تعرَّض لهجوم ديني وبرلماني مصري... والقراصنة سرقوا نسخ الفيلم

نار المشاكل تُلاحق... «مولانا»!

u0645u0644u0635u0642 u0641u064au0644u0645 u00abu0645u0648u0644u0627u0646u0627u00bb
ملصق فيلم «مولانا»
تصغير
تكبير
عمرو سعد لـ «الراي»: الفيلم نقطة تحوّل في حياتي الفنية

نائب يتهم الفيلم بازدراء الأئمة والزي الأزهري

السلفيون كالوا السباب لصُنّاعه... وطالبوا بوقف عرضه
«مولانا»... لا يتوقف عن إثارة المشاكل! فهل تحترق «عباءته» من شررها؟

فمنذ إعلان بدء التصوير لفيلم «مولانا» للمخرج المصري مجدي أحمد علي، والمأخوذ عن رواية الكاتب الصحافي المصري إبراهيم عيسي، لم يتوقف سيل الإثارة والإشاعات والمطاردات والمواجهات التي تعرّض لها الفيلم.


ولم تكد تنطلق عروض الفيلم المثير للجدل في صالات السينما المصرية - قبل أيام قليلة - حتى تصاعدت المطاردات الدينية والبرلمانية المطالبة بوقف عرضه.

ولأن قيادات وعناصر التيارات الدينية لا يروقها كثيراً فكر الكاتب إبراهيم عيسي الذي يرونه متحرراً، كان من الطبيعي أن يكون الفيلم السينمائي عرضة لسهام النقد والاتهام بعدما اعتبروا أنه يتناول «فكراً متطرفاً» ويتسبب في «تشويه الدين الإسلامي» (وفقاً لرأيهم). ومنذ شرع فريق الفيلم في تصويره، لاحقت الانتقادات وحملات الترهيب بطل الفيلم الفنان عمرو سعد على فضاء «السوشال ميديا»، ومن جانب «الكتائب الإلكترونية» للتيارات الإسلامية المختلفة، غير أن سعد تجاهل كل هذه التهديدات، واستمر في تصوير الفيلم، خصوصاً أنه مقتنع بالفكرة والشخصية التي يجسدها، وهي شخصية الداعية حاتم الشناوي التي يؤكد دائماً أنه جسدها بشكل مستقيم، فلم يخرج عن الخط المرسوم للشخصية، فلم يجنح لا ناحية التطرف، ولا ناحية المثالية، ولكنه حاول إظهار فكر ديني متسامح وعقلاني، مؤكداً أنه يحاول من خلال هذا العمل تنوير الوعي حول أهمية تجديد الخطاب الديني والتسامح مع الآخر المختلف وتقبله بلا ضغينة.

وامتداداً لهذا السياق، لم يكد شريط «مولانا» يجد طريقه إلى شاشات العرض، حتى تعددت منابر مواجهته، سواء عبر «السوشال ميديا» أو المواقع الإعلامية، أو حتى تحت قبة البرلمان المصري عبر طلبات الإحاطة التي تطالب بوقف عرضه، بمزاعم أنه يشوّه صورة الأئمة، غير أن فريق العمل لم يلتفت إلى هذه الدعوات أيضاً. وطالب أحد نواب البرلمان بوقف عرض الفيلم، تحت دعوى أنه يسيء إلى الزي الأزهري والدعاة، خصوصاً أئمة المساجد. كما طالبت قيادات سلفية بوقف عرضه، وكالت السباب لصُناعه.

في المقابل، اعتبر مخرج الفيلم مجدي أحمد علي، في تصريح لـ «الراي»، مثل هذه المناوشات والدعوات والمواجهات دليلاً على نجاح العمل وتوصيل الفكرة بالشكل الذي يرغب فيه، فيما صرّح بطل الفيلم عمرو سعد لـ «الراي» بالقول: «فيلم (مولانا) يُعد نقطة تحول بالنسبة إليّ، حيث تمكنتُ من تغيير جلدي لتقديم عمل مهم ويحمل رسالة وفكرة، مُفادها أن الترهيب والصوت العالي ليسا من أنماط الدعوة، وليسا من سمات الداعية، بل على العكس تماماً فإن الإسلام الوسطي هو دين تسامح ومحبة، ولهذا فإن الفيلم يزيح الستار عن أفكار كثيرة مغلوطة».

وتابع سعد: «انتشرت أخيراً بين صفوف الناس محاولات التفريق بينهم، لذلك فإن الفيلم يوجه رسالة مهمة، وهي أن الخطاب الديني لا بد أن يربط صفوف الأمة بعضها ببعض، وعلى كل طائفة أن تتقبل الآخر وتتعايش معه، كما يتطرق الفيلم إلى جزئية مهمة، وهي أنه إذا ارتد شخص عن دينه فهو أمر نفسي لا بد من التعامل معه بكل عقلانية وبلا أي عنف»، ولافتاً إلى «أن اختلاط الدين بالسياسة واستخدامه كوسيلة للوصول إلى الحكم قد يتسبب في تدمير دولة بأكملها».

وعن حضور «الزعيم» عادل إمام للعرض الخاص، أكد سعد أن هذا شرف كبير له حضور نجم كبير مثل «الزعيم»، وأكد أنه صاحب «الباع الأوسع» في إزاحة الستار عن الجماعات الإرهابية المتطرفة في مجمل أعماله السينمائية، مذكراً بفيلميه «الإرهابي» و«طيور الظلام»، ومشيراً إلى أنه يتعلم منه حتى هذه اللحظة، ومتابعاً «أن إشادة الزعيم بالفيلم أكبر نجاح له».

غير أن الاعتراضات لم تكن هي الأزمة الوحيدة لـ «مولانا»، ولكنه تعرّض للقرصنة كذلك، حيث تعرضت نسخة الفيلم للسرقة على يد قراصنة الإنترنت، الأمر الذي دفع المخرج مجدي أحمد علي إلى مطالبة الجهات المختصة وجهاز المصنفات الفنية بتفعيل القوانين المقاومة لسرقة الأفلام، باعتبارها إحدى الوسائل التي تسهم في الحد من هذه الظاهرة، خصوصاً أن هذه القرصنة تكبّد فريق العمل أموالاً طائلة وتهدر الجهود والإبداع، وتلقي به أدراج الرياح.

والسؤال الذي ستكشف عن إجابته الأيام المقبلة هو ما إذا كان «مولانا» سيستطيع مقاومة التحديات، ويواصل عروضه على شاشات السينما، أم أن نيران المشاكل يمكن أن تلحق بعباءته!

يُذكر أن الفيلم من بطولة عمرو سعد ودرة وريهام حجاج وبيومي فؤاد وإيمان العاصي، ومن تأليف وإخراج مجدي أحمد علي. وتدور أحداثه حول الشيخ حاتم الشناوي، المتزوج من أميمة ولديه ابن يُدعى حسن، الذي يصاب بسكتة دماغية إثر إصابته في حمام السباحة، فيلتفت الشيخ حاتم لعمله كداعية وإمام في المسجد، ويتطور عمله بعد ذلك في المجال التلفزيوني كداعية ينشر التسامح والمحبة، ويحارب التطرف والفكر المتعصب البعيد كل البعد عن قيم الدين الإسلامي الوسطي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي