تنظم منذ فترة إحدى الفضائيات العربية، حملة ضخمة من اجل الحفاظ على المقدسات العربية، وتطالب الجميع بالوقوف صفا واحدا تجاه اليهود المحتلين، لأنهم «مصخوها» جدا، فقد احتلوا مطابخنا ايضا!
الحملة تحذر الشعب العربي في البراري، والقفار، والمحيطات، والأنهار... من انتهاك إسرائيل لحرمات موائدنا، فقد أكدت إسرائيل والمنظمات الصهيونية، ان الفلافل والحمص أكلتان يهوديتان أما وأبا!
أي والله، هذا ما حصل، لقد تمادى اليهود أكثر، عندما صمتنا، وسيتمادون أكثر، فاليوم يدعون ان الحمص والفلافل يهوديتان، وغدا سيقولون ان الفتوش وورق العنب صهيونيتان، وسيصلون إلى الخليج وسيدعون زورا وبهتانا ان أول من طبخت المجبوس والمموش يهودية، فلا تستبعدون شيئا منهم، فسيزعمون أيضا ان السمبوسة يهودية، وما نجمة داوود إلا سمبوستان!
هذا الصراع المطبخي تراه بوضوح لو سافرت إلى امستردام، حيث تجد مطاعم الفلافل العربية في مقابل اليهودية، وتعرف العربية منها، من خلال الكلمة السرية والسحرية لكل مسافر وهي كلمة «حلال»... طبعا ووفقا للخبرة ستكتشف ان المطاعم العربية يرفعون شعار «حلال»، ويعنون بذلك حلالا عليهم ما يفعلونه بالزبون، فالطعم يجبرك على الرجيم، ونظافتهم ترسلك إلى اقرب مستشفى لغسيل المعدة... ولذلك ستفضل عبور الشارع فورا، إلى اقرب مطعم فلافل يهودي!
حتى لو صح ما سبق فهذا لا يعني التخلي عن مقدساتنا، فيا بني عمي، وأخوالي... لابد من تسيير حملة لرد على هذه المزاعم، فكما يعرف العالم ان البيتزا ايطالية، والهمبرغر اللعين اميركي، والبرياني هندي، والسوشي ياباني، يجب أن يعرفوا ان الفلافل والحمص عربيان حتى النخاع، وانهما أبناء عدنان وقحطان وحمدان!
يدا بيد يا جماهير الأمة، ونبدأ بحملة إعادة الفلافل والحمص إلى عريننا... صحيح ان ثلاثة أرباع فلسطين أصبحت رسميا اسرائيلية وبأربعة شهود عرب، وربعها الباقي يتقاتل عليه بقايا عرب، وصحيح انهم نهبوا الأرض والعرض، والماء والسماء، والقدس والأقصى... ولكن يا قوم أن يصل السيف إلى البطون العربية فهذا مالا ترضاه كرامتنا... ولابد من قمة عربية دفاعا عن الفلافل!
***
كتبت قبل فترة عن محام، ضُرب في شقة مشبوه حتى تورم خداه، وازرقت عيناه - حتى بات مادة لسخرية العاملين في قصر العدل - متصورا ان لجمعية المحامين دورا في حفظ سمعة المهنة والأعضاء... إذا كانت الجمعية غير مهتمة بسمعتها، فلماذا اهتم؟!
جعفر رجب
[email protected]