«السوق اليوم... بصرة»

u0644u0627u0639u0628 u0645u0646u062au062eu0628 u0627u0644u0639u0631u0627u0642 u0639u0644u0627u0621 u0623u062du0645u062f u0645u062au0648u0633u0637u0627u064b u0627u0644u0632u0645u064au0644 u062du0633u064au0646 u0627u0644u0645u0637u064au0631u064a u0648u0645u062fu064au0631 u0646u0627u062fu064a u0627u0644u0645u064au0646u0627u0621 u0641u064a u0644u0642u0637u0629 u0645u0646 u0627u0644u0639u0627u0645 2003
لاعب منتخب العراق علاء أحمد متوسطاً الزميل حسين المطيري ومدير نادي الميناء في لقطة من العام 2003
تصغير
تكبير
البصرة ثالث أكبر مدن العراق، ملتقى نهري دجلة والفرات وبينهما شط العرب.

مدينة تاريخية لها صولاتها وجولاتها في مختلف الميادين، وكانت محطة توريد الغذاء والماء العذب الى الكويت في الماضي.

ارتبط بها الشعب الكويتي منذ القدم، فكرياً وحضارياً وعلمياً وسياحياً، فإذا أراد أحدهم أن يعبر عن رضاه في أي شأن أقتصادي في الكويت، يقول «السوق اليوم بصرة»، تعبيراً عن خير المدينة التي كانت تعتبر مصدر رزق للجميع.

اليوم بات بإمكان «العرباوية» الرد على كل من يسألهم عن أحوال فريق كرة القدم، بالقول: «الفريق بصرة»، تعبيراً عن انضمام النجم الدولي علي حصني، القادم من نادي الميناء، أقدم الاندية العراقية في البصرة الى «القلعة الخضراء».

علي حصني (22 عاماً)، نجم عراقي لا يشق له غبار في صفوف منتخب «أسود الرافدين»، مهاجم نجحت إدارة العربي في ضمه لمدة خمسة أشهر قابلة للتجديد.

البصرة، المدينة العريقة تعرضت لأبشع الجرائم على مر التاريخ القديم والحديث، آخرها على يد الطاغية المقبور صدام حسين الذي حولها ثكنة عسكرية، خلال حروبه الطويلة مع دول الجوار، وكانت هي نهاية حكمه الديكتاتوري في العام 2003.

عندما وقّع العربي مع حصني عادت بي الذكريات الى العام 2003، لحظة سقوط الطاغية صدام حسين، حين قررت وزميلي ورفيق دربي في المسيرة الصحافية في «الراي» حسين المطيري، أن نخوض مغامرة صحافية رياضية غير مسبوقة وحافلة بالمخاطر، واجراء تحقيق عن نادي الميناء البصراوي، بعد سلسلة طويلة من الحروب على أرض البصرة، على مدى عقود من الزمن.

إجراءات معقدة قبل التوجه الى البصرة، وصلت أحياناً صعوبتها الى تسليمنا بضرورة العودة الى الكويت، لكن اصرارنا على خوضها جعلنا نتمسك بالأمل.

وبالفعل غادرنا الى البصرة من دون أن يعلم أحد من المقربين، خشية رفضهم، خاصة وأن الاجواء المحيطة بتلك المدينة كانت تنذر بالخطورة.

تحركنا صباحاً في سيارة زميلي حسين الذي وضع علامة وشعار التحالف على زجاج المركبة كي يسمح لنا بعبور نقاط التفتيش الاميركية.

وبعد ساعتين من الزمن، وجدنا أنفسنا في قلب المدينة التي كانت شبه مدمرة الشوارع والمنازل، ولم يبق من نخليها الشامخ سوى البقايا التي آثرت الحفاظ على ما تبقى من تاريخ.

بعد السؤال، جرى تحديد موقع نادي الميناء. بلغنا المكان المرصود ولحظة دخولنا اليه، لم نصدق ما شاهدناه من دمار شامل لهذه المؤسسة الرياضية التاريخية. فقد حولها نظام صدام الى ثكنة عسكرية بالكامل، وأصبح مستطيلها الأخضر عبارة عن موقع عسكري بكل ما للكلمة من معنى، إذ جرى زرع آلية عسكرية في كل ركن من اركانه.

تفاجأنا ونحن نسير داخل أروقة النادي برجل بدا عليه الحزن والألم، وقد أعرب عن سعادته بوجودنا. عرّف عن نفسه، فإذ بإسمه يقع علينا كالصاعقة. كان النجم الدولي العراقي السابق علاء أحمد.

لم يخف علاء حزنه إزاء ما حدث للعراق عموماً ورياضتها خصوصاً، وعادت به الذاكرة الى مباريات الكويت والعراق، ونجوم «الأزرق» في «العصر الذهبي» جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وعبدالعزيز العنبري وفتحي كميل وغيرهم، لدرجة أن عينيه أدمعتا.

لحظات أليمة وحزينة عشناها مع هذا النجم الدولي الذي كشف ان شقيقه الدولي الآخر هادي أحمد هجر بلده منذ زمن بعيد بسبب الظروف الأمنية الصعبة إبان الحكم السابق.

انتهت الجولة الميدانية مع هذا النجم، وحان وقت العودة الى الكويت مع خط سير محفوف بالمخاطر.

ما ان وصلنا الى الحدود حتى بادرنا رجل الأمن بسؤال: هل تعرضتم لإطلاق النار في الطريق؟

لقد اكتشفنا للتو بأن من سبقنا بوقت قصير تعرض لهجوم ناري.

البصرة اليوم لم تعد كما كانت عندما قمنا بزيارتها، فقد عاد نادي الميناء لينبض بالحياة مجددا، وها هو يصدّر محترفين من وزن ثقيل أمثال... علي حصني.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي