حوار / «ممنوع الوقوف... يرصد الكثير من العقد الاجتماعية التي نسعى إلى حلحلتها درامياً»
علي العلي لـ «الراي»: سطوة الدخلاء... تعوق الفن في الخليج
علي العلي
المنتج عامر صبّاح له الفضل الكبير في وجودنا ووصولنا إلى مرتبة التميّز الفني
أمضي إلى الأمام بخطوات ثابتة... والمسيئون لشخصي لا يتبعون سوى ظلي
الفن هو الطريق السريع لتطوير الذات والتغلب على الأوهام
أمضي إلى الأمام بخطوات ثابتة... والمسيئون لشخصي لا يتبعون سوى ظلي
الفن هو الطريق السريع لتطوير الذات والتغلب على الأوهام
المخرج الدرامي تجبره مهنته على الوقوف خلف الكاميرا، ليرصد حركة الأحداث وأداء الممثلين.
لكن المخرج البحريني علي العلي وسَّع دائرة الرصد، هذه المرة، فاتحاً عدسة كاميرته على أقصى اتساعها، كي يلتقط صورة «بانورامية» لحالة الفن في منطقة الخليج برمتها!
«سطوة الدخلاء تعوق الفن في دول الخليج، وتضع العراقيل في طريقه»، يقول العلي، معتبراً أن أزمة الفن ليست كلها من الرقابة.
ولأن هذه ليست مجرد عبارة ارتجالية، بل هي رؤية «شاهد متميز من أهل المهنة»، يتعين على المعنيين جميعاً أن يأخذوا كلامه مأخذ الجد!
«الراي» تحاورت مع العلي، الذي أعد عدته أخيراً لتصوير مسلسله الجديد «ممنوع الوقوف»، كاشفاً عن أن العمل يرصد الكثير من العقد الاجتماعية، وواعداً بأنه، وبصحبته فريق عمله، سيسعون إلى حلحلتها درامياً ووضعها في دائرة الضوء على الشاشة الصغيرة.
العلي تحدث عن هجرة العديد من صنّاع الدراما التلفزيونية إلى مدينة دبي، بحثاً عن «بيئة فنية صحية» لتصوير أعمالهم، عوضاً عن الكويت أو غيرها من البلدان الخليجية، معرجاً على الرقابة، وغيرها من القضايا المتعلقة بالفن والفنانين، كما لم ينسَ العلي في غمرة الحوار الحديث عن شخصه وطموحاته وقدوته في الفن... أما التفاصيل فتأتي في هذه السطور:
? في البداية، نود التعرف على ملامح عملك الدرامي الجديد «ممنوع الوقوف»؟
- هو عمل اجتماعي يتناول قصة جميلة للغاية، تدور أحداثها في بداية الألفية الثالثة، ولها نقلة مقاربة لزماننا الحديث، فالشخصيات الرئيسية تتكون من الأب عبدالرحمن وأبنائه الخمسة، وهم 4 أولاد وبنت، يعمل عبد الرحمن سائقاً لسيارة نقل الموتى، ويفرض على منزله حكم البساطة الشديدة في التعامل مع الحياة. العمل يتضمن الكثير من العقد، التي قد يعيشها كثير منا في حياته اليومية، وبدورنا (أنا وبصحبتي فريق العمل) نحاول حلحلة هذه العقد في إطار تراجيدي عميق أحياناً، وكوميدي في أحيان أخرى من دون توجيه رسائل للمشاهد، فقط علينا أن نؤمن بأن الفن هو الطريق السريع لتطوير الذات والتغلب على كل الأوهام، حيث سنقدم هذه التركيبة من خلال بيت واحد وعائلة واحدة.
? لماذا وقع الاختيارعلى لافتة «ممنوع الوقوف» عنواناً للمسلسل؟
- العنوان طرحه كاتب العمل محمد الكندري، وهو مختزل من قصة العمل، إذ إن القانون السائد في الأحداث يوصلنا إلى هذه اللافتة.
? ومن أبرز الفنانين المشاركين في هذا العمل، وهل سيُعرَض في شهر رمضان المقبل؟
- يضم العمل كوكبة كبيرة من الفنانين الكويتيين والخليجيين، بينهم إبراهيم الحساوي، خالد أمين، حمد العماني، محمد صفر، ليلى عبدالله، رؤى الصبان، عبير أحمد، إلهام علي، فهد باسم ومرعي الحليان، وبالتعاون أيضاً مع فنانين من الإمارات، أما توقيت العرض فسيكون في شهر رمضان المقبل.
? كيف تصف فريق عمل «ممنوع الوقوف»، وأنت في طور التصوير الآن؟
- يعمل تحت يدي فريق رائع ومتمرس، وجميع الأقسام متكاملة، حيث نعمل بروح واحدة وجهد واحد، وسط أجواء أخوية مفعمة بالحيوية والنشاط، بغية إنجاز المسلسل على أكمل وجه، فنحن كما أسلفتُ عائلة واحدة بدءاً من أكبر شخص إلى الأصغر.
? هل لك أن تحدثنا قليلاً عن تجربتك في عملك التلفزيوني الفائت «باب الريح»؟
- قدمت مع الكاتب والسيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد حكاية فانتازية، ربما كان الطرح عند البعض يوصف بالجريء، لكن بالنسبة إلينا هو حالة فنية خالصة قدمت ضمن الضوابط الرقابية، وهو مُجاز رقابياً. أعتز كثيراً بهذا العمل لما يشكل من وجه جديد للطرح الدرامي، وبالرغم من الصعوبات التي واجهتنا من أطراف متعددة، فإننا استطعنا تذليلها، وهو ما ظهر من خلال المحصلة النهائية التي ظهر بها العمل وهذا هو الأهم.
? هل تعتقد أن العمل أخذ حقه ونال نصيبه من النجاح؟
- النجاح يعتمد على ركائز عديدة في العمل الدرامي، ولعل مزاجية القنوات هي المتسبب الأول في الحكم على العمل بالنجاح أو الفشل.
? ما أهم الأعمال التي قدمتها في مشوارك؟
- في مسيرتي الفنية كمخرج 9 أعمال درامية، وأعتز كثيراً بعملنا الأول «على موتها أغني»، فهو الابن البكر بالنسبة إلينا.
? مَن أفضل الفنانين الذين تعاملت معهم؟
- كثيرون، بدءاً بالفنانين الكبيرين سعد الفرج وسعاد عبدالله، برغم أن عملي معها كان في فترة عدم النضج الفني بالنسبة إليّ، بالإضافة إلى الفنان الصديق إبرهيم الحساوي، والنجوم الآخرين أمثال خالد أمين وحمد العماني وعلي كاكولي، إلى جانب النجم العربي منذر الرياحنة.
? لماذا تكتفي بتصوير عمل واحد في العام؟
- طريقة عملنا هي التأسيس لمشاريعنا منذ البداية، من كتابة النصوص إلى اختيار الشكل والجو العام للعمل الدرامي وتحديد الأدوات والعناصر المناسبة لكل عمل، لأننا نعمل من أجل أنفسنا في الدرجة الأولى، فإذا كنا قانعين بما نقدم من دواخلنا عندها نثق بأننا سنبلغ ما نطمح إليه، وهذا يكلف جهداً مضاعفاً ومرهقاً على مدى كل موسم، فبالتأكيد لا يسع المجال أكثر من عمل في الموسم.
? قدمتَ العديد من الأعمال التلفزيونية، لكن تبدو أعمالك السينمائية محدودة للغاية، فما السبب؟
- لا بد من الحديث هنا عن فكرة بسيطة. فبالنسبة إليّ، ليس لدي تصنيف في أعمالنا بأنها تلفزيونية أو سينمائية، بل إنني دائماً ما أبحث عن عمق السينما في الدراما، أو يمكننا القول إنني أبحث عن السبيل الأنسب للوصول إلى العرض على القنوات العربية. أدواتنا وعناصرنا تركيبة مصغرة للعمل السينمائي الكامل، وإذا ما أردت تقديم عمل يرضي قدراتنا، فلا بد من توافر عامل الوقت الكافي للتصوير والتكلفة الإنتاجية الكاملة والاختيار المناسب للنص والسيناريو. ولكي نصل إلى ذلك نحن في حاجة إلى إيجاد مخطط متوازن بين عوامل المال والوقت والفكرة، فلا بد من تغيير نهج الحكم على إنجاز عمل ما في عدد أيام متعارف عليه لدى جميع المنتجين، فلكل عمل ظروفه ومتطلباته. وفي رأيي أن الشكل المناسب في الخليج هو المأخوذ به عالمياً وهو الأصح، وهو تقسيم العمل الواحد إلى مواسم عديدة، وبذلك ستتغير فكرة العرض من تكدس الأعمال في شهر واحد إلى إعطاء كل عمل حقه في العرض، وبهذا أعتقد أننا سنسير على البيئة الفنية الصحيحة لإنتاج يثري الساحة بأعمال رائعة، مع الأخذ بالنظر أن يُجمع المخرجون على هذا الأسلوب مع علمي المسبق بأن بعض المخرجين لا يحملون هذا الهم، لأنه لا يوفي بمداخيل مالية بالنسبة إليهم، أو لأنهم يفتقدون الرؤية الفنية نظراً لحرصهم على إنجاز العمل في أقل أيام ممكنة، وذلك لكي يثبتوا أنهم يوفرون على المنتج الكثير من المال. ولذا تنجح أعمالهم بنسبة مؤقتة، ولا تشاهدها بعد سنوات.
? ما سر هجرة أغلب صانعي الدراما التلفزيونية في الآونة الأخيرة من الكويت وبقية دول الخليج إلى دبي لتصوير أعمالهم؟
- يمكنني الإجابة عن هذا التصور بشكل محدد، فالإجابة الكاملة تؤخذ من المعنيين، ولكن يمكنني القول إن دبي احتضنت الأعمال في هذه الفترة وعملت على تذليل وتسهيل إجازة النصوص والتصاريح الشاملة، وإنشاء بيئة فنية صحية للعمل، أضحت بهذا الشكل تجذب جميع الأعمال الفنية. دبي مدينة عالمية تبحث دائماً عن التطور، لذلك هي توفر كل شيء.
? هل يحتاج الكتّاب والمخرجون الخليجيون إلى أفق أوسع، والحصول على الضوء الأخضر من الرقابة الفنية لمناقشة قضايا حساسة وشديدة الخطورة؟
- لدينا ما يكفي من الأفق، ما يجري هو تسلط الدخلاء على الفن وبسط سطوتهم عليه، وهو ما سيعوق عجلة النمو للحركة الفنية.
? شكلتَ مع الكاتب حسين المهدي ثنائياً ناجحاً في الكثير من الأعمال، فما أوجه الشبه بينكما؟
- الإخلاص في العمل، والتقارب الفكري والفني، وحمل الهموم ذاتها هو ما جعلنا نقدم أعمالاً بالغة الأهمية.
? متى تعود الساحة الفنية في مملكة البحرين إلى سابق عهدها وازدهارها؟
- إذا تشارك الجميع في توحيد الجهود وإعطاء الفرص وعودة الثقة المفقودة في المجال الدرامي، مع منح كل فنان حقه، ودعمه وحفزه على إنتاج المزيد، والاعتبار بأن الفن إحدى أهم ركائز الاقتصاد لكل بلد، فنحن لدينا في البحرين قيادة رشيدة محبة للفن بشكل كبير، ولديهم توجه صادق لدخول مرحلة جديدة من إنتاج الأعمال الفنية، و لا بد أن نذكر هنا أن عملنا «باب الريح» أعاد النبض إلى الساحة الدرامية في بلدي البحرين، ففي هذا الموسم ستزخر الساحة البحرينية بأهم الأعمال الخليجية الكبيرة التي ستصور قريباً.
? من الملهم الأول للمخرج علي العلي؟
- ملهمي دائماً هو الذي يقف بجانبي، وهو المعلم والمؤسس لي ولفريقي، رجل الأعمال خريج المدرسة السينمائية الفرنسية البحريني عمران الموسوي، فهو الذي آمن بنا وفتح لنا الباب، وشجعنا على الاستمرار والتطور، وكان ولا يزال يقف بالقرب منا، ولا أنسى المنتج الكبير عامر صبّاح الذي عشنا النجاح معه على مدى السنين الماضية، إذ يُعتبر المساهم الأكبر في وجودنا على الساحة الفنية ووصولنا إلى مرتبة التميز.
? من مثلك الأعلى في الإخراج؟
- المخرج العربي البارع شوقي الماجري.
? مخرج عالمي تحرص على متابعة أعماله؟
- المخرج والفنان العالمي ميل غيبسون.
? ما أقصى طموحك في الفن؟
- حبنا وإخلاصنا لعملنا هو مبدأ ربتنا عليه بيئتنا التي ولدنا من رحمها، ولسنا في حاجة إلى من يزايد على مهنيتنا وأسلوبنا في تحديد هوية مشاريعنا، وهذه ليست وجهة نظر... بل قرار نمضي عليه دائماً، طموحنا غير ثابت، لأن الفنان لا يعيش حالة واحدة ولا يستقر على طريق بعينه، نحن مغامرون بشكل كبير، نعيش التفاصيل الصغيرة، نبحث عن العمق في تكوين أطروحاتنا الفنية.
? هل أنت راضٍ عما حققته من شهرة ونجاح لغاية الآن؟
- الشهرة والنجاح دافع نسبي للاستمرار، لكن الأهم هو ما يكمن داخل الفنان من صراع البحث نحو الأفضل والأنجع دائماً.
? ما العقبات التي واجهتك في مشوارك؟
- هي ليست عقبات، بل أن تعمل وضميرك الحي معك سترى الكون كله مفتوحاً أمامك، وبرغم ازدياد المسيئين إليّ بشكل شخصي إلا أنني أنظر دائماً إلى الأمام وأترك لهم مهمة الانشغال بما يريدون، وهم لا يتبعون إلا ظلي، لا أقف مكسوراً إلا عند من أعتبرهم جزءاً مني.
? بعيداً عن الفن وعدسات الكاميرات، ما صفاتك وطباعك خارج موقع التصوير؟
- بسيط جداً في التعامل مع المجتمع المحيط بي، أعيش حياتي بكل سلام، محبٌ للخير، وأملك في قلبي حب أشخاص يكبرونني بضعف سني، أبقى في محيطهم دائماً وأستفيد من حكاياتهم.
? ما هواياتك الأخرى؟
- أملك اسطبلاً تجتمع فيه كل الأطياف، وبه أهم أنواع الخيل العربية الأصيلة.
? ما سبب تعلقك الشديد بالدراجات النارية؟
- لأنها متنفسي الذي يجعلني أنسى هموم عملي ومشاكل الحياة.
لكن المخرج البحريني علي العلي وسَّع دائرة الرصد، هذه المرة، فاتحاً عدسة كاميرته على أقصى اتساعها، كي يلتقط صورة «بانورامية» لحالة الفن في منطقة الخليج برمتها!
«سطوة الدخلاء تعوق الفن في دول الخليج، وتضع العراقيل في طريقه»، يقول العلي، معتبراً أن أزمة الفن ليست كلها من الرقابة.
ولأن هذه ليست مجرد عبارة ارتجالية، بل هي رؤية «شاهد متميز من أهل المهنة»، يتعين على المعنيين جميعاً أن يأخذوا كلامه مأخذ الجد!
«الراي» تحاورت مع العلي، الذي أعد عدته أخيراً لتصوير مسلسله الجديد «ممنوع الوقوف»، كاشفاً عن أن العمل يرصد الكثير من العقد الاجتماعية، وواعداً بأنه، وبصحبته فريق عمله، سيسعون إلى حلحلتها درامياً ووضعها في دائرة الضوء على الشاشة الصغيرة.
العلي تحدث عن هجرة العديد من صنّاع الدراما التلفزيونية إلى مدينة دبي، بحثاً عن «بيئة فنية صحية» لتصوير أعمالهم، عوضاً عن الكويت أو غيرها من البلدان الخليجية، معرجاً على الرقابة، وغيرها من القضايا المتعلقة بالفن والفنانين، كما لم ينسَ العلي في غمرة الحوار الحديث عن شخصه وطموحاته وقدوته في الفن... أما التفاصيل فتأتي في هذه السطور:
? في البداية، نود التعرف على ملامح عملك الدرامي الجديد «ممنوع الوقوف»؟
- هو عمل اجتماعي يتناول قصة جميلة للغاية، تدور أحداثها في بداية الألفية الثالثة، ولها نقلة مقاربة لزماننا الحديث، فالشخصيات الرئيسية تتكون من الأب عبدالرحمن وأبنائه الخمسة، وهم 4 أولاد وبنت، يعمل عبد الرحمن سائقاً لسيارة نقل الموتى، ويفرض على منزله حكم البساطة الشديدة في التعامل مع الحياة. العمل يتضمن الكثير من العقد، التي قد يعيشها كثير منا في حياته اليومية، وبدورنا (أنا وبصحبتي فريق العمل) نحاول حلحلة هذه العقد في إطار تراجيدي عميق أحياناً، وكوميدي في أحيان أخرى من دون توجيه رسائل للمشاهد، فقط علينا أن نؤمن بأن الفن هو الطريق السريع لتطوير الذات والتغلب على كل الأوهام، حيث سنقدم هذه التركيبة من خلال بيت واحد وعائلة واحدة.
? لماذا وقع الاختيارعلى لافتة «ممنوع الوقوف» عنواناً للمسلسل؟
- العنوان طرحه كاتب العمل محمد الكندري، وهو مختزل من قصة العمل، إذ إن القانون السائد في الأحداث يوصلنا إلى هذه اللافتة.
? ومن أبرز الفنانين المشاركين في هذا العمل، وهل سيُعرَض في شهر رمضان المقبل؟
- يضم العمل كوكبة كبيرة من الفنانين الكويتيين والخليجيين، بينهم إبراهيم الحساوي، خالد أمين، حمد العماني، محمد صفر، ليلى عبدالله، رؤى الصبان، عبير أحمد، إلهام علي، فهد باسم ومرعي الحليان، وبالتعاون أيضاً مع فنانين من الإمارات، أما توقيت العرض فسيكون في شهر رمضان المقبل.
? كيف تصف فريق عمل «ممنوع الوقوف»، وأنت في طور التصوير الآن؟
- يعمل تحت يدي فريق رائع ومتمرس، وجميع الأقسام متكاملة، حيث نعمل بروح واحدة وجهد واحد، وسط أجواء أخوية مفعمة بالحيوية والنشاط، بغية إنجاز المسلسل على أكمل وجه، فنحن كما أسلفتُ عائلة واحدة بدءاً من أكبر شخص إلى الأصغر.
? هل لك أن تحدثنا قليلاً عن تجربتك في عملك التلفزيوني الفائت «باب الريح»؟
- قدمت مع الكاتب والسيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد حكاية فانتازية، ربما كان الطرح عند البعض يوصف بالجريء، لكن بالنسبة إلينا هو حالة فنية خالصة قدمت ضمن الضوابط الرقابية، وهو مُجاز رقابياً. أعتز كثيراً بهذا العمل لما يشكل من وجه جديد للطرح الدرامي، وبالرغم من الصعوبات التي واجهتنا من أطراف متعددة، فإننا استطعنا تذليلها، وهو ما ظهر من خلال المحصلة النهائية التي ظهر بها العمل وهذا هو الأهم.
? هل تعتقد أن العمل أخذ حقه ونال نصيبه من النجاح؟
- النجاح يعتمد على ركائز عديدة في العمل الدرامي، ولعل مزاجية القنوات هي المتسبب الأول في الحكم على العمل بالنجاح أو الفشل.
? ما أهم الأعمال التي قدمتها في مشوارك؟
- في مسيرتي الفنية كمخرج 9 أعمال درامية، وأعتز كثيراً بعملنا الأول «على موتها أغني»، فهو الابن البكر بالنسبة إلينا.
? مَن أفضل الفنانين الذين تعاملت معهم؟
- كثيرون، بدءاً بالفنانين الكبيرين سعد الفرج وسعاد عبدالله، برغم أن عملي معها كان في فترة عدم النضج الفني بالنسبة إليّ، بالإضافة إلى الفنان الصديق إبرهيم الحساوي، والنجوم الآخرين أمثال خالد أمين وحمد العماني وعلي كاكولي، إلى جانب النجم العربي منذر الرياحنة.
? لماذا تكتفي بتصوير عمل واحد في العام؟
- طريقة عملنا هي التأسيس لمشاريعنا منذ البداية، من كتابة النصوص إلى اختيار الشكل والجو العام للعمل الدرامي وتحديد الأدوات والعناصر المناسبة لكل عمل، لأننا نعمل من أجل أنفسنا في الدرجة الأولى، فإذا كنا قانعين بما نقدم من دواخلنا عندها نثق بأننا سنبلغ ما نطمح إليه، وهذا يكلف جهداً مضاعفاً ومرهقاً على مدى كل موسم، فبالتأكيد لا يسع المجال أكثر من عمل في الموسم.
? قدمتَ العديد من الأعمال التلفزيونية، لكن تبدو أعمالك السينمائية محدودة للغاية، فما السبب؟
- لا بد من الحديث هنا عن فكرة بسيطة. فبالنسبة إليّ، ليس لدي تصنيف في أعمالنا بأنها تلفزيونية أو سينمائية، بل إنني دائماً ما أبحث عن عمق السينما في الدراما، أو يمكننا القول إنني أبحث عن السبيل الأنسب للوصول إلى العرض على القنوات العربية. أدواتنا وعناصرنا تركيبة مصغرة للعمل السينمائي الكامل، وإذا ما أردت تقديم عمل يرضي قدراتنا، فلا بد من توافر عامل الوقت الكافي للتصوير والتكلفة الإنتاجية الكاملة والاختيار المناسب للنص والسيناريو. ولكي نصل إلى ذلك نحن في حاجة إلى إيجاد مخطط متوازن بين عوامل المال والوقت والفكرة، فلا بد من تغيير نهج الحكم على إنجاز عمل ما في عدد أيام متعارف عليه لدى جميع المنتجين، فلكل عمل ظروفه ومتطلباته. وفي رأيي أن الشكل المناسب في الخليج هو المأخوذ به عالمياً وهو الأصح، وهو تقسيم العمل الواحد إلى مواسم عديدة، وبذلك ستتغير فكرة العرض من تكدس الأعمال في شهر واحد إلى إعطاء كل عمل حقه في العرض، وبهذا أعتقد أننا سنسير على البيئة الفنية الصحيحة لإنتاج يثري الساحة بأعمال رائعة، مع الأخذ بالنظر أن يُجمع المخرجون على هذا الأسلوب مع علمي المسبق بأن بعض المخرجين لا يحملون هذا الهم، لأنه لا يوفي بمداخيل مالية بالنسبة إليهم، أو لأنهم يفتقدون الرؤية الفنية نظراً لحرصهم على إنجاز العمل في أقل أيام ممكنة، وذلك لكي يثبتوا أنهم يوفرون على المنتج الكثير من المال. ولذا تنجح أعمالهم بنسبة مؤقتة، ولا تشاهدها بعد سنوات.
? ما سر هجرة أغلب صانعي الدراما التلفزيونية في الآونة الأخيرة من الكويت وبقية دول الخليج إلى دبي لتصوير أعمالهم؟
- يمكنني الإجابة عن هذا التصور بشكل محدد، فالإجابة الكاملة تؤخذ من المعنيين، ولكن يمكنني القول إن دبي احتضنت الأعمال في هذه الفترة وعملت على تذليل وتسهيل إجازة النصوص والتصاريح الشاملة، وإنشاء بيئة فنية صحية للعمل، أضحت بهذا الشكل تجذب جميع الأعمال الفنية. دبي مدينة عالمية تبحث دائماً عن التطور، لذلك هي توفر كل شيء.
? هل يحتاج الكتّاب والمخرجون الخليجيون إلى أفق أوسع، والحصول على الضوء الأخضر من الرقابة الفنية لمناقشة قضايا حساسة وشديدة الخطورة؟
- لدينا ما يكفي من الأفق، ما يجري هو تسلط الدخلاء على الفن وبسط سطوتهم عليه، وهو ما سيعوق عجلة النمو للحركة الفنية.
? شكلتَ مع الكاتب حسين المهدي ثنائياً ناجحاً في الكثير من الأعمال، فما أوجه الشبه بينكما؟
- الإخلاص في العمل، والتقارب الفكري والفني، وحمل الهموم ذاتها هو ما جعلنا نقدم أعمالاً بالغة الأهمية.
? متى تعود الساحة الفنية في مملكة البحرين إلى سابق عهدها وازدهارها؟
- إذا تشارك الجميع في توحيد الجهود وإعطاء الفرص وعودة الثقة المفقودة في المجال الدرامي، مع منح كل فنان حقه، ودعمه وحفزه على إنتاج المزيد، والاعتبار بأن الفن إحدى أهم ركائز الاقتصاد لكل بلد، فنحن لدينا في البحرين قيادة رشيدة محبة للفن بشكل كبير، ولديهم توجه صادق لدخول مرحلة جديدة من إنتاج الأعمال الفنية، و لا بد أن نذكر هنا أن عملنا «باب الريح» أعاد النبض إلى الساحة الدرامية في بلدي البحرين، ففي هذا الموسم ستزخر الساحة البحرينية بأهم الأعمال الخليجية الكبيرة التي ستصور قريباً.
? من الملهم الأول للمخرج علي العلي؟
- ملهمي دائماً هو الذي يقف بجانبي، وهو المعلم والمؤسس لي ولفريقي، رجل الأعمال خريج المدرسة السينمائية الفرنسية البحريني عمران الموسوي، فهو الذي آمن بنا وفتح لنا الباب، وشجعنا على الاستمرار والتطور، وكان ولا يزال يقف بالقرب منا، ولا أنسى المنتج الكبير عامر صبّاح الذي عشنا النجاح معه على مدى السنين الماضية، إذ يُعتبر المساهم الأكبر في وجودنا على الساحة الفنية ووصولنا إلى مرتبة التميز.
? من مثلك الأعلى في الإخراج؟
- المخرج العربي البارع شوقي الماجري.
? مخرج عالمي تحرص على متابعة أعماله؟
- المخرج والفنان العالمي ميل غيبسون.
? ما أقصى طموحك في الفن؟
- حبنا وإخلاصنا لعملنا هو مبدأ ربتنا عليه بيئتنا التي ولدنا من رحمها، ولسنا في حاجة إلى من يزايد على مهنيتنا وأسلوبنا في تحديد هوية مشاريعنا، وهذه ليست وجهة نظر... بل قرار نمضي عليه دائماً، طموحنا غير ثابت، لأن الفنان لا يعيش حالة واحدة ولا يستقر على طريق بعينه، نحن مغامرون بشكل كبير، نعيش التفاصيل الصغيرة، نبحث عن العمق في تكوين أطروحاتنا الفنية.
? هل أنت راضٍ عما حققته من شهرة ونجاح لغاية الآن؟
- الشهرة والنجاح دافع نسبي للاستمرار، لكن الأهم هو ما يكمن داخل الفنان من صراع البحث نحو الأفضل والأنجع دائماً.
? ما العقبات التي واجهتك في مشوارك؟
- هي ليست عقبات، بل أن تعمل وضميرك الحي معك سترى الكون كله مفتوحاً أمامك، وبرغم ازدياد المسيئين إليّ بشكل شخصي إلا أنني أنظر دائماً إلى الأمام وأترك لهم مهمة الانشغال بما يريدون، وهم لا يتبعون إلا ظلي، لا أقف مكسوراً إلا عند من أعتبرهم جزءاً مني.
? بعيداً عن الفن وعدسات الكاميرات، ما صفاتك وطباعك خارج موقع التصوير؟
- بسيط جداً في التعامل مع المجتمع المحيط بي، أعيش حياتي بكل سلام، محبٌ للخير، وأملك في قلبي حب أشخاص يكبرونني بضعف سني، أبقى في محيطهم دائماً وأستفيد من حكاياتهم.
? ما هواياتك الأخرى؟
- أملك اسطبلاً تجتمع فيه كل الأطياف، وبه أهم أنواع الخيل العربية الأصيلة.
? ما سبب تعلقك الشديد بالدراجات النارية؟
- لأنها متنفسي الذي يجعلني أنسى هموم عملي ومشاكل الحياة.