«الراي» حضرت تصوير العمل الذي يعود به تلفزيون الكويت إلى الإنتاج الدرامي

«البرواز»... حين يحطّم المرض النفسي العلاقات الإنسانية

تصغير
تكبير
حمد البدري: السهرة بمنزلة فيلم تلفزيوني... وهناك خطة لعدد من الأعمال الأخرى

فيصل العميري: من الأعمال النادرة خليجياً... ويضاهي الأفلام السينمائية

حنان المهدي: أجسِّد شخصية معقَّدة ذات أبعاد نفسية تتطلب جهداً كبيراً
هي زوجة طبيب نفسي.

لكن ذلك لم يشفع لها أمام مرض نفسي عضال جعل منها مصدر إزعاج لكل القريبين منها!


إنها مصابة بحالة من الهلاوس تدفعها إلى توهم أن لها طفلة صغيرة، لكنها فقدتها بطريقة ما، وأن جيرانها يخبئونها لديهم ويرفضون إظهارها وإعادتها إلى حضن أمها... ويزيد من تعقيد الأزمة أن ابنة الجيران بالفعل تحمل المواصفات ذاتها التي ترددها الجارة المريضة!

هذه هي القصة المحورية - إلى جانب تفريعات أخرى - لسهرة تلفزيونية تحمل اسم «البرواز»، وتنتمي إلى الدراما السيكولوجية التي ترصد الخلل النفسي حين يصيب الإنسان، وانعكاساته السلبية على سلوكه ووضعه لدى الآخرين.

سهرة «البرواز» عمل يجمع بين الإثارة والإشفاق والغموض، ويعود بها تلفزيون الكويت إلى الإنتاج الدرامي مرة أخرى، وهي من تأليف عبدالعزيز الحشاش وإخرج حمد البدري، أما الإشراف فيتولاه عامر العامر.

«الراي» ذهبت إلى الاستديو، لاستطلاع أحداث «البرواز»، وإماطة اللثام عن ملامح صورته، ورصد خصائص شخصياته التي يشارك في تجسيدها كوكبة من الفنانين بينهم انتصار الشراح، فيصل العميري، حنان المهدي، عبدالله البارون، سوسن الهارون، فيصل دشتي، وغيرهم، حيث تُعد السهرة هذه باكورة مجموعة من السهرات التلفزيونية المشابهة، التي يعتزم تلفزيون الكويت المضي في إنتاجها خلال المرحلة المقبلة، معتمداً على العاملين في الوزارة من المتخصصين والفنانين بهدف إعطائهم الفرصة، وبينما حضرت «الراي» تصوير بعض المشاهد، انتهزت الفرصة وتحدثت إلى بعض الفنانين المشاركين.

البداية كانت مع فيصل العميري الذي قال «إن سهرة (البرواز) كُتبت بشكل جيد من قبل المؤلف عبد العزيز الحشاش على طريقة (السايكو دراما)، أو ما يطلق عليه الدراما النفسية»، مشيراً إلى «أنها من الأعمال النادرة في الوسط الفني بمنطقة الخليج، وهو أمر أغراني أكثر بالمشاركة في هذه السهرة التي يُراد لها أن تُصنع على غرار الفيلم التلفزيوني»!

العميري أعرب عن سعادته بطريقة العمل السينمائية لهذه السهرة، مردفاً: «لأنني عندما عملت في تجارب الأفلام أحببت السينما، والشخصية التي تظهر في إطار المشهد الواحد، على عكس المسلسل الذي يمتد على مدى حلقات طويلة»، ومواصلاً أنه أراد أن يكون من أوائل الموجودين في هذه السهرات مع تلفزيون الكويت، ومع زميله في الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية وصديقه المخرج حمد البدري والذي يعمل معه منذ تخرجهما في المعهد عام 1999.

وعن دوره في السهرة، كشف العميري النقاب عن أنه يجسد شخصية طبيب نفسي، هو الدكتور مشعل الذي يحاول أن يعالج زوجته الواقعة تحت أوهام نفسية تصور لها أن لديها طفلة مختفية، أو مفقودة، على رغم أنها ليست لديها أي اطفال، موضحاً أنه يحاول معالجتها نفسياً عن طريق الصدمة، إلى أن تقتنع - بعد جهود طائلة - بأن هذه الطفلة التي تظنها ابنتها ليست كذلك، بل هي طفلة الجيران!

وختم العميري كلامه بأن مثل هذه السهرات والتمثيليات كانت تؤثر جداً في الجمهور على مر السنوات، والدليل تمثيلية «سارة» للفنانة حياة الفهد و«الفخ» للراحل غانم الصالح، وغيرها من الأعمال التي لا تزال راسخة في الأذهان.

في هذا السياق، أزاحت الفنانة سوسن الهارون الستار عن أنها ستجسد شخصية الطبيبة أنوار المتزوجة من الطبيب فيصل دشتي، وتواجه مشكلة مع جارتها التي تتهمها بأنها سرقت ابنتها وتخفيها عنها، لافتة إلى أن السهرة حافلة بالإثارة والغموض والتوتر!

اما الفنانة حنان المهدي، فأكدت أنها تجسد الشخصية المحورية والمثيرة في هذا العمل، وهي شخصية سهام زوجة فيصل العميري التي تعاني نفسياً نتيجة اعتقادها أن لديها طفلة، لافتة إلى أن هذه الشخصية تحمل صعوبة درامية شديدة جداً وتحتاج إلى دراسة أبعادها النفسية، وتتطلب الكثير من الجهد لإقناع الجمهور بها.

وأضافت: «منذ قراءتي الأولى لأوراق هذا العمل أعجبني للغاية لأنه بالفعل يشبه في لغته الفنية أفلام السينما إلى حد بعيد»، مكملة: «وأنا كنتُ قد شاركت من قبل في فيلم (حبيب الأرض)، ولذلك لم أتردد في قبول المشاركة، لأنه يُعتبَر بالفعل فيلماً تلفزيونياً»، ومبينة أنها تميل إلى الأعمال التي لا تقيدها بمواعيد لفترة طويلة، مثل الأعمال الدرامية كثيرة الحلقات لأنها مرتبطة بالمسرح أكثر والبرامج.

المخرج حمد البدري التقط طرف الحديث، معتبراً أن سهرة «البرواز» بمنزلة فيلم تلفزيوني، والأهم أنه يعد عودة جديدة من إدارة الإنتاج في تلفزيون الكويت إلى الإنتاج الدرامي من جديد، حيث كان الجميع يعتقدون أنها ستعتمد فقط على الإنتاج بطريقة المنتج المنفذ للدراما، لكن الجميل أنها الآن تعمل على الجناحين، مشيداً بالطاقم الفني «الذي يعمل كخلية نحل، ومعظمهم موظفون في وزارة الإعلام، لكنهم كانوا في حاجة إلى التشجيع والدعم، وأن يعطوا الفرصة حتى يبدعوا في تخصصاتهم لاسيما وأنهم جميعا دارسون ومتخصصون كل في مجاله».

وأكمل البدري: «إن هذا الفيلم التلفزيوني هو البداية، وهناك كم كبير من هذه الأعمال آتية على الطريق لزملائي ستقوم بتنفيذها إدارة الإنتاج، فضلاً عن وجود دعم لها من وكيل الوزارة طارق المزرم، والوكيل المساعد لشؤون التلفزيون مجيد الجزاف»، مذكراً بأن «هذه السهرات التلفزيونية التي يقوم بإنتاجها التلفزيون كثيراً ما حققت جوائز وحظيت بمتابعة من الجمهور».

وأوضح أن «البرواز» عمل اجتماعي أسري، يناقش قضية فلسفية لها علاقة بمرض نفسي لدى الأم، وينعكس هذا المرض على حياة الأسرة وكيانها، ما يجعلهم يبذلون جهوداً كبيرة لعلاج هذا الأمر، مشدداً على أن العمل سيكون له صدى كبير عندما يعرض على الشاشة لما يحتوي عليه من دراما مشوقة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي