وجودها بات يقتصر على ركن صغير بجانب الجمعية

«النخي والباجيلا» أكلة شعبية... على طريق الانقراض

u062au063au064au064au0631 u0627u0644u0646u0645u0637 u0627u0644u0627u0633u062au0647u0644u0627u0643u064a u064au0624u062bu0631 u0639u0644u0649 u0627u0644u0623u0637u0628u0627u0642 u0627u0644u062au0642u0644u064au062fu064au0629 (u062au0635u0648u064au0631 u0646u0648u0631 u0647u0646u062fu0627u0648u064a)
تغيير النمط الاستهلاكي يؤثر على الأطباق التقليدية (تصوير نور هنداوي)
تصغير
تكبير
من أسباب تراجع انتشارها:

التغيير في النمط الاستهلاكي

تناقص أعداد العاملين

زيادة أسعار المواد الغذائية

ارتفاع الإيجارات
يفتقدُ كثير من الكويتيين في وقتنا الحاضر، أصوات بيّاعي النخي والباجيلا، التي كانت تصدح في ساعات الصباح الأولى، لبيع هذه الأكلة الشعبية الرخيصة.

في الماضي القريب، كانت عربات النخي والباجيلا تجوب الأسواق الشعبية والأزقة والأحياء، لتقدّم للناس طبقاً محبباً، ولكن اليوم لم يعد الأمر كذلك، إذ يقتصر تواجد باعة النخي والباجيلا على ركن صغير، يجاور إحدى الجمعيات أو المقاهي الشعبية.


ويعود السبب الرئيس في تراجع وتقلص مساحة انتشار باعة هذا الطبق، الذي يتميز بمذاق خاص إلى عوامل عدة، لعل أهمها وأبرزها التغيير الكبير في النمط الاستهلاكي، خصوصاً على صعيد الأكل والمشروب، إذ إن الوجبات السريعة غزت الأسواق، وباتت الأكثر طلباً اليوم.

غير أن آفة الوجبات السرعية ليست وحدها السبب، فهناك أيضاً التناقص الملحوظ في أعداد العاملين بهذه المهنة، إلى جانب الزيادة في أسعار المواد الغذائية، فضلاً عن الارتفاع الجنوني للإيجارات، إذ إن لم يعد من اليسير بالنسبة للعاملين في هذا المجال استئجار محل لبيع طبق من النخي والباجيلا.

يقول أحد أصحاب المطاعم الذي يخصص زاوية في مطعمه لبيع النخي والباجيلا لـ «الراي» إن ارتفاع بدلات اليد العاملة في هذا المجال باتت تشكل عبئاً إضافياً، فالعاملون يشتكون من طول ساعات العمل، في حين لا يوازي المدخول الذي يتقاضونه حجم التعب.

وفي حين يرى أن هذه الأكلة في طريقها إلى الانقراض بسبب المصاعب التي تواجهها، يتطرق في الوقت نفسه إلى جملة من هذه المصاعب، ومنها قيمة إيجار المحلات الخيالية، هذا فضلاً عن لجوء التجار المستوردين للنخي والباجلا إلى زيادة أسعارها بشكل كبير، ولذلك «تجد أن أرباح أصحاب المحلات المخصصة لبيع النخي والباجيلا لا تساوي مصروفاتهم، وهذا هو السبب الأهم وراء اتخاذ غالبية أصحاب المطاعم ركناً صغير داخل المطعم لبيعها».

ولفت إلى أن بائعي النخي والباجيلا يلجأون إلى تجار المواد الغذائية، أو إلى الشركات المختصة بالأغذية كالحبوب والقمح، الذين بدورهم يستوردونها من دول معينة مثل المكسيك والهند، التي تعتبر الأولى في إنتاجها، وتصديرها للخارج، مؤكداً أن الأنواع المنتجة في المكسيك والمغرب هي الأجود والأفضل، إلى جانب أنها تعتبر الأنظف والأكبر حجماً.

وأشار كذلك إلى أنه لا يوجد موسم معين لأكل النخي والباجيلا، بل تباع على مدار السنة، لاسيما في الاحتفالات الوطنية والشعبية، وغيرها من المناسبات الأخرى.

وأوضح أن الكويتيين هم الأكثر شراء وإقبالاً على هذه الأكلة، لافتاً إلى أن أكثر الزبائن يتركزون في المناطق التي يتواجد فيها الكويتيون، مثل الأحمدي والدسمة والدعية واليرموك والخالدية وقرطبة والشامية ومنطقة الشويخ السكنية، إلى جانب المقاهي الشعبية المنتشرة في جميع أرجاء الكويت.

وتعتبر النخي والباجيلا من الأكلات الكويتية الشعبية، التي يتم تناولها على الإفطار أو العشاء، إذ يتم تحضيره في وقتنا الحاضر في البيوت، بينما اعتمد معظم الكويتيين في الماضي على بيّاع الباجلا والنخي، الذي يقوم بتحضير هذه الوجبة في بيته ليلاً، لينقلها في ساعات الفجر الأولى في قدور كبيرة، يضعها أمامه وهو جالس بالقرب من بيته في أحد الأزقة أو الشوارع الرئيسية التي يكثر فيها المارة أو في بعض الأسواق.

ويتم طبخ النخي والباجيلا في قدور كبيرة من النحاس، تملأ بالماء المضاف إليه الملح والفلفل الأحمر والشنان، وهو نوع من الأعشاب، يساعد على الإسراع في عملية طبخ البقوليات، كما أنه يتم وضعها في الماء لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات تقريباً، وبعد ذلك يتم غليها لمدة ساعتين على الأقل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي