خميس الجبوري أكد أن شقيقته استشهدت وهي تقاتل «داعش»... «بيني وبينه ثأر ودم ومستعدون للقضاء عليه في محافظتنا خلال أسبوع»
رئيس مجلس عشائر «صلاح الدين» لـ «الراي»: بيعات العشائر لـ «البغدادي» كانت قسرية والمبايعون ليسوا شيوخاً
خميس الجبوري
الجبوري خلال اللقاء مع الزميل أحمد زكريا (تصوير زكريا عطية)
«الدواعش» أجبن من أن يواجهوا... لا يجيدون إلا التفخيخ
لغز محيّر مازال يبحث عن حل احتلال «داعش» الموصل في يوم واحد وبلا قتال
أعداد مسلحي التنظيم لا تؤهلهم لاحتلال المساحات الشاسعة التي احتلوها... خدمهم الإعلام وغياب الجيش العراقي
عشائر العراق لعبت دورا كبيراً في محاربة الإرهاب قبل «داعش» بتصديها لتنظيم القاعدة
«القاعدة» قتل والدي بعد تأسيسه مجلس العشائر وتم تكليفي بإكمال مشواره
لغز محيّر مازال يبحث عن حل احتلال «داعش» الموصل في يوم واحد وبلا قتال
أعداد مسلحي التنظيم لا تؤهلهم لاحتلال المساحات الشاسعة التي احتلوها... خدمهم الإعلام وغياب الجيش العراقي
عشائر العراق لعبت دورا كبيراً في محاربة الإرهاب قبل «داعش» بتصديها لتنظيم القاعدة
«القاعدة» قتل والدي بعد تأسيسه مجلس العشائر وتم تكليفي بإكمال مشواره
متحدثاً عن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، روى رئيس مجلس شيوخ العشائر في صلاح الدين الشيخ خميس ناجي الجبارة الجبوري، قصة المواجهة العسكرية التي قادها بنفسه مع هذا التنظيم قبل عامين وسقوط أخته الشيخة أمية، وهي تقاتل إلى جواره ثأراً لأبيها الذي كان قد قتل على يد تنظيم القاعدة في 2007.
الجبوري أكد في حديث مع «الراي» أن «الدواعش لا يجيدون إلا لبس الأحزمة الناسفة أو قيادة السيارات المفخخة، لكنهم لا يجرؤون على المواجهة، وأولادنا المقاتلون أثناء تحريرهم للمناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم استغربوا من ان مقاومته كانت أقل بكثير من المتوقع».
وحمّل الجبوري، أميركا مسؤولية كل ما يجري بالعراق، مؤكدا ان «مجلس العشائر يدعم كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية». وتابع «بيني وبين داعش ثأر ودم، ومستعدون للقضاء عليه في أسبوع، وبيعات العشائر لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كانت قسرية، والمبايعون ليسوا بشيوخ عشائر». وفي ما يلي نص اللقاء:
• ما دور مجلس العشائر في محافظة صلاح الدين؟ ومتى تم تأسيسه؟
- العشائر العراقية لعبت دوراً كبيراً في محاربة الإرهاب حتى قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، حيث كانت تلك العشائر منخرطة في محاربة تنظيم القاعدة. وكل مسميات الجماعات الإرهابية، رغم اختلافها، تصب في النهاية بهدف واحد وهو تشويه صورة الإسلام الحقيقية وما يحمله من رسالة انسانية تحترم الآخر ولا تلغي وجوده.
أما عن تأسيس المجلس فقد كان في 2003 وكان برئاسة والدي رحمه الله، وكان ومازال يقوم بأعمال خدمية والفصل في النزاعات الاجتماعية، ولعب دوراً وطنياً كونه يضم 66 عشيرة في محافظة صلاح الدين تنطوي جميعها تحت لواء هذا المجلس وتجتمع مرتين كل شهر. اختطف والدي من قبل تنظيم القاعدة في عام 2007 بعد تأسيس هذا المجلس في أعقاب عودته من أداء مناسك الحج وتم قتله، وبعدها تم تكليفي بإكمال هذا المشوار ورئاسة المجلس.
• بث «داعش» مقاطع مرئية تظهر بعض شيوخ العشائر، وهم يقدمون البيعة لزعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي». كيف تفسر ذلك؟
- العشائر العراقية الموجودة في مدينة الموصل، التي كان تنظيم داعش يسيطرعليها، تمتد لمناطق مترامية ومساحات واسعة وتشمل ملايين السكان. كبار شيوخ العشائر المرموقون في الموصل غالبيتهم خرج بعد دخول هذا التنظيم للمدينة، ولم يبايعوه وعلى رأسهم شيوخ عشيرتي «الجبور» التي هي أكبر عشيرة في الموصل، مثل الشيخ عبدالرزاق مقبل الوقاع الذي خرج وسكن أربيل، والشيخ محمد نوري العبد ربه، والشيخ عثمان العبدربه، اللذين رحلا إلى بغداد، وكذلك بقية شيوخ العشائر الرئيسة. أما من بقي في الموصل وارتدى العقال والبشت وسماهم داعش بشيوخ العشائر فهم ليسوا كذلك، حتى وان كان هناك من بايع فقد بايع مرغماً، وهي بيعات شكلية والخلل كان يكمن في انسحاب الجيش العراقي وتركه المدينة لداعش.
دخول هذا التنظيم لهذه المدينة كان في يوم واحد من دون قتال، في لغز محير لم يتم حله حتى الآن، والبرلمان وقتها استدعى القيادات العسكرية للوقوف على ما حدث، وتم تشكيل لجنة لمعرفة الحقيقة، وحتى الآن لم يتم تشخيص الخلل الذي حدث.
الدليل على ان هذه البيعات التي تتحدث عنها بيعات شكلية انه قبل دخول الجيش لتحرير الموصل من قبضة داعش، كان أهالي العشائر العراقية يمدون الجيش العراقي بمعلومات استخباراتية حول أماكن تواجد التنظيم وتحركاته.
• هل واجهت الدواعش وجهاً لوجه؟
- نعم، بيني وبين داعش ثأر ودم، فأول شهيدة في قتالنا لهذا التنظيم الإرهابي كانت شقيقتي الشيخة أمية ناجي الجبارة الجبوري، واستشهدت في معركة منطقة العلم أثناء قتالها لتنظيم داعش قبل عامين، وكنت أنا قائد هذه المعركة.
داعش لا تؤهله امكاناته بحال من الأحوال ان يستولي على كل تلك المساحات التي استولى عليها، وانما ما حدث ان الإعلام خدمهم بالإضافة إلى غياب القوات الرسمية. أعدادهم كمقاتلين ومسلحين لا تسمح ولا تفي بالاستيلاء على كل تلك المناطق.
الدواعش لا يجيدون إلا لبس الأحزمة الناسفة أو قيادة السيارات المفخخة لكنهم لا يجرؤون على المواجهة، وأولادنا المقاتلون أثناء تحريرهم للمناطق التي كانت يسيطر عليها التنظيم استغربوا من ان مقاومته كانت أقل بكثير من المتوقع. وكل شيوخ العشائر الذين تم قتلهم على يد داعش انما قتلوا بطريق الغدر وليست المواجهة.
• هل ما زال لهذا التنظيم تواجد في محافظة صلاح الدين؟
- محافظة صلاح الدين من المحافظات المليونية وبها أكثر من 1.3 مليون نسمة، ولم يتبق في يد هذا التنظيم إلا مساحات قليلة نحن قادرون على تحريرها في ظرف أسبوع، إذا طلبت منا الأجهزة الأمنية ذلك.
• هل ثمة تنسيق بينكم وبين المؤسسات العسكرية والأمنية في العراق؟
- نحن داعمون لكافة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
• هل ما زال هناك عراقيون ينخدعون بالتنظيم؟
- الدواعش يدعون زوراً انهم يريدون اقامة الخلافة الإسلامية، لكن أعمالهم كلها قتل وتشريد وسفك دماء وحرق بيوت وسرقة أموال، والغاية من كل ذلك هو تشويه صورة الإسلام النقية. والمسألة لا تتعلق بالعراقيين فقط، فخلال مقاتلتنا لهذا التنظيم شاهدنا صينيين وآذريين وأفغانا وباكستانيين وغيرهم.
• كيف ترى مستقبل العراق؟
- العراق مرهون بالمصداقية الأميركية تجاه العراق، وأميركا دائماً ما تبحث عن مصالحها فقط.
الجبوري وقضايا الساعة
الاتفاقيات تحكم علاقة الكويت والعراق
بسؤال الشيخ خميس الجبوري عن قضية خور عبدالله، أجاب قائلاً: نحن كعشائر لا ننخرط في القضايا السياسية فدورنا هو اجتماعي في المقام الأول.
وأضاف «الاتفاقيات تتم بين الدول ونحن مع الحكومة العراقية في ما وقعت عليه من اتفاقيات، اما عن المظاهرات التي خرجت فقد كانت نتيجة العاطفة لكنها لا تعبرعن رأي من قام بها».
دور إيجابي للحشد الشعبي
ردا على سؤال حول الاتهامات الموجهة للحشد الشعبي بارتكاب تجاوزات طائفية، قال الجبوري: مقاتلو الحشد الشعبي تحركوا بعد فتوى من المرجعية الدينية الشيعية، والحشد الشعبي يضم عدة فصائل وألوية وكان دورهم ايجابيا في تحرير المناطق التي استولى عليها «داعش». والتجاوزات التي حدثت من بعض العناصر في الحشد الشعبي هي تجاوزات فردية لا يمكن تعميمها.
أميركا مسؤولة عن كل ما حدث
حمّل الجبوري أميركا مسؤولية كل ما حدث للعراق، «فبعد ان دخلت القوات الأميركية العراق لم تبن مؤسسات ديموقراطية صحيحة وانما أتوا بأناس ليسوا برجال دولة. واتذكر هنا واقعة استشهاد عمي عبدالله حسين جبارة الذي كان يشغل منصب نائب محافظ صلاح الدين عندما استولى «داعش» على مبنى المحافظة وخرج الجميع لكنه رفض الاستسلام والخروج من المبنى واستشهد وهو ممسك بسلاحه».
الجبوري أكد في حديث مع «الراي» أن «الدواعش لا يجيدون إلا لبس الأحزمة الناسفة أو قيادة السيارات المفخخة، لكنهم لا يجرؤون على المواجهة، وأولادنا المقاتلون أثناء تحريرهم للمناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم استغربوا من ان مقاومته كانت أقل بكثير من المتوقع».
وحمّل الجبوري، أميركا مسؤولية كل ما يجري بالعراق، مؤكدا ان «مجلس العشائر يدعم كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية». وتابع «بيني وبين داعش ثأر ودم، ومستعدون للقضاء عليه في أسبوع، وبيعات العشائر لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كانت قسرية، والمبايعون ليسوا بشيوخ عشائر». وفي ما يلي نص اللقاء:
• ما دور مجلس العشائر في محافظة صلاح الدين؟ ومتى تم تأسيسه؟
- العشائر العراقية لعبت دوراً كبيراً في محاربة الإرهاب حتى قبل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، حيث كانت تلك العشائر منخرطة في محاربة تنظيم القاعدة. وكل مسميات الجماعات الإرهابية، رغم اختلافها، تصب في النهاية بهدف واحد وهو تشويه صورة الإسلام الحقيقية وما يحمله من رسالة انسانية تحترم الآخر ولا تلغي وجوده.
أما عن تأسيس المجلس فقد كان في 2003 وكان برئاسة والدي رحمه الله، وكان ومازال يقوم بأعمال خدمية والفصل في النزاعات الاجتماعية، ولعب دوراً وطنياً كونه يضم 66 عشيرة في محافظة صلاح الدين تنطوي جميعها تحت لواء هذا المجلس وتجتمع مرتين كل شهر. اختطف والدي من قبل تنظيم القاعدة في عام 2007 بعد تأسيس هذا المجلس في أعقاب عودته من أداء مناسك الحج وتم قتله، وبعدها تم تكليفي بإكمال هذا المشوار ورئاسة المجلس.
• بث «داعش» مقاطع مرئية تظهر بعض شيوخ العشائر، وهم يقدمون البيعة لزعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي». كيف تفسر ذلك؟
- العشائر العراقية الموجودة في مدينة الموصل، التي كان تنظيم داعش يسيطرعليها، تمتد لمناطق مترامية ومساحات واسعة وتشمل ملايين السكان. كبار شيوخ العشائر المرموقون في الموصل غالبيتهم خرج بعد دخول هذا التنظيم للمدينة، ولم يبايعوه وعلى رأسهم شيوخ عشيرتي «الجبور» التي هي أكبر عشيرة في الموصل، مثل الشيخ عبدالرزاق مقبل الوقاع الذي خرج وسكن أربيل، والشيخ محمد نوري العبد ربه، والشيخ عثمان العبدربه، اللذين رحلا إلى بغداد، وكذلك بقية شيوخ العشائر الرئيسة. أما من بقي في الموصل وارتدى العقال والبشت وسماهم داعش بشيوخ العشائر فهم ليسوا كذلك، حتى وان كان هناك من بايع فقد بايع مرغماً، وهي بيعات شكلية والخلل كان يكمن في انسحاب الجيش العراقي وتركه المدينة لداعش.
دخول هذا التنظيم لهذه المدينة كان في يوم واحد من دون قتال، في لغز محير لم يتم حله حتى الآن، والبرلمان وقتها استدعى القيادات العسكرية للوقوف على ما حدث، وتم تشكيل لجنة لمعرفة الحقيقة، وحتى الآن لم يتم تشخيص الخلل الذي حدث.
الدليل على ان هذه البيعات التي تتحدث عنها بيعات شكلية انه قبل دخول الجيش لتحرير الموصل من قبضة داعش، كان أهالي العشائر العراقية يمدون الجيش العراقي بمعلومات استخباراتية حول أماكن تواجد التنظيم وتحركاته.
• هل واجهت الدواعش وجهاً لوجه؟
- نعم، بيني وبين داعش ثأر ودم، فأول شهيدة في قتالنا لهذا التنظيم الإرهابي كانت شقيقتي الشيخة أمية ناجي الجبارة الجبوري، واستشهدت في معركة منطقة العلم أثناء قتالها لتنظيم داعش قبل عامين، وكنت أنا قائد هذه المعركة.
داعش لا تؤهله امكاناته بحال من الأحوال ان يستولي على كل تلك المساحات التي استولى عليها، وانما ما حدث ان الإعلام خدمهم بالإضافة إلى غياب القوات الرسمية. أعدادهم كمقاتلين ومسلحين لا تسمح ولا تفي بالاستيلاء على كل تلك المناطق.
الدواعش لا يجيدون إلا لبس الأحزمة الناسفة أو قيادة السيارات المفخخة لكنهم لا يجرؤون على المواجهة، وأولادنا المقاتلون أثناء تحريرهم للمناطق التي كانت يسيطر عليها التنظيم استغربوا من ان مقاومته كانت أقل بكثير من المتوقع. وكل شيوخ العشائر الذين تم قتلهم على يد داعش انما قتلوا بطريق الغدر وليست المواجهة.
• هل ما زال لهذا التنظيم تواجد في محافظة صلاح الدين؟
- محافظة صلاح الدين من المحافظات المليونية وبها أكثر من 1.3 مليون نسمة، ولم يتبق في يد هذا التنظيم إلا مساحات قليلة نحن قادرون على تحريرها في ظرف أسبوع، إذا طلبت منا الأجهزة الأمنية ذلك.
• هل ثمة تنسيق بينكم وبين المؤسسات العسكرية والأمنية في العراق؟
- نحن داعمون لكافة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
• هل ما زال هناك عراقيون ينخدعون بالتنظيم؟
- الدواعش يدعون زوراً انهم يريدون اقامة الخلافة الإسلامية، لكن أعمالهم كلها قتل وتشريد وسفك دماء وحرق بيوت وسرقة أموال، والغاية من كل ذلك هو تشويه صورة الإسلام النقية. والمسألة لا تتعلق بالعراقيين فقط، فخلال مقاتلتنا لهذا التنظيم شاهدنا صينيين وآذريين وأفغانا وباكستانيين وغيرهم.
• كيف ترى مستقبل العراق؟
- العراق مرهون بالمصداقية الأميركية تجاه العراق، وأميركا دائماً ما تبحث عن مصالحها فقط.
الجبوري وقضايا الساعة
الاتفاقيات تحكم علاقة الكويت والعراق
بسؤال الشيخ خميس الجبوري عن قضية خور عبدالله، أجاب قائلاً: نحن كعشائر لا ننخرط في القضايا السياسية فدورنا هو اجتماعي في المقام الأول.
وأضاف «الاتفاقيات تتم بين الدول ونحن مع الحكومة العراقية في ما وقعت عليه من اتفاقيات، اما عن المظاهرات التي خرجت فقد كانت نتيجة العاطفة لكنها لا تعبرعن رأي من قام بها».
دور إيجابي للحشد الشعبي
ردا على سؤال حول الاتهامات الموجهة للحشد الشعبي بارتكاب تجاوزات طائفية، قال الجبوري: مقاتلو الحشد الشعبي تحركوا بعد فتوى من المرجعية الدينية الشيعية، والحشد الشعبي يضم عدة فصائل وألوية وكان دورهم ايجابيا في تحرير المناطق التي استولى عليها «داعش». والتجاوزات التي حدثت من بعض العناصر في الحشد الشعبي هي تجاوزات فردية لا يمكن تعميمها.
أميركا مسؤولة عن كل ما حدث
حمّل الجبوري أميركا مسؤولية كل ما حدث للعراق، «فبعد ان دخلت القوات الأميركية العراق لم تبن مؤسسات ديموقراطية صحيحة وانما أتوا بأناس ليسوا برجال دولة. واتذكر هنا واقعة استشهاد عمي عبدالله حسين جبارة الذي كان يشغل منصب نائب محافظ صلاح الدين عندما استولى «داعش» على مبنى المحافظة وخرج الجميع لكنه رفض الاستسلام والخروج من المبنى واستشهد وهو ممسك بسلاحه».