز على تقديم أعمال غريبة تثير التساؤل وتحوي مضموناً عميقاً، وهو ما تبرع في التعبير عنه من خلال الخدع البصرية ولعبة الضوء واختيار اللحظة والظروف المناسبة لالتقاط الصورة.

واختتمت المصورة جوهرة العتيبي بالتأكيد على تقصير الاعلام بالكويت في دعم المبدعين والمبدعات بالمجالات كافة، هذا بالاضافة الى غياب دوره في التوعية للمجتمع وأفراده بتأثير الفكر المبدع والبناء على الارتقاء بالإنسان والوطن.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي