لقاء / منافس قوي في مهرجان «أيام المسرح للشباب» بدورته الخامسة

منصور حسين المنصور: أراهن على فوز «حوار بين كمبيو والأصدقاء» وأتوقع أن ينال إعجاب ذواقة المسرح

تصغير
تكبير
| حاوره - إيلي خيرالله وشوق الخشتي |
منصور حسين المنصور العرفج من مواليد العام 1987 في منطقة كيفان. ابن عائلة فنية عريقة وصاحب بصمات واضحة في المهرجانات المسرحية. دينامو شركة «seven style» للانتاج الفني التي يملكها «عيال المنصور» زار مكاتب «الراي» برفقة اثنين من أسرة مسرحيته «حوار بين كمبيو والأصدقاء» دعيج الهزيم مصمم الاستعراض وعبدالله الشتيلي من شباب الاستعراض وذلك تلبية لدعوة وجّهت له لمحاورته حول استعداداته للمشاركة في مهرجان «أيام المسرح للشباب» بدورته الخامسة اذ سيخوض هذه المعركة الثقافية متسلحاً بمسرحية «حوار بين كمبيو والأصدقاء» التي بدأ عرضها على خشبة مسرح التحرير في كيفان مع حلول عيد الفطر المبارك وسيستمر عرضها حتى بداية شهر نوفمبر المقبل.
انطلاقاً من البدايات وصولاً الى آخر المستجدات في حياته الفنية كان هذا الحوار المطول مع منصور وقد استهل بالسؤال التالي:
• حدثنا عن بداياتك في مجال الفن؟
- نشأت وسط عائلة مكوّنة من أب منتج وممثل وعم ممثل وعم مخرج وآخر مهندس ديكور فتأثرت بهم جميعاً. أفراد عائلتي ساهموا في جعل الفن جزءاً لا يتجزأ من مسار يومياتي، اذ ان عمي عيسى كان يصطحبني برفقته عندما يذهب لينفذ ديكوراً مسرحياً، وعمي محمد كان يدخلني المسرح أثناء أدائه البروفات، وعمي الراحل عبد العزيز المنصور كان يتيح لي امكانية مراقبة عملية التصوير التلفزيوني.
كل هذه العوالم الملفتة كانت تثير الفضول في داخلي، وتجذبني اليها شيئاً فشيئاً، وكنت مشتتاً بين فضاءاتها الشاسعة، الى أن وجدت ضالتي في مجالي التمثيل والاخراج. فحصرت دراستي بهذين المجالين والآن أتابع دراسة السنة الثانية في المعهد العالي للفنون المسرحية.
• هل اقتصرت معارفك في هذا المجال على ما تلقنته من دروس في الديرة؟
- لا. لقد التحقت بدورة تدريبية في مصر في مجال الاخراج التلفزيوني والسينمائي. وبعيداً عن الفن درست تخصصا مغايراً في البحرين. وتجدر الاشارة انني أخرجت مسرحيات وشاركت في مهرجانات قبل دخولي المعهد اثر متابعتي لدورات اعداد الممثل التي كان ينظمها مسرح الشباب، اضافة الى ما اكتسبته من خبرات اثر اختلاطي بكبار الفنانين أمثال فيصل العميري وفيصل العبيد وسواهما.
• أولى تجاربك التمثيلية تعود الى العام 1997 في مسلسل «دارت الأيام» فماذا بقي في ذاكرتك من تلك التجربة؟
- كنت في العاشرة من عمري. ذاك المسلسل تحدّث عن حقبتين من الزمن أولهما فترة الخمسينات والثانية امتدت لأوائل الثمانينات. دوري اقتصر على ظهور قسري في سبع حلقات من المسلسل ضمن أربعة عشر مشهداً وقد أديت شخصية أبي في طفولته.
أذكر تماماً أن عمي الراحل عبدالعزيز المنصور اشترط على والدي أن أشارك في هذا المسلسل ليتصدى لاخراجه اذ كان قد رآني أؤدي دوراً على خشبة مسرح المدرسة ولفته أسلوبي في الأداء التمثيلي. وعليه تم اختياري لهذا الدور فأجلسني عمي الى قربه وقرأنا النص معا كما شرح لي كل ما علي فعله.
الى ذلك لجأت الى والدتي وطلبت منها أن تجهز لي بعضاً من «الدشاديش» التي كانت رائجة في الخمسينات فذهبت الى سوق المباركية واحضرت لي ما طلبته منها. كما أنني أطلت أظافري وجعلت تسريحة شعري متماشية مع موضة تلك الأيام بناء لنصائح جدتي.
شخصية سعود ولد سويرة التي أديتها في مساحة ضيقة نسبياً تركت بصمة وما زالت راسخة في أذهان الناس.
• كيف تخطيت صعوبات اتقان الدور وانت في هذه السن الصغيرة؟
- الجلسة المطولة مع عمي التي امتدت لأربع ساعات متواصلة ساهمت في تذليل الصعوبات فقد أوضح لي طريقة التعبير المملؤة بالحزن أو الفرح وفقاً للحالات النفسية المتقلبة التي تختبرها الشخصية.
• اطلالاتك التلفزيونية التالية كانت نادرة جداً منها مشاركتك في «صحوة زمن» فما سر هذا الجفاء بينك وبين الشاشة الصغيرة؟
- مما لا شك فيه ان الأب يحاول دائماً ان يجنب أولاده اختبار المصاعب التي واجهته في حياته. من هذا المنطلق شعر أبي أنه لا بد من أن يعمل على حمايتي من المشقات التي اعترضت سبيله اثر خوضه غمار الفن وقد حاول بشتى الطرق أن يمنعني من دخول هذا العالم الى أن اكتشف أنني أقدمت على اخراج عمل مسرحي سراً دون علم منه عندها رضخ للأمر الواقع وصارحني بحقيقة مخاوفه وانه كان يتمنى لي أن أكون طبيباً أو مهندساً الا أن الموهبة التي في داخلي أبت الا أن تخرج الى العلن.
• ما سر تصريحاتك السابقة بأنك ستنقطع تماماً عن التمثيل وتتفرغ للاخراج؟
- هذا حقيقي ولعل رغبتي تلك كانت مبنية على نظرية أن التمثيل والاخراج من الصعب أن يلتقيا في شخص واحد لكن اكتشفت فيما بعد ان الفنان ملك للجمهور. قناعتي السابقة دفعتني الى رفض عروض من كبار المخرجين (محمد دحام الشمري، أحمد المقلة، رمضان علي) للمشاركة في المسلسلات الرمضانية. لكنني عدت عن قراري اثر موقف حصل لي وترك في نفسي أثراً عميقاً.
• هلا ذكرت لنا هذا الموقف؟
- كنت متواجداً في احد المستشفيات مصطحباً ابن خالتي الذي تعرض لاصابة في يده. عند الممر التقيت بطفلة صغيرة تجهش بالبكاء وقد بدت على محيا أفراد أسرتها ملامح الأسى والحزن. في لحظة وقع فيها بصرها علي توقفت عن البكاء. لم أرد التطفل عليهم وسرت في طريقي لكن الوالد ناداني قائلا: «لو سمحت ابنتي ترغب في أن تتبادل الأحاديث معك» فامتثلت لرغبته وكانت ساعات من الفرح عشتها مع تلك الطفلة. وحين هممت للمغادرة طلب مني والدها أن أزورها باستمرار، وكشف لي أنها مصابة بمرض خبيث. هذا الموقف أثر بي كثيراً لاسيما أن الطفلة أعربت عن حزنها حين صارحتها بأن لا أعمال تمثيلية لدي في رمضان وقالت لي «لازم تمثل».
• وكيف ستترجم هذا القرار الجديد عملياً؟
- سأباشر تصوير مسلسلين تلفزيونيين في آن واحد مع بداية العام 2009.
• هل من تفاصيل توضح لنا من خلالها هذه الخطوة؟
- أحد العملين ليس من انتاج شركتنا والمنتج لم يمنحنا الضوء الأخضر للادلاء بأي تصريح اما الثاني فهو من انتاجنا وتأليف عبدالعزيز الحشاش ونحن نحضرّه لرمضان الـ 2009. وثمة مسلسل ثالث للكاتبة سلوى الجوهر مازال قيد التحضير.
• «فن في زمن العولمة» تعتبر المشاركة الأولى لك مع مهرجان أيام المسرح للشباب فما الذي تذكره عن تلك التجربة؟
- ذاك العرض كان من اخراجي وتعاونت في تأليفه مع عبدالله الطراروة. كنت في السادسة عشرة من عمري فلم يسعني المشاركة اذ ان شروط الاشتراك بالمهرجان تقضي بأن يكون المتسابقون في الثامنة عشرة وما فوق. لذا قدمت المسرحية على هامش الدورة الأولى من المهرجان ولم تدخل المنافسة وقد صودف أن يتزامن توقيت العرض مع اضطراري للسفر الى القاهرة للخضوع لعملية جراحية. لم اتمكن من رؤية العرض لكن تماطرت عليّ الاتصالات حاملة التهنئة على هذا العمل أبرزها من عمي محمد الذي قال لي: «اذا قررتُ العودة الى المسرح فسأختار أعمالاً من مستوى فن في زمن العولمة».
• وأين كان موقعك في الدورة الثانية من مهرجان أيام المسرح للشباب؟
- تلك الدورة كانت على مسرح الدسمة. شاركت كمساعد مخرج مع أخي علي العلي في مسرحية «ذ.م.م» وقد حصدت المسرحية جائزة أفضل عرض متكامل.
• وفي الدورة الثالثة؟
- تعذرت علي المشاركة نظراً لخضوعي لجراحة في القاهرة أيضاً.
• والرابعة؟
- تلك الدورة كانت محاطة بالشؤم من النواحي كافة. كنت قد جهزت عملاً من بطولة عبدالقادر الهدهود وريما شعار و60 عنصراً كمجاميع. مع اقتراب موعد العرض بقي من الستين ثلاثة شبان فقط نظراً لارتباط الفتيان بالامتحانات المدرسية. قررت الانسحاب الا أن مدير المهرجان عبدالله عبدالرسول دفعني للعدول عن تلك الخطوة وأعرب لي عن استعداد ادارة المهرجان لتقديم ما أحتاجه من دعم.
كلامه دفعني لكتابة نص جديد بعنوان «سارة» وعملنا على البروفات لتسعة أيام فقط. ليلة العرض تعرضت لحادث كاد أن يودي بحياتي لكن في ختام المهرجان نال العمل ثلاث جوائز.
• وهل سوء الطالع يلازمك على الدوام؟
- لقد بت معتاداً أن يقع مكروه حين أقدم على عمل جديد. ومع بدء عرض العمل الأخير «كمبيو والأصدقاء» دخلت المستشفى اثر عارض صحي ألم بي. الحمدلله على كل حال.
• «حوار بين كمبيو والأصدقاء» ستدخل في منافسة مع المسرحيات التسع الأخرى المشاركة في الدورة الخامسة من مهرجان أيام المسرح للشباب، علماً أنها قد عرضت في عيد الفطر فهل هذا مسموح وفقاً لشروط المهرجان؟
- الشرط الوحيد الذي يمنع عرض المسرحية هو أن تكون قد شاركت في مهرجان سابق ونحن لم نخلّ بهذا البند.
• كم تملك هذه المسرحية من حظوظ النجاح وحصد الجوائز؟
- المسرحية موجهة الى الأطفال أي انها تطال المرحلة العمرية الأكثر حساسية في حياة المرء. البعض يستهينون بمسرح الأطفال علماً أن أخطر القضايا قد تطرح من هذا المنبر. أنا أراهن على نجاح هذا العمل وأتوقع أن ينال اعجاب ذواقة المسرح.
• ما أبرز نقاط القوة في العمل؟
- هو يستند على الاستعراض ويقدم المعلومة بطريقة ايحائية دون اتباع الأسلوب المباشر الذي مللنا منه. العمل يحاكي طفل هذا العصر ويزخر بالقيم التربوية، الدينية، البيئية.
• كيف كانت ردود الفعل اثر عرض العمل؟
- كثير من الفنانين عبروا لي عن اعجابهم بالعرض منهم فيصل العميري وبسام الكندري وقالوا لي لقد رأينا عرضاً عالمياً حتى ان احدى السيدات قالت على الملأ عند انتهاء العرض «والله انكم تسوون المسرحيات بو 10 و20 انتو مفروض تذكرتكم بـ 30 ديناراً». أيام العيد غصت الصالة بالجمهور خلال العرضين المتتالين في اليوم الواحد.
• ما تعليقك بالنسبة الى التغيرات التي طرأت على فعاليات مهرجان أيام المسرح في دورته الحالية؟
- أجد أنها تغييرات ايجابية وتصب في صالح الشبان والمهرجان في آن معاً. لن نأتي على ذكر ارتفاع قيمة الجوائز المادية اذ ان العديد من المهرجانات العالمية لا تمنح مكافآت مالية لكن يكفي أن نشير الى التنظيم المميز لهذا المهرجان. سنرى شكلاً مختلفاً لمهرجان أيام المسرح للشباب هذه السنة.
• ألم يخطر لك سابقاً أن تنقل العمل الذي تشارك فيه ضمن المهرجانات الى عمل جماهيري؟
- سبق أن عرض علي بأن أنقل مسرحية «بروفة جنرال» التي قدمت في مهرجان الخرافي الماضي لتعرض على خشبة المسرح التجاري لكنني رفضت العرض حين اكتشفت بأن ثمة الكثير من الشروط الانتاجية لن تتوفر. لقد امتنعت عن المشاركة في الأعمال التجارية لأنني صاحب مبدأ والحمدلله لست ألهث وراء المال بل أريد أن أصنع اسماً.
• ما المشاريع المسرحية المستقبلية بعد المهرجان؟
- سنطير الى تونس في شهر 12 لنعرض «حوار بين كمبيو والأصدقاء» للجمهور التونسي.
• وهل ستشارك في مهرجان الخليج المسرحي 2009؟
- لن أتمكن من ذلك اذ قطعت عهداً على أستاذي هاني النصار بأن أساعده في الاخراج والتمثيل في عمل مسرحي من تأليف فيصل العبيد سيدخل المنافسة في مهرجان الخرافي بدورته السادسة. وسيصادف أن يبدأ مهرجان الخرافي عقب مرور أسبوع على انتهاء مهرجان الخليج لذا لن نتمكن من المشاركة في الاثنين معاً.
• مشاركاتك في المهرجانات عديدة فهل ان الخيبات ولحظات الاحساس بالظلم اثر اعلان النتائج عديدة أيضاً؟
- لا استطيع القول ان لجان التحكيم تعمدت أن تظلمني فهذا رأيهم الخاص ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الجمهور. الجائزة كناية عن خشبة مطلية بالنحاس والذهب ثمنها لا يتجاوز الـ 60 ديناراً. انها مجرد حافز وذكرى جميلة ليس الا.
• (مقاطعاً) لكن هذا لم يكن رأي حمد أشكناني بطل مسرحيتك «بروفة جنرال» اذ انه صرح بأنه لن يشارك في أي مهرجانات اثر عدم حصوله على جائزة؟
- «ما عنده سالفة» جمهور المهراجانات يقتصر على «ربع» الفنان لكن المواجهة الحقيقية تكون في تقديم عمل يستقطب عامة الناس. «بروفة جنرال» لاقت استحساناً ملحوظاً وقد شرفنا حضور الكبير عبد الحسين عبد الرضا وقد سمعنا منه اشادة وقال لنا « انتو فعلا مسرحيين لأن اللي بقلبكم قلتوه وذكرتوني ايام قبل أيام حامي الديار ودقت الساعة». بو عدنان رأيه يوازي رأي أهم لجنة تحكيم مع احترامي لهم جميعاً.
• ما سر الموقف العدائي الذي اتخذته لفترة من الوقت من الصحافة؟
- المسألة تعود الى يوم عرض مسرحية «الوجه الآخر» في مهرجان الخرافي. كنت فرحاً وقد أجبت على ما طُرح علي من أسئلة خلال المؤتمر الصحافي الا أن أحد الصحافيين لم يعجبه أسلوبي في الاجابة عن الأسئلة، وقال لي «انت قاعد ترد على الصحافة وكأنك جايب الأسئلة من بيتكم». ملامح وجهه أوحت للجميع وكأنه يتهمني بقلة الأدب فنهض والدي وقال له» لو سمحت ابني تلقى تربية فاضلة واذا قصدت بكلامك أن تمس بأخلاقه فالزم حدودك». اتهمني بأنني أرهقت الشبان الذين يؤدون التعبير الحركي وعوضاً عن الرد على اتهامه سألت الشبان «أرهقتكم؟» فأجابوا بصوت عال «لاااااااااااااا» عندها غادر المسرح وفي التغطية التي كتبها ضمنها الكثير من الاتهامات الباطلة. في حين أن الصحف الأخرى كتبت بصورة ايجابية تماماً.
• وماذا عن دور السينما في مسيرة منصور الفنية؟
- لدي خمسة افلام ثلاثة بينها من النوع الوثائقي واثنان روائيان. وفي شهر 12 سيعرض لي فيلمان أحدهما من فئة الأفلام القصيرة من تأليف عبدالعزيز الحشاش والثاني مدته ساعة ونصف الساعة.
• في ختام هذا اللقاء هل من توصيات معينة ترغب في نقلها الى القيميين على المهرجان؟
- الأستاذ عبدالله عبدالرسول بو محمد مدير المهرجان «ما تطوفو سوالف صغيرة هو أبوها وسندها وراعيها» هو أساس الادارة وقد أسس مسرح الشباب لذا لن تعوزه أي توصيات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي