تركي العازمي / سر انقطاع الكهرباء!

تصغير
تكبير
هناك أخطاء يمكن تجاوزها، وهي كثيرة حتى على المستوى الشخصي، وأثرها غالباً ما يكون محدوداً، وإن تصوره البعض خطأ فادحاً فهو، أي الخطأ، ناتج عن خطأ في التعامل مع موقف معين!
وفي المقابل، هناك أخطاء لا يجوز التساهل معها، وهي كثيرة جداً، والدليل مثبت في تقارير منظمة الشفافية للأعوام الماضية. هذه الأخطاء الجسيمة لم تجد من يستقبلها ويحقق فيها ويصدر القرار الصائب في حق المتسبب فيها، وهذا السلوك فتح المجال أمام المفسد ليستمر في فساده وينتقل من مرحلة الفساد إلى الإفساد.
على سبيل المثال لا الحصر، قبل فترة بسيطة توقف العمل في نسبة كبيرة من محولات وزارة الكهرباء الثانوية، ويقال والذمة على الراوي إن هذا بسبب فاعل أراد بفعلته هذه إحراج وزير الكهرباء المهندس محمد العليم. والتساؤل المشروع هنا: ما هي نتائج التحقيق في أسباب الكارثة التي أخرجت نسبة تصل إلى 30 في المئة من المحولات الثانوية من الخدمة؟
إنني استغرب من بعض الممارسات، واستغرب من بوادر الأزمة التي قد تحط بتداعياتها على العلاقة بين السلطتين.
إن سر انقطاع الكهرباء عن المحولات الثانوية ليس بالسر الوحيد، فهناك أسرار بحاجة إلى فرسان لديهم الشجاعة في الوقوف أمام موج الفساد الإداري والسلوك الإفسادي الذي تعاني منه الدولة. قد تكون الأسرار مطلية بطلاء سياسي ويصعب كشف الأسباب أمام العامة من الشعب ومدى والأضرار الناجمة عنها. وقد تكون المسألة ليست بهذه وتلك، ولكن... ما الذي يحصل يا سادة؟
إن الأمور واضحة في بعض الإخفاقات كالصحة، والتعليم التطبيقي، والجامعة، والوجبات المدرسية، والحقيبة الإلكترونية، والطلبات المدرسية المتزايدة، وقضايا تم نشر العوامل المؤدية لها.
ذهب صيف 2008 بقضايا عدة، وجاء دور الانعقاد ليكشف ما مررنا به خلال فترة الصيف وعلى الجميع تقبل النقد البناء، وعرض الأحداث بغية الإصلاح في إطار تعامل إيجابي، حسب ما نص عليه الدستور الكويتي. قد تكشف الأيام المقبلة الأسرار، وقد يتم فضح تجار الإقامات مع أنني أشك في ذلك... وقد تحدث المفاجأة تلو الأخرى!
إن النقاط المتناثرة في هذا المقال نقصد من ورائها رفع درجة الاستعداد لدى النواب والوزراء، كي يكونوا متصفين بالشجاعة الأدبية في توجيه النقد وتقبل وجهة النظر الأخرى في حوار يسوده الأدب والاحترام بين الأطراف. ولا نملك سوى حرية الرأي المسؤولة، داعين المولى عز وجل أن يهب الجميع سعة الصدر، وأن يلهم الباري النواب والوزراء صفة القيادة السليمة. والله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي