الأحاديث تتنوع وتتلون ويقصر مداها ويطول وتكتنفها آراء وأدلة وبراهين، وربما تكبر فتكون قضية لها روافدها، وربما تقصر فتنتهي ويحدث الاستقرار ويسير الناس في سبيلهم كي يحققوا ما يصبون اليه ويصلون ما يهدفون له بسهولة ويسر.
حديث الساعة في الاسبوع الماضي، هو الاستجواب المقدم من بعض اعضاء مجلس الامة لمعالي وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود (قدّم استقالته رسمياً امس الأثنين لمجلس الوزراء) والكل استمع الى ما قاله الطرفان وما استدلا عليه من دلائل وما قدما من شروح وما بيّنا من براهين لاثبات ما يشيران اليه، والاستجواب هو حق دستوري لعضو مجلس الامة لتبيان الحقيقة ولتوضيح الخلل، والمستجوب له الحق في الرد على كل ما يقدم له.
وفي هذه الساحة اطلع الجميع على ما قدمه الفريقان،والهدف هو الاصلاح والوصول الى طريق واضح ينتزع من دربه الفساد وتعمر على جانبيه التنمية والرخاء ولا يكون ذلك بالمشاحنة ورفع الصوت وانعكاس ذلك على ان يكيد بعض الاعضاء لبعضهم المكائد ويهدد البعض للبعض حتى يعودوا بالمجتمع الى المربع الاول الذي امتطى صهوته التأزيم والتحريض وبث الفوضى او العودة الى مجلس يعمل على سن قوانين كثيرة لا يوجد من يراقبها ولا من يضع لها لائحة تنفيذية كي يخرج الى النور وتفرج عن المواطن وتنفخ في عجلة التنمية.
عجيب أمرنا؟!!
كلما قلنا انتهت الازمة
اشتعل التأزيم
وكلما أفل تأزيم
حل أثره تأزيم اكبر
وعجلة الدنيا تدور
ونحن واقفون ينظر بعضنا بعضا ونكيل التهم ونحضر جلسات نستهوي ان نحقق منها شيئاً ونترك اخرى كي لا يحقق فيها هدف ولو كان للصالح العام فانه لا يكون لصالحنا.
وقد اقسمنا ان نحافظ على اموال الدولة ونذود عن حريات الشعب ومصالحه ونؤدي اعمالنا بالامانة والصدق.
والحديث الآخر هو مشاركة اكثر من 40 فرداً من ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة وذويهم الاصحاء في اليوم البحري المفتوح لتنظيف جزء من شاطئ الشويخ في منطقة السلام من النفايات والمخلفات، بهدف دمج المعاقين في المجتمع والمحافظة على البيئة.
جميل ان نسعى جميعا من اجل دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والتحية لكل من يبذل جهدا في مجال الدمج ولا بد ان يكون هذا الدمج دمجاً متواصلاً، ويبدأ من المدرسة اولا ثم المجتمع برعاية من الاسرة حتى يعيش هؤلاء الابناء الاعزاء مع اقرانهم في مدارسهم المنتشرة في ارجاء الوطن وفي جميع مناحي الحياة المختلفة ولا يكون ذلك الا بخطط واضحة المعالم على أسس تربوية ونفسية واجتماعية وصحية حتى يسلك الجميع سبل الدمج سبلاً بنية الأهداف على أسس علمية سليمة.
عزيزي القارئ، اما الذكرى فقد غادرت دنيانا في الاسبوع الماضي ام كريمة من أمهات هذه الديرة الاصيلة.
أفاضت بالأصالة على أبناء لها وقدمت النصح لكثير من بنات هذا المجتمع بما تحفظه من قول كريم فهي تعلمه للآخرين وتشير إليهم بأيد كريمة الى سبيل الخير وطريق الهدى.
إنها هي أم محمد عبدالهادي جمال الكاتب المعروف في مجال التراث والذي اثرى المكتبة الوطنية بكثير من الكتب في مجال النقود والرسائل والطوابع والمقتنيات القديمة وهو رئيس مجلس ادارة الجمعية الكويتية للطوابع والعملات.
اللهم بارك لأم ابي علي في حلول دار البلاء وطول المقامة بين اطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل لها واخلف على اهلها وابنائها واحبابها بالصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه.
اماه قد شاب رأسي وانطوى العمرُ
ولم يزل ملء سمعي صوتك العطرُ
أماه لو أن الجنات موقعها
من تحت رجليك فيما ينقل الخبرُ
فما بصدرك من خير ومن كرم
يظل أكبر مما تحدس الفكرُ
إنا لله وإنا إليه راجعون