عرض الفيلم في المدرسة القبلية بالتعاون مع «نادي السينما»

«ستوديو الأربعاء» يعيد اكتشاف «بيروت الغربية»

تصغير
تكبير
اللبنانيون شعب عاشق للحياة يرشفون منها حتى الثمالة، ويلونونها بحبهم وشغفهم ويضفون عليها من روحهم الجميلة دائماً. هذه القراءة الجديدة ـ القديمة قدمها أستوديو الأربعاء الذي عرض فيلم «بيروت الغربية» للمخرج زياد دويري، بالتعاون مع نادي الكويت للسينما مساء أمس الأول، في سهرة اجتماعية اتسمت بالحميمية شهدت احتفال أعضاء النادي والحضور بعيد ميلاد الكاتبة نهلة زكي، وشارك فيها شعراء جماعة مصر المحروسة أشرف ناجي، عبد الله صبري، الطيب أبو شوشة بقصائدهم، مع عرض موسيقي بديع للفنان محمد عطية.

قدم الفيلم الذي يروي فصلاً من فصول العاصمة بيروت المهندس سعيد المحاميد ونيرفين صفوت، وكان العرض بمثابة إعادة اكتشاف وتقديم قراءة مختلفة للفيلم، الذي تدور أحداثه في بيروت الغربية وتعكس ما صار في بيروت من انقسام جغرافي ومذهبي، حيث بطل الفيلم يعيش في بيروت الغربية التي كان يقطنها المسلمون بموازاة بيروت الشرقية التي كان يقطنها المسيحيون، وكيف كان سكان شطري عاصمة «ست الدنيا» يعامل سكان الشطر الآخر، حيث فساد التخوين والانقسام وانتشار المظاهر المسلحة في الشوارع، إبان الحرب الأهلية المقيتة التي انزلقت إليها.

وبعد الفيلم تطرق الكاتب والصحافي محمد أسد إلى معاناة اللبنانيين في هذه المرحلة، وكيف لمس هذه المعاناة عن قرب أثناء زياراته إلى لبنان، مشيداً بالفيلم وما يجسده من واقع مؤلم أفرزته البيئة اللبنانية بعد خروج الاحتلال الفرنسي وظهور التكتلات السياسية بها، ما أدخل الشعب في حروب أزكتها نار التعصب الديني لكنه طوى هذه الصفحة بعشقه للحياة.

بينما صرف الناقد السينمائي والصحافي عمر فوزي تحليله إلى جوانب متفرقة في الفيلم، أهمها الفكرة العامة «عشق الحياة» وهي سمة في الشعب اللبناني الذي يتعايش مع الأحداث الصعبة ويتمسك بحقه في الحياة في أحلك الظروف، مشيداً بمخرج الفيلم وحرصه على التعبير بالألوان وتأثيرها في الأحداث، معتبراً اللون الأصفر الشاحب الذي غلب على الفيلم يوحي بالضعف ويلائم الأحداث. كما أشاد فوزي بنهاية الفيلم وما تحمله من دلالات وإسقاطات فنية، متطرقاً إلى علاقة المشاهد الموسيقية بالحرب، وكيف زاوج المخرج بين صوت الآلة وصوت الحرب ومشاهدها.

وتوقف الدكتور أسامة عبد الرحمن عند عنوان الفيلم ودلالته في تعميق المأساة، منوها إلى أن المخرج يعلنها صراحة أنه يعرض واقعاً عربياً مؤلما، معتبراً أن من الخطأ تصنيف «بيروت الغربية» على أنه فيلم حرب، مثمناً تضمين المخرج مشاهد عديدة لمفردات الحياة اليومية التي كان يعيشها أبناء لبنان خصوصا في بيروت الغربية، والتركيز على الشباب باعتبارهم الأمل في وحدة الوطن من جديد، ومشهد النهاية الذي كان يبث التفاؤل في النفوس على شاطئ البحر، وما يحمله من رمزية للتجدد والاستمرار وأن الحياة ستستمر. وبعد المداخلات النقدية قام شعراء «المحروسة» بإلقاء قصائدهم احتفالاً بعيد ميلاد الكاتبة نهلة زكي، وقام الفنان محمد عطية بتقديم عرض موسيقي غنائي بديع صوتاً وأداءً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي