نسمات

شكراً... شيخ راشد!

تصغير
تكبير
عندما فتحت هاتفي النقال فوجئت برسالة تهنئة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- حاكم دبي- بمناسبة احتفالات الكويت الوطنية، لم أصدق ما قرأته واعتقدت بأنه مزحة من أحد الأصدقاء إلى أن شاهدت أخبار تلفزيون «الراي» لأتأكد بأنها فعلا رسالة من سمو الشيخ محمد إلى جميع المواطنين الكويتيين!!

كذلك فقد شاهدت فيديو يبين بأن حكومة إمارة دبي قد أعطت كل مسافر من الكويت «كرتوناً» يحوي العديد من الهدايا من دبي للكويتيين بمناسبة احتفالاتهم!!


لا شك أن مثل تلك المشاعر الطيبة من إخواننا في الإمارات المتحدة هي أبلغ وسيلة لمشاركتنا أفراحنا ولإشعارنا بأن لنا إخوة يحبوننا ويشاركوننا أفراحنا!

إن ذكرى الاستقلال وذكرى التحرير هي ذكرى عزيزة مغروسة في مشاعرنا ويسعى الكثيرون للتعبير عنها من خلال رفع الأعلام والمسيرات بالرغم من أن أغلب المحتفلين بهذه الذكرى هم من الشباب الذين لم يولدوا قبل الغزو العراقي الآثم لدولتنا الحبيبة!!

إن المطلوب منا ليس فقط الاحتفال بتلك المناسبات والفرح بها ولكن أن نجعلها مناسبة لترسيخ مفاهيم الوطنية بين أبنائنا وأن نرسخ فيهم مفاهيم الولاء وحب الخير وان نحذرهم من الأشرار الذين يحملون شعارات الوطنية والقومية وغيرها ممن دمروا أوطاننا وجروا إليها الحروب والنزاعات!!

ما أكثر ما انخدعنا!!

وللأسف أن أولئك المجرمين قد استغلوا طيبتنا وسذاجتنا وثقتنا الزائدة فيهم لكي يخدعونا ويطعنونا في ظهورنا!!

هل كان لصدام حسين أن يتمكن من غزونا لولا أننا بالغنا في الوثوق به إلى درجة استعداء جيراننا من أجله وبذل أموالنا من أجل نصرته في مغامراته التافهة، ثم عندما هددنا بالانتقام منا لم نأخذ كلامه على محمل الجد واستدرجناه إلى أن رأيناه وسط بيوتنا!!

أما المجرم الأكبر علي صالح والذي يشهد تاريخه بدمويته ونقضه للعهود وتعاونه مع الشيطان من أجل تحقيق أهدافه فقد خدعنا المرة تلو المرة، وحتى عندما خلعه شعبه وفجروا فيه، سارعنا إلى علاجه ثم إلى إرجاعه إلى اليمن لكي يستكمل دوره المشؤوم، ثم اضطررنا إلى دفع مليارات الدنانير لمحاربته من جديد!!

وها نحن نكرر نفس الخطأ مع إيران التي لا تخفي أطماعها في منطقتنا وتتفاخر بأنها قد احتلت أربع عواصم عربية، فنسارع لإرضائها بينما أنيابها تسيل منها دماؤنا!!

وقبلها ارتكبنا نفس الأخطاء عندما دعمنا الطالبان المجرمين والمتخلفين لكي يدمروا أفغانستان ويفجروا حرباً أهلية فيها، ودعمنا المجرم أسامة بن لادن الذي رفع شعار محاربة الغرب ثم تسبب في نكسات الأمة منذ بداية القرن الحادي والعشرين، وجاء بعده المجرم الكبير مصطفى الزرقاوي الذي أشعلها حرباً شعواء في العراق وسورية، وسار خلفه خلق كبير من أهل السنة طمعاً في تحرير بلدانهم من الاستعمار وأنشأ لنا كائنا ممسوخاً سماه الدولة الإسلامية سلّطه على أهل السنة بينما الأعداء الآخرون يتفرجون ويضحكون!!

وجاء خلفاؤه ومنهم أبو عمر وأبو بكر البغدادي ليذيقا هذه الأمة سوء العذاب وليبطشا بها إلى أن تعاون الاصدقاء والأعداء جميعهم لصد هجمة «داعش» ثم لتسليم ما يتم تحريره إلى الحشد الشعبي المتعصب!!

إن هنالك دروساً كثيرة لا بد لنا من دراستها وتعلمها لكي لا نفاجأ بغزو جديد لبلادنا يأتي ممن نعتقد بأنهم من أقرب المقربين إلينا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي