حديث القلم

خور عبدالله بن صباح

تصغير
تكبير
تاريخ طويل من الادعاءات والتحرشات التي تعود إلى عهد الدولة العثمانية، التي كانت تحكم العراق الحالي حكماً مباشراً، وصولا إلى الادعاء الأخير بعراقية خور عبدالله، وهو الخور الذي يتخذ من اسمه دليلاً دامغاً على تبعيته للكويت، حيث سمي بخور عبدالله نسبة إلى حاكم الكويت الثاني عبدالله بن صباح الأول. وقد ذكر في خريطة كارستن نيبور في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي.

الادعاءات كانت في الواقع ترتكز على أطماع توسعية، إنما اليوم هي برأيي مختلفة عن الادعاءات العراقية السابقة، لأنها تأخذ صبغة شعبية وإن كانت أطلقت وسط صمت الجهات الرسمية، إلا أنها لا تثير برأيي أي نوع من أنواع القلق، بسبب اختلاف الظروف الإقليمية والسياسية والاقتصادية، وبسبب حسم ملف ترسيم الحدود الذي أغلق من خلال الأمم المتحدة وأصبح غير قابل للفتح أو حتى إعادة النظر مجددا، ناهيك عن الاختلالات والمآسي التي تسببت بها الأطماع القديمة، والتي انتهت بكارثة الغزو العراقي الغاشم سنة 1990.


وبالتالي فإن رجال السياسة في العراق على الصعيدين البرلماني الشعبي والحكومي، يجب أن يكونوا أكثر حصافة واتعاظا من أخطاء الماضي التي لم تخلف سوى الكوارث والدمار، بسبب ادعاءات واهية مخالفة لجميع الحقائق والأحداث التاريخية وما يتخللها من اتفاقية ملزمة.

المنطقة اليوم بالكامل تولي اهتماما بالغا بالتنمية الاقتصادية والبناء، وطي صفحات الصراعات المسلحة التي أدت إلى نتائج وخيمة كان لها أثر كبير في تعطيل النهضة الحضارية، وجلبت ما جلبت من الدمار الشامل الذي طال مختلف مناحي ومجالات الحياة. ومن غير المنطقي اليوم أن تفتح ملفات مغلقة ومنتهية، للبحث عن خلافات وصراعات قديمة أخذت حصتها من التاريخ وولت إلى غير رجعة.

الحكومة العراقية مطالبة اليوم بإسكات هذه الأصوات الشعبية، التي لا تعبر سوى عن أصحابها الذين يغضون الطرف عن القوانين والاتفاقيات الدولية، ويريدون إشعال المنطقة من جديد لخدمة أطراف وقوى إقليمية مهتمة كثيراً بزعزعة الاستقرار، وتسعى جاهدة عبر مختلف أدواتها لزرع قنابل موقوتة في منطقة الخليج العربي وغيرها من مناطق الشرق الأوسط.

وخزة القلم:

الادعاءات العراقية الأخيرة جاءت وتفاقمت تقريباً بعد التصريحات التي أطلقها اخيرا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فهل هناك رابط بين هذه وتلك يا ترى؟

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي